المرجان فـي التراث

خواص طبية وألوان بهية

بثينة جلخي

عرف القدماء المرجان بأنواعه المختلفة، فهو من الأحجار الكريمة الثمينة التي استُخدمت في صناعة الحلي وأدوات الزينة، كما استخدموه كتمائم تعلق في العنق أو الرأس أو الكتف دفعاً للشر وجلباً للخير تقي من العين والسحر. وقد برع الصينيون في صنع لوحات رائعة استعملوا فيها أشكالاً غريبة من أغصان المرجان، لتمثيل الزخارف والأشكال البشرية الرشيقة.
 

وفي يومنا هذا يعتقد البعض أن المرجان من أقوى الأحجار امتصاصاً للطاقة السلبية، فبما أنه نبات بحري تحجر على مرور الزمن، فهو يمتلك طاقة الحجر وطاقة النبات، بالإضافة لطاقة البحر التي تُعد من الطاقات المريحة للأعصاب.

ورد ذكر المرجان في القرآن الكريم في سورة الرحمن مرتين، مرة مقروناً باللؤلؤ وأخرى مقروناً بالياقوت. قال سبحانه وتعالى: "يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ" وقال: "كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ".

وورد في النصوص الأكادية بالألفاظ: مركانو، مركونو، مركوكو، وذكر أهل اللغة أنّه أعجمي معرَّب وهو ذو أصل يوناني، ويدعى أيضاً بـ "البُسَّد" وهو كلمة فارسيّة تدل على حجر شجري معروف بالمَرْجَان، وفي الدّلالة العلميّة "المرجان Coral" يتكون من معدن الكالسيت CaCO، الذي يشكل الجزء الأساسي من هياكل الحيوانات البحرية.

بحث العلماء العرب في ماهية الجواهر والأحجار الكريمة، وأماكن تواجدها، وأنواع التربة والصخور التي تظهر فيها، وطرق استخراجها، وازداد اهتمامهم بها نظراً لقيمتها من جهة، وطلب ذوو الجاه والسلطان والأغنياء عليها من جهة أخرى، وقد نال المرجان نصيبه من الدراسة والبحث وهذا ما وجدناه في النصوص التراثية التي أجمعت على أن المرجان متوسط بين عالمي النبات والجماد، فهو يشبه الجماد بتحجره، ويشبه النبات بكونه أشجار تنبت في قعر البحر ذوات أغصان متشعبة.

تعريف المرجان

يمكننا معرفة ماهية المرجان من خلال تسليط الضوء على أهم النصوص التراثية، التي بينت مفهوم المرجان وكيفية تشكله. قال باليناس الحكيم عاش حوالي (100م): "أقول على البُسَد الذي يشبه المعادن بجسده ويشبه النبات بروحه، وذلك أن الماء طال مكثه على الأرض وأفرط في معدنه كبريته وسخن ذلك الماء بحرّ الشمس، فلطف فقوي على تحليل يبس الأرض بلينه، وبالحر الذي هو فيه مما اقتبسه من حر النار، فلمّا انحلت الأرض بلين الماء فصارت مستجنة فيه وسخنت عليه الشمس بحرها، قوي ذلك الماء على نشف الحر واليبس من الشمس بما فيه من يبس الأرض المستجن في باطنه، فلمّا تكاملت أجزاء اليبس فيه بإفراطه وحركة الحرارة وهو رطب طلع إلى الهواء، فلما أصابه الهواء ذهبت الحرارة عنه فبرُد وجمُد في الهواء فصار حجراً جامداً، والطبائع ذائبة تعمل، فكلما هرب ذلك الماء من حرارة النار دفع ما يليه وتضاغط، فارتفع في الهواء وظهر من حر النار حتى استطال فصار نباتاً عالياً أبيضاً، وإنما احمرّ لذهاب الرطوبة عنه وظهور اليبس، فلما اشتدت عليه حرارة الشمس ذهبت الرطوبة من ظاهره فكانت الحمرة من شدة الحرارة، وإنما صار له أغصان لأنّ الماء المزدوج باليبس لما أصابه حرّ النار هرب منها فرقى في الهواء متدافعاً، فلما طلع إلى الهواء تشعب على قدر ما طال من حر الشمس وبلغ مقدار قوته، فلذلك تشعبت أغصانه".

وقال يوحنا بن ماسويه(ت:243هـ): "البسد شجر ينبت في البحر في قراره ذو أصل وأغصان تتشعب بعضها من بعض، ويكون في القطعة منها ثمانون مثقالاً، ويقال إنه يخرج بكلاليب حديد، وله غاصة يغوصون عليه، فيقطعونه بالحار الحديد".

وذكر الكندي(ت:260هـ): "البسد شجرة خضراء في بحر الإفرنجة ذات أصل وفرع، ثم تصلب وتتحجر إذا أخرج وتحمر، وربما كان منه قطعة تزن ستين مثقالاً ويسمى ذلك مرجاناً".

وهناك من لم يفرق بين اللؤلؤ والمرجان فجعلوهما شيئاً واحداً، ربما لأن موطنهما واحد وهو قعر البحر كالبيروني(ت:440هـ): "واللؤلؤ جنس يشتمل على نوعية من الدر الكبار والمرجان الصغار، كما قال أبو عبيدة بأن الدر كبار الحب والمرجان صغاره، واللؤلؤ يجمعهما". وقال: "والعرف العامي فيه هو البسد الذي هو نبات بحري والمرجان هو صغار اللآلئ".

ذكر القبجاجي(ت:681هـ): "المرجان متوسط بين عالمي الجماد والنبات وذلك أنه يشبه الجماد بحجره، ويشبه النبات بكونه أشجاراً نابتة في قعر البحر ذوات عروق وأغصان خضر متشعبة".

قال الدمشقي(ت:727هـ): "والمرجان حجر نباتي ونبات حجري، متوسط في خلقه بين النبات والمعدن فهو واسطة بينهما واقف في آخر المعادن وأول النبات".

ذكر ابن الأكفاني(ت:749هــ): "ذهب علماء العرب إلى أن المرجان نبات بحري لأنهم رأوه يأتي في قعر بعض البحار، وله أغصان وأفنان وعروق، والمثبت اليوم عند البصراء والحذاق من أهل هذا العصر أنه إفراز حيواني لا غير".

وذكر ابن الشماع الحلبي(ت:936هـ): "المرجان هو نبات ينبت في البحر بإذن الله تعالى، فإذا استخرج وفارق البحر تحجر وحصلت له هذه الحمرة، وطبع هذا الحجر اليبس واللين، ويقال له البسد وهو عروق دقاق وغلاظ مثل أغصان الشجر".

 

أماكن تواجد المرجان

أجمعت أغلب النصوص على أنه يوجد في مكان يدعى مرسى الخرز الذي وصفه ياقوت الحموي(ت:626هـ)، بقوله: "مرسى الخرز... موضع معمور على ساحل إفريقيا (أي تونس وما بعدها غرباً)، بينه وبين بونة ثلاثة أيام منه يستخرج المرجان، ويجمع التجار فيتاجرون أهل تلك المواضع على استخراجه من قاع البحر، وليس في ذلك على مستخرجه مشقة ولا لسلطان فيه حصة، فإنه يتخذ لاستخراجه صليب من خشب طوله قدر الذراع، ثم يشد في طوله ذلك الصليب حجر ويشد فيه حبل ويركب صاحبه في قارب ويبعد عن الساحل قدر نصف فرسخ، وفي قعر تلك المسافة ينبت المرجان، فيرسل ذلك الصليب في الماء إلى أن ينتهي إلى القرار، ثم يمر بالقارب يميناً وشمالاً ومستديراً إلى أن يعلق المرجان في ذوائب الصليب، ثم يقتلعه بقوة ويرقيه إليه وقد علق في ذلك الصليب جسم مشجر أغبر القشر، فإذا حل عنه قشره خرج أحمر اللون فتفصله الصناع".

وذكر القبجاجي: "وببحر المرجان غاصةٌ يتخذون شباكاً قويةً من قنب مثقل بالرصاص، يلقونها على شجر المرجان ويديرون الشبكة حول الشجرة حتى تلتف بها، ثم يجذبونها حتى تنقطع".

وقال القزويني(ت:682هـ): "حجر المرجان: قال أرسطو أنه ينبت في البحر أحمر اللون.. وزعم بعض الناس أنه يوجد أيضاً في قعر بحر الأندلس، والغواصون ينزلون عليه ويقطعونه".

ذكر ابن الأكفاني: "قال التيفاشي: إنّه يوجد موضع يسمى (مرسى الخزر) في بحر إفريقية واليمن والهند والصين وسائر البلاد، ولا يوجد بغير هذه المواضع، كما يوجد بها منه في الكثرة والكبر والجودة".

وذكر القلقشندي(ت:821هـ): "وربما وجد ببعض بلاد الفرنجة إلا أن الأكبر والأكثر والأحسن بمرسى الخرز، ومنه يجلب إلى بلاد المشرق... ولأهل الهند فيه رغبة عظيمة، وإذا استخرج حك على مِسَنِّ الماء، ويجلى بالسنباذج المعجون بالماء على رخامة فيظهر لونه ويحسن، ويثقب بالفولاذ أو الحديد المسقىّ". وقال أيضاً: "وهو حجر أحمر في صورة الأحجار المتشعبة الأغصان، ومعدنه الذي يتكوّن فيه بموضع من بحر القُلْزُمِ بساحل إفريقية يعرف بمرسى الخرز، ينبت بقاعه كما ينبت النبات، وتعمل له شباك قوية مثقّلة بالرّصاص، وتدار عليه حتى يلتفّ فيها، ويجذب جذباً عنيفاً فيطلع فيها المرجان".

ذكر ابن الشماع الحلبي: "ولا يوجد هذا الحجر بالغاً كامل الصبغ إلا في بحر يوسف الأندلس وما والاها، وفي بعض البحار وبحر الطور والقلزم وبحر الحجاز فيه منه شيء، ولكنه ليس بنافع نفع المرجان الكامل النضج، وربما وجد في بحر الطور منه أصولاً حمراء وهي المعروفة بالبسد الداخلة في الأكحال".

ويُعرف الآن أن المرجان يعيش على عمق أقل من 40م في مياه نقية وصافية لا تهبط درجة حرارتها عن 20مْ، وضمن هذه الشروط يمكن أن تنتشر مستعمرات مرجانية هائلة. ويُعد البحر المتوسط المورد التقليدي للمرجان، ويظهر خاصة على طول السواحل الإيطالية والصقلية والجزائرية والتونسية والبحار الاستوائية غنية جداً به.
 

أنواع المرجان

أنواعه باختلاف ألوانه ويُعد اللون الأحمر أجود الأنواع أما الأبيض فهو الرديء. ذكر القبجاجي: "ويخرج من الماء أبيضاً ليناً، فإذا ضربه الهواء جفّ واحمرّ فتنفصل أصوله ناحية وهي البسد، وتنفصل أغصانه قطعاً كباراً وصغاراً على قدر العقد والشّعب التي تكون فيه فهي المرجان، فيحك عند ذلك على مسن الماء ويجلى بالسّنباذج المعجون بالماء على رخامةٍ، فيظهر لونه ويحسن ويثقب إن أريد ثقبه بالحديد الفولاذ المسقيِّ بالشمع... وقلما يوجد منه قطعة كبيرة مشطّبة فنحتت حتى زال تشطيبها وعقدها واملاست واستوت إلا أنّها تنقص بهذا العمل كثيراً، وبحسب جودتها تكون الزيادة في ثمنها".

وذكر القلقشندي: "وأجوده ما عظم جرمه، واستوت قصباته، واشتدت حمرته، وسلم من التسويس، وهو خروق توجد في باطنه حتى ربما كان منه شيء خاو كالعظم، وأردؤه ما مال منه إلى البياض أو كثرت عقده وكان فيه تشطيب، ولا سبيل إلى سلامته من العقد لوجود التشعب فيه... فإن اتفق أن تقع منه قطعة مصمتة مستوية لا عقد فيها ولا تشطيب، كانت في نهاية الجودة، وقد يوجد منه قطع كبار فتحمل إلى صاحب إفريقية فيعمل له منها دوي وأنصبة سكاكين... وقد ذكر ابن الطوير في تاريخ الدّولة الفاطمية بالديار المصرية وترتيبها، أنه كان لخلفاء الفاطميين دواة من المرجان تحمل مع الخليفة إذا ركب في المواكب العظام أمام راكب على فرس". وذكر نقلاً عن التيفاشي(ت651هــ) قال التيفاشي: "رأيت منها محبرة طول شبر ونصف، في عرض ثلاث أصابع، وارتفاع مثلها، بغطائها في غاية الحمرة وصفاء اللون".

وذكر ابن الشماع الحلبي: "ويقال أن البسد أصل لأصله، والمختار منه ما كان شديد الحمرة حسن اللون متناسب الأجزاء غليظ الأغصان والشعب براق. وأصناف هذا الحجر خمسة، وهي جنس واحد أحمر وأبيض ويسرقو وفرفيرى وزنجفري، وهذا الحجر أشباه وألوان تشابهه لوناً وجسماً ولا تبلغ المرجان؛ لأن المرجان أشبه الأشياء بالحشيش النابت والشجر ذات الأغصان والشعب وغيره لا يكون كذلك".

ويشير العلماء حديثاً إلى أنّ لون المرجان يتعلق بنوع العضوية التي أفرزته وبعوامل خارجية، وأكبره قيمة ما كان بلون وردي فاتح مع ميل نحو لون اللحم وهو يسمى جلد الملاك، يليه المرجان الأحمر الفاقع فالأحمر العاتم دم العفريت، إن الألوان السمراء أو السوداء هي للمرجان الميت أو المتعفن الذي تشربت كتلته مواد عضوية متفسخة.

 

خواص ومنافع المرجان الطبية

استُخدم المرجان في علاج العديد من الأمراض مثل: نزيف الدم، وجع العين والرأس، وجع الأسنان واللثة، آلام الرئة والطحال، داء الثعلب. ذكر القبجاجي: "المرجان بارد في الأولى، يابس في الثانية، يقبض ويبرد باعتدال، وإذا ألقي في الخل لان وأبيضّ، وإن ترك فيه انحل، وإن ألقي في الزيت ظهرت حمرته وحسن لونه وأشرق، وفعل فيه ضد فعل الخل... إذا أحرق المرجان واستن به زاد في بياض الأسنان وجلاها وقطع الحفر منها وقوّى اللثة، وينفع من وجع العين ويذهب الرطوبة منها إذا اكتحل به، ويقطع اللحم الزائد في قروحها، وينفع من طلحة العين ومن الخفقان إذا شرب مسحوقاً، وينفع من عسر البول ويحلل ورم الطحال... وإذا علق المرجان على المصروع نفعه، ويحفظ صاحبه من الأعين والسوء والأنفس الخبيثة إذا علق على الأطفال، وإذا علق على المعدة نفع من جميع عللها منفعة عظيمة".

وذكر ابن الشماع الحلبي: "من خواصه أنه متى سحق منه شيء وذر على موضع نزف الدم قطعه، ومن اتخذ منه قطعة محك نفع للعين والرأس، ومن أضافه بدهن بيلسان وقطر منه شيء في أذن مسحور أو مصروع أفاق من سحره وبرء من صرعه، وإن علق على صبي مولود أو شاب لهم حسن بديع أزال عنهم العين والنظرة وكان نافعاً من كل آفة، وينفع لنزف الدم ووجع الأسنان واللثة إذا سحق ودلك به الأسنان، ومن جعل هذا الحجر في الأدوية التي تنفع من وجع القلب القارصة أزالها، وهو يحلل دم القلب الجامد، وإن سحق منه شيء وأنعم سحقه واكتحل به نفع البصر وجلا العين والغشاوة المتولدة من البخار، ويجلو البياض، ومن ينفث الدم أو ينزف الدم وسقى منه وزن درهم بماء بارد زال ما به وبرء بإذن الله تعالى. ... قال هرمس: من اتخذ منه خاتماً ونقش عليه صورة ضفدع بطالع الأسد والشمس في الحمل، وعلقه على صغير نفع من الإسهال المفرط ونزف الدم ووجع ما يعرض منه".

وذكر القلقشندي قال: "ومن خاصته في نفسه أنه إذا ألقي في الخل لان وابيض، وإن طال مكثه فيه انحلَّ، وإذا اتخذ منه خاتم ولُبِّس جميعه بالشمع ثم نقش في الشمع بإبرة بحيث ينكشف جرم المرجان، وجعل في خل الخمر الحاذق يوما وليلة أو يومين وليلتين، ثم أخرج وأزيل عنه الشمع ظهرت الكتابة فيه حفرا بتأثير الخل فيه وبقية الخاتم على حاله لم يتغير... قال التيفاشي: وقد جربنا ذلك مراراً، ومتى ألقى الدهن ظهرت حمرته وأشرق لونها... ومن منافعه فيما ذكره الإسكندر أنه إذا علق على المصروع أو من به النّقرس نفعه، وإن أحرق واستنّ به زاد في بياض الأسنان وقلع الحفر منها وقوّى اللثّة، وطريق إحراقه أن يجعل في كوز فخار ويطيّن رأسه ويوضع في تنّور ليلة، وإذا سحق وشربه من به عسر البول نفعه ذلك، ويحلل أورام الطحال بشربه، وإذا علق على المعدة نفع من جميع عللها كما في الزّمرّد، وإذا أحرق على ما تقدم وشرب منه ثلاثة دوانق مع دانق ونصف صمغ عربي ببياض البيض وشرب بماء بارد نفع من نفث الدم".

أما الأشياء التي تفسد المرجان فهي ما ورد على لسان ابن الشماع الحلبي: "ومن الأشياء المفسدة له فإن النار تحرقه والحموضات تبيضه، وإن جعل في وعاء كان فيه خمر فإن أثر الخمر والخل يتلفه إتلافاً ممكناً لا يمكن إصلاحه والله أعلم".


قيمة المرجان

استُخدم الرطل والدينار والدرهم لتقدير قيمة المرجان، فقد ذكر القبجاجي: "قيمة المرجان بإفريقية وبها معدنه، الرطل المغربي من خمسة دنانير إلى سبعة من الدنانير السكية المغربية، التي دينارها عشرة دراهم صكة باصطلاحهم وهي خمسة دراهم ناصرية نقره، وذلك أن الدق منه الخام غير المنحوت، فإنما يجلى وينحت ويصنع بالإسكندرية، ومنها يحمل معمولاً إلى سائر الجهات. وسعره بالإسكندرية على ضعفي ما ذكرنا بإفريقية وثلاثة أضعافه على قدر جلبه وقلته من كثرته، وكباره أغبط وأكثر ثمناً من صغاره".

وذكر القلقشندي نقلاً عن التيفاشي: "قال التيفاشي: وقيمته بإفريقية غشيما الرطل المصري من خمسة دنانير إلى سبعة مغربية، وهي بقدر دينارين إلى ما يقاربهما من الذهب المصري، وبالإسكندرية على ضعفي ذلك وثلاثة أضعافه، ومن الإسكندرية يحمل إلى سائر البلاد، ويختلف سعره بحسب قرب البلاد وبعدها، وقلته، وكثرته، وصغره، وجودته، ورداءته، وحسن صنعته".

أما ابن الشماع الحلبي قال: "والبيعة منه في معادنه عشرة أرطال ونصف بالمصري، وهي التي يقع عليها المساومة، والبيعة منه في ديار مصر والشام والعراق إذا كان مجلياً ألف وعشرون درهماً، وأمّا الغشيم ألف ومائة درهم، وتختلف قيمته في الكساد والقلة والكثرة اختلافاً متفاوتاً، وقيمته المتوسطة بدينار مصر والشام والجيد منه بعشرين ديناراً البيعة، والمتوسطة باثني عشر ديناراً والدوق من ثلاثة دنانير إلى ستة".

لاحظنا مما سبق غنى تراثنا العربي والإسلامي بالنصوص التي تناولت ماهية المرجان وخواصه، وأماكن تواجده وفوائده الطبية وقيمته في البلاد، وما ذكرته عبارة عن نماذج مختارة فقط.



المصادر والمراجع

1- العزي عزيز العلي: الأحجار الكريمة في القرآن الكريم والتراث، مجلة التراث العلمي العربي، جامعة بغداد، مركز احياء التراث العلمي العربي، vol 13، no3، 2010، ص: 116-119.
2- الجواليقي موهوب بن أحمد: (ت540هـ)، المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم، تحقيق أحمد شاكر، ط2، دار الكتب، القاهرة، 1969م، ص269.
3- إبراهيم بن مراد: المصطلح الأعجمي في كتب الطب والصيدلة العربية، بيروت، دار الغرب الإسلامي ط1، 2/741. 
4- العلايلي، عبد الله: المرجع معجم وسيط، دار المعجم العربي، بيروت، ط1، 1963. 1/398.
5- نصر صبحي جابر: المعادن النفيسة والأحجار الكريمة، قطر، دار قطري بن الفجاءة، د.ت، ص77.
6- باليناس الحكيم: سر الخليقة وصنعة الطبيعة(كتاب العلل)، تحقيق: اورسولا وايسر، معهد التراث العلمي العربي، جامعة حلب، 1979م، ص350-351.
7- ابن ماسويه يحيى: الجواهر وصفاتها وفي أي بلد هي وصفة الغواصين والتجار، تحقيق عماد عبد السلام، القاهرة، مطبعة دار الكتب، 1976م، ص59.
8- خليل ياسين: العلوم الطبيعية عند العرب، الكتاب الثاني، دراسة وتحقيق الدكتور حسن مجيد العبيدي، دار ومكتبة البصائر، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 2010م، ص 254، 257.
9- البيروني، أبي الريحان محمد بن أحمد: الجماهر في معـرفة الجواهر، عـالم الكتب، القاهرة، ص104،106،137.
10- القبجاقي بيلق بن محمد: كنز التجار في معرفة الأحجار،تحقيق ودراسةوائلالصباغ،رسالة ماجستير،معهد التراث العلمي العربي،جامعة حلب، 2008م،ص179-183.
11-  ابن الأكفاني، محمد بن ابراهيم الأنصاري: نخب الذخائر في أحوال الجواهر، تحقيق أنستاس الكرملي، بيروت، 1939م، ص 88-89.
12- ابن الشماع الحلبي: سر الأسرار في معرفة الجواهر والأحجار،تحقيق ودراسة مرسيل أسمر، رسالة ماجستير، معهد التراث العلمي العربي،جامعة حلب، 2016، ص 133-134.
13- الحموي ياقوت بن عبد الله: معجم البلدان، بيروت، دار صادر، ج5، 1977م،ص 106.
14- القزويني زكريا بن محمد: عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات، بيروت، دار الآفاق الجديدة 1978م، ص273-274
15- القلقشندي أبي العباس أحمد: صبح الأعشى، مطبعة الأمير، القاهرة، ص110،111.
16- باروسلاف بور، فلاديمير يوسكا: الجواهر والأحجار الكريمة،ترجمه عن الفرنسية ميشيل خوري، ص224.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها