الحقيقة‭.. ‬السلطة‭.. ‬الذات‭

ترجمة: د. الطبال محمد

•‭ ‬لماذا‭ ‬أتيت‭ ‬إلـى‭ ‬جامعة‭ ‬فيرمونت؟

لقد‭ ‬جئت‭ ‬لأحاول‭ ‬تفسير‭ ‬نوعية‭ ‬عملي‭ ‬لبعض‭ ‬الأشخاص‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬لمعرفة‭ ‬نوعية‭ ‬عملهم‭ ‬وإنشاء‭ ‬بعض‭ ‬العلاقات‭ ‬الدائمة‭. ‬أنا‭ ‬لست‭ ‬كاتباً،‭ ‬أو‭ ‬فيلسوفاً،‭ ‬أو‭ ‬مفكراً‭ ‬عظيماً‭: ‬أنا‭ ‬مدرس‭. ‬هناك‭ ‬ظاهرة‭ ‬اجتماعية‭ ‬تزعجني‭ ‬كثيراً‭: ‬منذ‭ ‬1960‭ ‬بعض‭ ‬الأساتذة‭ ‬أصبحوا‭ ‬عاميين‭ ‬مع‭ ‬التزاماتهم،‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أريد‭ ‬أن‭ ‬أصبح‭ ‬نبياً‭. ‬ويقول‭: ‬‮«‬من‭ ‬فضلك‭ ‬اجلس،‭ ‬ما‭ ‬أود‭ ‬أن‭ ‬أقوله‭ ‬هو‭ ‬مهم‭ ‬جداً‮»‬،‭ ‬لقد‭ ‬جئت‭ ‬لمناقشة‭ ‬عملنا‭ ‬المشترك‭.‬

 

•‭ ‬أنت‭ ‬تسمى‭ ‬في‭ ‬أغلب‭ ‬الأحيان‭ ‬‮«‬الفيلسوف‮»‬‭ ‬ولكن‭ ‬أيضاً‭ ‬‮«‬مؤرخ‮»‬،‭ ‬‮«‬بنيوي‮»‬‭ ‬و«ماركسي‮»‬‭ ‬تخصصك‭ ‬فـي‭ ‬جامعة‭ ‬فرنسا‭ ‬هو‭ ‬‮«‬مدرس‭ ‬تـاريخ‭ ‬أنظمة‭ ‬الفكر‮»‬‭ ‬مـاذا‭ ‬يعني‭ ‬ذلك؟

أنا‭ ‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬معرفة‭ ‬من‭ ‬أنا‭ ‬بالضبط‭. ‬الاهتمام‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬والعمل‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬شخصاً‭ ‬آخر‭ ‬مخالفاً‭ ‬لما‭ ‬كنت‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬البداية‭. ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬الكتاب‭ ‬تعلم‭ ‬ما‭ ‬تقوله‭ ‬النهاية‭ ‬هل‭ ‬كنت‭ ‬تملك‭ ‬الشجاعة‭ ‬آنذاك‭ ‬لإكماله؟‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬صحيح‭ ‬للكتابة‭ ‬وللعلاقة‭ ‬العاطفية‭ ‬صحيح‭ ‬أيضاً‭ ‬للحياة‭. ‬اللعبة‭ ‬هي‭ ‬جديرة‭ ‬بالاهتمام‭ ‬طالما‭ ‬أننا‭ ‬لا‭ ‬نعلم‭ ‬ما‭ ‬ستؤول‭ ‬إليه‭ ‬النهاية‭. ‬مجال‭ ‬عملي‭ ‬هو‭ ‬تاريخ‭ ‬الفكر‭. ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬يفكر‭ ‬فيما‭ ‬يجري‭. ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يفكر‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬والسياسة‭ ‬والاقتصاد‭ ‬والتاريخ‭ ‬وفق‭ ‬تقديرات‭ ‬مرتبطة‭ ‬بفئات‭ ‬عامة‭ ‬وكونية‭ ‬وبنى‭ ‬رسمية‭. ‬لكن‭ ‬التفكير‭ ‬هو‭ ‬شيء‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭. ‬طريقة‭ ‬تفكير‭ ‬الناس‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬تحليلها‭ ‬بكيفية‭ ‬منطقية‭ ‬عالمية‭. ‬بين‭ ‬التاريخ‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والتحليلات‭ ‬الرسمية‭ ‬للفكر‭ ‬هناك‭ ‬مسار‭ ‬وهو‭ ‬‮«‬مسار‭ ‬ربما‭ ‬ضيق‭ ‬جداً‮»‬‭ ‬هو‭ ‬مسار‭ ‬مؤرخ‭ ‬الفكر‭.‬

 

•‭ ‬فـي‭ ‬تاريخ‭ ‬الحياة‭ ‬الجنسية،‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬‮«‬ينشئ‭ ‬القوانين‭ ‬والمفاجآت‭ ‬التي‭ ‬تتنبأ‭ ‬بالحرية‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬‮«‬هل‭ ‬ترى‭ ‬عملك‭ ‬الخاص‭ ‬فـي‭ ‬ضوء‭ ‬ذلك؟‮»‬‭.‬

لا‭ ‬فمنذ‭ ‬وقت‭ ‬طويل،‭ ‬والناس‭ ‬يطلبون‭ ‬مني‭ ‬أن‭ ‬أقول‭ ‬ما‭ ‬سيحدث،‭ ‬وأن‭ ‬أقدم‭ ‬برنامجاً‭ ‬للمستقبل‭. ‬ونحن‭ ‬نعلم‭ ‬جيداً‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬أفضل‭ ‬النوايا،‭ ‬وحتى‭ ‬هاته‭ ‬البرامج‭ ‬تصبح‭ ‬أداة،‭ ‬أداة‭ ‬للقمع‭. ‬روسو،‭ ‬محب‭ ‬للحرية،‭ ‬وقد‭ ‬استخدم‭ ‬في‭ ‬الثورة‭ ‬الفرنسية‭ ‬لتشكيل‭ ‬نموذج‭ ‬للظلم‭ ‬الاجتماعي‭. ‬ماركس‭ ‬كان‭ ‬مرعباً‭ ‬بواسطة‭ ‬الستالينة‭ ‬واللينينية‭. ‬ودوري‭ - ‬وهذا‭ ‬مؤكد‭ ‬جداً‭ ‬في‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭-‬هو‭ ‬أن‭ ‬نبين‭ ‬للناس‭ ‬أنهم‭ ‬أكثر‭ ‬حرية‭ ‬مما‭ ‬يشعرون‭ ‬به‭. ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬الناس‭ ‬تقبل‭ ‬الحقيقة‭ ‬والأدلة‭ ‬وبعض‭ ‬المواضيع‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬بناؤها‭ ‬في‭ ‬مرحلة‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬التاريخ،‭ ‬وهذا‭ ‬الدليل‭ ‬يمكن‭ ‬انتقاده‭ ‬وتفنيده‭ ‬لتغيير‭ ‬شيء‭ ‬في‭ ‬أذهان‭ ‬الناس‭ - ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬دور‭ ‬المثقف‭.‬

 

‭:: ‬الفتنة‭ ‬بالهامش‭ ::‬

 

•‭ ‬فـي‭ ‬كتاباتك‭ ‬يبدو‭ ‬أنك‭ ‬كنت‭ ‬مفتوناً‭ ‬بشخصيات‭ ‬موجودة‭ ‬على‭ ‬هامش‭ ‬المجتمع‭: ‬المجانين،‭ ‬مرضى‭ ‬الجذام،‭ ‬والمجرمين،‭ ‬المنحرفين،‭ ‬المخنثين‭ ‬والقتلة‭ ‬والمفكرين‭ ‬الغامضين‭.. ‬لمـاذا؟

أنا‭ ‬أحياناً‭ ‬ألام‭ ‬على‭ ‬اختيار‭ ‬المفكرين‭ ‬المتواجدين‭ ‬على‭ ‬الهامش‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬أخذ‭ ‬أمثلة‭ ‬من‭ ‬التيار‭ ‬السائد‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭. ‬وإجابتي‭ ‬تكاد‭ ‬تكون‭ ‬مغرورة‭: ‬فليس‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬نرى‭ ‬شخصيات‭ ‬مثل‭ ‬بوب‭ ‬وريكاردو‭ ‬بوصفها‭ ‬شخصيات‭ ‬غامضة‭.‬

 

•‭ ‬مـاذا‭ ‬عن‭ ‬اهتمامك‭ ‬بالمنبوذين‭ ‬في‭ ‬المجتمع؟

أنا‭ ‬أتعامل‭ ‬مع‭ ‬الشخصيات‭ ‬والعمليات‭ ‬الغامضة‭ ‬لسببين‭: ‬هدف‭ ‬العمليات‭ ‬السياسية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬التي‭ ‬وضعت‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الأوروبية‭ ‬الغربية‭ ‬ليست‭ ‬واضحة‭ ‬جداً،‭ ‬لقد‭ ‬تم‭ ‬نسيانها‭ ‬وأضحت‭ ‬معتادة‭. ‬هي‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬مشهدنا‭ ‬المألوف،‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نفهمها‭ ‬بعد‭ ‬الآن،‭ ‬ولكن‭ ‬معظمها‭ ‬صادمة‭ ‬للناس‭. ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬أحد‭ ‬أهدافي‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أبين‭ ‬للناس‭ ‬أن‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشياء‭ ‬المألوفة‭ ‬–التي‭ ‬يعتبرونها‭ ‬حقوقاً‭ ‬عالمية‭ - ‬هي‭ ‬نتيجة‭ ‬لبعض‭ ‬التغيرات‭ ‬التاريخية‭ ‬الدقيقة‭. ‬كل‭ ‬ما‭ ‬عندي‭ ‬من‭ ‬تحليلات‭ ‬هو‭ ‬ضد‭ ‬فكرة‭ ‬ضرورة‭ ‬عالمية‭ ‬الوجود‭ ‬الإنساني‭. ‬فهي‭ ‬تظهر‭ ‬استبداد‭ ‬المؤسسات‭ ‬وتوضح‭ ‬هامش‭ ‬الحرية‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زلنا‭ ‬قادرين‭ ‬على‭ ‬التمتع‭ ‬بها‭ ‬وعدد‭ ‬المتغيرات‭ ‬التي‭ ‬ما‭ ‬زال‭ ‬يمكن‭ ‬تقديمها‭.‬

 

•‭ ‬كتاباتك‭ ‬تنطوي‭ ‬على‭ ‬اتجاهات‭ ‬نفسية‭ ‬عميقة‭ ‬غير‭ ‬عادية‭ ‬في‭ ‬التحليلات‭ ‬الدراسية‭: ‬الألم‭ ‬في‭ ‬المراقبة‭ ‬والمعاقبة،‭ ‬الاحتقار‭ ‬والأمل‭ ‬في‭ ‬الكلمات‭ ‬والأشياء،‭ ‬الغضب‭ ‬والحزن‭ ‬في‭ ‬الجنون‭ ‬والحضارة‭.‬

كل‭ ‬أعمالي‭ ‬ومشاركاتي،‭ ‬وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬سيرتي‭ ‬الذاتية‭ ‬الخاصة،‭ ‬كانت‭ ‬سبباً‭ ‬أخر‭ ‬لجعلي‭ ‬أشعر‭ ‬وأعيش‭ ‬تلك‭ ‬الأشياء‭. ‬لنأخذ‭ ‬مثالاً‭ ‬بسيطاً،‭ ‬كنت‭ ‬أعمل‭ ‬في‭ ‬مستشفى‭ ‬للأمراض‭ ‬النفسية‭ ‬في‭ ‬1960‭. ‬وبعد‭ ‬أن‭ ‬درست‭ ‬الفلسفة،‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬أرى‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬الجنون‭: ‬كنت‭ ‬مجنوناً‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لدراسة‭ ‬العقل؛‭ ‬كنت‭ ‬معقولاً‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لدراسة‭ ‬الجنون‭. ‬لم‭ ‬أتردد‭ ‬في‭ ‬مساعدة‭ ‬المرضى‭. ‬لأنه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديّ‭ ‬أي‭ ‬دور‭ ‬محدد‭. ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬تعرف‭ ‬تطوراً‭ ‬لجراحة‭ ‬المخ‭ ‬والأعصاب‭. ‬

بداية‭ ‬من‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الدوائي،‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬المؤسسة‭ ‬التقليدية‭. ‬في‭ ‬البداية‭ ‬قبلت‭ ‬الأشياء‭ ‬حسب‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬ضرورياً،‭ ‬لكن‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ (‬أنا‭ ‬بطيء‭ ‬في‭ ‬التفكير‭) ‬تساءلت‭ ‬‮«‬ما‭ ‬هو‭ ‬الضروري‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الأشياء‮»‬‭ ‬بعد‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬تركت‭ ‬العمل‭ ‬وذهبت‭ ‬إلى‭ ‬السويد‭ ‬بارتياح‭ ‬كبير،‭ ‬وبدأت‭ ‬أكتب‭ ‬تاريخ‭ ‬تلك‭ ‬الممارسات‭ (‬الحضارة‭ ‬والجنون‭(.‬

 

•‭ ‬ماذا‭ ‬عن‭ ‬نشوء‭ ‬المراقبة‭ ‬والمعاقبة؟

يجب‭ ‬أن‭ ‬أعترف‭ ‬بأنه‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لديّ‭ ‬أي‭ ‬علاقات‭ ‬مباشرة‭ ‬مع‭ ‬السجون‭ ‬والسجناء‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنني‭ ‬عملت‭ ‬كعالم‭ ‬نفسي‭ ‬في‭ ‬سجن‭ ‬فرنسي‭. ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬ورأيت‭ ‬المعتقلين‭ ‬في‭ ‬السجن‭ ‬لأسباب‭ ‬سياسية‭ ‬تأثرت‭ ‬بذلك‭.‬

 

‭:: ‬الحنين‭ ‬إلـى‭ ‬الماضي‭ :: ‬

 

•‭ ‬العصر‭ ‬الكلاسيكي‭ ‬مركزي‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬كتاباتك‭. ‬هل‭ ‬تشعر‭ ‬بالحنين‭ ‬لهذا‭ ‬العصر‭ ‬الذهبي‭ ‬أم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬رؤية‭ ‬تتميز‭ ‬بالوحدة‭ ‬والجدة‭ ‬فـي‭ ‬كل‭ ‬شيء؟

كل‭ ‬هذا‭ ‬الجمال‭ ‬من‭ ‬العصور‭ ‬القديمة‭ ‬هو‭ ‬تأثير‭ ‬وليس‭ ‬سبباً‭ ‬للحنين‭ ‬إلى‭ ‬الماضي‭. ‬أعرف‭ ‬جيداً‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬اختراعنا‭ ‬الخاص‭. ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬بأس‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الحنين‭ ‬إلى‭ ‬الماضي،‭ ‬تماماً‭ ‬كم‭ ‬أنه‭ ‬جيد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لديك‭ ‬علاقة‭ ‬جيدة‭ ‬مع‭ ‬طفولتك‭ ‬الخاصة‭ ‬إذا‭ ‬كنت‭ ‬تملك‭ ‬أطفالاً‭ ‬إنه‭ ‬لشيء‭ ‬جيد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬لديك‭ ‬حنين‭ ‬تجاه‭ ‬مراحل‭ ‬معينة‭ ‬بشرط‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬وسيلة‭ ‬تنعكس‭ ‬بشكل‭ ‬إيجابي‭ ‬على‭ ‬الحاضر‭ ‬الخاص‭ ‬بك‭. ‬لكن‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الحنين‭ ‬سبباً‭ ‬عدوانياً‭ ‬وعائقاً‭ ‬أمام‭ ‬الحاضر‭ ‬فينبغي‭ ‬إذ‭ ‬ذاك‭ ‬استبعاده‭.‬

 

•‭ ‬مـاذا‭ ‬تقرأ‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬المتعة؟‭

الكتب‭ ‬التي‭ ‬أثرت‭ ‬في‭ ‬نفسي‭ ‬أغلبها‭ ‬عاطفية‭: ‬فوكنر،‭ ‬توماس‭ ‬مان،‭ ‬مالكوم‭ ‬لاوري‭.‬

 

•‭ ‬من‭ ‬هم‭ ‬المفكرون‭ ‬الذين‭ ‬أثّروا‭ ‬في‭ ‬تفكيرك‭ ‬الخاص؟

فوجئت‭ ‬عندما‭ ‬كتب‭ ‬اثنان‭ ‬من‭ ‬أصدقائي‭ ‬في‭ ‬بيركلي‭ ‬شيئاً‭ ‬عني،‭ ‬وقالا‭ ‬إن‭ ‬هايدجر‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬تأثير‭ ‬في‭ ‬بنيوية‭ ‬وهيرمينوطيقا‭ ‬هوبرت‭ ‬دريفوس،‭ ‬وبول‭ ‬رابينيو،‭ ‬ميشيل‭ ‬فوكو‭. ‬بالطبع‭ ‬كان‭ ‬صحيحاً‭ ‬تماماً‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭ ‬لاحظ‭ ‬ذلك‭. ‬عندما‭ ‬كنت‭ ‬طالباً‭ ‬في‭ ‬1950،‭ ‬قرأت‭ ‬هوسرل،‭ ‬سارتر‭ ‬وميرلوبونتي‭ ‬وعندما‭ ‬شعرت‭ ‬بتأثيرهم‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أجرب‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬هايدجر،‭ ‬لكن‭ ‬المفارقة‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جداً‭ ‬بالنسبة‭ ‬لفرنسي‭ ‬أن‭ ‬يفهم‭ ‬هايدجر‭. ‬حين‭ ‬تكون‭ ‬كل‭ ‬كلمة‭ ‬غامضة‭ ‬فأنت‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬صعب‭ ‬لفهم‭ ‬هايدجر،‭ ‬لكن‭ ‬آخر‭ ‬الأعمال‭ ‬كانت‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭. ‬نيتشه‭ ‬مصدر‭ ‬إلهامي؛‭ ‬شعرت‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬شخصاً‭ ‬مختلفاً‭ ‬تماماً‭ ‬عما‭ ‬كنت‭ ‬أدرس؛‭ ‬تركت‭ ‬وظيفتي‭ ‬في‭ ‬‮«‬لازيل‮»‬،‭ ‬غادرت‭ ‬فرنسا؛‭ ‬شعرت‭ ‬بأنني‭ ‬أصبحت‭ ‬محاصراً؛‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬نيتشه‭ ‬أصبحت‭ ‬غريباً‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬هذا؛‭ ‬أنا‭ ‬لا‭ ‬أزال‭ ‬مندمجاً‭ ‬تماماً‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفكرية‭ ‬في‭ ‬فرنسا؛‭ ‬لو‭ ‬كنت‭ ‬صغير‭ ‬السن‭ ‬لهاجرت‭ ‬إلى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

 

•‭ ‬لماذا؟

أرى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬إمكانات‭. ‬أنتم‭ ‬ليس‭ ‬لديكم‭ ‬حياة‭ ‬فكرية‭ ‬واجتماعية‭ ‬متجانسة؛‭ ‬أنا‭ ‬كأجنبي؛‭ ‬لا‭ ‬يتوجب‭ ‬عليّ‭ ‬التأقلم؛‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬ضغط‭ ‬على‭ ‬عاتقي‭. ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬الكبرى،‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬التخصصات؛‭ ‬لكن‭ ‬أنا‭ ‬بالطبع‭ ‬سأفصل‭ ‬منها‭ ‬جميعاً‭.‬

 

•‭ ‬لمـاذا‭ ‬تعتقد‭ ‬أنك‭ ‬ستكون‭ ‬مفصولاً؟

أنا‭ ‬فخور‭ ‬جداً‭ ‬بأن‭ ‬بعض‭ ‬الناس‭ ‬يعتقدون‭ ‬أنني‭ ‬خطر‭ ‬على‭ ‬السلامة‭ ‬الفكرية‭ ‬للطلاب‭. ‬عندما‭ ‬يبدأ‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬سلامة‭ ‬الأنشطة‭ ‬الفكرية،‭ ‬فحينئذ‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬شيئاً‭ ‬خاطئاً‭. ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم‭ ‬أني‭ ‬رجل‭ ‬خطير؛‭ ‬حيث‭ ‬إنني‭ ‬ماركسي؛‭ ‬وغير‭ ‬عقلاني؛‭ ‬وعدمي‭.‬

 

‭:: ‬بين‭ ‬تاريخ‭ ‬الأفكار‭ ‬والتاريخ‭ ‬الاجتماعي‭ ::‬

 

•‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قراءة‭ (‬الكلمات‭ ‬والأشياء‭)‬،‭ ‬يمكن‭ ‬للمرء‭ ‬أن‭ ‬يستنتج‭ ‬أن‭ ‬الجهود‭ ‬الفردية‭ ‬للإصلاح‭ ‬تكون‭ ‬مستحيلة؛‭ ‬لأن‭ ‬الاكتشافات‭ ‬الجديدة‭ ‬لها‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المعاني‭ ‬والآثار‭ ‬على‭ ‬مبدعيها‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬فهمها‭. ‬في‭ (‬المراقبة‭ ‬والعقاب‭)‬،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬ظهر‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬تغييراً‭ ‬مفاجئاً‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬مكبلة‭ ‬لشـرطة‭ ‬النقل؛‭ ‬في‭ ‬عرض‭ ‬مشهد‭ ‬العقوبة‭ ‬لضبط‭ ‬مؤسسة‭ ‬العقاب‭. ‬كنت‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يبدو‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬إصلاحاً‭ ‬هو‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬تطبيع‭ ‬لقدرة‭ ‬المجتمع‭ ‬على‭ ‬العقاب‭. ‬فكيف‭ ‬يكون‭ ‬الوعي‭ ‬بالتغيير‭ ‬ممكناً؟

كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تتخيل‭ ‬ذلك‭. ‬إنني‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬التغيير‭ ‬مستحيل‭ ‬ما‭ ‬دام‭ ‬تحليلياً‭ ‬دائماً‭.‬كان‭ ‬مرتبطاً‭ ‬بالعمل‭ ‬السياسي؟‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬المراقبة‭ ‬والمعاقبة‭ ‬هو‭ ‬محاولة‭ ‬للإجابة‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬وإظهار‭ ‬حدوث‭ ‬طريقة‭ ‬جديدة‭ ‬للتفكير‭ ‬مكانها‭. ‬نحن‭ ‬جميعاً‭ ‬كل‭ ‬مواضيع‭ ‬حياتنا‭ ‬هي‭ ‬مواضيع‭ ‬تفكيرنا؛‭ ‬ما‭ ‬أتفاعل‭ ‬ضده‭ ‬هو‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬فجوة‭ ‬بين‭ ‬التاريخ‭ ‬الاجتماعي‭ ‬وتاريخ‭ ‬الأفكار‭. ‬فالمؤرخون‭ ‬الاجتماعيون‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يصفوا‭ ‬كيف‭ ‬يتصرف‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬تفكير،‭ ‬ومؤرخو‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬يصفوا‭ ‬كيف‭ ‬يفكر‭ ‬الناس‭ ‬دون‭ ‬التصرف‭ ‬أو‭ ‬العمل‭. ‬الجميع‭ ‬على‭ ‬حدٍّ‭ ‬سواء‭ ‬أفكار‭ ‬وأفعال‭. ‬طريقة‭ ‬تصرف‭ ‬الناس‭ ‬وأفعالهم‭ ‬مرتبطة‭ ‬بطريقة‭ ‬التفكير؛‭ ‬وبالطبع‭ ‬التفكير‭ ‬مرتبط‭ ‬بالتقاليد‭. ‬ما‭ ‬حاولته‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أحلل‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬المعقدة‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬الناس‭ ‬تتفاعل‭ ‬بطريقة‭ ‬أو‭ ‬بأخرى‭ ‬مع‭ ‬الجرائم‭ ‬والمجرمين‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬زمنية‭ ‬قصيرة‭. ‬لقد‭ ‬كتبت‭ ‬نوعين‭ ‬من‭ ‬الكتب؛‭ ‬الأول‭ ‬هو‭ (‬الكلمات‭ ‬والأشياء‭) ‬يهتم‭ ‬بالفكر‭ ‬العلمي،‭ ‬والثاني‭ ‬هو‭ (‬المراقبة‭ ‬والعقاب‭) ‬يهتم‭ ‬بالمبادئ‭ ‬والمؤسسات‭ ‬الاجتماعية‭. ‬تاريخ‭ ‬العلم‭ ‬لا‭ ‬يتطور‭ ‬بنفس‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬يتطور‭ ‬بها‭ ‬الخطاب‭ ‬الاجتماعي‭. ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الاعتراف‭ ‬بالخطاب‭ ‬العلمي‭ ‬وجب‭ ‬عليَّ‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬اتّباع‭ ‬معايير‭ ‬معينة‭. ‬في‭ ‬المراقبة‭ ‬والعقاب؛‭ ‬النصوص؛‭ ‬والممارسات؛‭ ‬والنضال‭ ‬الشعبي‭ ‬ضد‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضاً؛‭ ‬في‭ ‬كتبي‭ ‬حاولت‭ ‬حقّاً‭ ‬تحليل‭ ‬المتغيرات؛‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬الأسباب‭ ‬المادية،‭ ‬ولكن‭ ‬لإظهار‭ ‬جميع‭ ‬العوامل‭ ‬المتفاعلة‭ ‬وردود‭ ‬أفعال‭ ‬الناس‭. ‬أنا‭ ‬أؤمن‭ ‬بالحرية‭ ‬الشخصية‭. ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬لدى‭ ‬الناس‭ ‬طرق‭ ‬وردود‭ ‬أفعال‭ ‬مختلفة‭.‬

 

•‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬ختمت‭ ‬المراقبة‭ ‬والعقاب‭ ‬بالقول‭ ‬إنه‭ ‬‮«‬سوف‭ ‬تكون‭ ‬بمثابة‭ ‬خلفية‭ ‬لتسوية‭ ‬مختلف‭ ‬الدراسات‭ ‬وقوة‭ ‬المعرفة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬الحديث‮»‬‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬المقايسة‭ ‬ومفهوم‭ ‬الإنسان‭ ‬كمركز‭ ‬للمعرفة؟

من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الممارسات‭ ‬المختلفة‭ - ‬النفسية،‭ ‬والطبية،‭ ‬العقائدية‭ ‬والتعليمية‭ ‬–تم‭ ‬وضع‭ ‬فكرة‭ ‬أو‭ ‬نموذج‭ ‬للإنسانية؛‭ ‬والآن‭ ‬هذه‭ ‬الفكرة‭ ‬أصبحت‭ ‬معيارية؛‭ ‬ذاتية؛‭ ‬ومن‭ ‬المفترض‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كونية‭. ‬الإنسانية‭ ‬قد‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬عالمية؛‭ ‬لكن‭ ‬ممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬لوضع‭ ‬محدد‭. ‬ما‭ ‬نسميه‭ ‬الإنسانية‭ ‬قد‭-‬تم‭ ‬استخدامها‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الماركسيين‭ ‬والليبراليين‭ ‬والنازيين،‭ ‬الكاثوليك‭. ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬أننا‭ ‬نود‭ ‬التخلص‭ ‬مما‭ ‬نسميه‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬أو‭ ‬الحرية،‭ ‬لكن‭ ‬لا‭ ‬يمكننا‭ ‬القول‭ ‬إن‭ ‬الحرية‭ ‬وحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬ينبغي‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬محدودة‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬جغرافي‭ ‬معين‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬إن‭ ‬سألت‭ ‬قبل‭ ‬ثمانين‭ ‬عاماً‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬حكم‭ ‬الأنثى‭ ‬جزءاً‭ ‬من‭ ‬الإنسانية‭ ‬الكونية،‭ ‬الجميع‭ ‬سيجيب‭ ‬بنعم‭. ‬ما‭ ‬أخشى‭ ‬على‭ ‬الإنسانية‭ ‬هو‭ ‬أنها‭ ‬تعرض‭ ‬نوعاً‭ ‬من‭ ‬أخلاقنا‭ ‬باعتبارها‭ ‬نموذجاً‭ ‬عالمياً‭ ‬لكل‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬أنواع‭ ‬الحرية‭. ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأسرار؛‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحريات‭ ‬الممكنة؛‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الابتكارات‭ ‬في‭ ‬مستقبلنا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تصور‭ ‬لنا‭ ‬الإنسانية؛‭ ‬ممثلة‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الألوان‭ ‬السياسية‭: ‬اليسار؛‭ ‬المركز؛‭ ‬الحق‭.‬

 

•‭ ‬وهل‭ ‬هذا‭ ‬ما‭ ‬اقترحته‭ ‬تقنيات‭ ‬الذات؟

نعم‭ ‬فعلاً‭. ‬قلت‭ ‬قبل‭ ‬ذلك‭ ‬إن‭ ‬لديك‭ ‬شعوراً‭ ‬بأنني‭ ‬يمكنني‭ ‬التنبؤ‭. ‬هذا‭ ‬صحيح،‭ ‬ولكن‭ ‬أبدو‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان‭ ‬مع‭ ‬نفسي‭ ‬منهجياً‭ ‬جداً‭ ‬وصارماً‭. ‬ما‭ ‬درسته‭ ‬هو‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التقليدية‭:‬

أولاً‭: ‬ما‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬نملكها‭ ‬حول‭ ‬الحقيقة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬المعرفة‭ ‬العلمية‭. ‬‮«‬ألعاب‭ ‬الحقيقة‮»‬‭ ‬هذه‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭ ‬للحضارة‭ ‬وكلاهما‭ ‬مواضيع‭ ‬وأشياء‭.‬

ثانياً‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬علاقاتنا‭ ‬بالآخرين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استراتيجيات‭ ‬غريبة‭ ‬وعلاقات‭ ‬القوة؟

ثالثاً‭: ‬ما‭ ‬هي‭ ‬العلاقات‭ ‬بين‭ ‬الحق‭ ‬والقوة‭ ‬والذات؟

أود‭ ‬أن‭ ‬أختم‭ ‬بثلاثة‭ ‬أسئلة‭: ‬ما‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬أكثر‭ ‬كلاسيكية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬وأكثرها‭ ‬منهجية‭ ‬في‭ ‬التطور‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الأسئلة‭ ‬الثلاث‭ ‬والعودة‭ ‬إلى‭ ‬البداية؟‭ ‬أنا‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المرحلة‭.‬

 

 
‭* ‬Truth‭, ‬Power‭, ‬Self‭: ‬An Interview with Michel Foucault‭ - ‬October 25th‭, ‬1982‭.‬
From‭: ‬Martin‭, ‬L.H‭. ‬et al‭ (‬1988‭) ‬Technologies of the Self‭: ‬A Seminar with Michel Foucault‭.‬
London‭: ‬Tavistock‭. ‬pp.9-15‭.‬

 

 

نُشرت المادة لأول مرة في مجلة الرافد الورقية - العدد 244 (صفحة 38)

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها