العتبات البصرية.. في النص الشعري العربي المعاصر

د. عبير خالد يحيى

 

مقدمة إغنائية:
في الثقافة العربية التراثية، تميّز الجنس الشعري بخصائص عتباتية أدائية صوتية وبصرية (الإيقاع، الإنشاد، الكتابة العمودية..) وكانت هذه العتبات تقدّم رسائل استباقية عن الطبيعة الشعرية للنص، وتبرز الخصائص البنائية للجنس الشعري، وقيمه الإيقاعية والجمالية والاعتبارية.


ومنذ بداية القرن المنصرم ظهرت متغيرات ثقافية عامة، تضمّنت، شعريًّا، مستجدات بنائية وتداولية وتذوّقية.. أزاحت المحدّدات التقليدية للممارسات والمفاهيم الشعرية التقليدية، بقدر ما فرضت ممارساتها الجديدة مفاهيمَ جديدة لها قضاياها وإشكالاتها العصرية، وهكذا فإن مفهوم الشعرية لا ينفصل عن مفهوم المعاصرة وقضاياها في الشعر المعاصر.

 لكن، ما الذي يجعل من نصٍ شعري عربي ما نصًّا شعريًّا عربيًّا معاصرًا؟ لعلّ أكثر المعايير موضوعية في تحديد مراحل الشعرية، ليس المعيار الزمني، فهناك بعض القصائد التراثية أكثر حداثة من بعض القصائد العمودية الحديثة زمانيًّا، "وإنما المعيار الموضوعي الأجدى هو الاعتماد على متغيرات وتحولات جوهرية، في الرؤية والممارسة الشعرية والعتباتية، ويعني ذلك، أن ما يجعل من النص الشعري العربي نصًّا شعريًّا عربيًّا معاصرًا، هو كونه يواكب ويتمثّل مستجدات الممارسات والرؤى الشعرية التي تكاثفت على الشعرية العربية، بداية بظهور حركة الشعر الحر، مع بداية النصف الثاني للقرن العشرين"1.

إن العتبة تتجلى، كماهية نصّية، وتتحقق كماهية تناصّية في أي عنصر بصري أو صوتي أو ذهني أوسياقي.. يصاحب المتن وظيفيًّا، ما يعني أن ما يجعل عنصرًا ما عتبة نصّية، هو تلك المصاحبة والملازمة للنص بشكل هادف ومخطط، وبذلك تكون العتبة مكوّن أساسي وجوهري للنص، وعنصر شرطي لتلقّيه من قبل المتلقي، وعلى الرغم من أن العتبات (كوقائع) ظاهرة آنية قابلة للتحوّل، إلا أنها مبدئيًّا: ظاهرة بنيوية ملازمة شرطيًّا للنص، وكينونتها مستمدة من كينونته، والعكس، فلا نص من دون عتبات، ولا عتبات بلا نص2.

وهذا يجعل من الشعر العربي المعاصر، ماهية فنية، تتذرّع إلى التلقّي بمنظومة عتباتية، تتمثّل وتمثّل خصائصه النوعية والزمنية والتقنية والمعرفية والثقافية.. وطبيعته في الإنتاج والتداول والتلقي والتأويل..

تتحمّل العتبات في الشعر الحر المعاصر مهمة البرهان على المعاصرة الشعرية، من خلال ابتعاده عن عالم الصوت، وتجذّره في الثقافة الكتابية والطباعية، واعتماده بشكل نهائي على الآلية البصرية للإنتاج والتداول الشعري، وهذا ما تنظر إليه الذرائعية من خلال المستوى البصري، بمدخليه البصري واللساني الجمالي، وبما يترتب عن ذلك من متغيّرات وتحوّلات في بنية اللغة الشعرية وتقنياتها الأسلوبية والجمالية، والكتابة والتلقي الشعري، على مستويات بصرية مختلفة (شكل العمل – النص – الكيان النصّي).
 

1. العمل ( الكتاب ) الشعري

يعبّر الكتاب بكل مكوناته، من متون النصوص الداخلية وغلاف خارجي (يحوي العنوان وتجنيس العمل واسم الشاعر، واللوحة المرسومة أو المصورة المطبوعة على الغلاف الأمامي، والفقرة النصّية والصورة الموجودة على الغلاف الخلفي..) كلها تعبّر، وبدرجات متفاوتة بين السطحية والعمق، عن متغيّرات وخصائص المفاهيم الشعرية المعاصرة، تحت خيمة كتابة الشعر المعاصر ومواكبته للمتغيّرات والتحوّلات المعاصرة الحضارية والثقافية للمجتمعات العربية، لذلك؛ فإن انتشار وتسيّد الكتاب الشعري المعاصر تأتي بالدرجة الأولى من تسيّد الظواهر والآليات البصرية للكتابة الشعرية والتلقي الشعري، وفي ذلك مغايرة واضحة للشعرية التقليدية المتداولة، وتحوّل في سطوة وسلطات عناصر الثلاثية الشعرية (الشاعر – النص- المتلقي)، وهذا التحوّل هو لصالح استقلال القصيدة عن الشاعر، وإعطاء السيادة للقارئ، فله الحكم، متأثرًا بهذه الآلية البصرية، دون أن يؤدي ذلك إلى انفصام عُرى هذه الثلاثية، وإنما التأسيس لعلاقات جديدة بين أطرافها بحكم العصرنة، إلى درجة تقرّ فيها العتبات توازي نفسها مع النص، لذلك يسمى العمل كله (المتن + العتبات= الكتاب) بالنص الموازي. والعتبات المهمة هي:

غلاف الكتاب الشعري:
علامة سيميائية، وتُعدّ ممارسة مسؤولة ذات طابع جماعي، حيث يتمّ تصميمها أو انتقاؤها من قبل الشاعر والمصمم الفني لدار النشر، ومن خلال هذا التصميم والانتقاء، يتمّ الرهان على الشعرية المعاصرة والتداولية البصرية، ومواكبتها لحداثة تقنيات الطباعة والتصوير، وانفتاحها على الفنون البصرية (الفن التشكيلي أو التشكيل الصوري البصري)، وهي، في الذرائعية، ينبغي أن تكون إيحائية، مفتوحة على التأويلات النصّية ضمن إطار المفهوم العام أو الثيمة العامة للنصوص الشعرية، وهكذا، حتى يصبح غلاف الكتاب الشعري فضاءً نموذجيًّا متكاملًا للفنون جميعها (الأدب والرسم والموسيقى) مع أدواتها التعبيرية، وموقعًا استرتيجيًّا معتبرًا للتشكيلات البصرية المادية واللونية، والخط والتنسيق.. ما يسهم في جذب واستقطاب اهتمام المتلقي، وتشكيل انطباعه الأولي عن العمل، إضافة إلى الجانب الإجرائي، كونه منجزاً شعريّاً مُقدّماً من الشاعر إلى المتلقي، لذا وجب الاهتمام به، والعمل على إخراجه على أكمل وجه.

العنوان: 
يعتبر العنوان أكثر دلالة لغوية مكثّفة تحوي مضمون النص، وأوّل علامة -على طريق التلقّي، ومفتاحًا سيميائيًّا- يختزل بنية النص في كلمة أو بضع كلمات"3.

اهتم منظرو السيميائية بمصطلح العنوان وأولوه اهتمامًا كبيرًا باعتباره "نظامًا سيميائيًّا ذا أبعاد دلالية وأخرى رمزية، تغري الباحث بتتبع دلالته ومحاولة فك شفرته الرامزة"4، وتزيد الذرائعية على ذلك اعتبار العنوان رمزًا مغلقًا، على المتلقي البحث عن دلالاته في متن النص الشعري، ثم يعاود الرجوع إليه لتحليله.

فهو، أي (العنوان)، في النظريات الحديثة "عتبة قرائية، وعنصرًا من العناصر الموازية التي تسهم في تلقي النصوص وفهمها، وتأويلها داخل فعل قرائي شمولي يفعّل العلاقات الكائنة والممكنة بينها"5.

لذلك؛ فإن عتبة العنوان، في الشعر المعاصر، تُعتبر حاضنة للكثير من الاشتغالات الإجرائية، والمستجدات المتوازية مع الاشتغالات والمستجدات الحاصلة على مستويات بنى الكتاب ومتن النص الشعري المعاصر، هذه البنى التي قبلت التعدّد والتعقّد، في ظلّ التغيّرات والتبدّلات الشعرية الحداثية الطارئة التي طالت الفضاء الشعري وغيّرت في معالم خارطته، وقد ارتكس العنوان كمكوّن نصّي معاصر اتجاه تلك المتغيرات، حيث بات أكثر مقدرة وجاهزية للتعبير عن المستجدات الشعرية، فتحوّل إلى ظاهرة إبدالية عتباتية معاصرة، تعكس الإبدالات والتغيرات الموازية في البنية الشعرية المعاصرة، ومنه (العنوان) الذي تتجلّى فيه حداثة الشعر والشاعر، كمفاهيم، ووظائف، وممارسات مغايرة لمثيلاتها التقليدية، ويبدو الشاعر المعاصر يجاهد للظهور بمظهر حداثي أسّسته المبادئ العصرية القائمة على دعائم فنية وأيديولوجية وشخصية واعتبارية وحقوقية تستحق التداولية، بما يفوق اعتباره علامة عتباتية على شخصية متحضرة ومتمدّنة تكتب الشعر الحداثي.

هناك أيضًا وظيفة نصيّة للعنوان، يصبح بموجبها العنوان: "نصًّا أو خطابًا له أدبيته وشعريته، وطاقته اللامحدودة على إنتاج الدلالة، من حيث إن نصيّة النص هي قدرته على المراوغة والامتناع عن الحسم والقطع الدلاليين في القراءة النقدية"6، بحيث صار العنوان الأدبي يستحوذ كينونة المفارقة في الخطاب الأدبي، حيث "شاع استخدام العناوين البليغة شيوعًا يوشك أن يؤسس ثقافة نصوصية تخصّ العناوين، له حدوده ومراميه وبلاغاته الخاصة"7.
 

2. الكيان النصي (العتبات الداخلية)

التصدير:
حيث ينوب التصدير الشعري المعاصر عن الشاعر بالتمهيد لقراءة القصائد، وتوجيه المتلقي إلى أبعاد جديدة يريدها الشاعر ترتبط بحيثيات معينة في مضمون النص الشعري، والتصدير يعتبر إهداء معاصراً وحداثياً ينوب عن الإهداء الكلاسيكي من حيث إنه يتبلور مع الحداثة الشعرية ومتغيراتها بالتوازي مع جوانب ومستويات المنتج الشعري، حيث حلّ التصدير (الإهداء الشعري المعاصر) مكان الإهداء الكلاسيكي ضاربًا مبادئه ووجهاته الأرستقراطية التقليدية لصالح إبراز خصوصية الشاعر المعاصر وفرديته الإبداعية، وقضاياه وعلاقاته الاجتماعية والفنية، بالمقابل، كان الإهداء التقليدي معطى ضمنيًّا لقصيدة المديح، والغزل، أصبح الإهداء المعاصر، في ظل اندثار الأغراض التقليدية الشعرية، نصًّا مستقلًّا عن النصّ ومضمونه، ويتموضع خارج المتن الشعري.
 

3. النص الشعري: جسد القصيدة المعاصرة

وما الذي يجعل من نصٍّ ما شعرًا؟ ولو اقتصرنا في طرحه على الثقافة العربية على الأقل، لن نحصل على إجابة قاطعة، إلا أن ما يوفره الواقع الموضوعي للشعرية العربية من قرائن عتباتية على خصائص البنية الشعرية، قديمًا وحديثًا، قد يكون منطلقًا للإجابة، حتى لو لم تكن إجابة كاملة، وعمومًا، "إن الشعر خطاب وجداني مقتضب، ورسم موسيقي حسي بالكلمات، يتبنى قضية مغلفة بشعورية الشاعر وموهبته الوجدانية في التأثير الحسي المطنب، مع انعكاس زماني لوضع مرفق بتفسير وافٍ لكينونة الحدث وإرهاصات البيئة والمجتمع، ويعدّ الشعر شكلًا من أشكال الفن الأدبي، فيعتلي نواصيه الجمال، ويتصرّف في ساحاته الواسعة بحرية كاملة ظاهرة، وأخرى مخبوءة غير محددة، وهو معنى مموسق ولفظ مأخوذ من كلمة الشعور، ينتهك بشراسة ورقة أخيلة المتلقي حين يخاطب وجدانه، لا كينونته الملموسة بشكل مباشر... وهذا شأن الشعر برمّته من العهد الجاهلي مرورًا بالثورة الرومانسية، حتى الحداثة وما بعدها، وصولًا إلى يومنا هذا بكل أنواعه وأغراضه"8.

وتحدّد الذرائعية موضوع: (الأدبية) بأنها الصفة التي تعزل الأدب عن أنواعه الأخرى كالتقريرية والأسلوب العلمي والصحافي، وتلك الصفة تعود إلى الأسلوبية في التخصيص، وإلى أنواع الأدب بالتعميم9، حيث تحدّد الذرائعية ثلاث نقاط تشكّل الأدبية، وهي:
◅ الطريقة التي كتبت بها القصائد والتنوّعات الأسلوبية فيها.
◅ عملية اجتثاث المألوف باستخدام الاستعارة المجازية.
◅ تحويل المفهوم التقليدي إلى مفهوم حسّي أو شعوري.

وافترضت وجوب حضور العناصر الثلاثة، ليتفاعلوا ويتداخلوا ليشكّلوا مصطلح الأدبية10.

ويؤكد جيرار جانييت أن موضوع الأدبية والشعرية يكمن في علاقة النص بتعالياته النصية التناصية، وهي تعاليات متداخلة ومتكاملة، من ضمنها التعالي العتباتي.

الخط الكتابي:
يعتبر أولى هذه العناصر الفنية أو الإبدالات: حيث قامت الشعرية المعاصرة بتشييد مبادئ ثقافة طباعية تقوم على اختيار الخط الطباعي الأبسط والأكفأ والعام، متخلية عن أرستقراطية الخط الكتابي التي سادت في عصر المخطوطات، وعوّضت عنها في الغلاف، بمتغيرات النوع واللون والكم والكيف الخطي، وجعلتها عناصر إضافية ترفع من كفاءة القصيدة في استقطاب التلقّي عن طريق البرهجة الحداثية، والتوجيه الدلالي في مسارات التلقي والتأويل.

علامات الترقيم:
"قوامها مجموعة علاقات لا أثر لها أصلًا في سلسلة الكلام أثناء القراءة بصوت مرتفع؛ أي أنها لا تبرز كأدلة صوتية، ولكن أثرها يبرز كأداة ضابطة للنبر فقط، وعليه يمكن تداولها من جهتين: من جهة فعلها في إنتاج المعنى والإيقاعات، ومن جهة خضوعها لمقتضيات الدلالة وانحصارها في فضائها المستوي، فهي دالة باعتبار الوجه الأول، وموجهة في القراءة باعتبار الوجه الثاني"11.

فإلى جانب الخط، استطاعت الكتابة، في ظل تطورها وتناميها الطباعي، أن تستأنس وتوظّف منظومة عتباتية من العلامات البصرية غير اللغوية، وداخلتها بالبنية اللغوية للنص، وعملت على تحديد تمفصلاته الجزئية، ما ساعد في إنتاج وتحديد البنى الدلالية باتجاه المفهوم الذي كان من الممكن إدراكه مباشرة في الإلقاء الشفاهي الصوتي، إذن، هذه المنظومة العتباتية، من العلامات البصرية غير اللغوية، تعوّض عن العتبات الشفاهية والصمت، بل وتقوم بوظائف جديدة يقتضيها التداول والتلقي البصري، وقد تمكّن الشعر العربي الحديث والمعاصر من ترويض هذه العلامات البصرية، تعبيرًا عن حداثته ومعاصرته، ومغايرته للشعر التقليدي بعتباته الترقيمية المنتمية إلى عالم الصوت والحركة وسياق المقام؛ أي أن النص الشعري المعاصر استطاع الانتقال من الترقيم السمعي الصوتي إلى الترقيم البصري. من قصيدة (نداءات)، أختار مثالًا تستخدم فيه الفاصلة، وأداتي التعجب والاستفهام، والنقطتان، حيث نابت الفاصلة عن الوقفة القصيرة، والنقطتان عن الصمت قبل الاستئناف، علامتا التعجب والاستفهام عن النبر التعجبي والاستفهامي.

هناك اعتقادات وادعاءات خاطئة، تتحدّث عن انحسار علامات الترقيم في الشعر المعاصر، بينما، فعليًّا، يعكس الواقع النصّي العتباتي للقصيدة العربية المعاصرة، اهتمامه الكبير بعلامات الترقيم إلى حدّ الاحتفاء، وارتفاع معدلات استخدامها، توازيًا مع تمثّل القصيدة لقيم المعاصرة والحداثة، وتوظيفها بشكل يفتح آفاقًا شعرية جديدة ومحلّقة للقصيدة، ما يجعل الترقيم، كمًّا وكيفًا، مؤشرًا لتحولات القصيدة العربية المعاصرة، وملمحًا لحداثتها، عبر ابتكار أشكال ومزاوجات ووظائف مستجدة لعلامات الترقيم، فمثلًا النقاط (...) المتتالية التي تنتهي بها الجملة الشعرية في الشعر الحداثي هي إشارة لشيء ما، لا يريد الشاعر أو الناثر قوله صراحة (بالكتابة)، لكن هذا القول المحذوف والمضمر بين طيّات تلك النقاط سيكون مفهومًا للناقد الذرائعي الذكي، من الدلالات السابقة له، فالدلالة دائمًا توحي لشيء يتبعها، بينما النقطتان (..) هي دلالة لاستئناف تالٍ، وكأن الشاعر توقّف بقصد وبنيّته المتابعة، فيضع النقطتين علامة وإشارة لشدّ انتباه المتلقي وتنبيهه إلى أن الكلام لم يكتمل بعد.

البياض والسواد:
 فجّرت القصيدة المعاصرة، بتجذّرها في الثقافة الطباعية، الطاقات الدلالية والإيحائية والجمالية الهائلة للفضاء الكتابي، ليحمل الشكل البصري للقصيدة في أبعاده المكانية، الرأسية والأفقية، وفي تعضّي وتمفصل البنية الداخلية للنص، وعلاقة السواد بالبياض، كيفًا وكمّا، يحمل رسائل عتباتية شديدة الارتباط بظواهر وقضايا الجنس والنوع الشعري، والخصائص الإيقاعية والدلالية والأسلوبية للقصيدة، فبينما القصيدة التقليدية يغلب فيها السواد على البياض بالتمدّد العرضي، وبتوازي عمودَي القصيدة بسواد كثيف يغلب على بياض الهامش من الجانبين، وأعلى وأسفل القصيدة؛ فإن القصيدة المعاصرة اتجهت نحو تغليب البياض، كمساحة براح، وتركت للقصيدة حرية التمدّد الطولي، فقد يُشغَل السطرُ بكلمة أو اثنتين، أو بجملة قصيرة أو متوسطة أو طويلة.

 


الهوامش:  1. عتبات النص الشعري العربي المعاصر – دراسة تطبيقية على نصوص مختارة – إعداد صادق عبد الحميد القاضي – 2012- جامعة القاهرة كلية الآداب – قسم اللغة العربية وآدابها.2. المرجع السابق.3. عبد الله بن أحمد الفيفي: حداثة النص الشعري في المملكة العربية السعودية، قراءة نقدية في تحولات المشهد الابداعي، ط1، النادي الأدبي بالرياض، 1426ه، ص: 16.4. بسام قطوس: سيمياء العنوان، وزارة الثقافة، عمان، الأردن، ط1، 2001، ص: 33.5. محمد بازي: العنوان في الثقافة العربية، التشكيل ومسالك التأويل، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط1، 2012، ص: 15.6. هيو سلفر مان: نصيات بين الهرمنيو طيقا والتفكيكية، ترجمة: حسن ناظم وعلي حاكم صالح، بيروت: المركز الثقافي العربي، ط1، 2003، ص: 127- 129.7. عبد الله الغذامي: ثقافة الأسئلة: مقالات في النقد والنظرية، جدة، النادب الأدبي، ط1، 1992، ص: 48.8. الذرائعية والعقل –تأليف عبد الرزاق عوده الغالبي- الدراسات التطبيقية الناقدة د. عبير خالد يحيى، المكتبة الوطنية –إصدار الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق- بغداد – ط1- 2021- ص: 207.9. الذرائعية والعقل – مرجع سابق – ص: 82.10. الذرائعية والعقل – مرجع سابق – ص: 80- 81.11. محمد الماكيري: الشكل والخطاب -المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء المغرب – ط1-1991م- ص: 241.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها