من رواد أدب الأطفال في العالم العربي

حوار مع: د. ريما زهير الكردي

حاورها: محمد مصطفى الشامي


✧ في البداية نريد نبذة مختصرة عن ريما الكردي مؤسسة منصة جنى القراءة؟

د. ريما زهير الكردي نموذج للفلسطيني في الشتات في تجليات حلّه وارتحاله، فهي فلسطينية الأصل، أردنية الجنسية، لبنانية المولد، كويتية النشأة، أكملت دراستها الجامعية في جامعة اليرموك في الأردن، وتزوجت وأنجبت أبناءها في قطر، وتعيش حاليًا في المملكة العربية السعودية، حيث تقطن وتعمل هناك في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
تعمل في التعليم والتدريب التربوي والإبداعي، كما أنها كاتبة في أدب الطفل، وناقدة وباحثة ومحررة، ومستشارة تربوية وأدبية، ومؤسسة منصة جنى القراءة لتعلم وتعليم اللغة العربية لمرحلتي الطفولة المبكرة والابتدائية.
 

 من أين جاءت فكرة منصة جنى القراءة؟

منذ الطفولة كان شغفي في القراءة ملحوظاً، ربما كانت استجابة لدوري على الأرض أن أدعم الطفل العربي ليكون قارئاً، ولطالما آمنت بأهمية القراءة ودورها في التطور الشخصي للإنسان على أكثر من مستوى، والأهم على مستوى المعرفة والثقافة المنعكسة على مسار حياته وسلوكياته، وفي غمرة تلك الأفكار سألتني ابنتي سما ذات مساء، وهي تقرأ باللغة الإنجليزية من كتاب مصنف ضمن مستوى يناسب مستواها القرائي في الصف الثاني الابتدائي، ودار الحوار الآتي:
– ماما أيش بتعملي؟
– أكتب قصة.
– طيب ليش ما تعملي لنا قصص زي هيك.
– حاضر.
وقد كان ما سألتني.

✧ ما العقبات والصعوبات التي واجهتك في منصة جنى القراءة؟

عندما بدأت الفكرة في عام 2011 كفكرة لتعليم القراءة بمراعاة الفروقات الفردية لكل طفل، ليكون في المستوى المناسب له في صفه دون أن تتم مقارنته بزميله المتقدم أو المبتدئ، قدمت الفكرة لإحدى شركات التعليم فقاموا بسرقة الفكرة مني وتطبيقها تمامًا كما ارتأيت، ولكن أخذوا الكتب المصنفة مما هو موجود في السوق وأنشأوا منصة باسمهم، وبعدها توالدت منصات أخرى في معظمها تقوم على فكرتي الرائدة، لذا هنا أحذر المبتدئين في ريادة الأعمال من مشاركة أفكارهم إلا بعد توثيق حقوقها وحفظها.

بعدها قررت إنشاء شركتي الخاصة لتطوير منصة جنى القراءة من مالي وجهدي؛ إذ رأيت كيف حول الآخرون التعليم إلى تجارة وهذا الأمر ضد رؤيتي ومبادئي، ولكن لم يمنعني ذلك كله من الاستمرار والاجتهاد لتقديم الأفضل والأجود، فالرحلة تستحق والنتائج التي أراها من أطفالنا تجعلني أستمر.

✦ ممّ تتكون منصة جنى القراءة؟

تتكون المنصة من أحد عشر باباً تتوزع على مدخل القراءة، والمناهج التعليمية التي تندرج تحتها مستويات القراءة، والتي تم تصنيف أيضاً محتواها لتتناغم مع الأنماط الأدبية العالمية مناهج التعليم الدولية، المكتبة، وآلاف من أوراق العمل التي تعلم مهارات اللغة العربية، والألعاب التفاعلية والنشاطات، الاستماع والأغاني المرتبطة بالمهارات اللغوية والأخلاق، والمشاهدة والفيديو، صور وأصوات، استراتيجيات ومخططات للمعلمين، والتقييم.

✧ كيف تم عمل المنصة؟

تعمل المنصة كتطبيق وموقع على كل الأجهزة اللوحية والجوالات والحواسيب، ويمكن تنزيل التطبيق من غوغل بلاي ومتجر آبل، ويشرف على المنصة فريق محترف من المبرمجين ومطوري المحتوى من كتاب وتربويين، ومعلمين ومتخصصين باللغة العربية.

✦ ما مستويات المنصة للقراءة؟

ثمة خمسة عشر مستوى قرائيًا مصنفة وفق عربي 21 ود. هنادا طه، مكتوبة خصيصًا وحصريًا لمنصة جنى القراءة، وفق مقتضيات تعليم القراءة واللغة العربية وخصوصيتها، بما يتناسب مع التطور النمائي للمتعلم والموضوعات ذات اهتماماتهم.
 

✧ ما الجوائز التي حصلت عليها المنصة؟

أحسن فكرة فـي مركز ريادة الأعمال فـي جامعة الـملك عبدالله، للعلوم والتقنية (كاوست) فـي الـمملكة العربية السعودية، عام 2012.
جائزة الشيخ مـحمد بن راشد آل مكتوم لـخدمة اللغة العربية، كأفضل مبادرة لتعليم اللغة العربية للسنوات الـمبكرة والابتدائية، عام 2017.
التكريم في نهائيّات أفضل تطبيق ضمن مسابقة الألكسو لأفضل تطبيق عربـي 2017.
 التكريم لأفضل المشاريع في مسابقة الشباب الأوروبي لدعم المجتمعات التعليمية EYA، البوسنة، 2019.
أفضل تطبيق على مستوى دولة فلسطين 2019.
جائزة الإنجاز العالمي بإشراف الأمم المتحدة. WSA، فيينا 2020.
أفضل شركة ريادية في مسابقة التميز والإبداع من هيئة التميز والإبداع في فلسطين 2020.

✦ كيف استطاعت منصة جنى القراءة تطويع الحاسوب لخدمة القراءة للأطفال؟ وهل يتم العمل على تطويرها؟ 

أسبوعياً ثمة جديد نضيفه إلى منصة جنى القراءة على صعيد الكتب، أو أوراق العمل، أو الألعاب والأغاني وأسئلة التقييم، وغيرها من احتياجات المعلمين والأطفال، كما نُلبي كثيراً من احتياجات الطلاب الناطقين بغير العربية؛ ليتعلموا لغة ثانية بأسلوب مشوق ووظيفي.

✧ وكيف كان صدى المنصة على المستوى المحلي والعالمي؟

يشترك في منصة جنى القراءة مستخدمون من كل بقاع العالم، فالمنصة لا تخدم فقط العالم العربي، بل كل المهتمين بتعليم أطفالهم اللغة العربية في المهاجر؛ إذ يسعدنا أيضًا أن يكون لنا قراء ومتعلمون من أستراليا، وروسيا أيضًا، بالإضافة إلى شمال أوروبا والولايات المتحدة وغيرها من أصقاع العالم. وقد مثلت منصة جنى القراءة فلسطين في جائزة مؤتمر القمة العالمية التابع للأمم المتحدة، وتحت إشرافها في فيينا، وحصدت المنصة جائزة أفضل تطبيق تعليمي، وهذا لاقى أصداء كبيرة ولله الحمد.

✦ ما ردود أفعال الأمهات والأطفال في التعبير عنها؟

تصلنا دائمًا رسائل شكر تعبر عن مدى استفادة أطفالهم من المنصة، وأرفق هنا ما قالته إحدى الأمهات، وهي أيضًا خبيرة تربوية متخصصة: "منصة رائعة جداً ومفيدة للتلميذ والمعلم، عندما فتحت المنصة وتجولت بين أقسامها استمتعت جداً وأحبها أطفالي، وشعرت أن هناك شيئًا جميلًا يمكن للإنسان أن يقوم به، وأنتِ يا دكتورة ريما قدمت للصغار كنزًا ثمينًا، أحببنا الألوان والقصص والرسوم، والتبويب والتوضيحات الأكاديمية وكل شيء، منصة متكاملة بامتياز، فهنيئاً لنا هذا العمل". وفي رسالة أخرى وصلتنا قالت الأم لطفلة في مراحل الطفولة المبكرة، وهنا أنقل لكم تحديدًا ما كتبته في الإيميل:

"أشكر القائمين على البرنامج من الإعداد إلى الإخراج، لقد أتمت رتيل عمر 3 سنوات، ولقد لاحظت شغفها للبرنامج، إضافة لتحسن كبير جداً لمخرجات الحروف، وقد تفاجأت إحدى الأيام وهي تعلمني بأن هذا حرف... وكتب لها، جميع الحروف تفاجأت أنها تعرف جميع الحروف. أشكركم جداً، خصوصاً الأغاني لها تأثير كبير في حصيلة المفردات، ولكم جزيل الشكر". وكتبت لنا إحدى المعلمات: "السلام عليكم وصلني الموقع من صديقتي، وقد أسعدني أن أرى هذا المستوى من التقنية، والمحتوى الذي نبحث عنه جميعاً كمعلمات من زمن فشكراً لكم".

 وغيرها كثير من الرسائل التي لا مجال لكتابتها هنا.

 كيف عملت منصة جنى القراءة على خدمة الأطفال خلال فترة حجر فيروس كورونا؟

قمنا بفتح المنصة مجانًا ودون اشتراكات مالية؛ ليحظى الأطفال بفرص للقراءة واستثمار أشهر الحجر التي مررنا كلنا بها بأفضل طريقة، من خلال تعلم مهارات اللغة العربية والقراءة أولها، وقد استخدمها آلاف من أطفالنا، وبذلك قمنا بدورنا المجتمعي الواسع، ونتطلع لمزيد من الدعم لتحقيقه بفضلى السبل، وحتى الآن ما زال الاشتراك في منصة جنى القراءة مقابل مبلغ زهيد جداً، يتناسب مع كل الشرائح الاجتماعية التي تحب أن يتعلم أطفالها القراءة، فهدفنا ليس مادياً بقدر ما أننا نسعى لنشر ثقافة القراءة وتعلمها في مجتمعات المتعلمين.

✦ هل يستطيع أي شخص أن يتعلم القراءة منها وفق نظرية التعلم الذاتي؟

بالتأكيد؛ فالمنصة مصممة كي يبدأ المتعلم بمرحلة الأصوات والحروف، ثم الدخول للمستويات الأولى المبكرة التي بنيتها بالأسلوب التشجيري من البسيط من مفردات، ثم الجمل، ووفق تصاعد مدروس، ومن بيئة الطفل وعاداته الاجتماعية بما يدعم أيضاً تنشئته على الأخلاق الطيبة والأعراف الحميدة، كما أن هناك تقييماً بنائياً لكل مستوى يمكن أن يعرف الطفل وأهله من خلاله مدى قدرته على الانتقال للمستوى التالي، وبذلك يستطيع الطفل تحقيق النمو القرائي بشكل محترف ممزوج بالمتعة واللعب والإبداع.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها