"فرانشيسكو روزي" من السينما الثورية إلى السينما السياسية

د. السهلي بلقاسم

[إن السينما السياسية الثورية لن تكون بديلاً للعمل السياسي الثوري الفعلي، لكنها سلاح من أسلحة الثورة، كما أن السينما السياسية الثورية لن تكون بديلاً للسينما، وإنما هي اتجاه من اتجاهاتها المتعددة...]


إذا كانت الحرب العالمية الثانية عام 1945م قد أثمرت في إيطاليا الواقعية الجديدة، التي خرجت منها كل اتجاهات التجديد في السينما العالمية في خمسينيات القرن الماضي؛ فإن من ضمن الاتجاهات المهمة في الواقعية الجديد "السينما الثورية" التي تحولت إلى "سينما سياسية"، والتي بدأها المخرجان "بونتيكورفو Pontecorvo" و"روزي Rosi"، بعد انتشار حركات النضال من أجل التحرر من المستعمر بأغلب دول العالم الثالث.

قضايا السينما السياسية

حاولت السينما السياسية في عروضها البصرية والسمعية، مناقشة طبيعة العلاقة بين السياسة والفكر الثوري، وطبيعة العلاقة بين السينما السياسية أو السينما التي تتناول المواضيع السياسية، وعلى وجه التحديد علاقة السياسية والسياسيين مع شركات الاحتكار العالمي والرأسمالية الأوروبية، بالإضافة إلى مواضيع الاغتيالات السياسية، بينما تناولت السينما التورية قضايا التحرر من الاستعمار ومن حكام الاستبداد. كما تعرضت السينما السياسية وخاصة في مرحلة الستينيات من القرن الماضي إلى الحركات الثورية الطلابية والعمالية في مختلف دول العالم.

لقد وقع خلط كبير بين السينما السياسية والفكر الثوري، من خلال الأفلام الثورية "لروزي" و"بونتيكورفو" وغيرهما من مخرجي السينما السياسية الثوريين، غير أن السينما السياسية لا تعني بالضرورة السينما الثورية، بل إن وجود السينما السياسية الثورية هو الذي أدى إلى وجود سينما أخرى سياسية ذات أهداف ومواضيع لا علاقة لها بالثورية.

شركات الإنتاج والسينما الثورية

السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح هنا، هو كيف تنتج وتوزع شركات الإنتاج الرأسمالية العالمية في هوليود وأوروبا وآسيا أفلاماً سياسية ثورية؟ لقد أدان العديد من المفكرين والمخرجيين شركات الإنتاج الرأسمالية؛ لإنتاجها أفلاماً سياسية ثورية -أدان المخرج الفرنسي "جودار"1 شركة الإنتاج الرأسمالية التي أنتجت فيلم "معركة الجزائر"، بعد مظاهرات مايو عام 1968م- وبغض النظر عن هذا الرأي المثالي في جوهره، إلا أن المخرج الفرنسي نفسه قد أخرج فيلمه "كل شيء على ما يرام" عام 1973م بإنتاج شركة رأسمالية! وعليه؛ فإن الشركات الرأسمالية الخاصة بالإنتاج السينمائي، هي شركات تهدف إلى الربح المادي أولاً وأخيراً، بعيداً عن أي انتماءات فكرية أو ثقافية.

فعندما أنتجت الشركات العالمية الأفلام السياسية الثورية، كانت تسعى وراء المداخيل المالية المهمة لهذا النوع من الأفلام، التي انتشرت في نهاية الستينيات وبداية السبعينيات من القرن الماضي، نتيجة للتغير الكيفي والنوعي في نوعية جمهور دور العرض، الذي أصبح من فئة الشباب، المتطلع إلى الغد الأفضل وإلى المستقبل الواعد... فضلاً عن انتشار جهاز التلفزيون، الجهاز الذي سارعت الدولة إلى تأميمه من شركات القطاع الخاص. ليصبح التلفزيون جهاز الدولة، بمضامينه التعبوية الدعائية، والمتحدث باسمها، والعارض لخططها ومشاريعها، والداعم لأيدولوجيتها. وبالموازاة مع ذلك كانت السينما الثورية السياسية من وجهة نظر أخرى، تصفية للعمل الثوري السياسي الفعلي. فسارعت الشركات الرأسمالية الكبرى إلى احتكار الإنتاج السينمائي ودعم الأفلام الثورية السياسية؛ لأن الإرادة السياسية العليا في أوروبا، وعلى المدى البعيد، كانت تحاول أن تجعل من وجود العمل الثوري السياسي السينمائي، بديلاً عن الفعل الثوري السياسي على الساحة، أو على الأقل (تفريغ الشحنات الثورية للجماهير في صور سينمائية).
 

روزي المخرج الثوري..

ولد "فرانشيسكو روزي" في 15 من نوفمبر عام 1922م في مدينة "نابولي" بعد الحرب العالمية الثانية بدأ حياته الفنية في المسرح والسينما. كمساعد للإخراج، مع العديد من المخرجيين الكبار، فعمل مع المخرج "فيسكونتي" في فيلم "الأرض تهتز" وساعد "أنتونيوني" في فيلم "المغامرة" قبل أن يقرر الاستثمار في مواهبه الفنية المسرحية والسينمائية. فأخرج روزي في 15 عاماً؛ أي مند عام 1958م حتى عام 1972م ثمانية أفلام طويلة (التحدي، والباعة المتجولون، سلفاتوري جوليانو، الأيادي فوق المدينة، لحظات الحقيقة، كان يا مكان، الرجال المعترضون، قضية ماتيه...).

إن أغلب أفلام "روزي" قد حاولت وعن طريق الصورة السينمائية الغنية بالدلالات الأيدلوجية والدرامية تحليل المجتمع الرأسمالي، ومحاربة الاستغلال بكل أشكاله. إن الشعار الذي كان يرفعه المخرج الثوري منذ أول أفلامه هو (محاربة الاحتكار في كل مكان).

وبالرغم من أن فيلم "التحدي" الذي تدور أحداثه في سوق للخضار كان مثيراً للاهتمام في مهرجان "فنيسيا" عام 1958م، إلا أنه وبمرور خمس سنوات استطاع فيلم "الأيادي فوق المدينة" أن يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان "فنيسيا". ومنح فيلم "التحدي" جائزة التحكيم، ليكون بذلك مهرجان فينسيا 1963م مهرجان "فرانشيسكو روزي" بامتياز، وبعد سطوع نجم "روزي" في مهرجان فنيسيا، سارع مهرجان "برلين السينمائي" إلى تسليط الضوء على فيلم "سلفاتوري جوليانو" ليفوز بجائزته الكبرى، باعتباره أول الأفلام السياسية حول المافيا في أوروبا.

السينما والخرافة

يعتبر فيلم "كان يا مكان" من الأفلام التي أخرجها "روزي" من إنتاج شركة أمريكية، وتمثيل الممثلة الشهيرة "صوفيا لورين"، والممثل المصري العالمي "عمر الشريف"، وبعد عرض الفيلم تحدث المخرج قائلاً: (إنه لا يعكس قضايا اجتماعية وسياسية، ولكنه حكاية إيطالية خرافية.. والحكاية الخرافية الإيطالية على العكس من الحكايات الخرافية الإنجليزية، تتميز بالكثير من الأسس الواقعية، لقد عرض فيلم "كان يا مكان" الحكاية كما لو أنها وقعت فعلاً؛ لأنها تعبر عن واقع الحياة الحقيقية، إنه يحكي قصة بسيطة، تنتمي إلى الواقع، بقدر ما تنتمي الخرافة، إنه ليس كأفلامي الأخرى، ولكنه ليس أقل منها في تعبيره عن الحياة الواقعية في إيطاليا المعاصرة). ومن الجدير بالذكر هنا؛ أن "روزي" أخرج فيلمه "كان يا مكان" وهو يعيش ظروفاً نفسية عصيبة، فقد رحلت ابنته إلى مثواها الأخير في حادث سير مرعب، الحدث الذي أثر في مجرى حياته النفسية والمهنية. وللخروج من أزمته النفسية، وبسبب تعثر مشاريع أفلامه بسبب الإنتاج الاحتكاري اتجه "روزي" إلى إخراج مسرحيات عالمية كمسرحية "القاعدة والاستثناء" للكاتب والمسرحي الألماني الشهير "لبروتولت بريخت"، ولكنه لم يستطيع الحصول على إذن بتحويلها إلى فيلم. كما شرع في إخراج فيلم عن الثورة الكوبية، وأثناء كتابة سيناريو الفيلم رحل "شيكي جيفارا".. فقرر أن يكتب الفيلم عن "جيفارا "، وبعد سنة كاملة من معايشته لواقع الحياة في "بوليفيا وكوبا" اعتذر المنتج عن إنتاج الفيلم معللاً اعتذاره بوجود فليمين عن قائد الثورة الكوبية، أحدهما إيطالي والآخر أمريكي من تمثيل الممثل العالمي "عمر الشريف".

السينما الديكو درامية2

بعد فيلم "كان يا مكان" أخرج روزي فيلم "الرجال المعترضون"، واعتمد فيه المخرج الإيطالي على مذكرات "أميلوا لوسير" في الحرب العالمية الأولى، المذكرات التي خرجت في كتاب بعنون "الفرقة الصقلية"، ويعتبر "أميلوا لوسير" من المناضلين السياسيين الإيطاليين الذين ناضلوا ضد الفاشية. وقد أصدر عليه "الزعيم موسيليني" حكماً بالإعدام، لكنه استطاع الفرار إلى فرنسا، ثم عاد إلى بلاده بعد نهاية الحرب. ولقد استطاع "روزي" من خلال كتاب "الفرقة الصقيلية" أن يخلق دراما سينمائية سياسية، كاشفاً فيها السياسة الامبريالية وحروبها، التي تهدف إلى المصالح الطبقية الشخصية يقول "روزي" عن الفيلم: (إن الجنرالات والجنود هم ضحايا الحرب الطبقية... إنني أدين الحرب بكل أشكالها... ولكنني أؤيدها فقط في حالة كونها حرباً دفاعية لتحرير الأرض...).

يقول الناقد السينمائي الفرنسي "روجيه بوسينو": (لقد تغير شيء ما في السينما الإيطالية، كانت هنالك عدة أفلام سياسية لكن "روزي" لم ينس أبداً أن "السينما متعة" وبحث عن الحقيقة). إن المخرج المبدع لا يستطيع أن يقترب من الواقع إلا من خلال قصة روائية خيالية، أو من خلال التسجيل الحي للواقع.. إلا أن المخرج الإيطالي "فرانشيسكو روزي"، يحاول دائماً ألا يفصل بين السينما الروائية والسينما الوثائقية التسجيلية في جل أعماله، فهو يرى أن دراسة التاريخ والسياسة والمجتمع والاقتصاد سينمائياً، يمكن أن تخلق دراما من داخلها؛ إذ تمتزج الحبكة الدرامية مع الطابع الموضوعي للفيلم التسجيلي، من حيث كون العمل السينمائي في حد ذاته بحثاً بكل السبل والوسائل والتقنيات عن الحقيقة.
 



فيلم "قضية ماتيه"

لقد انطلق المخرج من حادثة سقوط طائرة "إيركو ماتيه" رئيس مؤسسة "إيني" الإيطالية يوم 27 أكتوبر عام 1962م، قبل دقائق من هبوطها على أرض مطار "ميلانوا". وتعتبر شخصية "ماتيه" من الشخصيات السياسية والاقتصادية المثيرة للجدل في إيطاليا وفي العالم. ولد في قرية "نابلي" الفقيرة، وكان والده شرطياً جاء من سفح البرجوازية الصغيرة، لينضم إلى المقاومة ضد الفاشية. بدأ "ماتيه" عمله مفتشاً في مؤسسة "إيجيت" الحكومية للبترول بعد الحرب العالمية الثانية، المؤسسة التي أنشأها "موسيليني"، ولقد استطاع "ماتيه" بعد اكتشاف غاز "الميثان" في وادي "البوا " عام 1947م أن ينقذ "إيجيت" من الإفلاس.. ثم يسدل الستارة عن الماضي الفاشي لهذه المؤسسة، وينشئ مؤسسة جديدة عام 1952م هي مؤسسة "إيني".

لقد وصفت الصحافة الأمريكية "ماتيه" بأنه أقوى رجل إيطالي بعد "يولويس قيصر"، وقال عنه شواين: بأنه أهم إيطالي جاء إلى الصين منذ "ماركوا". إنه رجل فهم عصره كما يقول "روزي". لقد آمن "ماتيه" بأن إيطاليا المعاصرة تستطيع الوقوف بوجه طغيان النفود الأمريكي في أوروبا. كما آمن أن مصلحة أوروبا الحقيقية هي في مساعدة دول العالم الثالث على الاستقلال والتقدم، وخاصة الدول العربية. كما آمن بأن الطريق الوحيد لتحيق كل هذا، هو محاربة الاحتكار. لقد كانت كل مواقف "ماتيه" تعبر عن المبادئ التي آمن بها، فهو لم يعترف بالاتفاقيات الموقعة بين شركات البترول الأمريكية السبع، ووقف إلى جانب الجزائر في حرب الاستقلال وإلى جانب مصر في حرب قناة السويس. حتى إنه كان من أكثر الشخصيات التي أثارت إزعاج الشركات الاحتكارية الإمبريالية، حتى قيل عنه صراحة: (إنه إذا عاش ذلك الرجل طويلاً فسوف يدمر ديمقراطية الاحتكار).

 يقول "روزي": في بيان عن الفيلم إن شخصية "إيريكو ماتيه" شخصية مشهورة، ولكن لا أحد في رأيي يعرف عنه شيئاً، مثل الكثير من أساطير عصرنا. وعندما أتحدث عن الأساطير أتحدث عن أساطير إيطاليا، البلد التي ينتمي إليها ماتيه، ولد وعاش ومات على أرضها ويضيف "روزي" في تعليقه على الفيلم بـأن "ماتيه" ليس شخصية إيطالية فحسب؛ إنه شخصية كونية، له تأثير في عالم البترول في العالم كله، الدول التي تملك البترول والدول التي تستهلك البترول والدول التي تمللك شركات الاتجار في البترول.

إن فيلم "قضية ماتيه" كغيرها من القضايا التي لا نعرف عنها كل التفاصيل؛ إنها القضية التي حاول فيها "ماتيه" تغيير القواعد السائدة والمقبولة دائماً في دول العالم الثالث.

إن موضوع الفيلم ليس مصرع "ماتيه" في حادثة سقوط الطائرة؛ وإنما قضية الفيلم هي ما وراء مبررات فعل القتل، في المجتمع الإيطالي؟ لقد استطاع "روزي" من خلال عرض الصراعات السياسية التي خاضها "ماتيه" طوال حياته في الفيلم، أن يكشف وبعمق، ومن وجهة نظر ثورية، عن حقائق المجتمع الإمبريالي المعادي للإنسانية، وكشف الفيلم حقائق مؤلمة عن العالم الثالث، كما استطاع وبقوة، أن يدفع المشاهدين إلى التفكير والتأمل العميق، وترك لهم الإجابة عن كل الأسئلة التي يمكن طرحها، وآخرها من كان وراء مصرع "ماتيه"؟

البناء الدرامي في" قضية ماتيه"

لقد حاولت أن أخرج فيلماً عن "ماتيه" عام 1964م بعد عاميين من مصرعه، لكن الفشل التجاري لفيلم "الأيادي فوق المدينة" لم يشجع المنتجين حتى تأكد لديهم أهمية الأفلام السياسية. لقد انطلق الفيلم من نهاية رجل قوي "سقوط الطائرة" وتداعيات الحادث الإعلامية والسياسية، مروراً بلحظات مهمة من حياة رجل قوي من وجهة نظر المخرج الثوري، وجهة نظر البطل من الطغيان النفوذ الأمريكي في أوروبا، ولحظات التعبير عن موقف "ماتيه" من الحزب الإيطالي الفاشي.. وقف المخرج كثيراً في مشاهد المؤتمر الصحفي على موقفه من الدول المنتجة للبترول، وهو يزور أحد آبار النفط بقوله: (تحت هذه الصحراء ٪80 من احتياطي البترول في العالم. إن ملايين الأوروبيين والأمريكيين يأكلون من هنا...).

لقد امتزجت في "قضية ماتيه" الحقيقة بالخيال في مشاهد مؤثرة، استخدم فيها المخرج صيغ تداخل الأزمنة الفلمية بين زمن الحاضر والزمن الماضي وزمن المستقبل، حتى إنه يمكن للمشاهد أن يشعر بالتتابع المنطقي التقليدي للسرد الفيلمي، وفي نهاية الفيلم نعود إلى نقطة البدء ليس لإغلاق الدائرة؛ وإنما على العكس تماماً من أجل نهاية مفتوحة على كل التأويلات الممكنة، إن الأفلام بالنسبة إليه كما كان يذكر دائماً، طريقة يتعرف بها على الواقع من حوله، ثم يروي ما يعرفه إلى الآخرين حتى يشتركوا معه في التفكير، في حوارات مؤثرة، مستلهمة من المؤتمرات والتصريحات الصحفية لرجل إيطاليا القوي.

التركيب الصوري في الفيلم

فيلم "قضية ماتيه" لا يقدم قصة حياة رجل، بل يحاول أن يبتعد تماماً عن الحكاية السردية التقليدية، ويلجأ إلى البناء الدرامي "الديالكتيكي"، الذي يتم فيه الانتقال من لقطة إلى أخرى ومن مشهد إلى آخر، بناءً على وجهة نظر المخرج الفكرية باستخدام أسلوب المونتاج الفكري3، وليس بناءً يعتمد على السرد المتوالي للأحداث. إنه أسلوب السينما الثورية التي أسست معالمها السينما الروسية، إبان الثورة البلشفية عام 1918م في الأفلام الروسية العظيمة. "المدرعة بودفكين وسلالم الأودسيا، وفيلم ثورة أكتوبر...".
 

لقد اعتمد "روزي" في أسلوب الإخراج على اللقطة القريبة والسريعة، كوحدة بناء أساس باعتبارها لقطة انفعالية، تمثل ردة الفعل النفسي، كما يظهر لنا جلياً في المشهد الذي يظهر فيه البطل وهو يستعرض مجموعة من الصور الفتوغرافية لشخصيات حقيقية عاصرت "ماتيه". وهذا الأسلوب في التركيب الصوري للفيلم، هو أسلوب فعّال في توجه إلى عقلية المشاهد، وبالتالي استثارة انفعالاته النفسية والذهنية، باستخدام العديد من المشاهد الواقعية الحية، للمقبلات الصحفية التلفزيونية. واستخدم المخرج الكتابة على الشاشة (Sap Titilles) من أجل ترجمة المقابلات الصحفية من اللغة الإيطالية إلى اللغة الإنجليزية والعكس، كما استخدم المخرج اللقطة الثابتة (Stop Cadre)، وهو أسلوب أو طريقة تركيب تعطي للحدث قوة الحضور اللحظي (تركيز قوة اللقطة في ثباتها). ومن أجل واقعية للأحداث؛ فإن الشريط الصوتي في الفيلم كان خالياً تماماً من الموسيقى التصويرية، فقد استخدم مهندس الصوت مؤثراً صوتياً (لدقات القلب) في بداية الفيلم وفي نهايته، مشيراً بدلك إلى بداية ونهاية حياة رجل إيطالي عظيم.

 


هوامش: 1. جودار: مخرج سينمائي؛ يعتبر أحد رواد السينما الواقعية في فرنسا.┊2. الديكو درامية: مصطلح يطلق على الفيلم السينمائي الروائي، الذي يتضمن مشاهد وثائقية.┊3. أسلوب المونتاج الفكري: هو أسلوب اعتمده المخرج والمنظر السينمائي الروسي (سيرجي آنشتاين)، حيث عرفه بأنه: نتاج تصادم لقطتين مع بعضهما البعض، من أجل طرح أفكار عميقة.

 

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها