مختارات من شعر لانجستون هيوز {1902-1967}

ترجمة: حسن حجازي

لانجستون هيوز Langston Hughes شاعر وروائي ومؤلف مسرحي وكاتب قصة قصيرة، وناشط أميركي أسود من مواليد جوبلن بولاية ميسوري الولايات المتحدة الأمريكية. عاشَ طفولته بين والدين انفصلا عن بعضهما في وقتٍ مبكر. وينحدر لانجستون هيوز من أعراق مختلفة فهو من أصول أفريقية واسكوتلاندية وأوروبية، وكذلك له جذور من الهنود الأمريكان.

وُلِد هيوز في 1 شباط 1902 في جوبلن في ولاية ميسوري حيث عاش اثنتي عشرة سنة من حياته الأولى في الولايات التالية: كانساس، كولورادو، أنديانا، نيويورك. تخرج من المدرسة العليا في كليفلاند، أوهايو وفي سنته الأخيرة في المدرسة انتُخِب شاعراً للصف ومحرراً للكتاب السنوي. وسافر هيوز إلى أوروبا وأفريقيا وشخصيته المغامِرة والمُحبة للتجوال قد انعكست في بعض أعماله كما في روايته (ليس بدون مرح: 1930)، وفي قصصه القصيرة وسيرته الذاتية.
وهو الابن الثاني في أولاد العائلة، قام والده بهجرهم هرباً من العنصرية التي كانت سائدة في الولايات المتحدة آنذاك، وبعد انفصال والديه عاش هيوز في كفالة جدته من جهة أمه التي تركته أيضاً مسافرة بحثاً عن عمل.

ولد جيمس لانجستون هيوز في جوبلين بولاية ميسوري. تلقى تعليمه في المدرسة الثانوية المركزية في كليفلاند بولاية أوهايو، حيث بدأ كتابة الشعر في الصف الثامن، وكانت تلك بداية توجهه إلى الكتابة، لكنه لم يجد تشجيعاً من والده الذي أراد له مستقبلاً عمليّاً، فقد دخل جامعة كولومبيا لدراسة الهندسة، ثم ترك الدراسة وتابع الكتابة، إلا أنه عاد للدراسة الجامعية لاحقاً وحصل على درجة البكالوريوس.

اشتهرت أول قصيدة نُشِرت لهُ بعنوان: "الزنجي يتحدث عن الأنهار"، ثم نُشرت له فيما بعد قصائد ومسرحيات قصيرة ومقالات وقصص قصيرة ظهرت في عدد من المجلات والمطبوعات.
إلا أن شهرته انطلقت في السابعة عشر من عمره عند نشره قصيدته الشهيرة: "الزنجي يتكلم عن الأنهار"، تلك القصيدة التي عَبرت وصورت بجلاء حياة الطبقة الكادحة من السود في الولايات المتحدة الأمريكية، ويتخلل معظم أعماله الفخر والاعتزاز بهويته الأمريكية من أصول أفريقية.

بالإضافة إلى كونه شاعراً وكاتباً مسرحياً وروائياً وكاتب أغنية، وكاتب سيرة ذاتية، ومحرراً، وكاتب عمود صحفي ومترجماً ومحاضراً، كان لانجستون هيوز تاجراً بحرياً في مراحل مبكرة من حياته.

تأثر كثيراً بوالت ويتمان، وكارل ساندبرغ، وكذلك بشعراء سود مثل باول لورنس دانبار الذي كان يجيد كتابة الشعر العامي والفصيح على حد سواء، وتأثر أيضاً بـ"كلود مكاي" الشاعر الغنائي الاشتراكي الراديكالي النزعة، كما تأثر كثيراً بموسيقى الجاز وأغاني الزنوج الحزينة –البلوز- ويظهر ذلك واضحاً في أول مجموعتين له هما: (البلوز الحزينة: 1926) و(ملابس فاخرة إلى اليهودي: 1927).

سافر إلى باريس ومدريد، وقضى عاماً في الاتحاد السوفيتي السابق كتبَ خلالهُ أكثر أشعاره الراديكالية في توجهاتها اليسارية الثورية، التي أدت فيما بعد إلى حصول أزمة بينه وبين المكارثية في الخمسينات إلا أنهُ أنكر انتماءه لليسار الثوري، ولكنه اعترف بأن بعض أشعاره الثورية كانت طائشة وتفتقر إلى الحكمة.

نشر عام 1942 مجموعته (شكسبير في هارلم) الذي هاجم فيها التمييز العنصري، خلال الحرب ثم نشر (مجالات العجب: 1947) و(بطاقة سفر ذهابا: 1949).
وبعد الحرب نشر مجموعة أخرى شكلت انعطافة مهمة في مسيرته الشعرية، وهي: (مونتاج حلم مؤجل: 1951). وظهرت له عام 1962 قصيدة طويلة طموحة بعنوان: (أسأل أمي)، تزخر بالإشارات والإحالات إلى ثقافة السود وعالمهم وموسيقاهم.

يُعد هيوز واحداً من أهم كُتاب ما يُسمى بنهضة هارلم، وهي حركة أدبية فنية ظهرت في عشرينيات القرن الماضي، والتي تهتم بثقافة الأميركيين الأفارقة، وقد استقت اسمها من الحي الشهير الذي يسكنه الأميركيون من أصل إفريقي في مدينة نيويورك.

تميز شعره بالتعبير عن وعي السود وإحساسهم بكرامتهم تحت وطأة التمييز العنصري، وأسهمت كتاباته إلى حدٍ بعيد في ترسيخ قيم العدالة والمساواة ونبذ العنصرية والعنف ضد السود وغيرهم من الأجناس، التي يتألف منها الشعب الأميركي وجعلت منه واحداً من أكثر شعراء أميركا تعبيراً عن هموم وتطلعات الأميركيين السود.

لانجستون هيوز من رواد كتابة ما عرف بأشعار الجاز -هذا الفن الذي تطور كثيراً فيما بعد- وهي أشعار تتميز بانسجامها مع موسيقى الجاز والبلوز ذات الإيقاعات الرخيمة والعبارات المتكررة، ولقد انطلق هيوز في كتابة أشعار الجاز من اعتزازه بالتراث الفولكلوري للسود.

اشتهر لانجستون هيوز بالإنتاج الأدبي الغزير والمتنوع؛ فهو شاعر، وروائي، ومسرحي، وكاتب قصة قصيرة، وكاتب صحفي، وكاتب أدب الأطفال. وهو يعتبر من رواد الوطنية الثقافية التي وحدت بين العديد من الكُتاب والأدباء من ذوي الأصول الإفريقية، وعمقت فيهم الاعتزاز بثقافاتهم وجمالياتهم السوداء. وقد شكلت تلك الوطنية الثقافية مصدر إلهام للعديد من الفنانين السود.

تتميز كتاباته بالراديكالية والثورة، ولذا تم تصنيفه كيساري، مما عرّضَه إلى ملاحقات واستجوابات في الفترة المكارثية. ورغم قوة أفكاره المرتكزة على الاعتزاز العرقي وسط الأمريكيين السود، إلا أن أجيالاً لاحقةً منهم، مِن الذين بدأوا ينظرون بإيجابية إلى آفاقِ الاندماج في المجتمع الأمريكي، رأت فيها أفكاراً غير مواكبة، وتعكسُ الكثير من الشوفينية غير المحمودة. غير أن أفكار لانجستون هيوز كانت لها تأثيراتها العميقة خارج حدود أمريكا، حيث بدأت تلهم السود في إفريقيا وجزر الكاريبي والمارتنيك. بل وإنها قادت إلى قيام حركة الزنجية في فرنسا كحركة سوداء راديكالية في مجابهة الاستعمار الأوروبي. 

وقد نال لانجستون هيوز اعترافاً به كشاعر عندما كان شاباً، حيث عمل نادلاً في فندق في واشنطن دي سي، وأطلع ضيف الفندق الشاعر البارز فاجيل لندسي على بعض قصائده، وقد كان لندسي متحمساً لهذه القصائد عندما قدمها لمجموعة أدبية كانت في الفندق. وقد نشر كتابه الأول (الأغاني المتعبة) كنتيجة للتشجيع الذي لاقاه من ليندسي. وفي سنة 1925 شكل هيوز مع كتاب زنوج آخرين مجموعة في حي هارلم في مدينة نيويورك، لغرض تبادل الآراء يشجع أحدهم الآخر وفي النهاية يشاركون في الانتصار الذي تحققه الشعبية المفاجئة لأحد كتبهم، وكمتحدث باسم المجموعة نشر لانجستون هيوز مقالة بعنوان: (الفنان الزنجي والجبل العنصري)، والذي يعادل الإعلان العام عن نية هيوز ومعاصريه للانفصال عن تراثهم الأدبي والبدء في اتجاه جديد في الأدب الزنجي، وقد أوحى حي هارلم وساكنوه للكتاب السود الجدد بالكثير من الأعمال الفنية، وفي سنواته الأخيرة صار لانجستون هيوز يُعرف بـ(أو.هنري حي هارلم)، حيث كتبَ الكثير من القصص القصيرة والعديد من المجموعات الشعرية وسبع روايات، وست مسرحيات. وفي مجموعته الشعرية الأولى استطاع لانجستون هيوز بنجاح أن يصورَ الحياة المدينية للزنوج، وفي مشاهده المسرحية الشعرية التي تحمل الكثير من المرارة والفكاهة وإثارة الشفقة، كانت تتحول أيضاً إلى شكل من أشكال الاحتجاج الاجتماعي.
وتلبية للطلب المستمر عليه كمحاضر قام لانجستون هيوز بزيارات عديدة عبر الولايات المتحدة والأنديز الغربية، وأجزاء من أوروبا وأفريقيا، وقد تسلم العديد من الجوائز والتكريمات عن كتاباته التي ترجمت إلى أكثر من خمس وعشرين لغة.

زار لانجستون هيوز عدداً كبيراً من البلدان في أفريقيا وأوروبا الغربية، وكان يحبُ الجلوس في الأندية والاستماع لموسيقى الجاز والبلوز، وكتابة الشعر سواء في الولايات المتحدة أو خارجها.

كرّس لانجستون هيوز حياته للكتابة وإلقاء المحاضرات، فقد كتب ستة عشر ديواناً شعرياً وروايتين وثلاث مجموعات من القصص القصيرة، وعدداً كبيراً من المسرحيات وشعر الأطفال، وكتب السير الذاتية والمقالات، والنصوص الإذاعية والتلفزيونية وغيره.

وقد تُوفي "لانجستون هيوز" بمرض السرطان في 22 أيار 1967م، بعد حياةٍ حافلة بالجهد والكد والإبداع من أجل قضية آمن بها، وعاش ومات في سبيلها.


 



النّص المترجم


يقظة
أخبر كلّ النّائحين عليَّ
وكلّ المُعَزينَ فيَّ
بأن يبكوا وهم يرتدون
اللونَ الأحمرْ 
لأنهُ ليسَ هناكَ معنىً
في كوني ميتاً

***

فتاة هادئة
كنتُ سأقارنكِ
بليلةٍ بلا نجوم
لولا جمالُ عينيكِ
كنتُ سأقارنكِ
كنومٍ بلا أحلامْ
لولا سحرُ شدوكِ
وهمسُ شفتيكِ.

***

البحر الهادئ
يا للسكونْ
يا لغرابة الهدوء
للمياهِ هذا اليوم
ليسَ طيباً
ولا مناسباً
أن تكونَ المياه
هادئة جداً
بتلك الطريقة
في هذا اليوم

***

أغنية حب إلى لويسندا
الحب
هو النجمُ السّاطع
يلمعُ في تلكَ السماواتِ الجنوبية البعيدة
انظر بقوة
فشعاعه الحارق
دائماً سيؤذي عينيك
الحب
جبلٌ شاهقٌ
يقف بقوة في سماء
تسكنها الرياحْ
لو لديكَ القدرة
على أن لا تفقد أنفاسك أبداً
فلا تتسلق لأعلى كثيراً

***

باقة
اجمعوا بسرعة
كل الأغاني
التي تعرفونها
بعيداً عن الظلام
وألقوا بها عالياً
تجاه الشمس
قبلَ أن تذوبْ
كالثلج وتغرق
في بحور الظلام

***

جزيرة
موجة الأسى: من فضلك
لا أريدُ أن أغرق الآنْ!
أرى الجزيرة
لم تزل أمامي
أتقدم نحوها بطريقة ما
أرى الجزيرة
برمالها الجميلة البيضاء:
موجة الأسى
من فضلك: خذيني هناكْ!

***

نهاية
لا توجد أي ساعات
على الجدار
ولا زمن هناك
لا ظل يتحركُ
من الفجرِ إلى الغسقْ
عبرَ أرضية الغرفة
لا يوجد أي ضوءٍ ولا ظلام
خارج البابْ
بالخارج هناك
لا يوجد بابْ!

***

تسلية
الحياة من جانبه
لا بد وأن تكون طبلة كبيرة
تُضرَب وتُقرَع
بعصا رقيقة وناعمة
يليها في ساعة الخِتام
تُطفأ الأنوار
وينقطع صوت الموسيقى
ويصبح الموت ملهى
فارغاً بلا رواد
ويصبح الخلود
كالسكسفون
(كالبوق) الأخرس
بلا صوت
ويصبحُ الأمسُ
ككأسٍ من الخمر
شُربَ من زمنٍ بعيدْ

***

الولدُ العبقري
هناك أغنية للولدِ العبقري
رددها برقة فالأغنية مفترسة
رددها برقة على قدرِ الإمكان
حتى لا تفر الأغنية وتتوارى؟
لا يحبُ أحد الولدَ العبقري
هل بمقدوركَ أن تحبَ النسر
مفترساً كان أم مستأنساً؟
هل بمقدوركَ أن تحبَ وَحْشاً
باسم مخيف؟
لا يحبُ أحد الولدَ العبقري
أقتله ودع روحه تتحول
لشيءٍ مفترسْ

***

السلام
مررنا بقبورهم
الرجالُ الموتى هناك
سواء كانوا منتصرين
أو منهزمين
فالأمر سواء
لم يكترثوا أو يهتموا.
ففي الظلام لم يدركوا
مَن الذي حققَ الانتصار
رغبة
الرغبة لنا
كالموت المزدوج المباغت
لأنفاسنا المختلطة
تبخرٌ سريعْ
لعطرٍ غريبٍ مجهولْ
في غرفةٍ عاريةٍ 

***

أنا... والبغل
بغلي العجوز
يعلو وجهَهُ التجهمْ
ويكسوه الغضبْ
من زمنٍ طويلٍ
وهو بغل
حتى نسيَ أصله
أنا مثلُ ذاكَ البغل العجوزْ
أسود ولا أطلقُ اللعناتْ!
عليكم أن تتقبلوني
كما أنا

***

أحبُ صديقي
أحبُ صديقي
لكنهُ ذهبَ عني
بعيداً.. بعيدْ
ليسَ هناك ما يُقالْ
من كلامْ
تنتهي القصيدة
ويصمتُ النشيدْ
تنتهي رقيقة كما بدأت
لتبدأ من جديد 
أحبُ صديقي
تروقُ الأغنية..
يفوحُ العطرُ منها
وتزهو الأغاريدْ

***

طبلة
دوماً تَذكر
أن الموتَ طبلٌ
يدقُ للأبدْ
إلى أن تأتي الديدان الأخيرة
لتلبي نداه
حتى تسقط آخر نجمة
وحتى تتلاشى آخر ذرة
في الحياة
حتى يختفي الهواء
ويصبح العالمُ خواءً
في خواء
والفضاءُ نفسهُ
يصبحُ لا فضاءْ
ويصبحُ هو
والعدمِ سواء
الموتُ طبلة
طبلة وحيدة منفردة
تنادي الحياة
لكي تأتي!
تأتي!
تأتي!
بلا انتهاء!!

***

امرأة مُتعَبة
تقف
في الظلامِ الساكنْ
هذه المرأة المُتعبة
وقد أحنى رأسها التعبُ
وأضناها الألمْ
تقف كزهرة خريفيّة ذابلة
في المطرِ المتجمد
كزهرة خريفية
تلهو بها الرياحْ
تلك المسكينة
لن ترفعَ رأسها أبداً
ثانية من جديد

***

شر
شيء ما لحدٍ كبير
يدفعني بقوةٍ نحو الجنونْ
لكنهُ بلا أثر كبير عليكْ -
لكنني سأستمرُ وأواصلْ
حتى يدفعكَ أنتَ أيضاً
للجنون.

***

المنحنى الأخير
عندما تتجه نحو المنعطف
وتدخلُ مسرعاً داخلَ نفسكْ
عندها ستدركُ أنكَ
دخلتَ كل المنحنياتِ
التي كنت قد تركتها

***

مَلَل
شيءٌ يدعو للمللْ
ويثيرُ الضّجَر
هو أن تظلَّ دوماً
في حاجةٍ في عوزٍ
وفي فقر!

***

ميت
أرسلتهُ "هارلم" للوطن
في صندوقٍ طويل
غارقاً في موتٍ شديد
لكي تعرفَ السببْ:
فاللاعق (المُـتذوق)
كان قلوياً.

***

أغاني الأولاد
ما الذي يتم إرساله
للأولاد البيض
فأنا لم يُرسَل لي:
أعرف أنني لا أستطيع
أن أكونَ رئيساً
فالذي لا يضايق
الأولاد البيض
بالتأكيد يؤلمني:
نعلمُ جميعاً أن كلَ فردٍ
ليسَ حراً.
فالأكاذيب التي تُدَون
لجماعاتِ البيض
ليست لنا بالمَرة:
الحرية والعدالة –
ها هه ها!- للجميع؟

***

جازونيا
آه أيتها الشجرة الفضية!
آه تلك الأنهار المشرقة للروح!
في أحد ملاهي هارلم
يعزف ستة من مشاهير الجاز
وفتاة عيناها تتسمان بالجرأة
ترفعُ عاليا فستانها المنسوج
من خيوط الذهب.
آه أيتها الشجرة اللامعة الشادية!
أيتها الأنهار المشرقة للروح!
هل كانت حواء وعيناها
في الجنة الأولى
أكثر جرأة بقليل؟
هل كانت كليوباترا
أكثر كرماً
في حُلَتها الذهبية؟
آه أيتها الشجرة اللامعة الشادية!
أيتها الأنهار المشرقة للروح!
في ملهى دائري راقص!
يعزف ستة من مشاهير الجاز.

***

الخادمة وسيدتها
عملتُ لدى امرأة
لم تكن متسلطة ولا ظالمة–
فقط لديها منزلٌ فسيحْ
باثنتي عشرة غرفة
بحاجة للتنظيفْ والرعاية.
كان عليَّ إعداد الإفطار الغداء
وبالطبع وجبة العشاء
والاعتناء كذلك بالأطفال
خلال اليوم.
أقوم بالغسيل بالكَي بالمَسح
وترويض الكلب
في الممشى القريب
أوشكتُ تقريباً أن أنهارْ.
قلت سيدتي:
هذا غير ممكن مستحيلْ
أنتِ تحاولينَ أن تجعلي منى
حماراً... لرفعِ الأحمالْ؟
فتحت فاها.
صرخت آه لا!
تعلمينَ يا ألبيرتا
كم أحبك!
قلتُ سيدتي
ربما كانَ هذا حقيقياً
لكني سأكونُ في منتهى الضيقْ
لو أنا أحببتك! 

***

المسيح في ألاباما
المسيح زنجي
مهزوم وأسود
آه اكشف ظهركْ!
ماري هي والدته:
أمُّ الجنوب
اكتم صوتكْ.
الربُ والده:
السيد الأبيض أعلى هناكْ
امنحهُ حبكْ.
الابنُ المقدس غير الشرعي
الأكثر قداسة
صاحب الفَم الدامي
المسيحُ الزنجي الأسودْ
على الصليب في الجنوبْ

***

ثروة
من المسيحْ... لغاندي
تبدو تلكَ الحقيقة بجلاء
القديس فرانسيس آسيسي
أثبتها أيضاً
بوضوحٍ وبلا عناء:
الطيبة تصبحُ وقاراً
يفوقُ جلالَ المُلكْ.
هالاتُ العطفِ تلمعُ أكثر
من تيجانِ الذهبْ
وتلمعُ أكثر
من نفائسِ الماسْ
والأكثر تألقاً وجمالاً
هي قطراتُ الندي
تلكَ النابعة
من فيضِ الحُبْ

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها