يعقوب الشاروني.. مشوار حافل بالعطاءات والنجاحات

عبده الزرّاع



بفوز الكاتب الكبير يعقوب الشاروني بجائزة الدولة التقديرية في أدب الأطفال لعام 2020، يكون قد فتح باباً جديداً، وطاقة نور يلج من خلالها كتاب الأطفال، بعدما أهملوا طويلاً من قبل جوائز الدولة، التي كانت تنظر إليهم من برج عاجي بتعال، نعم؛ هذا الفوز هو رد اعتبار واعتراف رسمي من قبل الدولة بقيمة أدب الأطفال.
 

وكانت جوائز الدولة لا تتخطى في منحها الجائزة التشجيعية لأديب الأطفال، وذلك منذ أن حصل عليها الكاتب سعيد العريان في منتصف الستينيات، ولم يتخطاها أديب آخر لِتُنصف مؤخراً على يد الشاروني.

ورغم أنها أتت للرجل متأخرة كثيراً، لكن أن تأتي متأخرة خير من أن لا تأتي، والحمد لله أن كرم الرجل في حياته تكريماً يليق به وبقامته السامقة، ومشواره الإبداعي المفعم بالنجاحات والإنجازات الكبرى، والدأب المنقطع النظير، والإصرار على النجاح، والتراكم المعرفي والثقافي.

منذ تعرفت على الرجل في منتصف التسعينيات، ورأيت عن كثب سعيه الحثيث لوضع أدب الأطفال في مكان لائق، بعدما ظلم –وما زال- طويلاً من قبل مجتمع الأدباء والمثقفين، الذين يتندرون على كاتب الأطفال، ومن قبل الدولة التي لا تعطيه الاهتمام اللائق به، ولا كانت تدرجه في جوائزها الكبرى.

ولكي أكون منصفاً، أقول: لولا جيل الشاروني، وعبد التواب يوسف، وأحمد نجيب، وجمال أبو رية، وعلى عيد، وغيرهم، ما كان لهذا الأدب هذا التواجد الكبير على الساحة الأدبية المصرية والعربية، هذا الجيل الذي عمل بدأب وإخلاص وتفان، وحرص على التواجد من خلال كثرة النشر في دور نشر مصرية وعربية، علاوة على التواجد "الجسداني"، والمشاركة في الفعاليات الثقافية الخاصة بأدب وثقافة الطفل.

ولولا اهتمام العديد من الدول العربية برصد جوائز كبرى في أدب الأطفال، مثل جوائز: الشيخ زايد، خليفة التربوية، وكتارا، والشارقة، واتصالات، وشومان، وعزوز، ومكتب التربية العربي، وغيرها من الجوائز، وتوجه كتاب الأطفال في أجيال تالية لجيل "الشاروني" للاشتراك في هذه الجوائز طمعاً للفوز بواحدة منها، وقد فاز عدد غير قليل من الكتاب المصريين في جيل "الشاروني" وأجيال تالية، مثل على عيد، وفاطمة المعدول، وعفاف طبالة، وأمل فرح، وعبير أنور، وأحمد قرني، وأحمد طوسون، وعزة أنور.. وغيرهم، بمعظم هذه الجوائز، مما أدى إلى الاعتراف مؤخراً بقيمة هذا الأدب، بل أدى إلى دخول عدد من الكتاب الذين كانوا يكتبون للكبار إلى مجال الكتابة للأطفال طمعاً في الفوز بواحدة من هذه الجوائز الكبرى.

ظل "الشاروني" طوال سبعين عاماً يعطي بلا توقف وعلى قدر الطاقة، يواصل الليل بالنهار في القراءة، والتدقيق والتمحيص، والاطلاع على أمهات الكتب العربية المؤسسة للثقافة، مثل: ألف ليلة وليلة، والعقد الفريد، وإخوان الصفا، وكليلة ودمنة، وكتاب الحيوان للجاحظ، وكذا عيون الشعر العربى قديمه وحديثه، يعكف على هذه الكتب ينهل منها ويتزود، ولم يكتف بذلك بل نهل من ينابيع أخرى أثقلت موهبته وسوتها على نار هادئة، فعكف على ترجمات عيون الأدب الغربى، فقرأ أعمال هانز كريستيان أندرسون، وبودلير، وإيسوب، والأخوين جريم، وخوان رامون، وبرخس، واهتم بكل ما يخص أدب وثقافة الطفل، مصرياً، وعربياً.

وسعى بجد واخلاص كي يكون متواجداً عربياً وعالمياً باشتراكه في الندوات، والملتقيات، والحلقات النقدية والبحثية، والمعارض الدولية، وحرص على السفر لمعرضي فرانكفورت، وبولونيا الدوليين، والعديد من معارض الكتب العربية، للتعرف على كل جديد ومفيد يخص ثقافة الطفل.

✧ مسيرة مشرفة 

يمثل "الشاروني" أحد أهم كتاب الأطفال في مصر والعالم العربي، إن لم يكن بالفعل أهمهم على الإطلاق، بما قدمه من إنجاز كبير وملموس لكل المشتغلين في ثقافة الطفل، وبالرغم من أنه بدأ حياته العلمية بدراسة القانون، حيث تخرج في كلية الحقوق عام 1952، ثم أكمل دراسته العليا في الاقتصاد، وعمل في وزارة العدل، حيث تدرج في مناصب القضاء، ووصل إلى منصب "النائب" بهيئة قضايا الدولة (رئيس محكمة)، إلا أنه اتجه إلى الأدب، حيث كتب سنة 1960 مسرحية (أبطال بلدنا)، التي فازت بالجائزة الأولى لتأليف المسرحية من المجلس الأعلى للفنون والآداب، والتي عرفت باسم "جائزة الدولة الخاصة في الأدب"، وقد تسلمها من الرئيس جمال عبد الناصر.

وفي عام 1962 حصل على الجائزة الأولى للتأليف المسرحي من الهيئة العامة لفنون المسرح والموسيقى، وفي عام 1967 قدم طلب انتداب من منصبه في القضاء ليعمل بوزارة الثقافة، متخصصاً في ثقافة الطفل، ومديراً عاماً للثقافة الجماهيرية (الهيئة العامة لقصور الثقافة)، ثم سافر إلى فرنسا عام 1969 لدراسة أساليب العمل الثقافي بين الجماهير، وبخاصة في مجال ثقافة الطفل.

ومنذ عام 1970 وحتى 1973 عمل مراقباً لثقافة الطفل بوزارة الثقافة، وأشرف على مركز ثقافة الطفل ومسرح الطفل بالثقافة الجماهيرية، ثم عمل مستشاراً لوزير الثقافة لشؤون ثقافة الطفل لمدة عشر سنوات حتى عام 1991، أصدر خلالها سلسلة "مجلدات وبحوث ودراسات ثقافة الطفل"، وأنشأ "المسابقة القومية للطفل الموهوب".

حصل في عام 1981 على الجائزة الأولى في التأليف القصصي للأطفال، من الجمعية المصرية لنشر المعرفة والثقافة العالمية، وهي الجائزة التي عرفت باسم "جائزة أحسن كاتب للأطفال" عن قصة "سر الاختفاء العجيب"، وفي نوفمبر 1997 حصل على شهادة تقدير من السيدة سوزان مبارك، لاستلهامه الكبير في نشاطات الطفولة والآداء المتميز في دعم ثقافة الطفل، وفي عام 1998، حصل على جائزة "أفضل كاتب للأطفال" عن مجموع مؤلفاته للأطفال من المجلس الأعلى للثقافة، كما حصل في نفس العام على جائزة السندباد من المهرجان الدولي لسينما الأطفال، والجائزة الخاصة في مسابقة سوزان مبارك لأدب الطفل في مجال التأليف عن كتابه "أجمل الحكايات الشعبية" عام 2002، وفي نفس العام فاز بجائزة معرض بولونيا الدولي لكتب الأطفال بإيطاليا عن نفس الكتاب، وهي جائزة تمنح لكاتب واحد على مستوى العالم، وكانت لجنة التحكيم تجمع بين أساتذة أدب الأطفال وخبراء الجرافيك.

و"الشاروني" عمل أستاذاً زائراً لأدب الطفل بكليات التربية بجامعات حلوان، والإسكندرية، وطنطا، وكفر الشيخ، وجنوب الوادي منذ عام 1982 وحتى عام 2006، وظل يحرر ركناً يومياً خاصاً بأدب الطفل في الأهرام منذ عام 1982 وحتى عام 2012، بعنوان: "حكاية أعجبتني"، و"ألف حكاية وحكاية".

أثرى "الشاروني" المكتبة العربية بما يربو على 500 كتاب للأطفال، وعدد من السلاسل من أهمها: "موسوعة ألف حكاية وحكاية"، و"موسوعة العالم بين يديك"، ومجموعة الكتب الموسيقية، أجمل الحكايات الشعبية، وعدد كبير من كتب المكتبة الخضراء، وسلسلة حكايات من عمان، ودائرة معارف الأولاد والبنات، وسلسلة الطرائف للقراءة والاستيعاب، وسلسلة حكايات من كتب العرب، وسلسلة عالم المعرفة بين يديك، وسلسلة في كل زمان ومكان، كما كتب عدداً كبيراً من الدراسات حول الكتابة للأطفال وكتبهم، وحول مختلف موضوعات ثقافة الطفل، بلغ عددها حوالي ستين دراسة وبحثاً.

وفي مجال الترجمة ترجم "الشاروني" "مجموعة كتب التدريب" لمنظمة اليونسكو، وهي أهم دراسة دولية حول "تدريب العاملين مع الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، بعنوان: "تعزيز مهارات المدربين في المرحلة المبكرة"، وقام بنشرها مركز مطبوعات اليونسكو في القاهرة، كما قام بترجمة وإعادة صياغة موسوعة "العالم بين يديك" من عشرة أجزاء، ونشرتها شركة سيلكا بسويسرا، وترجم عن "ريدرز إيجست" كتاب "الفضاء والمكان"، ونشرته شركة سفير، كما ترجم لشركة "ليديبرد" حوالي 40 كتاباً من سلاسل كتبها الموجهة للأطفال، وترجم لشركة "لونجمان" عدداً من إصداراتها التي نشرتها بالعربية، كما ترجم مجموعة الكتب الموسيقية.

وفي عام 1993 وضع الخطة القومية الشاملة لثقافة الطفل العربي، بتكليف من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.
 

◀ أهم مقولاته

ويقول الشاروني في إحدى مقالاته عن مدى ارتباط أدب الأطفال بالتربية: "كاتب الأطفال فنان قبل أن يكون رجل تربية، والفن يقوم أساساً على إمتاع القارئ بما في العمل الأدبي من تشويق وجاذبية، وشخصيات حية يعايشها الطفل، وحبكة أو عقدة تثير اهتمام العمر الذي تتوجه إليه القصة أو الرواية.

لكن؛ كلما كان كاتب الأطفال معايشاً وعلى دراية بواقع الأطفال –الاجتماعي، والنفسي، والبيئي، واليومي- كلما وجد نفسه يختار موضوع أعماله الإبداعية، حول ما يعايشة الأطفال في واقعهم أو خيالهم.

فإذا كان الفن يأتي أولا في مجال إبداع أدب الأطفال، فلا يمكن فصل الفنان الذي يكتب للأطفال عن المربي الذي يدرك أثر كل كلمة يكتبها على القارئ الصغير.

إن الأدب بوجه عام، نافذة يستطيع القارئ من خلالها أن يفهم نفسه على نحو أفضل، وأن يفهم الآخرين أيضاً على نحو أفضل.

كما أن مؤلف أدب الأطفال، إذا كان مسلحاً بالرؤية الواعية لقضايا مجتمعة وقضايا الطفولة، فلا بد أن يساهم ما يكتبه، بشكل ما، في التربية وفي التغير المجتمعي.

لكننا نعود لتأكيد أن أية قيمة تربوية أو سلوكية يتضمنها العمل الأدبي، لا بد أن تأتي من خلال الفن، وليس على حساب الفن".

وعن "التنشئة السياسية للأطفال"، يقول: "أصبح من المهم في ظل التطورات السياسية التي تشهدها البلاد، أن تقوم تربية الطفل على تعويده أن يعبر عن رأيه، وأن يشارك في إبداء الرأي حول ما يهم مجتمعه، فهذه هي المقدمة الأساسية لكي يحسن اختيار من يمثله من مجلس الشعب، ومعنى هذا تربية الأطفال أن يكونوا إيجابيين، ومشاركين في أمور وطنهم ومستقبل بلدهم".

وعن "القصة وطريقة تقديمها لذوي الاحتياجات"، يقول: "الطفل المعاق يستمتع بالقصة مثله مثل أي طفل آخر، ويعتبر وقت القصة من الأوقات المحببة لكل من المستمع والراوي، سواء كان هذا الراوي هو المدرس، أو أحد الوالدين، أو الجد أو الجدة أو أحد الإخوة.

وتشكل كيفية جعل القصة ملائمة للطفل المعاق عقلياً، تحدياً للأسرة وللعاملين في مجال ثقافة الطفل ذوي الاحتياجات الخاصة.

هذا الطفل لا يحتاج إلى قصة ذات مواصفات خاصة؛ وإنما يحتاج إلى أن نروي له القصة ذاتها التي تروى لزميله غير المعاق في نفس عمره "العقلى"، و(ليس عمره الزمني)، لكن بأسلوب يوضح معانيها ويقربها إليه، وهو يستمتع مثله مثل أي طفل آخر بتقليب صفحات الكتاب، لكن علينا أن نراعي أن تكون هذه الكتب ذات ألوان زاهية وصور واضحة، تخاطب كل حواس الطفل (البصر، اللمس، السمع، الشم..) وذلك لتوضيح المعاني وتقريبها له، لتقدم له الترفيه مع التعليم".

 

✧ قالوا عن أعمال الشاروني 
 

تقول الأستاذة الدكتورة ماريا ألبانو في مقدمة ترجمتها الإيطالية لرواية "كنز جزيرة عروس البحر":
رواية "كنز جزيرة عروس البحر" هي أولى الروايات المترجمة إلى اللغة الإيطالية لواحد من أهم فناني أدب الطفولة والأطفال في العالم العربي: يعقوب الشاروني، ويرجع له الفضل في دفع أدب الطفولة بقوة في العالم العربي، انطلاقاً من مصر التي كانت دائماً دولة رائدة، فيما يتعلق بميلاد التيارات الأدبية والفكرية الجديدة.

تدور أحداث القصة في مدينة ألمنيا بمصر، الأسلوب روائي حديث جداً، والأحداث مثيرة، والشخصيات الرئيسة، أخ وأخت مراهقان، مما يجعل الرواية مناسبة تماماً حتى لسوق كثير المطالب، مثل السوق الإيطالي.

وصف الشخصيات الأبطال وحياتهم اليومية مثير بشكل خاص، حيث إنها تشبه إلى حد كبير حياة المراهقين الذين يعيشون في الدول الأوروبية، وهذا يساهم في إلغاء الكثير من الأحكام الخاصة بجمود المرجعية الاجتماعية والثقافية في الدول العربية، ويقدم نماذج عن "العربي" و"العربية"، يستطيع شباب آخرون ينتمون لدول أخرى أن يقارنوا أنفسهم بها.
وفي الرواية تظهر أيضاً بعض ملامح الثقافة المصرية، وبشكل خاص ما يخص نهر النيل العظيم، فضلاً عن ذلك، نجد أحداثاً مهمة يمكنها تقديم موضوعات تاريخية مثل الحملة الفرنسية لنابليون على مصر العليا، ويمكنها أن تثير مقارنات وتأملات حول الاستعمار، وحول تأثير الغرب على شمال إفريقيا، ولكن أكثر الأشياء البارزة، هي أن العادات والحياة المدرسية، والعلاقات بين الآباء والأبناء، وعلاقة الأخ مع أخته، كل ذلك يشبه النماذج المعاصرة للأولاد الذين يعيشون في ما نسميه العالم الغربي.
وحتى في هذه الحالة، استخدم الشاروني عنصر الحلم لتقديم الرمز، بهدف تعظيم القيم العالمية التي تنتمي إلى مراهقي العالم بأكمله. إن الحيوانات والنباتات الموجودة في الرواية، قد أصبحت رموزاً: الطيور ترمز إلى الحكمة، وزهور عباد الشمس ترمز إلى المعرفة، والضفادع إلى الأوهام الكاذبة. إن الحيل الخيالية التي يقوم بها بطلا الرواية –عماد وسماح- في الجزيرة، لاكتشاف البعد العالمي الذي يجمعه بجميع المراهقين في أي جزء من العالم المعاش.

إنها قصة تصل إلينا من مصر العريقة، وبها الكثير لتقوله، ولتجعلك تكتشفه.. ولكن مثل جميع القصص، هي تجعلك تحلم وتلعب وتفكر".

وعن "قيم الجمال" في قصص يعقوب الشاروني:
تقول وفاء إبراهيم في قصة "الرحلة العجيبة لعروس النيل": يظهر الكاتب أهمية الجمال في كل شيء، وضرورة أن يرى الطفل الأشكال الجميلة.. فقد عرض الكاتب نماذج من المباني والنقوش الفرعونية الجميلة.. المسلة الفرعونية.. برج القاهرة، فقال: انظروا إلى الأعمدة تحمل سقفها، لكل عمود تاج يشبه زهرة اللوتس المتفتحة، مزخرفة برسوم فرعونية على شكل طيور وغزلان، وازدانت كلها بالورود وأغصان الأشجار والأوراق الملونة.
وفي قصة "إنقاذ عازف المزمار"، تقول: شارت البومة المصرية إلى صبي من الرعاة يجلس على جذع شجرة السنط، يعزف على ناي من الغابة فيملأ الجو بنغماته الحلوة. فهنا يحرص الكاتب على إحساس الطفل بالمتعة والسرور، عند سماع الإيقاع والموسيقى التي هي غذاء للعقل والروح والقلب.

وفي قصة "حكاية رادوبيس" يقول الكاتب الراحل فريد معوض:
يظهر الكاتب قيمة الجمال، فيقول: كانت تلك الفتاة شديدة الذكاء ورائعة الجمال، ومن هنا اكتسبت اسمها "رادوبيس"، وهي كلمة يونانية معناها ذات الوجنات الوردية".

هكذا نجد أن الكاتب يعقوب الشاروني أعطى اهتماماً كبيراً للقيم التربوية، سواء كانت قيماً اجتماعية أو دينية أو أخلاقية، أو علمية ونظرية، أو اقتصادية أيضاً، القيم الوطنية والسياسية، والقيم الجمالية لما لها من أهمية كبرى في عقل وفكر ووجدان الطفل.

ويقول الكاتب مجدي الفقي عن الرمز والحلم في أعمال الشاروني: "نجد في أجمل الحكايات الشعبية رموزاً نابضة بالحياة، تكررت على مدار الأحداث والحكايات، تتمثل في النخيل –البئر- الحصان- الكلاب-.. وهي رموز متعلقة بحياة الرواة والمتلقين، ومنتشرة على الأراضي العربية كافة، وخير مثال لتقريب الفكر والأحداث، فهي متعلقة بمعاشهم وبيئاتهم، ومن هنا تدخل الأحداث دائرة التخيل والإقناع للمتلقي، ولهذا فهي رموز نابضة بالحياة".

الحديث عن الكاتب الكبير يعقوب الشاروني لا يكفيه مقال واحد، لما لمشروعه الإبداعي للأطفال من أهمية كبرى، أهلته لأن يكون في مصاف كتاب قصة الأطفال الكبار في العالم، وهذا ما أدى إلى ذيوع اسمه في كل المحافل الأدبية، وحصوله على أرفع الجوائز المصرية، والعربية، والدولية، وترجمة العديد من قصصه للأطفال إلى عدة لغات أخرى، مثل الإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية. يعقوب الشاروني سيظل عائشاً في الوجدان الشعبي المصري والعربي، بما أنتجه من إبداعات متنوعة في مجال أدب وثقافة الطفل العربي، منحه الله الصحة والعافية بقدر ما أسعد أطفال الأمة العربية.




صور يعقوب الشاروني
alarab.co.uk ©

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها