الزّمَن يَمُرُّ.. أَليسْ

لـ دنييل روجر Danielle Roger

ترجمة: عبد السلام بنخدة

ذَهَبَ رفيقُكِ ناسِياً إغلاق أنبوب معجون الأسنان. تضغطين على الأنبوب وتنظفين أسنانك. امرأة لَيْسَ لديها المزيد من الوقت أمامها تنظر إليك في المرآة، قد يَحْصُلُ أَلاَّ نتعرَّف دائماً على أنفسنا. رُؤْية السنوات مُلَبَّسة على وَجْهٍ كَقِناع لا يمكن إزالته. في أيّ ساعة يمكن أن نكون؟ ساعتك تذكّرُك بساعات (الرسّام) دالي. الزمن يجري على يَدَيْك. يتركُ بُقَعاً بُنِّية. أربعون سنة. تُلْقين بساعتك إلى الكلب، يمضغُ السوار شاكراً.

في الأيّام الخوالي كان للساعات حياة طويلة. ساعة جدَّتك استمرت في توقيت الزمن. بعد سنوات من وفاتها. الآن يَتِمُّ طرح كل شيء ولا يتم الاحتفاظ بأي شيء، ساعاتكم، فساتينكم القصيرة جدّاً، أزواجكم، أحزانكم المجفّفة في المناديل الورقية.

أثناء هذا الوقت، الأرنب يركض دائماً. لا تفعلين أيّ شيء للإمساك به. لا تُغادرين منزلك. بهدوء تقرئين "البحث عن الزمن الضائع"، وتنشرين "كْريمات" مُبْطِئات تَقَدُّم السن على جلدك. يتبقّى لك وهمان أو ثلاثة أوهام.

أَرْنَبٌ في زيّ رجل يَعْبُر مطبخك جَرْياً. هو متأخّر، هو متأخِّر وَيَبْحَثُ عن نظّاراته.

تُصارعين الزمن لِتُحَضِّري "غداءَ"ــهُ الذي تُضيفين إليه قُضَيّبات الجزر. كان عليك أَنْ تفكّري في ذلك من قبل، لَكِنَّكِ دائماً متأخّرة عن الأحداث.

أَرْنَبٌ يخرج من سريرك جَرْياً في ضوء صالة الحمّام، تَرَيْنَ جَيِّداً بأنّ الأمر يتعلّق بِرَجُل. بِرَجُل في عجلة من أمره، لكنّه رجل، في مكان ما يتمُّ انتظاره. هل بَقِيَ لك مُتَّسَع من الوقت؟ أَمْ قَدْ فَقَدْتيه آنِفاً بين موعدين هامّيْن؟

تُلْقين بالأرنب إلى الكلب، يأكل أيضاً ساعته، وأنتِ تَنْظرين إليه شاكرة.


النص الأصلي
Le temps passe, Alice. By Danielle Roger https://www.erudit.org/en/journals/xyz/1998-n54-xyz1025219/4776ac

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها