صَدَى

عبد الحميد حسن

مَنْ أَنْتَ كُلُّ الفَاتِحِينَ
تَرَجَّلُوا
لَمْ يَبْقْ فِي  الصَّحْرَاءِ
خَيْلٌ تَصْهَلُ
مِنْ أَيْنَ جِئْتَ إِلَى البِلَادِ
تَبَاعَدَتْ
بَعْدُ الدُّرُوْبُ وَلَيْسَ ثَمَّة
مَدْخَلُ
وَمَتَى رَجَعْتَ عَلَى جَوَادِكَ
ظَافِراً
نَسِي الجَوَادُ طَرِيْقَهُ إِذْ
‏يُقْبِلُ.‏

كَيْفَ اسْتَعَدْتَ ذُبَابَ
‏سَيْفِكَ لَامِعاً
فُلَّتْ مَضَارِبُهُ وَمَاتَ
الصَّيْقَلُ ‏  ‏
‏وَلِمَا تُسَائِلُ عَنْ غَرِيْبٍ
‏ضَائِعٍ
ثَكِلَتْهُ أُمٌ عَنْ وَفَائِكَ
‏ تَسْأَلُ
‏فِي التِّيْهِ تَبْكِيْكَ الدِّيَارُ
‏ وَمَا بَهَا
فَرَحٌ سِوَاكَ وَقَدْ رَحَلْتَ
‏ يُؤَمَّلُ
‏يَا أَنْتَ تُثْقِلُنَا الجرَاحُ
‏ مَوَاجِعَا
وَالمُوْتُ طِفْلٌ وَالمَصَائِبُ
‏حُمَّلُ
‏عَبَرُوا عَلَى أُفُقِ البَيَاضِ
‏ وَأَوْمَضُوا
وَمَضوا بَعِيْدا فِي الغِيَابِ
‏ وَأَوْغَلُوا
‏وَعَلَوا يَمَامَا عِنْدَ أَوَّلِ
‏ عَبْرِةٍ
‏لَا عَيْنَ تَرْقُبُهُمْ هُنَاكَ إِذَا
‏ عَلَوا

‏ ‏يَا لَيْلُ تَخْذُلُنِي الجهَاتُ
‏ بِدَاخِلِي
‏ ‏وَخُطَايَ تَأْخُذُنِي وَعُمْرِي
‏ يَرْحَلُ

‏يَا قَلْبُ لَا فَرَحٌ هُنَاكَ
‏نَزُورُهْ
‏يَكْفِي لِوَرْدٍ فِي الحَنَايَا
‏يَذْبُلُ
هَلْ يَسْتَطِيْعُ الحِبْرُ مَحْوَ
‏ جِرَاحِنَا
إِذْ نَكْتُبُ الكَلِمَاتِ نَزْفَاً
‏ يَهْمِلُ.

‏ضَاعَتْ مَرَافِئُ حُلْمِنَا يَا
‏صَاحِبِي
‏وَالبَحْرُ شَيْخٌ والْقَصِيْدَةُ
‏ مُرْمِلُ

لَا قَوْلَ أَبْلَغُ مِنْ دُمُوْعِ
‏ صَبِيَّةٍ
مَا أَحْلَكَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ
‏تُقْتَلُ.

مَا بَيْنَ بَسْمَتِهَا وَدَامِي
ثَغْرِهَا
لَمْ يُزْهِرِ المَمْشَى، وَضَاعَ
المَنْزِلُ
يَا سَادِنَ الأَفْرَاحِ غَطَّى
بَابِلَاً
سَعْفُ الأَسَى أُفْقَا هَنَا
لَا يَهْطِلُ.

مِنْ خَلْفِ بَابِ القَلْبِ هَبَّتْ
نَسْمَةٌ
مِنْ حَقْلِ زَيْتُوْنٍ بِجِلَّقَ
يَمْحُلُ

يَا حَامِلَ الأَلَقِ القَدِيْمِ
مُدَرَّعَاً
بُدُعَاءِ كَفٍّ فِي الدُجَى
تَتَوَسَّلُ.

لَمْ تَبْقَ بَعْدَكَ أُوْرْشَلِيْمُ
‏فَتِيَّةً
شَابَتْ جَدَائِلُهَا أَسَىً لَا
يُحْمَلُ
قُلْنَا لأَشْرِعَةِ الضَّبَابِ
تَمَدَّدَي
‏إِنَّا عَلَى أَثَرِ الحَنِينِ
‏ سَنُكْمِلُ

سَيَظَلُّ نَهْرُ العَائِدِينَ
مُغَرّداً
فِي الرُّوْحِ بَوْصَلَةٌ وَحُبٌ
أَوَّلُ.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها