قصيدتان..

إسماعيل جاد الله ركاب

 

تَيْم

وتحدَّثتْ عيناهُ
وانْطَلَقَ الوُجودُ مُشَقْرِقاً
مِنْ غامضِ المعنى
إلى معنى الوُجودِ
وتَهامَسَ الأبوانِ،
وارْتَسَمَتْ على وجهيهِما
لُغةٌ تُمَجِّدُ قُدرةَ الرحمنِ
أو تتلو، بإيمانٍ عميقٍ
آيَةَ الكُرسيِّ حَمْداً
أو دُعاءً لازْدهارِ الخِصبِ
في عُمْرِ الوليدِ
وتَبادلَ الجدَّانِ نظرةَ بهجةٍ
راحتْ تُحَلِّقُ في الفضا
عُصفورَ نارٍ
نوَّرَ الدُّنيا
وأشْعَلَها
بآلافِ القصائدِ والوعودِ
يا تَيْمُ يا أغلى مِنَ الأغلى
ويا لُغتي، وأُغنيتي
ونبضي
آهِ كَمْ أشتاقُ طَلَّتَكَ التي
مَنَحَتْ تفاصيلَ المدى
عَبَقَ الخمائلِ والورودِ!!
 


شَجَرُ النَّدى

وقطفتُ مِنْ شَجَرِ النَّدى حرفينِ
فاشْتَعَلَ الهديلُ
حَجَلٌ يَحُطُّ على سُهولِ الرُّوحِ
يكرُجُ، ينْتَشي فَرَحاً
ويرقُصُ
ثُمَّ يعزِفُ ما اشْتهى مِنْ أُغنياتِ العشقِ
والأنسامُ ريشةُ عازفٍ
أوتارُها هذي الحُقولُ
برقٌ على شُرُفاتِهِ
انْبَجَستْ رِغابُ الكونِ
أو جُنَّ النَّخيلُ
غارَ الغمامُ مِنَ النَّدى
غَمَزَ.. انْتَبَهْتُ
مَدَدْتُ سِحْرَ أصابعي
ولمستُ مِنْ بَضِّ البياضِ حمامتينِ
ففاضَ إحساسٌ جميلٌ فاغِمٌ
أو راحَ يبدَؤني الهُطولُ
وسَرَحْتُ بينَ العُشبِ مُنْتَشياً
كخاروفٍ صغيرٍ
جَنَّنَتْهُ خُضرةُ المرعى
وأغْرَتْهُ التَّضاريسُ الجميلةُ،
والسُّهولُ
أوَّاهُ.. كَمْ يا قلبُ تُدهشني الطَّبيعةُ
والحبيبَةُ
حينَ تزدهرُ المواسِمُ
والفُصولُ!

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها