الأرضُ كمَا ترى.. لا كمَا تحب

هاني عويد



بوتيرةٍ واحدةٍ..
وقلبٍ متوتر
ماذا يمكن أن تفعل؟
الأرض كما ترى.. لا كما تحب
الجسدُ الشاحبُ بفعل المسافةِ الشَّاقةِ في تقدُّم السنِّ
لم يعد يهتم بالنظر للآخر
أو يدقّق في شعرةٍ بيضاء جديدة
زادت رغبةُ التأنيب..
كعلاجٍ يومي لاستجلاء قصبة الروح
يُقنعُ ذاته أنه صعدَ درجتين 
إلَّا أنه لم يبرح خطوة أمس
الفراغُ مملكةٌ له سطوةٌ وأسلحةٌ متجولة
الليل ليسَ عدوًا كما يشيعُ البعض
الحقيقةُ في المختبر.. 
الغشاوة أيضاً لم تزل تتمشَّى كسحابةٍ عرجاء
الأمورُ التي تتضح أُدركُها بفعل الآخر المقيم في مدار المعرفة
المساحةُ التي فردتها..
أسحبُها شبرًا شبرًا، وبيسر مخافة الاهتراء.
قلبي في هذي المساحة..
يُورق هنا 
ويُطمس في مكانٍ آخر
انتظاراتي التي خلّفتها ورائي تجوبُ المكان
تمكث كمسافرٍ على مقعدٍ لا يستريح
الأحلام لا تستريح
النسيانُ لا يستريح
النومُ لا يستريح..
القلقُ، العملُ، دورةُ الشمس، الأبدية 
الوساوسُ التي صادفتك مرةً، تلقي بنفسها فوقك كلما شمَّت رائحتك
ولا تستريح.
الأسفلتُ بصمةٌ رقميةٌ للنعال، وقرفصاءِ العاطلين
الأبراجُ تحولُ دونَ البيوتِ القصيرةِ والهواء.
التاريخُ القديمُ يتبخرُ تحتَ مطرقةِ الحداثة..
والأرض كما ترى، لا كما تُحب
يدي منهوبةٌ 
أيامي منهوبةٌ
قدمي منهوبة
ذاكرتي معملٌ لتخصيب الحنين..
كلما جفّ، استعنتُ بها
كلما درتُ، لا أريدُ لأبنائي في الغيبِ أن يدورون
هكذا نحن نَملُّ ظروفنا 
وحدتنا 
خدوش الخيانة التي أرهقتنا
وحدها قصائدي متخومةٌ بعكس ما نريد
على أهبَّة الانفجار..
لذلك لا يقربها العائدون من الوهم، أو الداخلون في التجربة
لا لشيء..
لكن؛ كي لا تخربش استقرارهم!
والأرض كما ترى.. لا كما تحب

 

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها