بَلورةٌ في الهَواء

محمد الشحات


الأنَامِلُ نَائِمَةٌ

بَعْدَ أنْ عَزفتْ لَحْنهَا 

وَصوتُ المُغَنّي يُراقِبُهَا

وَوَقعُ الأنامِلِ يَمْسَحُ فِي خِفّةٍ

وَجْهَهَا الخَشبِيّ

كَأيِّ عِناق.

بِهِ رَنّةُ الاعْتذارِ للحظةِ شوقٍ

فَراحَ يُلاَمِسُهَا

فَحَنَّتْ

ثُمَّ لانَتْ

وَأَيْقظَ مَا كَانَ يَسْكُنهَا

أَيْنَ تُخْفِي بِتَابُوتها الخَشَبِّي

عَرَائِسَهَا

حِينَ يَبدأُ عَزْفُ الرّحِيلْ

فَتخْرج لَحْناً

كَبلورةٍ

تُراقصُ ألوانهَا

ذَبْذباُتُ الهَواء

وَصَوْتُ المُغني يَرقبُ

لحظةَ أن يبدأ العزفُ

لِيَسْكنَ بَيْنَ ثناياه

واللَّحنُ يُكمل دورته

والمغني يُواصل

رجرجة الصّوتِ

يعلو ويهبطُ

فَنمضي عَلى عجلٍ

لنسكن تابوتنا الخشبي

 لِنُصبحَ مِثْلَ الأَصَابِعِ

عَلَّ المَطارِقَ حِينَ تُدغدِغُنا

تُحرِّكُ مَا كَانَ يَسْكُنُنَا

وَتخرج مِنْ صَدْرِنَا

بَلورة فِي الفَضَاء

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها