عاجلٌ جداً

سيد التوني

عاكساتُ الضوء
لا تستجيب لعناق المرايا
والجفافُ في الحلق ضالع
كأول ديسمبر
والوقتُ عادةً ما ينتهي عند اللقاء
صمتُك يُدرَّس
والولدُ الواقفُ في بؤبؤ العين
لا يودُّ الرحيل
....
محاولةُ اقتناصك
تنتهي عادةً بكارثة
عندما رجعتُ من جنازتِك الأخيرة
لم يكنْ ثمة مُشَيْعون
كان قلبي فقط يحمل رماد الذكريات
......
القهوةُ مع طيفك لا بأس بها
لكن حضورَك مُربِكٌ في المكان
لا أُحبُ هذه التجليات
واضعاً ساقاً على ساق
(كطاعون ينظر إلى السماء)
دخانٌ كثيفٌ ينبتُ في الذاكرة
وأجراسٌ تدقُ وطواحين
......
انتظري حالما أُغرِقُ وحدتي
في إناء الصمت
سأرحلُ على الفور
فلا تبدئي المناورات
......
جميلٌ أنْ تكوني على الورق
والأجملُ ألا تكوني في المقهى
أو في محاورات الفلاسفة
......
ألمْ نلتقِ منْ قبل؟
بلى!
أين؟
في محرقة اليهود
أو في الحروب الصليبية
ثمة جنديٌ وضعَ قلبهَ في قذيفة
ألم يحِن بعدُ القطاف؟
أرى عناقيدَ دانيةً للوداع
وعاشقين يلوحون من نافذة المساء
......
تبيتُ إلى جواري
على نفس الوسادة
كلُ الأفكارِ التي حدثتُها عنْك
فقط هناك فكرةٌ عابرة
لم تستطعْ أنْ تصعدَ  السرير
كلُ الأنوارِ مُطفأة
فقط وجهُك يُطلّ
هل منْ مفاتيح للضوء
في هذه الغرفة؟
......
أنا عند ظني بكِ
وأنتِ لا زلتِ في لُهاثٍ
تشتكينَ المودةَ للصُم
والهواءُ باردٌ جداً
في حديقةِ الغروب
......
الأوراقُ التي كتبتُها
على مدى العمر
لا تنتمي أبداً إليّ
مع الوقت اكتشفتُ أنني مَمْسوس
وأنَّ انحناءاتِ الشهوة
ليستْ سوى تعبيرٍ فجٍ
عن غباءِ المشاعر
......
منْ يكرهُ الندى لا يستظلُّ بالشجرة
وارفةٌ أنتِ كظلٍ في يبَاب
لكنْ تحرسُك الجنُ
وترعى حماك
بوابةُ الغروب
......
لا تعبثي معي
أنتِ لا تُدركين خطورةَ الأمر
ثمةَ شروعٌ في قتل المسرَّات
سوف تعاقبين على اندفاعك الخاطئ
في طريق الرجوع
......
أما زلتِ هنا
أيتَّها الشجرةُ الجافة
أو العمودُ الرُخاميُّ
في مُنتصفِ الحَلبة؟
......
أُعدُّ الآن مائدةَ الريح
وأدعو إليها كوكبةَ العارفين
سوف يُسْلمُني للعدو
كاتمُ سرِّي
وحاملُ أختامِ مواجعي
راحلاً بلا ندم
......
جنازتُكِ الأخيرةُ
لم تكنْ بالمستوى اللائق
لم أستطعْ هذه الليلة
أنْ أحرقَ البخور
فقط استعملتُ أصابعي
حين حاولتُ مداهنة المواعظ
كنتِ باهتةً
وكان قميصُك من بيت العنكبوت
......
منتشياً كنتُ
كأنني كتبتُ قصيدةً للتو
رافضاً ما سوف يأتي
ناسياً ما قد مضى
والطريق إليك محفوف بالمكاره
هذه الحالةُ لن تتركني أبداً
أحاورُ وأناور
وضحكتُكِ المُونقة
لا تدع لي مجالاً للاختيار
وعصبةُ الطيرِ تنقرُ الحزنَ من قلبي
......
انتصرتُ أخيراً عليك
واعدتُك الليلة ولم أذهبْ
فقط تركتُ قلبي هناك
(مُرهفَ السمعِ لوقعِ القدمِ)
....
عاجل جداً
لقد حطمتُ الأرقامَ القياسية
في الثباتِ على الحزن
وأنت في الإصرار على الهروب

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها