الأديب خليل الجيزاوي في حوار مع "الرافد الرقمي"

يكتب عما يعرفه جيداً.. عملاً بحكمة نجيب محفوظ

حاوره: محمد زين العابدين


روائيٌ، وقاصٌ مبدع، له أسلوبه المميز في الكتابة. وكاتبٌ صحفيٌ متمرس، يعتز بأصوله الريفية\البدوية، بالرغم من إقامته الطويلة في القاهرة، وانطلاق موهبته منها، وهو يرى أن أهم ما يشتغل عليه في مشروعه الأدبي؛ هو التنقيب في تراث القرية، وتوثيق المرويات الشفاهية، ومواويل القرية، التي تشبع بها وجدانه، وحكايات جدته التي شكلت خياله، وكانت مادة خصبة لإبداعاته، خاصة روايته الأحدث (البومة السوداء)، التي صدرت مؤخراً عن سلسلة (إبداعات عربية) بالشارقة؛ والتي بناها بالكامل على حكايات جدته.
 

كان توجيه أستاذه، الناقد الكبير د. عبد القادر القط، سبباً لحدوث نقلة مفصلية في مسيرته؛ حيث تحول من كتابة الشعر، إلى السرد، فكانت انطلاقته الكبيرة في ميدان القصة، والرواية. وهو -كما يقول- ينفذ مقولة عميد الرواية العربية، نجيب محفوظ، حيث لا يكتب إلا عما يعرفه جيداً. حصل أديبنا على ليسانس الآداب، في اللغة العربية، من جامعة عين شمس، وتقلد عدة مناصب رفيعة بالمجلس الأعلى للثقافة، واتحاد كتاب مصر، ولعلّ من أهم ما يعتز به الأديب خليل الجيزاوي، هو تأسيسه لسلسلة (المواهب) أثناء عمله بالمجلس الأعلى للثقافة بمصر، والتي أصدرت العديد من الإبداعات، للمواهب الشابة. أصدر (الجيزاوي) نتاجاً أدبياً ثرياً؛ ففي مجال الرواية، قدم: "يوميات مدرس البنات"، "أحلام العايشة"، "الألاضيش"، "مواقيت الصمت"، "سيرة بني صالح"، "أيام بغداد"، "خالتي بهية"، "البومة السوداء". وفي القصة، قدم: "نشيد الخلاص"، "أولاد الأفاعي"، "حبل الوداد"، بالإضافة لكتابين نقديين، هما: "مسرح المواجهة"، "يوسف الشاروني: عمرٌ من ورق". وفي هذا الحوار نطل على عالمه الأدبي:
 

✦ لو عدنا إلى ظروف نشأتك التي دفعتك إلى عشق الأدب والفن، فماذا تقول؟

سنعود بذلك إلى الوراء خمسين عاماً.. أتذكر جيداً كيف كنت، ذلك الطفل، الذي لم يتعد عمره خمس سنوات، وعشقت الشعر من خلال سماعي لأم كلثوم، في قصائدها الغنائية، حيث كان والدي يحرص على أن نصعد إلى سطح المنزل، لنستمع إليها، حتى يكون صوت المذياع رائقاً، ولا تشوش على الأغاني أي أصوات أخرى. من خلال ذلك، بدأت أتذوق الكلمة الجميلة.

أما المحطة الثانية في نشأتي، فأنا من أسرة مكلومة إلى حد ما؛ فقد كان لي ثلاثة أخوال، توفى كل منهم في شرخ الشباب، وبذلك كانت أمي وحيدة، وبعد وفاة جدي بسبعة أشهر، جئت للدنيا، فحملت اسم جدي، ومنذ أن كان عمري خمس سنوات، أخذتني جدتي لأمي في بيتها، فكنت حفيدها، وحبيبها، ورفيقها؛ حتى أنني استقيت روايتي الأخيرة (البومة السوداء)، والصادرة عن سلسلة (إبداعات عربية) بالشارقة عن حياة جدتي. الجَدّة كانت هي الحكاءة التي علمتني سرد الحكايات، وعلمتني كيف تكون الدهشة -وهي تحكي لي عن عالم العفاريت- وكنت عندما أخاف تطمئنني بقولها: "أتخاف من بعض العفاريت؟!.. إذا شئت أشعلتهم لك هنا في ركية النار التي أمامنا".

لم يكن جهاز التلفاز قد ظهر في قريتنا، إلا ربما وأنا في أوائل المرحلة الثانوية، مع دخول الكهرباء للقرية، وكانت وسيلة التسلية الوحيدة، في ليالي الشتاء الطويلة، سواء في بيت والدي، أو بيت جدتي؛ هي المذياع، ومن خلاله داعبت خيالي حكايات "ألف ليلة وليلة"، وحفظتها، وقد أشرت إلى هذا أيضاً في رواية (البومة السوداء). إذن؛ كنت هذا الطفل الصغير، الذي ربَّت جدته خياله بحكاياتها، ونمَّى المذياع هذا الخيال، فضلاً عن أن المكان نفسه يحث على الخيال. كنت أسير على قدمي ثلاثة كيلومترات، لأصل إلى مدرستي؛ فكانت هذه أيضاً إحدى وسائل إثارة الخيال، والتأمل في الطبيعة والكون.

كنت أتحمل صعوبات كثيرة وأنا بعد طفل صغير، لكن والدي -رحمه الله- غرس في نفسي أن تحقيق مستقبل مشرق لي، لن يتأتى إلا بالمذاكرة والاجتهاد. عرفت مع والدي حفلات العرس، والمآتم، وجلسات الصلح العرفية، وغيرها من المناسبات الاجتماعية بالقرية، وكل هذه الأشياء التي تعرضت لها في طفولتي، شكلت وجداني، وتركت مخزوناً هائلاً من الخيال بداخلي. لكن بداية انتباهي لموهبة الكتابة بداخلي، كانت في الصف السادس الابتدائي، وكان ذلك في عام 1972، وكان الناس يجترون مرارة هزيمة 1967، وكان يدرس لنا أستاذ نابه، ويشتري لنا الصحف، ويعلقها لنا خلف إطار زجاجي؛ لحثنا على مطالعة أخبار مصر، والعالم، فعرفنا من خلال الصحف أخبار النكسة، والاستعداد لحرب جديدة مع العدو.

كلفنا الأستاذ بكتابة موضوع إنشائي عن استعداد مصر للحرب؛ فكتبت موضوعاً حماسياً، فطلب الأستاذ من زملائي أن يصفقوا لي، وطلب مني أن ألقيه في الإذاعة المدرسية، ومن وقتها كلفني بالإذاعة المدرسية.
 

✧ حدثنا عن تأثراتك التي مثلت علامة على طريقك في الكتابة؟

أتحدث أولاً عن دور الناقد الكبير د. عبد القادر القط، وهو في الأصل شاعر، وله ديوان بعنوان (ذكريات شباب)، وكان يدرسنا في قسم اللغة العربية، بكلية آداب عين شمس، مادة (النقد الحديث)، وتذوق الشعر، وأنا مدين له بأنه علمني كيف أتذوق الكلمة، والمفردة الشعرية، وكيف أتذوق العلاقات المتداخلة بين المفردات. كنت منذ أوائل المرحلة الثانوية أقرض الشعر، وشيئاً فشيئاً أخذت أحقق مناصب في الفوز بمسابقات الشباب الشعرية؛ لذا فعند التحاقي بقسم اللغة العربية في الجامعة، كان بداخلي حلم أن أصبح شاعراً كبيراً، وأسسنا في الكلية جماعة اللغة العربية، وجاء للاستماع لنا د. عبد القادر القط، وعندما انتهيت من إلقاء قصيدتي أشار لي، وأخذ يشاكسني بأن ما ألقيته هو قصة شعرية، وينتمي لفن القصة أكثر من انتمائه للشعر، وأنا مصمم على أنني شاعر.

المهم أنه سألني إن كنت أكتب شيئاً آخر غير الشعر، فقلت له: "نعم، أكتب القصة القصيرة"، فطلب مني أن يطلع على قصصي، فأحضرت له ثلاثاً منها، وعندما قرأها أبدى إعجابه بها، فسألته بجرأة عن إمكانية نشرها بمجلة (إبداع) التي كان يرأس تحريرها، فأجاب بنعم، وفوجئت بنشر قصة لي في المجلة الأدبية المرموقة، وأنا ما زلت طالباً في السنة الثانية بالجامعة عام 1982، وما زلت أتذكر بفخر، أنها نشرت بالمجلة خلف قصة د. يوسف إدريس. وكانت فرحتي لا توصف؛ وكأنها بطاقة تقديمي للحركة الأدبية. منذ ذلك اليوم، وأنا ممتن للناقد الكبير على توجيهه، وتشجيعه لي، على كتابة القصة، وتغيير مساري الأدبي.

أما العلامة الثانية المؤثرة في طريقي الأدبي؛ فتمثلت في الأديب الكبير يحيى حقي. كنت بحكم مولدي في قرية قريبة من مدينة(طنطا) عاشقاً للموالد الشعبية، التي تشتهر بها المدينة، خصوصاً وأنها كانت تحفل بالحكائين من رواة السِيَّر، والقصص الشعبية، وبعضهم كان يحكيها بأداء مسرحي؛ فتعلمت أهمية الخيال في السرد، وكنت أثناء دراستي الجامعية، أسكن في منطقة (الألف مسكن)، وأستقل (المترو) في مشاويري، وفجأة -أثناء جلوسي بجوار نافذة المترو- لمحت الأستاذ يحيى حقي، بشكله وهيئته المميزة، التي تعرفها على الفور؛ فقفزت من المترو الذي كان يسير وئيداً لألحق به، وبادرته بسؤالي: "لماذا كل هذا الحب للسيدة زينب"؟ فنظر لي طويلاً باندهاش من هذا الشاب الذي لا يعرفه، لكنه تجرأ على سؤاله؟ فعرَّفته بنفسي، وقلت له: إن روايته (قنديل أم هاشم) مقررة علينا في الكلية، فسألني: "هل تسكن في السيدة زينب"؟ فأجبت بالنفي، فأشاح بيده، وقال: "اذهب لتسكن هناك، وساعتها ستعرف إجابة سؤالك"، وبالفعل عقدت العزم على أن أنتقل إلى شقة جديدة بمنطقة (السيدة زينب)، وعشت فيها، كأنني أتتبع خطوات يحيى حقي، وألملم خيوط روايته الجميلة، في الأماكن التي دارت بها أحداثها، وتركت بعد ذلك شقة (السيدة زينب)، وبعد فترة عدت للمنطقة، فهاجت الذكريات بداخلي؛ فكان أن استوحيت منها روايتي (مواقيت الصمت)، والتي كتبت في مقدمتها إهداءً إلى أستاذي العظيم، يحيى حقي، الذي علمني التكثيف في الكتابة، وعرفت منه الفرق بين القصة القصيرة، والرواية.

نشأت في قرية قريبة من طنطا، فماذا يمثل لك الريف من حضور في كتاباتك، وكيف تأثرت بالقيم الريفية في حياتك؟

بالإضافة لنشأتي الريفية، فوالدتي، وجدتي من البدو، والبدو لديهم قيم خاصة، منها مثلاً أنهم يحبون الارتحال، وإذا أقاموا في قرية، أو مدينة؛ يقيمون على أطرافها. كان جدي -الذي حملت اسمه- هو أول جد من شجرة عائلتي، يقرر الإقامة على أطراف العزبة التي نشأت فيها، وأنا -برغم إقامتي مع أسرتي الصغيرة، منذ سنوات بالقاهرة- كنت حريصاً على شراء قيراطين في مسقط رأسي، والبناء عليهما، ونفذت وصية والدتي أن يكون موقع البناء على أطراف العزبة. حتى الآن أنا أقول لأولادي: "نحن لسنا قاهريين، نحن لنا جذورنا، وتقاليدنا البدوية الريفية، التي نعتز، ونتمسك بها". حتى الآن أنا أحمل قريتي معي، ولم تغيرني الإقامة في العاصمة، وأحتفظ بنقاء الريف. القرية علمتني التسامح، وفي أجوائها تنامى خيالي. أنا مدين لقريتي القديمة، ولجدتي بالكثير. وقد كتبت عن ملامح قريتي التي تغيرت رواية (خالتي بهية)، كتبت عن ملامح البيوت، والحقول، ومواويل الساقية، والطنبور، ومواويل الحصاد. كتبت لتخليد قريتي القديمة؛ فالقرية الآن يا سيدي تغيرت 180 درجة. أنا عندما أعود لها الآن، لا أعرفها، ولا أعرف أولادها، أصبحت شبيهة بالمدينة.
 

✦ في روايتك (أيام بغداد)، جسدت معاناة العراق، والمقيمين به، من ويلات الحرب، وشظف العيش. هل كانت أحداثها مستقاة من تجربة شخصية لك؟

رواية (أيام بغداد) مستقاة من تجربة شخصية لي، عند سفري إلى العراق للعمل. كنت أنا هذا الشاب، الطالب بالجامعة، الفقير، الذي اضطر بعد وفاة والده للسفر أثناء فترة الإجازة، والعمل لتدبير النفقات، لكثرة الأعباء على والدته، التي كانت تعول تسعة أبناء، وكنت أقتسم حصيلة تعبي في الغربة مع والدتي -رحمها الله- والرواية استوحيتها من أول رحلة لي إلى العراق، أثناء فترة الحرب مع إيران، عن أحداث حدثت لي شخصياً، أو مع أصدقاء لي، أو مفارقات سمعتها، أو رأيتها هناك، وأضفيت على الأحداث التحويرات الفنية اللازمة بالطبع؛ كانت رصداً فنياً لتجربتي في العراق. وقد كتبت الرواية بعد مرور 20 عاماً على التجربة.
 

✧ في (البومة السوداء) اقتبست لمحات وامضة من التراث الصوفي، كما استحضرت بعض اللمحات الميتافيزيقية. ماذا يمثل لك التراث من معين ثري؟ وهل أنت مفتون بالعوالم الأسطورية في كتاباتك؟

أنا ابن القرية، العزبة الصغيرة (بني صالح)؛ ولك أن تتخيل في ليالي الشتاء، كيف يصنع صفير الرياح بالبيوت، وسكانها. لم تكن هناك كهرباء؛ وبالتالي تكثر في ظلام الريف حكايات، وأساطير العفاريت الشعبية؛ عن الجان الذي يسكن البيوت، أو السواقي المهجورة. الأدب ينهل من الأساطير، والحكايات الشعبية، والكاتب الجيد ينقب عنها، ويجيد تأصيلها، وتوظيفها في عمله الأدبي. ولقد اشتغلت على الأسطورة الشعبية في رواية (البومة السوداء). هناك فعلاً أسطورة شعبية تحمل اسم "البومة السوداء" التي تخطف الأولاد؛ وقد أسقطت هذه الأسطورة على ما كان يحدث مع جدتي، من وفاة كل أولادها في شرخ الشباب. أيضاً يبدو التراث الصوفي حاضراً بقوة، من خلال أجواء الموالد الشعبية،ا لتي تشبعت بها من كثرة حضوري لها، وسماعي للمواويل البدوية، التي تعرف بـ"المجرودة"؛ والتي كانت جدتي تحفظ منها الكثير. وهناك صراع داخلي في الرواية، بين القيم الدينية لجدي، الحافظ للقرآن، وبين اعتقاد جدتي في أساطير الجان، والسحر، والشعوذة.
 

✦ يقال إن الكثير من تفاصيل حياة الكاتب، وعلاقاته؛ تتوزع على شخصيات رواياته بدرجة كبيرة. فهل ينطبق هذا على تجاربك الإبداعية؟

في معظم رواياتي، تجد الكاتب حاضراً بصورة أو بأخرى. وقد تعلمت من أستاذنا نجيب محفوظ، أن الكاتب الحقيقي يكتب عما يعرفه؛ فأنا أكتب عما أعرفه، وقارئ رواياتي يرى أن شيئاً من سيرتي الذاتية ينسرب في نسيجها. تجد مثلاً في رواية (الألاضيش) ملامح جدي، وهو شيخ البلد، وفي (أحلام العايشة) تجده الشيخ المتدين، الذي يؤم المصلين، وفي (سيرة بني صالح) فتحت الباب أكثر، لجوانب من سيرتي الذاتية. لكن من الصعب أن تكون الرواية هي سيرتي الذاتية بنسبة مائة في المائة، ولا أستطيع أن أقول كل شيء. المبدع يختار من الواقع ما يناسب الفن.
 

✧ أعرف أنك بدأت شاعراً، ولك مخطوط ديوان، لم يطبع. هل استفدت كسارد من هذه النشأة الشعرية؟

بالتأكيد استفدت من اللغة الشعرية في السرد؛ فأميل لاستخدام اللغة المجنحة، المكثفة.
 

✦ بماذا أفادتك الصحافة كأديب؟

الصحافة الأدبية هي أقرب عمل مناسب للأديب، لتأمين دخل يساعده في حياته، كما أنها تساعده على الاحتكاك بالحياة الأدبية، والثقافية، وتعرفت أثناء عملي في الصحافة الثقافية على مجلتين من أهم المجلات الثقافية العربية المحترمة؛ وهما (الرافد)، و(دبي الثقافية)، وحالفني التوفيق في التعاون مع كل منهما كمراسل من القاهرة، وكنت قبل ذلك قد عملت في ديسك جريدة (الأهرام). لكن بالرغم مما أفادتني به الصحافة؛ فإنها كانت عبئاً أعاق تفرغي للكتابة الإبداعية.
 


خليل الجيزاوي


✧ ما رأيك في الدور الثقافي الذي تقدمه إمارة الشارقة لخدمة الثقافة العربية؟

أنا أغبط إمارة الشارقة الحبيبة، وشعبها الكريم؛ الذين أعتبر نفسي واحداً منهم، فأنا أعمل في صحافة الشارقة منذ عشرين عاماً، وأهنئ إمارة الشارقة بحاكمها المثقف النبيل، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي؛ لأنه حاكم مثقف، ومبدع؛ وهذا من حظ أهل الشارقة، وحظنا -نحن العرب- ولقد استطاع تحويل الشارقة إلى معرض مفتوح للكتب، والأنشطة الثقافية المتنوعة، وله أياد بيضاء على الثقافة المصرية، والعربية، بالإضافة إلى الملتقيات الثقافية التي يقيمها في البلدان العربية لتكريم مظاليم الأدباء في الوطن العربي، من المحيط إلى الخليج، الذين لم يحظوا بالتكريم؛ فيتم تكريمهم في بلدانهم، وإعادة طبع منجزهم الإبداعي. الدور الذي تقوم به الشارقة لخدمة الثقافة العربية؛ هو دور واعٍ، لأن المبدعين والمثقفين هم القوة الناعمة للوطن العربي، التي تستطيع بناء العقل، والوجدان، ومواجهة الإرهاب.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها