التنظير النقدي للإبداع في كتاب [ما وراء الكتابة]

"ثنائية المؤلف والمتلقي أنموذجًا"

إبراهيم أحمد متولي

 

إن كل مهتم بالكتابة، شغوف بالإبداع، يظل يبحث عن القدوة في الأعلام الكبار من الكتاب الذين حققت إبداعاتهم نجاحات كبيرة، شهد لها الكتّاب والنقاد وسائر القراء على السواء، هم لا يبحثون عن هؤلاء غاية تقليد كتاباتهم، أو إعادة إنتاجها، فاتباع نهج الكتابة المتفردة لا يصنع كتابة متفردة بالضرورة، بل على كل كاتب أن يكون متفردًا في ذاته، لكنهم يبحثون عن صناعة النص الأدبي، عن كيفية قيام هذا الكاتب الذي حققت أعماله نجاحًا ورواجًا، واستحسنها الناس بصناعة هذه الأعمال وصياغتها؟ ما بواعث الكتابة لدى الأدباء الكبار فنيًا وكيف يصيغون نصوصهم؟

 

لذلك تجد الكثيرين من الكتاب يتابعون الأدباء الكبار على مواقع التواصل الاجتماعي، يحضرون لهم ندواتهم، يتبعون خطاهم، علهم يستخرجون منها بعض الأسرار ومكمن الإبداع، لكن من الأدباء الكبار من يضن بهذه المعلومات ويعتبرها حقًا مكتسبًا له، ومنهم من يبوح بقدر، لكن القليل منهم من يقومون بتأليف كتاب يسردون فيه أسرار الكتابة لديهم ويكشفونها للملأ؛ حتى يفيد الناس من تجاربهم، وربما إيمانًا منهم أن بواعث الكتابة وطقوسها مهما تشابهت لا يمكن أن تنتج أعمالًا متشابهة في ظل حضور الموهبة الفعّالة، ومن الكتاب الكبار الذين قدموا خبراتهم في تجربة الكتابة الأدبية، الأستاذ إبراهيم عبد المجيد وهو من الأعلام الذين يعدون قدوة كبيرة لأجيال الكتاب الذين لحقوه في الحياة الثقافية، وذلك في كتابه "ما وراء الكتابة، (تجربتي مع الإبداع)" الصادر عن "الدار المصرية اللبنانية" بالقاهرة، وفاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب لعام 2016م.

وهو كتاب يجمع ما بين السيرة الذاتية وظروف التجارب الإبداعية للمؤلف، إضافة إلى نصوص من كتاباته السابقة، ويجد فيه القارئ ملخصًا لحياة مؤلفه ونماذج من إبداعاته المختلفة، إضافة إلى حضور النقد الأدبي على نحو مضمر خفي، يتناول أشد قضايا النقد خلافًا وتعقيدًا ببساطة ويسر دون أن يشعر القارئ بأنه يقرأ قواعد نقدية، ما يجعل الكتاب يدخل في جانب من جوانبه ضمن الأطر التنظيرية النقدية للعملية الإبداعية، وهو ما تحاول هذه المقالة البحث فيه، وستدرس بعض القضايا النقدية التي تتعلق بالتأليف وتكوين العقل الإبداعي والتلقي وغيرها، والمؤلف نفسه يثبت هذا الحضور النقدي، حيث يقول: "ليست هي بالمذكرات ولا السيرة الشخصية للكاتب، أكثر مما هي سيرة للكتابة نفسها وللكاتب معها. وربما أيضًا نوعًا من النقد الأدبي يتسلل بين ثنايا سيرة الكتابة ليقدم جماليات الكتابة نفسها وكيف توصل الكاتب إليها".

 

1- المؤلف وبواعث الكتابة

أ) اختيار الأسلوب الكتابي والعدول عنه: على الكاتب أن يعي جيدًا الطريقة التي يريد رسم عوالمه بها كتابيًا وأن يختار لكل عالم طريقته الخاصة، ففي بواكير الكتابة اختار المؤلف الكتابة التسجيلية في روايته "في الصيف السابع وستين" يقول: "وجدت في طريقة الكتابة التسجيلية شكلاً يمكن به أن أحكي كيف ولماذا انهزمنا. استعنت بالأخبار والأحداث التي جرت أيام الحرب". ثم في قصصه القصيرة يتعمد استخدام النمط التجريبي في استعمال اللغة "كان حرصي على البناء الفني المقتصد يحمل القصص بعيداً عن المباشرة. وكانت حفاوتي بالتجريب في اللغة تساعد على ذلك أيضاً". لكنه لا يلبث أن يصرح بابتعاده عن هذا النهج الكتابي باختياره لغة أخرى، ليست لغة الكاتب وإنما لغة شخصيات أعماله "أحببت ألا آخذ الشخصيات إلى لغتي، بل أذهب إلى أرواحهم ولغتها"، ويضيف: "اللغة هكذا ستصير بنت مكان الرواية وزمنها ومشاعر شخصياتها". إن هذا التنوع في الكتابة يتطلب من الكاتب معرفة رحبة بأشكال التعبير المتباينة، ولا يتوقف عند شكل بعينه، بل يعدل بين الأشكال الفنية حسب ما تقضيه طبيعة الموضوع، وهذا ما فعله الكاتب مع كل عمل قام بكتابته، كما صرح بذلك في ثانيا الكتاب.

ب) القراءة وبناء العقل الإبداعي: لا توجد كتابة أدبية متفردة دون قراءة نهمة تستوعب كل شيء ولا تتحجر أو تتقوقع عند قراءات بعينها، بهذه القراءة الحرة يُبنى عقل الكاتب، فحينما يستوعب هذا الكم من القراءات وتقر في اللاوعي، ستخرج في هيئة كتابات تختلف بطبيعة الحال عن المادة الخام المتمثلة في القراءة، وعن بناء العقل الإبداعي الخاص به يقول المؤلف: "كانت قراءاتي منوعة، وعميقة جداً، ولم تكن في الماركسية فقط ولا السياسة، ولا في الاقتصاد ولا في الاجتماع، كما هي عادة المشتغلين في السياسة، لكن كنت تقريباً قرأت أمهات كتب الفلسفة بدءًا من محاورات أفلاطون حتى الوجود والعدم لجان بول سارتر، مروراً بكتب صعبة مثل تأملات في الميتافيزيقا لديكارت، والطبيعة وما بعد الطبيعة لأرسطو، ونقد العقل المحض لكانط، وغيرها، فضلا عن أمهات كتب الفلسفة العربية أو على الأقل أشهرها، وكنت قد انتهيت من برنامج عنيف صنعته لنفسي لقراءة تاريخ مصر الفرعونية والفلكلور المصري، فضلا طبعاً عن القراءات العادية للروايات العالمية". ويقول في موضع آخر: "كنت قد درست الأنثروبولوجيا على يد العالم الكبير الدكتور أحمد أبو زيد، الذي لفت نظرنا إلى أهمية أن نقرأ الكتب الأصيلة ما استطعنا إلى ذلك سبيلا، كتب فريزر وتايلور وإيفانز بريشتارد ومارجرت ميد وغيرهم".

إن هذه القراءات المتشعبة تنتمي إلى أزمنة وحضارات وأماكن مختلفة، وأكثرها لا يوجد بينها روابط متينة، لكنها في العقل الذي يستوعبها تنصهر وتذوب فيما بينها؛ لتنتج نصوصًا جديدة لا علاقة لها بالأصول الأولى، بل صارت أصلاً جديدًا لغيرها من الكتابات الأخرى؛ فعلى الذي يريد أن يصبح كاتبًا قراءة أي شيء وكل شيء من جهود العقول الإنسانية المتميزة، ولم يتوقف الكاتب عند القراءة فقط بل امتد به شغف المعرفة وحب الجمال إلى تذوق سائر الفنون.

ج) معرفة الكاتب لذاته: يروي المؤلف في متن الكتاب أنه وفي العام 1977 وأثناء إحدى الانتفاضات الشعبية التي شارك فيها، استطاع الحصول على قنبلة غاز مسيلة للدموع بغرض استعمالها "بعد ذلك مقلمة"، فقد أراد أن يحول أداة القمع إلى وسيلة لحمل أقلام الفكر ومشاعل التنوير التي تضيء طريق الحرية، لكن الحدث جعل المؤلف يدرك حقيقته، إنه لا يمكن أن ينخرط في العمل السياسي، يقول: "أدركت أنني الآن على صواب، إنه من الصعب على الفنان أن ينتظم في السياسة". إن الفنان الحقيقي صاحب نفس مرهفة، لا تفكر في الصراعات والدسائس وانتهاز الفرص واستغلال الناس والكيد للخصوم، إنها ذات حساسة تؤثر في الناس وتوجههم من خلال تعزيز المثل العليا فيهم وكشف الواقع من حولهم؛ فالفنان لا ينقطع عن واقعه ويتعالى عليه، وأيضاً لا يعرف أن يستحوذ عليه، وبالتالي فإن من يريد أن يصبح كاتبًا عليه أن يعرف أي طريق يود اختياره، ومواقف بسيطة قد تنبئه بذلك.

د) الروائي الباحث: إن الكاتب حينما يهم بالكتابة عن فكرة ما، حتى لو غلبت على كتاباته الخيالية وصناعة أبطال على الورق ليس لهم أي وجود في الواقع، عليه أن يلم بهذه الفكرة من مصادرها الموثوقة، كذلك تناول مرحلة زمنية ما، أو تاريخ بلدة أو غيرها من الموضوعات، فليس من الصواب أن يعتمد المؤلف على خياله فقط إن أراد كتابة تعيش في وجدان القارئ، وقد كان المؤلف متقمصًا لدور الروائي الباحث في كل رواياته تقريباً ففي "عتبات البهجة" تجد الباحث في العطارة والحيوانات، وفي ثلاثيته عن الإسكندرية تجد الباحث التاريخي والجغرافي والأنثربولوجي، وسأتوقف عند نموذج بحثي واحد قام به الكاتب أثناء عمله في روايته الشهيرة (لا أحد ينام في الإسكندرية). حيث يصرح: "المعرفة التاريخية والسياسية وحدها ليست كافية. الحياة اليومية هي حياة الرواية. لذلك أخذت طريقاً إلى دار الكتب المصرية على الكورنيش ببولاق. وبدأت رحلتي مع الصحف. وبالذات صحيفة الأهرام التي وجدتها الأكثر اهتماماً بما يحدث في مصر والعالم. قرأتها يوماً بيوم منذ بداية سبتمبر 1939 حتى نهاية نوفمبر 1942. كان انشغالي بالأحداث الكبرى. أجل، وبالأشياء الصغرى والعادية، بل والغريبة. وهكذا رحت أدون ما أراه مناسباً للرواية من وقائع سياسية وحربية والأهم هو الحياة اليومية للمصريين عامة والسكندريين خاصة. أسعار كل شيء حتى سعر علبة الكبريت ماركات الملابس وأسماء الأفلام المعروضة والمسرحيات، وأنواع السيارات وأسماء الممثلين المصريين والعالميين والكتاب والصحفيين والموسيقيين وأنواع الرياضات التي يمارسها المصريون ومسابقاتها وأسماء النوادي والملاهي الليلية والصحف والمجلات الأخرى، والكتب الصادرة والبرامج الإذاعية والقضايا التي تشغل الناس والحوادث اليومية. قتل أو سرقة أو غيره، وأنواع الملابس والموضات، وحتى الملابس الداخلية للرجال والنساء وأسماء المحلات الشهيرة والمقاهي والإعلانات والمشروبات، وكل ما يجعلني أعيش هناك".

فتقمص الروائي لدور الباحث يجعله ينسجم مع العالم الذي يريد أن يكتبه، حتى يتماهى فيه ويصبح فردًا من شخصياته، أيضاً كان يذهب المؤلف إلى أرشيف الأهرام والحصول منه على مصادر لبعض المعلومات، إضافة إلى الموسوعات المختلفة، وقد يُظن أن المؤلف حينما اختار طريق الروائي الباحث يجعله من الكتاب الذين يضعون مخططات لأعمالهم، فكيف يتسق ذلك مع تصريحه اللاحق بعد إصدار الكتاب بأنه لا يضع خططاً لرواياته؟ وقد صرح بذلك في حديث له مع الإعلامية نسمة السعيد في برنامج "بتوقيت مصر المذاع على محطة BBC عربي والحلقة موجودة على موقع اليوتيوب بتاريخ 13 أكتوبر 2022م، ولا يوجد أي تعارض في كتاب "ما وراء الكتابة"، وبين ما صرح به الكاتب بعد ذلك، فإن بحث الروائي عن مصادر للعالم الذي سيصيغه، يختلف عن تخطيطه للعمل، وتنظيم فصوله وحياة شخصياته من قبل أن يشرع في كتابته.

و) الكاتب ومواكبة التغيرات: كما أن العالم لا يثبت على حال ولا يستقر على موضع، كذلك ينبغي أن تكون الكتابة مواكبة لتطورات العصر دون أن تغرق فيه أو تُستغرق؛ فالكاتب الذي لا يتطور مع تطور الحياة سيخسر قارئه الحاضر، وإذا استسلم لهذه التطورات وأرغم الكتابة لها سيخسر الكتابة نفسها، يقول المؤلف عن أسباب كتابته لرواية في كل أسبوع يوم جمعة: "الآن في الدنيا مدن جديدة هي المدن الافتراضية على الإنترنت والشوارع الافتراضية، والحوارات والنقاشات والبيانات السياسية، وحركة المجتمع والحياة، فلماذا لا تكتب عن مدينة افتراضية، عن حياة افتراضية". وبالفعل استثمر المؤلف التقنيات الافتراضية في الرواية دون أن توقعه في فخاخها.

إن كل ما سبق من تكوين فكري للكاتب، وبحثه عمّا يريد يولد أعمالا عظيمة، لكن تبقى الحياة الواقعية وأحداثها هي باعث الكتابة الأقوى.

2- المتلقي

قد عني المؤلف بالمتلقي عناية بالغة، خاصة القارئ العادي، لذلك يختار له اللغة التي تناسبه، يقول: "ما معنى الكتابة دون قارئ عادي؟ ما معنى كتابة قصة لن يقرأها غير النقاد؟ وما معنى قصة تفرض عليها لغة قد يتطلب مكانها وزمنها وشخوصها لغات أخرى؟ وطبعاً هذا لا يعني تقليلاً من شأن ذلك النوع من الكتابة". إنه الكاتب المهموم بالقارئ الذي يود أن يصل له من أقرب الطرق، يريد أن يحببه في المكتوب لا أن ينفره منه.

أ) المتلقي السلبي: لا يقصد بالمتلقي الإيجابي والسلبي في هذه المقالة: المتلقي الذي يتفاعل مع النص والمتلقي الخامل، بل كلا المتلقين يتفاعلان مع النص، لكن المتلقي السلبي هنا هو الذي يهاجم النص دون تبرير أو يعتمد على تلقي غيره ويتبعه دون أن يقرأ هو، كما حدث في تلقي إحدى الروايات المثيرة للجدل لأحد الكتاب حيث حدثت: "فوضى عارمة في الحياة الثقافية". ويقول: "موضوع صغير صار كبيرًا، وشغل كل الصحف المصرية والعربية، وأصبحت تقريباً أشتري كل الصحف كل يوم لأتابع هذه المهزلة التي كادت أن تصبح مأساة، بل لا شك أنها صارت مأساة لبعض الطلاب الذين تظاهروا وهم لا يعرفون أي شيء". ويضيف المؤلف: "تسعون بالمئة من الذين هاجموا الرواية لم يقرأوها، وإن قرأوها لم يفهموها، وإذا فهموها لووا عباراتها وابتسروها". إنها أزمة كبيرة من أزمات المتلقي الذي لا يدرك طبيعة الأعمال الأدبية، والذي يتحرك وفق توجهات ما، وينصاع للفوضى بدلًا أن يبحث بنفسه.

ب) المتلقي الإيجابي: في مقابل المتلقي السلبي المهاجم، نجد المتلقي الذي يقرأ ويناقش ويستنتج أشياء حول حياة الكاتب من طبيعة كتاباته واختلافاتها، ويجعل الكاتب يصدق على كلامه ويتفاعل معه، يقول المؤلف: "قرأت مرة بالصدفة بعد نشر رواية (عتبات البهجة) تعليقاً من أحد القراء الشباب العرب عليها في أحد المواقع الإلكترونية، كان يناقش فيه قارئة عربية أخرى، قال فيه: (قابلت الأستاذ إبراهيم عبد المجيد في معرض الكتاب بالقاهرة وبدا ليشاردا تمام. لكن بعد قليل راح يحدثني بشكل جميل وبدا لي متواضعاً جداً. اشتريت عتبات البهجة وقرأتها، وأخذت أقارن بينها وبين رواية (برج العذراء)، ويبدو لي أنه كتب (برج العذراء) في ظروف نفسية صعبة، انتهت حين بدأ يكتب (عتبات البهجة). للأسف نسيت اسم هذا القارئ الشاب الجميل، ونسيت اسم الموقع. كتبت له بالموقع رداً أقول فيه: (معك حق، هذا ما كان فعلا)". إنه المتلقي الواعي الذي يستطيع أن يأسر قلب المؤلف حتى وإن نسي اسمه.

ج) المتلقي المؤلف المشارك: هو نوع يلازم الكاتب أثناء تشييد النص، فيستشيره الكاتب فيما يكتب، ولهذا المتلقي دور كبير في تعديل مسار الأحداث وبناء الشخصيات ورسم الأماكن، وقد كان الشاعر (محمد كشيك) شبه مشارك للروائي في كتابة رواية "عتبات البهجة"، حيث اقترح عليه أشياء كثيرة تتعلق بخاتمة الرواية وبعض أحداثها، كما دله ورافقه إلى بعض الأماكن التي يستقي منها معلوماته، كما شاركه حتى في اختيار العنوان، يمكن أن نسميه المتلقي المستشار وهو مهم في حياة أي مؤلف.

3- أشكال أخرى من الحضور النقدي

تناول مؤلف الكتاب كثيراً من التأملات والقضايا والتنظيرات النقدية المجردة منها والتطبيقية، فتكلم عن أنواع السارد، والمروي عليه والفرق بين القصة والحكاية وزمن الكتابة وزمن الأحداث، وتقسيم الحقب والأجيال الأدبية وموقفه منها، وخصائص الرواية والقصة القصيرة وتداخل الأجناس الأدبية، كحضور الشعر والقصة القصيرة داخل الراوية، وتنوع القوالب والصيغ والفصحى والعامية، ورؤى الواقع والكتابة النبوءة وغيرها من أشكال الحضور النقدي التي لا تتسع لها هذه المقالة، رغم أن الكاتب نفسه يصرح أنه يتجنب تحليل الأعمال الأدبية، فيقول: "كيف أجرؤ على أن أقوم بتحليل عمل أدبي في يوم أو عدة أيام، بينما كاتب العمل أبدعه في عام أو عدة أعوام؟ لكن التحليل ضروري ما دام هناك نقد ونقاد أترك لهم اقتراف هذه الذنوب الجميلة". ورغم ذلك قدم المؤلف في هذا الكتاب وجبة نقدية نظرية دسمة، يمكن أن يفيد منها النقاد باستخراج الآراء النقدية، التي لم يعرضها بشكل مباشر أو بأسلوب الكتابة النقدية.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها