رحلةٌ قصيرة على بساط الخضر

أحمد الجميلي

كانَ الذي كانَ، في إشراقهِ قَمَرَا 
في ساحةِ الوقتِ.. منسيًّا ومُختبَرا

رأيتُهُ.. إنَّ نثرًا مَا بِأعينِهِ
كأنَّهُ مِن زمانٍ آخرٍ عَبَرَا

- مَن أنتَ 
   يا...؟
- إِننَّي المطويُّ في صُحفِي
وبي جذورٌ مِن الأشعارِ والشُّعَرَا

- عَمَّ تُنَقِّبُ؟
عَنْ وحيٍ لِيحْمِلَنِي
وعن بلادٍ أراها فيَّ حيثُ أرَى

وظلَّ يَحكِي
ولاَ يَحكِي
يراودهُ الإيقاعُ.. يسحبهُ.. للصمتِ.. مُنصَهِرَا

كانَ المساءُ نديًّا.. كنتُ أَرْقُبُهُ
وكان يتلو على إنسانهِ السّورَا

ما بينَ إيماءةٍ تعلو وذاكرةٍ
يدُ الغيابِ، وشوقٌ كامنٌ بَدَرَا

قَرَا الحنينَ
- فقالَ الخَضْرُ:
 كُفَّ، وإنْ ..
- فقالَ :
 إنِّي لهُ لَمْ أَسْتَطِعْ، وَقَرَا

لمحتُهُ في زَوَايَا 
الرُّوحِ متَّقِدًا بدمعةٍ 
أَنْبَتَتْ في عُمقِهِ صُوَرَا

وظلَّ يَحْكِي
ولا يَحكِي
كأنَّ هوًى يجتاحُهُ..

أو صدًى مِن خاطرٍ خَطَرَا

كَأنَّهُ شمسُ هذي الأرض، دافئةٌ
أيامُهُ، وبسيطٌ حَيثُمَا نُشِرَا

لمَّا رَأَى تينةً للناس دانيةً 
لم ينتزِعْها ولكنْ راحَ وَاشْتَجَرَا

وقالَ يا ربِّ هَبْ لي: ...
وانتهى سُبُلًا 
فأوِّبي يا جبالَ اللهِ حيثُ سَرَى

وحيثُ أشعلَ في الكِبريتِ ثَورتَهُ 
يا نارُ كُوني..

وحيثُ ارتابَ وَانْكَدَرَا

لـم يـمتحنْ غَبَشَ الأشياء ظَلَّ على
إشراقِه يـمنحُ التأويلَ والبَصَرَا

وظلَّ يَحْكِي
ولا يَحكِي ...

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها