مَرْتـعٌ ساحِرٌ لِلمُقـامْ
رشيد سوسان - المغرب
Oct, 18 2017
تتَعَطَّل فِيَّ نَشاطُ النَّهارِ!!
أَزحْتُ انْفِرادِي الْكَئِيبَ،
وَكَبَّلتُهُ بِالحِبالْ.
وَأفْرَغتُ مَوْجَ الأَسَى
فِي رِمالِ الصَّحارِي،
نَثرْتُ تَقاسِيم كُلِّ الهُمومْ.
سَريعاً بِوجهِ الرِّياحْ.
وَما إِنْ تَجلّى لِيَ الفِكرُ والكَونُ
بَحراً نَديّاً مِن النّغَماتْ.
وأُفْقاً مَديداً مِن النَّفَحاتْ.
رَميتُ الكِتابَ الحِسابَ على عَجلِ،
وَألقيتُ سِرّيَّ أرقاميَ المُثــقَــلَهْ.
رَمَيتُ كَلام المُرُورِ،
رَميتُ البرامجَ جهراً بهذي الوِهادْ.
وَأَقسَمْتُ أن لا أُطرِّزَ حَرْفِي بِوَشْي الكَلامْ.
وأنْ لا أُسجِّلَ رَسْمِي على غُرفِ الدّردشَهْ.
وَطهّرتُ نفسي، فأصبحتُ أَمْشِي بلا بَرْمَجَهْ.
وشاكَلتُ رُوحي بِما شكّلتْهُ فنونُ الطبيعَهْ.
فتِهتُ، وطُفتُ، وقادتْ مَسِيري سَرايا الحياهْ.
وشيّدتُ قصراً على عاتِيات الجِبالْ.
صَنعتُ لنفسي جَناح المجازْ.
وسُحتُ وحيداً أطيرُ يميناً شمالاً
وجوّاً وبحراً...
أجوبُ السماءَ، السُّفوحَ، السّهولَ، البِحارَ، الضّفافَ، التّلالْ.
رأيتُ أمامي فضاءً قدِ اخْضَرَّ مِن بادِيات الوُجودْ.
تجلّت أمامي تباشيرُ فَيضِ الحَياهْ.
فصوّرتُها مَركباً للسّؤالْ.
وَعُدْتُ لِنفْسِي وقَد طابَ لِي هاهُنا:
مَرْتعٌ ساحِرٌ لِلمُقامْ.