سَلَا.. تاريخٌ من المجدِ يُعانِق العُلا

أحمد سوالم

تُعد مدينة سلا المغربية واحدةً من أعرق مدن المغرب الإسلامي، ونقطة عبور مهمة في الربط بين شمال المغرب وجنوبه، وكانت عبر تاريخها مركزاً تجارياً مهماً بين المغرب وأوروبا.

وتقع سلا على الضفة اليمنى لنهر أبي رقراق عند مصبه في المحيط الأطلسي، محاذية لعاصمة المملكة مدينة الرباط، في مكان محصن من جهة البحر والنهر مستفيدة من جوار المصب، ما سمح لها بأنشطة بحرية وتجارية. وقد وصفها الشريف الإدريسي بقوله: "... وسلا الحديثة على ضفة البحر منيعة من جانب البحر، لا يقدر أحد من أهل المراكب على الوصول إليها من جهته، وهي مدينة حسنة حصينة في أرض رمل، ولها أسواق نافقة، وتجارات ودخل وخرج، وتصرف لأهلها وسعة أموال.."1. ويمتاز مناخها بالاعتدال والرطوبة، وبمعدل تساقطات لا بأس به، كما تحتوي على فرشاة مائية هامة، ما سمح بانتشار أنشطة فلاحية بها فيما كان يعرف "بالسواني".

أما سبب تسمية المدينة بسلا، فاختلفت حولها روايات المؤرخين، فمنهم من أرجعه إلى اسم المدينة القديمة شالة، ومنهم من ذهب كالمؤرخ محمد بن علي الدكالي، إلى أنها اشتقت من اسم بانيها، وهو ملك من الملوك القدامى اسمه سلا2، وهو ما استبعده أستاذ التاريخ بجامعة محمد الخامس بالرباط محمد فتحة3.

أما بداية الاستقرار السكاني بالمدينة، فتذهب معظم الدراسات التاريخية إلى قدمه. إلا أنه لم يتم دفعة واحدة، بل تم عبر مراحل. أما النواة الأولى للمدينة، فيرجعها المؤرخون إلى القرن الحادي عشر على يد أسرة بني عشرة التابعة لإمارة بني يفرن، لتشهد خلال العهد الموحدي تطوراً عمرانياً مهماً، جسدته عديد المآثر التي ما زالت شاهدةً على ذلك كالمسجد الأعظم، الذي بناه يعقوب المنصور الموحدي سنة 1196م، والذي يصل ارتفاع صومعته 20 متراً، وتوجد بصحنه ساعتان، واحدة شمسية، وأخرى قمرية. ويتميز المسجد بجمال وروعة فسيفسائه، وهو ما ينم عن العناية التي كان يوليها المغاربة لبيوت الله.

استمرت أهمية سلا العتيقة خلال العهد المريني، حيث تم الاهتمام ببناء المدارس كالمدرسة المرينية التي بناها أبو الحسن المريني، والمدرسة التي بناها أبو عنان فارس المريني، والتي أصبحت فيما بعد فندقاً يعرف باسم فندق الزيت، وكذلك بفندق "اسكور". كما اعتنى المرينيون ببناء المساجد، مثل مسجد الزرقاء بحومة زناتة.

وساهم توافد الأندلسيين إليها من شبه الجزيرة الأيبيرية خلال القرن السابع عشر في العهد السعدي، في زيادة أوج وازدهار مدينة سلا، حيث ركزوا اهتمامهم على النشاط البحري، لتنافس جارتها الرباط في مجال الجهاد البحري، أو ما يعرف في الأدبيات الأوربية بالقرصنة البحرية، ومنها تسمية سلا بمدينة القراصنة، رغم أن جاك كايي Caillé يرى أن المقصود بسلا القرصنية هي سلا الحديثة أي الرباط، ويخالفه في ذلك دوكاستري Decastries، على أن الشريف الإدريسي نفسه أطلق سلا الحديثة على سلا الحالية.. إلا أن المدينة فقدت أهميتها الاقتصادية خلال القرن 19م، لتعيش حالة ركود وعزلة بسبب تراجع نشاطها التجاري، واستمر ذلك حتى فترة الحماية الفرنسية للبلاد، رغم ما أبدوه من اهتمام بالجانب الثقافي والديني للمدينة.
 

أولاً: عمارة سلا.. متحف مفتوح

تعاقبت على مدينة سلا حضارات عديدة، وسكنها أقوام مختلفون، ما جعلها تمتاز بخصائص معمارية فريدة ومهمة، ومكاناً لمآثر تاريخية تشهد على عبق التاريخ، فشكلت متحفاً مفتوحاً لأنواع العمارة الإسلامية المختلفة من تحصينها بأسوار قوية، تتخللها أبواب وأسوار وحصون وأبراج.

السور: يتخذ سور مدينة سلا العتيقة شكلاً منحرفاً، ويمتد على مسافة أربع كيلومترات و300 متر، منها 1600 متر لكل جهة طولية، ويبلغ طول قاعدته المحاذية للبحر 550 متراً. وتتميز بوجود واق صخري يزيد السور مناعة4. وعلوه 12 متراً، وهو مدعم بجهاز دفاعي منيع يتكون من أبراج المراقبة المستطيلة الشكل، بنيت على مسافات غير منتظمة.
كما يتوفر السور على حصون وصقالات ذات أشكال هندسية محكمة، تضفي على الأسوار طابعاً دفاعياً قوياً لحماية المدينة من الغارات الأجنبية، وتتخلل السور مجموعة من الرياحات، وهي عبارة عن نوافذ كبيرة نوعا ما، توجد بأعلى السور وتسمح بدخول الريح والهواء.. واستعمل في بناء السور تقنية الطابية التقليدية، وهي عبارة عن خليط من التراب والجير، وقطع صخر خشنة التقطيع يتم تشكيلها بواسطة لوحين خشبيين.

سور الأقواس: تم تشييده في العصر الموحدي (1269-1130)، وجدده أبو الحسن المريني سنة 1333، وهو عبارة عن قناة مائية محمولة على سور طوله 14 كلم، انطلاقاً من عين بركة بالمعمورة إلى غاية مكان تجميع الماء في باب شعفة، ليتم توزيعه على أحياء المدينة عبر شبكة قواديس أرضية. وهو معلمة فريدة من نوعها في المغرب. كما تتخلل سور مدينة سلا العتيقة مجموعة من الأبواب، تختلف من حيث أهميتها التاريخية والمعمارية والجمالية، فماذا عنها؟

الأبواب

باب سبتة: يعود بناؤه إلى العصر المرابطي، جدده القائد عبد الحق فنيش مع إضافة البرج الملاصق له، اتخذه مقراً له حينما انفرد بحكم المدينة ما بين (1757-1738) وهو من أقدم أبواب سلا.
باب لمريسة: بناه السلطان أبو يوسف المريني بإشراف المهندس الأندلسي محمد بن الحاج الإشبيلي، وكان مخصصاً لخروج السفن المشيدة داخل دار الصناعة نحو المحيط الأطلسي عبر قناة نهر أبي رقراق، ويعتبر من أعلى أبواب المغرب التاريخية، ويتميز بهندسة معمارية رائعة.
باب فاس: تم تشييده خلال العصر المرابطي، وأعيد إصلاحه خلال القرن التاسع عشر، ويعرف أيضاً بباب الخميس لانعقاد السوق الأسبوعي أمامه كل خميس لزمن طويل.

باب بوحاجة: حمل اسم إبراهيم بوحاجة الرندي، المزداد بالأندلس، وعينه السلطان أبو عنان المريني شيخاً لزاوية النساك بعد بنائها في 1356/757، كان يحظى بتقدير خاص من قبل المسلمين واليهود على السواء، يوجد قبره خارج السور الغربي بجوار قبر سيدي الخباز، توفي سنة 1356/757.
باب دار الصناعة: بناه أبو يوسف يعقوب المريني سنة 1261/658 بإشراف المهندس الأندلسي محمد بن الحاج الإشبيلي، وتم ترميمه في عهد السعديين، ويعرف أيضاً بباب عنتر، كان مخصصاً لخروج السفن المصنوعة بدار الصنعة للمشاركة في الحروب الجهادية بشواطئ الأندلس، وتوقف نشاطه نهائياً في القرن السابع عشر.

الأبراج


برج الدموع: بناه السلطان أبو يسف يعقوب المريني، وأدخل السلطان العلوي محمد بن عبد الله إصلاحات اقتضاها استعمال سلاح المدفعية لمواجهة التهديدات الأوربية، وحول السلطان الحسن الأول مستودعه السفلي إلى برج أرضي وزوده بالمدافع، ويعرف أيضاً ببرج القائد والصقالة القديمة والبرج الحسني.
البرج الركني: بناه السلطان مولاي عبد الرحمان عقب القصف الفرنسي لسلا سنة 1851، وزوده بالمدافع بعد انتهاء الأشغال سنة 1853، يعرف أيضاً بالبرج الكبير.
البرج الجديد: بناه السلطان مولاي عبد الرحمان سنة 1846، كان يتوفر على وحدات مدفعية، وقد تأثر بالقصف الفرنسي، وتم ترميمه خلال بناء البرج الركني، ويعرف أيضاً بالصقالة الجديدة.

ثانياً: سلا مركز اقتصادي قديم

ارتبط تاريخ سلا الاقتصادي بمرساها، الذي جعل منها القوة الاقتصادية الثانية في فترة من تاريخ المغرب مع ميناء مرتيل شمالاً. وكان لهجرة الأندلسيين دور في نمو الأنشطة البحرية بالمدينة، وفي احتضانها قسطاً مهماً من التراث الاقتصادي الغرناطي. ما جعل مرسى سلا في النصف الأول من القرن السابع عشر أول ميناء بالمغرب "وقد أسست (الرباط) وسلا معاً مركزاً اقتصادياً من الدرجة الأولى.. لا تجاريهما من مدن المغرب سوى حاضرة فاس"5، لكن انتقلت الحركية التجارية في النصف الثاني منه إلى آسفي وأكادير6. وكمثال على ازدهار مرسى سلا، فقد دخلته سنة 1630م حوالي ثلاثين سفينة أجنبية في ظرف شهر ونصف، وفي سنة 1698م حوالي أربعين سفينة فرنسية7.
كما لا يستقيم الحديث عن سلا العتيقة وارتباطها بالبحر ونشاطه، دون الحديث عن دار الصناعة، والتي يرجع الفضل في بنائها إلى السلطان يعقوب بن عبد الحق المريني. وقد بنيت أمام المدينة من جهة وادي أبي رقراق، وجعل لها بابين، كان الوادي يدخل من أحدهما، ويخرج من الآخر بصناعة هندسية، فإذا صنعت سفينة جديدة، وأريد إرسالها إلى الوادي فتحت الترعة فيدخل الماء فتعوم فيه السفينة، فتخرج من الباب القبلي سابحة على وجه الماء إلى أن تقع في الوادي8. كما أنشأ السلطان أبو سعيد عثمان الثاني بسلا الأجفان الغزوية، كما عرفت بمدينة سلا بصيد الأسماك، خصوصاً سمك الشابل.

إضافة إلى الأنشطة البحرية مارس السلاويون مجموعة من الأنشطة الاقتصادية والصناعات، كصناعة الحصير التي كان عدد ممتهنوها سنة 1865 حوالي 29 طرازاً، ليرتفع سنة 1924 إلى حوالي 399، كما عرفت سلا العتيقة حسب لسان الدين ابن الخطيب بأنها: "معدن القطن والكتان"10، وتحدث الدكالي عن فخارها ولا سيما "المزلج" منه، كما كانت تمارس بها حرف أخرى كالصناعات الجلدية، خصوصاً السراجة وصناعة البلغة السلاوية، وصناعة الصابون البلدي، الذي تضرر من منافسة الصابون المستورد، أما حرفة الدباغة فكانت توجد بهوامش المدينة بسبب ما تسببه من روائح كريهة.
وموازة مع هاته الأنشطة الاقتصادية، كانت بسلا العتيقة مجموعة من الفنادق، والفندق هو مكان يستقر فيه التجار الأجانب، وهو نوعان واحد خاص لإيواء الدواب وعابري السبيل، وهو أشبه بخان القوافل في الشرق، والآخر عبارة عن مستودع للسلع، ومقر لبعض الأعمال الصناعية والتجارية، وكان بعضها يسمى باسم السلع التي تباع فيه. ومن الفنادق المعروفة بسلا العتيقة فندق الزيت، الذي كان يقيم فيه أحد مشاهير المتصوفة هو أبو موسى الدكالي، وفندق الجلد قرب جامع الرحبة، وفندق الفحم قرب مسجد أحمد حجي.

وازدهار سلا العتيقة الاقتصادي تفسره أسواقها وقسارياتها العامرة، وهو ما عبر عنه ابن الخطيب بخصوصها في العهد المريني بقوله: "والأسواق السارة حتى برقيق الحبشان". وكذلك استقرار العديد من قناصل الدول الأجنبية بها للدفاع عن المصالح الاقتصادية لبلدانهم، فقد استقر فيها أول قنصل فرنسي بالمغرب هو لوي شيني Louis chenier سنة 1768.

ثالثاً: مدينة العلم والصلاح

عرفت مدينة سلا بحركيتها العلمية والفكرية، فقد انتشرت فيها المدارس، منها: مدرسة المسجد الأعظم بالطالعة (انطمست معالمها)، ومدرسة بحومة باب حسين بناها أبو عنان فارس المريني، والتي تحولت إلى فندق اسمه "اسكور"، ومدرسة المهدية التي بناها يعقوب المنصور، والتي بنى عليها أبو الحسن المريني المدرسة المرينية في هيئة رفيعة ومعمار رفيع.

استقر بسلا العتيقة الكثير من العلماء والمفكرين بشكل مؤقت، أو بشكل دائم كلسان الدين بن الخطيب، كما أنجبت العديد من الأعلام في مختلف العلوم منهم صاحب "الاستقصا" الناصري، وغيره كثير، حتى كادت تضاهي مدينة فاس في هذا المجال، والدليل على ذلك إرسال بعض السلاطين العلويين لأبنائهم للدراسة على يد علماء سلا، وإشرافهم على ما يروج فيها من أنشطة علمية وفكرية11.

كما تمتاز سلا العتيقة بكثرة جوامعها ومساجدها، مما جعل جان كوستي يقول عنها: "لا يخفى أن مدينة سلا مدينة دينية، تخصصت بالمغرب الأقصى كمدينة فاس، وبها ما يزيد عن ستين مسجداً للصلاة، ونحو عشرين ضريحاً ذات احترام وتعظيم"12. وقال عنها ابن الخطيب كذلك "وإن كان بها أهل عبادة وسالكو سبيل وزهادة"13.

ومساجد سلا بنيت في حقب تاريخية مختلفة. فمن مساجد العهد الموحدي، نجد جامع الشهبة والمسجد الأعظم، ومن المساجد المرينية، هناك مسجد الزرقاء، وهناك مساجد أخرى بنيت في فترات لاحقة كمسجد الصف خلف الخزانة الصبيحية بساحة الشهداء، ومسجد سيدي أحمد بن عاشر، وهو مسجد صغير بساحة الصف.

وما يميز سلا العتيقة عن غيرها كثرة صلحائها وأوليائها، ويعبر عن ذلك أهل سلا بقولهم: "كل خطوة بصالح"، ونذكر منهم:


• ضريح عبد الله بن حسون وهو فقيه ومتصوف وأديب، عمل خطيباً بالمسجد الأعظم، عرف بصلاحه وعلمه وتدينه، تتلمذ على يد كبار علماء فاس كعبد الواحد الونشريسي، ينعقد موسمه بتزامن مع عيد المولد النبوي، الذي يحتفل به أهل سلا من خلال ما يعرف "بدور الشمع"، وهو موكب كان يترأسه قاضي المدينة يشتمل على ثمان شمعات محمولة من قبل بعض البحارة على عادة أهل الحنطات في الاحتماء ببعض الأولياء والإفادة من بركاتهم، ويخترق الموكب شوارع المدينة على نغمات ومعزوفات موسيقية تناسب الأجواء الروحانية للاحتفال، ويتوقف عند ضريح أحمد حجي، ليكمل دورته حسب العادة، ويعود إلى ضريح عبد الله ابن حسون14، وما زال موكب "دور الشمع" مستمراً إلى اليوم، بفضل مداخيل الأحباس التي خصصتها له المرأة الصالحة للاعائشة مسعود دفينة سلا.
• ضريح أحمد بنعاشر، وهو فقيه وعلامة، له تأليف "تحفة الزائر بمناقب ابن عاشر"، وله تعليق على "شمائل الترمذي"15، من تلامذته محمد ابن عباد الرندي، الذي عمل خطيباً بجامع القرويين16.
• ضريح سيد التركي، الذي يعتقد انتسابه إلى الأتراك العثمانيين، الذين عملوا في الأسطول الجهادي السلاوي.. وهناك أضرحة أخرى كسيدي موسى الدكالي، وسيدي علي بن أيوب، وسيدي بوحاجة وللاعائشة مسعود.

كما تمتاز سلا العتيقة كذلك بكثرة الزاويا، ومن أهمها:
زاوية النساك؛ التي بناها السلطان أبو عنان فارس المريني في 27 شعبان 707ه، لتكون داراً لضيافة الرحالة والمسافرين، وقد تهدمت عقب حريق يجهل تاريخه، وبقيت منها بعض أطلالها.
زاوية اليابوري؛ ذكرها ابن القاضي صاحب "جذوة الاقتباس"، وتنسب إلى الفقيه أبي عبد الله اليابوري.
زاوية أبي زكرياء الحاحي؛ تقع غرب المسجد الأعظم.
وهناك زاويا أخرى كالحمدوشية، والعلوية، والحنصالية، والتيجانية.

رابعاً: مدينة سلا وأهلها من خلال أقوالهم

تغنى العديد من الشعراء بمدينة سلا العتيقة، منهم عبد العزيز الملزوزي، شاعر البلاط المريني، إذ قال عند أخذ يعقوب بن عبد الحق المريني البيعة لولده بها سنة 1272م ما يلي:
لله درك يا سلا من بلدةٍ ... من لم يعاين مثل حسنك ما اشتفى
قد حُزتِ براً ثم بحراً طامياً ... وبذلك زدت ملاحةً وتزخرفا
فإذا رأيت بها القطائع خِلتها ... طيراً يحومُ على الورود مرفرفا
17.

وقال عنها لسان الدين أبن الخطيب:
وصلت حثيث السير فيمن فلا الفلا ... فلا خاطري لما نأى وانجلى انجلى
ولا نسخت كربي بقلبي سلوة ... فلما سرى فيه نسيم سلا سلا
18.

أما عن سكان سلا التي سكنها الأشراف والعلماء والصلحاء، والتي عرف أهلها بالعلم والصلاح والتدين والبذل والعطاء خدمة للدين، ما جعل بن عاشر دفين سلا يقول:
سَلَا كل قلبٍ غير قلبي ما سَلا ... أيسلو بفاس والأحبةُ في سلا
بها خيّموا والقلب خيم عندهم ... فأجْرَوا دموعي مرسلاً ومسلسلا
19.

على سبيل الختم

نافلة القول، هذه بعض ملامح مدينة سلا العتيقة، القائمة في تشكيلها على عمارة المدينة الإسلامية بأسوارها وأبوابها، وحصونها، وأبراجها، وعلى خصائصها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، وعلى حياة يسودها التكافل والتضامن والانضباط للدين ورجالاته، ما جعل نخبها نخب علم وولاية وشرف. لكن ساهمت الهجرة القروية، والتزايد السكاني في تكون مدينة جديدة خارج أسوار المدينة العتيقة ذات هوية حضارية جديدة، شكلت قطيعة مع مظاهر حياة المدينة الإسلامية التقليدية، التي كانت تعيشها سلا العتيقة.


المراجع المعتمدة: 1. عبد العزيز بنعبد الله، سلا أولى حاضرتي أبي رقراق، تحقيق مصطفى بوشعراء، منشورات الخزانة الصبيحية بسلا، 1989. | 2. جان كوستي وأبو القاسم عشاش، بيوتات مدينة سلا، تحقيق وتعليق نجاة المريني، منشورات الخزانة الصبيحية بسلا، 1989. 3. محد بن علي الدكالي، الإتحاف الوجيز، تاريخ العدوتين تحقيق مصطفى بوشعراء، الطبعة الثانية، منشورات الخزانة الصبيحية بسلا، 1996. 4. لسان الدين ابن الخطيب، معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار، الرباط، 1977. 5. لسان الدين ابن الخطيب، نفاضة الجراب، نشر أحمد مختار العبادي، القاهرة، 1967. 6. محمد فتحة، جوانب من تاريخ سلا وعمارتها من التأسيس إلى بداية القرن العشرين، منشورات جمعية سلا المستقبل، مطبعة الرباط نت، الرباط، 2012. 7. محمد فتحة، مادة ابن عاشر، معلمة المغرب، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، عدد17، ص: 5835.

الهوامش1. عبد العزيز بنعبد الله، سلا أولى حاضرتي أبي رقراق، تحقيق مصطفى بوشعراء، منشورات الخزانة الصبيحية بسلا، 1989، ص: 123. 2. محد بن علي الدكالي، الإتحاف الوجيز، تاريخ العدوتين تحقيق مصطفى بوشعراء، الطبعة الثانية، منشورات الخزانة الصبيحية بسلا، 1996، ص: 34. 3. محمد فتحة، جوانب من تاريخ سلا وعمارتها من التأسيس إلى بداية القرن العشرين، منشورات جمعية سلا المستقبل، مطبعة الرباط نت، الرباط، 2012، ص: 17. 4. محمد فتحة، م.س، ص: 48. 5. عبد العزيز بنعبد الله، م. س، ص: 23. 6. نفسه، ص: 29. 7. نفسه، ص: 29-28. 8. محمد عبد المنعم محمد حسين، مدينة سلا في العصر الإسلامي دراسة في التاريخ السياسي والحضاري، مؤسسة شباب الجامعة، الإسكندرية، 1993، ص: 77. 9. محمد فتحة، م. س، ص: 78. 10. عبد العزيز بنعبد الله، م.س، ص: 25. 11. محمد فتحة، م.س، ص: 113. 12. جان كوستي وأبو القاسم عشاش، بيوتات مدينة سلا، تحقيق وتعليق نجاة المريني، منشورات الخزانة الصبيحية بسلا، 1989، ص: 133. 13. لسان الدين ابن الخطيب، نفاضة الجراب، نشر أحمد مختار العبادي، القاهرة، 1967، ص: 122. 14. محمد فتحة، م. س، ص: 122. 15. نفسه، ص: 254. 16. محمد فتحة، مادة ابن عاشر، معلمة المغرب، منشورات الجمعية المغربية للتأليف والترجمة والنشر، عدد17، ص: 5835. 17. عبد العزيز بنعبد الله، مرجع سابق، ص: 12. 18. لسان الدين ابن الخطيب، معيار الاختيار في ذكر المعاهد والديار، الرباط، 1977، ص: 75-74. 19. جان كوستي وأبو القاسم عشاش، م. س، ص: 60.
 
الصور
https://www.wikiwand.com / ©https://ar.wikipedia.org©

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها