قصائد.. ليست حزينةً كلُّها

عزت الطيري

1

صعود 

صَعَدَتْ للغيمةِ
بجناحيْ رقَّتِها
نَفَضَتْ
ماعلقَ بِها
من طينِ الإعصارِ
وأتربةِ الريحِ المجتاحةِ 
وغبارِ الإعصارِ المارقِ
رشَّتْها بعبير أصابعها
قالت 
ضاحكةً
كي تهطلَ لحبيبيَ
غَيثا ً عذباً
وشهياً

 

2

✣ قبلات 

سَكَنَتْ
عاصفةٌ
فانهَمَكَ
العصفورُ العاشقُ
في تقبيلِ حبيبتهِ
وإعادةِ 
ما انقطعَ من الوصلِ

 

3

✣ إعدام 

واجتثوا بعضَ أصابعهِ
كي لا يكتبَ
دفنوها
فنَمَتْ
وازدهَرَتْ
شجرةُ أقلامْ

 

4

✣ صوتك أحلى 

صوتك أحلى
من همسِ نشيد
يتلعثمُ
في حنجرة الطفلِ الواقفِ
في 
طابور رياض الأطفال

 

5

✣ بسمتك 

بسمتك أمانٌ
وربيعُ حنانٍ
وهَّاج
وحبوبٌ تهضم حزني
أتعاطاها
حين تمرينَ
كموسيقى النسرينِ
ولم يكتبها محضُ طبيبٍ
في تذكرةِ علاجي!!

 

6

✣ سؤال 

أبحثُ عن شمسٍ
لم تشرقْ منُذ نهارينِ..
فهل نامتْ عندك؟

 

7

✣ لم 

أمس ارتكبتُ قصيدتين
ولم يعاقبني
أحد

 

8

✣ حين تغيبين 

وحينَ تغيبينَ
أصابُ بِضيقٍ
في الصدرِ
وبطءٍ
في ضرباتِ القلبِ
يثورُ غبارٌ ذرى
ويعطِّلُ كُلّ مظلاَّتِ الكونِ
عن الظلِّ
ويقفرُ سوقٌ
من باعتهِ
وتبورُ الفاكهةُ
وتتلفُ في الأقفاصِ
وفي أعماقِ مخازنها
تشَّابهُ
أيامُ الأسبوعِ لديّ
السبتُ
كما الاثنينِ
حزينٌ
يتَّسخُ قميصي
يتَّسِعُ البنطالُ عليّ
وأغدو
كالجميزِ
على شطِّ النيلِ
عجوزاً
وعقيماً
وتصيرُ الكرةُ الأرضية
دون نجومٍ
أو قمرٍ
أوشمسٍ من ذهبٍ صافٍ
يتحولُ قوسُ القُزِحِ
إلى خمسةِ ألوانٍ
يتعطَّلُ موزارت
عن تكملةِ السيمفونيةِ
يتوقف بيكاسو 
عن إبداعِ اللوحات المجنونةِ
....
حين
تغيبينْ

 

9

✣ ضوء 

وأغلقتُ البابَ
وأقفلتُ الشباكَ
وأسدلتُ ستائرَهُ الخضراءَ
وأطفأتُ المصباحَ
فمنْ أينَ تسلل
هذا الضوءُ الممراح
ليجتاحَ؟
...
نسيتُ
بأنكِ
كنتِ على الهاتفِ...
ياحلم الأحلامِ العذبةِ
ياوطنَ الأفراحْ

 

10

✣ ارتباك 

عطشاناً كنتُ
وطرَقَتْ سلوى بابيَ

فتلعثمتُ

فتحتُ الثلاجةَ
وشربتُ المفتاح

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها