الزّمنُ والهُوية والتحرر الرمزي؟!

إشكاليات في خطاب شهاب غانم الشعري

د. محمد سمير عبد السلام

الخطاب الشعري في أعمال الشاعر الإماراتي المبدع د. شهاب غانم يؤكد التأملات، والأسئلة المتجددة حول بنى الزمن، والهوية، والتشكيل النسبي للكينونة، كما يحتفي بصوت الروح الداخلي، واتصاله بالآخر/ الإنساني، وبغنائية القصيدة التي تستعصي على النهايات الحاسمة، وتحولات الجسد في الزمن؛ ويعيد الشاعر تشكيل الهامشي/ الكوني عبر فعل التخييل، وإنتاجية النص للصوت التمثيلي للعلامة الكونية؛ مثل علامة الشجرة في سياق تحولاتها الجمالية المجازية، واتصالها الوجودي ببنية القصيدة المكتوبة على أوراقها، وبالصوت الشعري نفسه حين تصير أثراً للكتابة، أو حين تحوي الصور المنتجة بواسطة المخيلة.

ولا تنفصل مفاهيم الحرية، وتشكيل الهوية الذاتية –في خطاب شهاب غانم الشعري– عن استعادة فاعلية الصفاء الروحي الداخلي من تراثنا الثقافي؛ والذي يمكن أن نلاحظه في علامات مثل النور، وعلاقته باللون الأبيض كفضاء للتشكيل المتجدد، وبمدلولي الإيمان والحب، وإعادة رسم الزمن النسبي لحضور الذات في العالم شعرياً؛ ومن ثم يؤكد الصوت الشعري حالة الاتصال الغنائي الجمالي، والروحي بين العالم الداخلي، والآخر، وعلامات العالم كبديل عن تنازع قوى الآلية، والارتقاء الذاتي الذي ينبع من فاعلية التراث المتجددة، أو التنازع الكامن في بنية الزمن نفسها بين تحولات الجسد، والولادة المتجددة للذات في فعل الكتابة، أو في رسم مشهد التحرر الرمزي المتواتر في نتاج الشاعر.

ويمكننا –من خلال منهج تحليل الخطاب– أن نستنطق قصائد الشاعر المبدع د. شهاب غانم عبر الكشف عن الصلة بين البنى التصويرية، والعلاماتية للنص، والممارسات الخطابية، والبنى الاجتماعية، والثقافية، وعلاقاتها الديناميكية في تعددية مستويات تشكل الخطاب؛ وبهذا الصدد تشير ماريان يورغنسن، ولويز فيليبس –في كتابهما تحليل الخطاب، النظرية والمنهج– إلى التصور النظري للخطاب طبقاً لنظرية فركلاف التي تؤكد أن العلاقة بين النصوص، والممارسات الاجتماعية؛ ومن ثم البنى الثقافية، تقوم على وساطة الممارسات الخطابية؛ حيث يستعمل الناس اللغة؛ لإنتاج النصوص، واستهلاكها، وتشكل الممارسات الاجتماعية النصوص، وتتشكل بها أيضاً، وتتشكل الخطابات –في هذا السياق– من داخل بنية لغوية خاصة يرتكز عليها المتلقون في عملية التأويل(1).

يعرض المؤلفان إذاً للصلة بين ثلاثة مجالات يتشكل عبرها الخطاب –في تصور فركلاف Fairclough– هي الممارسات الاجتماعية، وعملية الإيصال في تشكل الخطاب بين المنتج والمتلقي، والعلامات، والصور النصية التي تتأثر بالبنى الثقافية، وتعيد تشكيلها عبر الصوت الشعري، ووجهة النظر الكامنة فيما وراء بنية النص.

وإذا تأملنا بعض البنى المتواترة في خطاب د. شهاب غانم الشعر، سوف نعاين فاعلية العالم الداخلي الروحي، ورمزيته في عملية التواصل الإنساني، وفي آليات الكتابة الشعرية نفسها، وفي علاقة التعارض البنيوي بين تجدد الروح، والتحولات الزمنية للجسد؛ ومن ثم لا نجد انفصالا بين كل من بنيتي الروح، وتطور الزمن في خطاب شهاب غانم؛ فالعلاقة بين الزمن، وتجدد الروح تتحقق عبر علاقة التنازع بين تحولات الجسد المحتملة عبر الزمن، وتجدد الروح في الاتصال الإنساني، وفي الكتابة من جهة، وعلاقة التوافق الجمالي المجازي المحتملة عبر تحقق الإعلاء من دائرية العالم الداخلي التي تتوافق مع فاعلية التراث، بغض النظر عن آلية تطور الزمن؛ ومن ثم تأجيل مركزيتها من جهة أخرى.

يقول د. شهاب غانم في قصيدة تحدث إلى روحي:
تحدث إلى روحي فروحي كطائر  **  يغرد في القضبان كالشعر في النظم
تحدث إلى روحي ففي الروح جذوة **  ستخبو إذا لم تسق بالشحم في لحمي
تحدث حديث الروح يسري محلقاً **  إلى كل روح تشرئب إلى الفهم
وما أنت صوفي ولكن مهجة **  بجنبيك روحانية الشوق والهم
تحدث فإن الروح تبقى مقيمة ** ويمضي سريعاً هيكل اللحم والعظم
(2).

يرتكز خطاب د. شهاب غانم الشعري هنا على تكرار موضوعي الروح، والتحدث بصورة تستدعي الإعلاء من فاعلية الروح في العالم الداخلي للمتكلم، وتشكيلها لصوته الخاص، ولحدسه الشعري، كما يومئ إلى تجدد الروح في سياق التعارض البنائي مع التحول السريع لبنية الجسد؛ ومن ثم يحيلنا صوت الشاعر إلى حالة من الصفاء الداخلي التي تستلهم التراث الثقافي في إعلائه من الروح؛ وهي حالة تتجاوز البنى الثقافية أو الاجتماعية التي تنبني على آلية المنفعة، ولو لم تذكر صراحة؛ وإنما تشير إليها الممارسة الخطابية الموجهة للقارئ في لحظة حضارية بعينها تفترض وجود ذلك التنازع الثقافي المضمر في علاقة الذات بالآخر، وبالعالم؛ وسنجد أن صور النص، وعلاماته قد أكدت حالة الصعود عبر الوسائط العلاماتية للطائر، واستمرار الجذوة الذي يشبه الروح في وهجها الذاتي الدائري، كما يمنح الحديث حالة التحليق التي تشبه مجاز الطائر في القصيدة، وهي تشبه غنائية القصيدة نفسها، والتي توحي بتوافقية الكتابة مع دائرية الروح في الصوت المتكلم؛ ومن ثم نعاين الإعلاء من تحولات الروح الجمالية من الذات إلى العالم إلى النص، وتجاوزها لمنطق النهايات، أو تأجيل بنية النهايات نفسها في استمرارية الحديث، أو استمرارية غناء الطائر، وفعل الكتابة الذي يمزج بين الفضاء الذاتي، والفضاء الكوني الواسع، وفي تحليل خطاب القصيدة، والصلة بين المجالات الثلاثة لتشكل الخطاب، وتأثيره.

وسوف نعاين تكرار بنية الزمن، وتعارضاتها الدلالية الداخلية والثقافية، ولكن في سياق التعارض بين آلية تطور الزمن، ووهج الكتابة الشعرية الداخلي، والحنين إلى الصبا والطفولة في قصيدة لم أزل؛ يقول د. شهاب في القصيدة:
واضمحلت قصائدي وهي كانت **  ذات زهو رقاصة مجنونة
شاب شعري وشعر عشقي ولكن **  لم تزل مهجتي بكم مفتونة
هل ذكرتم بالأمس صبا صبيا؟ **  لم أزل ذلك الذي تذكرونه
شحبت كل شعلة في كياني  **  ما عدا شعلة الهوى الميمونة
(3).

إننا نعاين –في النص– نوعاً مضاعفاً من الغنائية التي أتت هنا لتقاوم بنية الزمن في الكبر؛ فقد مزج الصوت الشعري –في خطابه– بين غنائية الوزن، والقافية، والتجانس الصوتي مع الاختلاف الدلالي الذي يذكرني بتصور الناقد الفرنسي رولان بارت حول الهسهسة في كتابه هسهسة اللغة؛ فنعاين تواتر الصاد في قصائدي، ورقاصة، وصبا، وصبيا، وتواتر الشين في شاب، وشعري، وعشقي، وشعلة، وشحبت؛ ومن ثم يحشد الشاعر هذه الأصوات المتجانسة؛ لتؤكد بقاء شعلة الكتابة بداخله بعيداً عن آلية التطور الزمني نحو الكبر الذي يبدو مؤجلا بدرجة كبيرة دلالياً في النص؛ وتؤكد بنية العنوان: لم أزل مثل هذا التصور؛ إذ توحي باستمرارية وهج الكتابة الداخلي، وتجدد صور الطفولة في عملية الممارسة الخطابية والاتصال بالقارئ/ القراء المحتملين؛ فالشاعر يؤكد لهم أنه ما زال ذلك الصبي الذي يذكرونه في ممارساته للإبداع، وفي لقائه البكر بعلامات العالم؛ ومن ثم يمنح الشاعر الكتابة أثراً يجدد بنيتها في الممارسات الثقافية، والاجتماعية التي قد تربطها حتمياً ببنية الزمن؛ فالخطاب هنا يؤكد حالة التجدد الداخلي للكتابة في علامة الشعلة النصية المؤثرة في التصورات الاجتماعية السابقة عن الكتابة.

ويربط الشاعر بين شعرية تشكيل الكينونة الذاتية، أو لحظة الحضور النسبية، وفاعلية الروح المستعادة من التراث مرة أخرى في قصيدة أبواب؛ ولكن في سياق المزج بين النسبي في الكتابة، وتخييل الذات، واستلهام نورانية الروح في المستقبل المحتمل؛ يقول:
"لو أني أعطى صفحة عمري خالية بيضاء
لرسمت عليها أجمل ما في عمري من أشياء
إيماني.. حبي.. بعض الأشعار
لسألت المولى أن أغرف منها ما سمح وشاء
كي أحيا كل دقائق عمري كالأبرار
أن ترجع صفحة عمري خالية من كل الأوزار!
تتلألأ بالبركات، وبالأنوار"
(4)

يحيلنا الصوت الشعري –في خطابه– إلى الرغبة المعاصرة في تشكيل الهوية الفردية في سياق تجدد العالم الداخلي عبر الفن، وعمليات الارتقاء الذاتي الروحي، وفي السياق الاجتماعي من خلال المراجعة المستمرة للهوية في مدلولها التاريخي، أو الثقافي، وعلاقتها بالمجتمع في اللحظة الحضارية الراهنة، وتحولاتها الممكنة بين تعزيز الهوية الفردية، والتعالي الروحي الذي لا ينفصل عن فاعلية التراث الثقافي، وقيمه المتمركزة حول مفاهيم الصفاء، والخلود، والجمال، والحياة الداخلية الدائرية للذات؛ والتي تجلت عبر عملية الاتصال في الممارسة الخطابية حين أحال الصوت الشعري قارئه إلى التشكيل الحر للهوية الفردية عبر فعلي المحو، وإعادة الرسم، ولكن في سياق إيماني، يستلهم قوته من المزج بين حدس الخلود، والجمال الفني؛ ومن ثم فهو يمنح الهوية حضوراً نسبياً قابلاً للتجدد، والارتقاء في وعي القارئ؛ وقد تواترت العلامات، والصور الدالة على قوتي التشكيل المستمر للحياة الفردية، والتجدد؛ مثل الصفحة البيضاء المهيأة للرسم، وفعل الرسم الانتقائي بين لحظتين زمنيتين متباينتين، وعلامة الأنوار التي توحي بجماليات الارتقاء الذاتي خارج مركزية الذات نفسها باتجاه الإشراق الروحي الداخلي كنموذج مستلهم من ذاكرة المتكلم الجمعية، وفاعليتها المتجددة في المشهد.

ويعيد الشاعر إنتاج المدلول الفلسفي للحرية في سياق سرد شعري جمالي، يكشف عن التعارض السيميائي والدلالي بين الظلمة، وانتشار النور الكوني، أو بين حالة الثقل الجسدي، والفيزيقي للفضاء، وحالة التحرر الروحي الرمزي، أو الولادة المتجددة بمدلولها الفني، أو بإيماءاتها المتواترة إلى دلالة البهجة التي يتموضع حولها الوجود الفردي الطبيعي، أو الحلمي للمتكلم؛ يقول في قصيدة من وراء الستار الحديدي:
"أريد التنفس والانطلاق
وإلا فبعض هواء يطاق
فقد حز في لحم روحي الوثاق
وكدت أموت من الاختناق
أريد ولو لحظة من سلام
وأحلم بالنور يولد بين الركام
بصيصاً
ففيضاً يمزق حولي ستور الظلام
فأحظى بقهقهة في القتام
أريد ولو لحظة من أمان"
(5)

يستعيد خطاب د. شهاب غانم الشعري هنا الأصوات الإنسانية القديمة من اللاشعور الجمعي، ويعيد تشكيلها حلمياً وجمالياً بصورة رمزية في صورة الذات، وصوتها التمثيلي المحتمل، والذي ينبع من أكثر من لحظة زمنية، ويعاين الصخب الفيزيقي للفضاء المظلم، والسخرية العبثية في الحلم، ومستويات اللاوعي العميقة، كما ينسج –في أحلام اليقظة– تصاعداً تدريجياً للصور، والأخيلة النورانية التي تعيد طرح سؤال الحرية في سياق تشكيل الوجود، وإمكانية تجدده بين الحلم، والفضاء الكوني الطبيعي الواسع.

ينطوي الخطاب –إذاً– على تكثيف البنى الثقافية من أزمنة مختلفة في ذلك الفضاء المعتم الرمزي، والصاخب في آن، كما يؤسس الخطاب لممارسة اتصالية إنسانية عابرة للحدود الزمكانية في وعي المتلقي؛ ومن ثم يضعه في قلب الصوت التمثيلي القديم المتجدد، وفي حالة استشراف سؤال التحرر الذاتي نفسه عبر التصاعد الخيالي، والموسيقي لعلامة النور، وتجاوزها للقتامة الصاخبة المصحوبة بضحك عبثي رمزي ينبع من طبقات الفضاء، وعلاقتها بالوعي واللاوعي.

ويؤسس النص لمراوحة تصويرية بين قسوة الفضاء المعتم، وصخبه الذي يشبه دوال الموت، والتوقف، والانتظار، وفضاء الحرية الفسيح الذي يشبه دوال الولادة، والانبعاث، والتجدد، وكتابة القصيدة، أو العمل الفني؛ ومن ثم ارتكز النص على السرد الشعري الذي جمع بين قوتي الألم المتولد عن الظلمة، والولادة أو التحرر بصورة متداخلة، يؤكد ذلك التعارض الداخلي البنيوي، وإمكانية الخروج، والتجدد عبر التعاطف الكوني، واتصال المتكلم بأصوات الماضي فيما يتجاوز مركزية المأساة، وأخيلتها الحلمية الكثيفة.

ويمنح الشاعر العلامة الكونية/ الشجرة التي تبدو هامشية صوتاً تمثيلياً يرتكز على تحولاتها الوظيفية، والإبداعية في آن؛ فهي تتصل بالصوت الإنساني، وحكاياته، ووحدته، وآلامه، وبحياته الاجتماعية العملية، وبالأثر المكتوب/ الورقة، أو النص المحتمل؛ ومن ثم فالشجرة تصاحب الصوت الإنساني في دورات الوجود، وتحولاته باتجاه الإبداع، والممارسات اليومية المتكررة، وأخيلة الوعي المبدع، وحكاياته؛ فالصوت الشعر يقيم –هنا– ممارسة خطابية جديدة، يشير فيها إلى أصالة الهامشي، والاتصال الوثيق بين الممارسات الثقافية، والاجتماعية، والفضاء الكوني؛ ولهذا فقد ارتكز صوت الشجرة التمثيلي على الرصد الجمالي الفوتوغرافي لصور البشر، وحالاتهم اليومية، والروحية، والإبداعية؛ يقول في قصيدة خواطر دوحة:
"يأوي لظلالي رجل مرهق
يغمض جفنيه وينام
يستغرق في الأحلام
ينداح على الكون سكون مطلق
...
حين تجف بأغصاني الأوراق
ويودعني ظلي الوارف حتى لا يبقى منه باق
يضرب مني الحطابون الساق
لكني قد أغدو مقعد بستان يحتضن العشاق
أو نافذة يتسرب منها الإشراق
أو تصنع من خشبي الأوراق
فتخط قصائد حب فيها أو بعض رسائل أشواق"
(6)

تحكي الشجرة هنا حكايتها الغنائية الخاصة التي لا تنفصل عن تطور الوجود الإنساني؛ إنها تعاين صيرورة الوجود بين الألم، والإبداع، وبهجة الحياة، وصورها المقطعة المتلاحقة التي تشبه الحلم، أو الظواهر الحسية التجريبية التي تؤكد الصلة الإبداعية بين الإنسان، والعلامات الكونية الهامشية في حياتها النسبية المجازية الخاصة، وتحولاتها الممكنة التي تصل بين الوجود الفيزيقي الذي تجلى في علامات الأوراق، والظلال، والأخشاب، والأثر الإبداعي المكتوب، أو المتخيل فيما وراء الواقع.

يعكس الصوت التمثيلي –إذاً– العلاقة بين الوعي، والظواهر الكونية من داخل الجمل الخطابية البلاغية المنسوبة لعلامة الشجرة، وصوتها المتخيل؛ ومن ثم نعاين الاتصال بين العلامات، والأصوات، والصور في تلك الدائرة المتواترة من التحولات الوظيفية، الفنية التي تؤكد الهارموني، أو التوافقية في المشهد الكوني في النص.


هوامش
1. راجع، ماريان يورغنسن، ولويز فيليبس، تحليل الخطاب، النظرية والتطبيق، ت: د. شوقي بوعناني، هيئة البحرين للثقافة والآثار، المنامة، 2019، ص: 140.
2. د. شهاب غانم: تحدث إلى روحي، الموسوعة الشعرية، دائرة الثقافة والسياحة، أبوظبي،
الرابط: https://poetry.dctabudhabi.ae/#/diwan/poem/142897
3. د. شهاب غانم: لم أزل، الموقع نفسه، الرابط:
https://poetry.dctabudhabi.ae/#/diwan/poem/142842
4. د. شهاب غانم: أبواب، الموقع نفسه، الرابط:
https://poetry.dctabudhabi.ae/#/diwan/poem/142864
5. د. شهاب غانم: من وراء الستار الحديدي، الموقع نفسه، الرابط:
https://poetry.dctabudhabi.ae/#/diwan/poem/142847
6. د. شهاب غانم: خواطر دوحة، الموقع نفسه، الرابط:
 https://poetry.dctabudhabi.ae/#/diwan/poem/142843

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها