اليوم العالمي للّغة الأم [21 فبراير]

إلى أيّ مدى يمكن للترجمة الحفاظ على ثقافة لغة النص الأدبيّ المترجَم؟

هبة شريقي


ما يميّز الترجمة الإبداعية عن الترجمة كمصطلح عام، أنّها ليست معنيّة فقط بنقل المعنى الحرفيّ من لغة إلى أُخرى، بل إنّها معنيّة أيضاً بنقل تأثير النص والشعور نفسه لمتلقّيه باللغة المستهدفة؛ ولأنّ اللغة الناطق الرسمي باسم الثقافة، لا بدّ أن يكون مترجم النصوص الأدبية ملمّاً بثقافة اللغة المصدر إلمامَه بثقافة اللغة المستهدفة ليتمكّن من معرفة الفروق الدقيقة بينهما. وإذ تؤدي الترجمة الإبداعية إلى نص جديد قد يكون أكثر إبداعاً، فإلى أيّ مدى يمكن لها الحفاظ على ثقافة النص الأدبي المترجم؟
 




هذا ما استطلعنا عنه آراء مترجمين وكتّاب ترجمت أعمالهم من وإلى العربية في اليوم العالمي للّغة الأم 21 فبراير:



● منى زريقات هينينغ: يجب أن يكون المترجم أديباً أو شاعراً أو لديه هذا الحس الأدبي

في هذا الموضوع تقول منى زريقات هينينغ الأردنية السويدية، صاحبة دار المنى للترجمة من وإلى العربية والسويدية: هذا سؤال علمي أكثر منه أدبياً، ويُطرَح كثيراً في العالم العربي لأنّنا رُبِّينا على أنّ الترجمة عمل ناقص، وأنّ النص يخسر الكثير من صفاته الفنية عند الترجمة. وهذه دعاية ربّما للتخويف، وخصوصاً من تجربتي في ترجمة أدب الطفل عند بدايات دار المنى قبل 38 عاماً؛ إذ انتقد الأهل الكتب المترجمة للصغار خوفاً على تغريب عقول أطفالهم، ولكن في النهاية انتصرت النصوص المترجمة، وذلك لتَحلّق الأطفال حولها، وعندها اكتشفها الكبار، وبدأوا في الترويج لها، وبدأ حتى كتّاب أدب الأطفال الاطلاع على أدب الأمم الأخرى والاستفادة من أفكارها. إذن الثقافة شيء والترجمة شيء آخر، والموانع التي توضع في طريق الترجمة تتلاشى الآن، خصوصاً عندما اكتشف الشباب الروايات المترجمة إلى العربية، بحيث وجدوا فرقاً في الطرح والأداء والمضمون والأسلوب.

أفضل ترجمة بالطبع هي الترجمة عن الأصلي، لأنّ لكل لغة روحها. كما أن المترجم يجب أن يكون أديباً أو شاعراً أو لديه هذا الحس الأدبي، وإلّا أصبحت اللغة نقلاً ميكانيكياً، وبهذا تحوّل النص الأدبي الأصلي إلى عملية تفسير الحدث لا أكثر ولا أقل. الثقافة العربية في وضعها اليوم في حاجة إلى اطلاع واسع على ثقافة الآخر وأدب وعلوم الآخر، وهذا ليس انتقاصاً من ثقافتنا، ولكنّنا كنا معزولين عن الآخر في الفترة 40 سنة الماضية، وفي هذه الفترة تغير كل شيء والعالم أصبح عالماً مختلفاً بعلمه وأدبه.
 

● حسين نهاية: النص الأصلي أمانة لا بدّ من الحفاظ عليها

من خلال أعماله المترجمة من الإسبانية إلى العربية، وخبرته في مجال نشر وتوزيع الأعمال الأدبية المترجمة، يرى المترجم العراقي حسين نهاية أن الحفاظ على ثقافة النص الأدبي المترجَم يعتمد على كفاءة المترجِم في نقل روح النص. ويقول: لكي يُعلن شخص ما نفسه مُترجماً ويجرؤ على ترجمة كتاب ما، فلا بدّ أن يمتلك من الأدوات ما يؤهله لهذا الإعلان، ومنها إتقانه اللغتين وإلمامه بهما، وامتلاكه قاعدة ثابتة عن ثقافتَي بلده وبلد اللغة المصدر، إضافة إلى الضمير الحي في مراجعة النص وإخراجه بالشكل الذي يليق به وكأنه بلغته الأصلية. النص الأصلي أمانة لا بد من الحفاظ عليها. الترجمة ليست ميداناً سهل القياد. لقد فشل البعض في إظهار الأمانة (الترجمة) بشكلها اللائق والصحيح، وأركسوا المؤلف، دون وعي منهم، إلى الأسفل، لا لشيء سوى اعتقادهم بالقدرة الترجمية الخاصة بهم دون الرجوع إلى ولاءات ومبادئ الترجمة. مرة ثانية أقول إنّ المترجم الحقيقي يجب أن يلم إلماماً شاملاً بثقافة وموروث البلدين بشدّة؛ لأنّ الإخفاق فيها يعني الإخفاق في النقل الصحيح للنص. أنا عاكف حالياً على ترجمة رواية لكاتب أرجنتيني. الحقيقة أنّني عانيت وما زلت أُعاني من بعض المفردات الشعبية المتداولة في الأرجنتين، ومن بعض العبارات المستخدَمة هنا باللهجة العامية، وبعضها يمثل أحياناً موروث ذلك البلد، ما يجعلني أتأخر كثيراً في بعض الأحيان من أجل رحلة بحث شاقة عن مفردة أو تعبير ما، فأعكف على قراءة جميع القواميس التي أمتلكها وأستعين أحياناً بأصدقاء من ذلك البلد، حتى أتمكن من الحفاظ على الأمانة التي في عنقي كمترجم.
 

● د. باسم الزعبي: هناك عبارت تُستخدم في سياق ثقافي محدَّد، لا بدّ أن تُترجَم بما يقابلها في السياق الثقافي الآخر

وعن حرصه على نقل ثقافة النص الأدبي المترجَم من الروسيّة إلى العربية، ومدى مراعاته محظورات ثقافة اللغة المترجَم إليها (العربيّة) يقول المترجم الأردني د. باسم الزعبي: من خلال احتكاكي بالترجمة من الروسية إلى العربية استطعت تكوين فكرة عن اللغتين، ساعدتني إلى حد كبير في تجاوز الكثير من العقبات التي تواجه المترجم. اللغة الروسية لغة غنية ودقيقة مثل اللغة العربية، وكما يوجد في لغتنا الكثير من اللهجات، واللغات المحكية، تتضمن اللغة الروسية أيضاً لهجات ومفردات محكية محلية الطابع، ليست معروفة في قواميس اللغة الأدبية المعروفة. ومن عناصر ثراء اللغة، أي لغة، هو التطور الحضاري والعلمي للأمة التي تتحدث بها.

لا شك في أنّ لغتنا العربية لغة متطورة وقواعدها دقيقة، وهي لغة حيوية قادرة على استيعاب كل المستجدات، وتجهد مجامع اللغة العربية في الدول العربية على ترجمة كلما يستجد من مفردات ومصطلحات علمية وتكنولوجية تفرضها التطورات الحضارية المتسارعة، لذلك نجد أنفسنا -نحن المشتغلين بالترجمة- قادرين على ترجمة الأعمال الأدبية والفكرية، وحتى العلمية المتنوعة. طبعاً تواجهنا بعض التحديات في سياق عملية الترجمة، منها على سبيل المثال: التوفيق بين السياق الثقافي للنص الخاضع للترجمة وسياق الترجمة. من المؤكد أن اختيارات المترجم للأعمال التي يترجمها تخضع إلى عملية اختيار حرة، تتوافق مع قناعاته الفكرية، أهدافه وقيمه التي يؤمن بها، لكن هذا لا يلغي الأمانة العلمية والأدبية في الترجمة، ولا يعني ذلك التدخل في جوهر النص. قد تكون هناك اختلافات في أسلوب الترجمة، لكن لا خلاف على أنّ الترجمة يجب أن لا تغير في جوهر النص. يستطيع المترجم أن يعيد صياغة بعض العبارات التي تحمل دلالات معينة ومعروفة، ويترجمها وفق دلالتها لا وفق معناها المباشر، وهناك عبارت تستخدم في سياق ثقافي محدد، لا بدّ أن تُترجَم بما يقابلها في السياق الثقافي الآخر، وهذا ينطبق على المفردات، والمقاطع الصوتية التي تحمل دلالات محددة، لكنّها تختلف من لغة إلى أخرى.

أنا شخصياً ألجأ إلى وضع الهوامش عند الضرورة لتوضيح بعض الحالات حتى لا يحدث التباس عند القارئ، فمثلاً: نظام الأسماء عند الشعب الروسي مختلف بعض الشيء عنه عند العرب، ويتبع ذلك أسلوب التخاطب بينهم، فاسم الشخص الواحد يكون له عدة صياغات حسب الحالة العمرية والاجتماعية، فهناك صيغة لمرحلة الطفولة، ومرحلة الفتوة، والرجولة، وصيغ مخاطبة للصديق والغريب والكبير والصغير... إلخ، وهناك صيغة للكنية بالنسبة إلى الرجل وأخرى للأنثى، وهكذا. وأمور مثل هذه قد تلتبس على القارئ العربي، ولا بدّ أن يستخدم المترجم الصيغ المتعددة كما هي، ولا يجوز توحيدها. هذا مثال من السياقات الثقافية. لم ألجأ في تجربتي في الترجمة إلى البحث في اللهجات العربية عمّا يوازي المفردات العامية في اللغة الروسية إلّا في حدود ضيقة، فأنا أؤمن بضرورة سيادة اللغة العربية الفصيحة على اللهجات المحلية لأنّها الكفيلة بتوحيد العرب ثقافياً، كما أنّني أنشد انتشار الكتاب المترجم بين القراء العرب في كل مكان.
 

● الطيب الحصني: يواجه المترجم صعوبات كبرى عند محاولة نقل مفاهيم غير موجودة أصلاً

تُعَدّ اللغة الإنجليزية جديدةً مقارنة بالعربية، ولاحتواء الأخيرة بحراً من المفردات والمفاهيم، فكم يفسح ذلك لمترجم النصوص الأدبية الإنجليزية مساحةً للإبداع؟ وكيف يؤثر على نقل ثقافة النص الأصلي إلى ثقافة مغايرة؟ وما الصعوبات والتحديات التي قد يواجهها المترجم؟

يجيب المترجم السوري الطيب الحصني عن هذه الأسئلة بالقول: أعتقد أنّ الثنائية الأهم من "المحافظة" والتغيير في النص هي: ثنائية "نقل" ما هو غير معهود ليصبح مفهوماً، وفي الوقت نفسه، عدم المبالغة في ذلك في كل فرصة بحيث يصير الكتاب درساً مزعجاً في ثقافة المجتمع الذي كُتب النص فيه. تحديد هذا التوازن يرجع في جوهره إلى غايتنا من ترجمة النص المذكور. وأعتقد أنّنا نستطيع أن نحقق ذلك التوازن، وأنّ المترجمين القدماء والحديثين أثبتوا إمكانية نقل النص، مع كافة "الدروس" اللازمة لفهمه من الثقافة الأصل، وفي الوقت نفسه حافظوا على جماليته من حيث النثر العربي.

سعة المفاهيم التي تضمنتها اللغة العربية على مدى ألفيّة ونصف من الزمن تؤدي دوراً حقيقياً أثناء الترجمة، فهي تسمح لنا بمجموعة مقاربات مختلفة، فيمكن نقل كلام شخصية (خيالية أو حقيقية) إلى العربية الوسيطة، أو إلى لغة أكثر كلاسيكيةً، وذلك بناءً على نبرتها الاجتماعية في النص الأصل. اللغة العربية بالغة القدرة والإمكانيات في هذا المجال.

والصعوبات الكبرى لا تنتج مطلقاً عن أيّ عجزٍ في اللغة بحد ذاتها، من حيث مفرداتها أو نحوها، بل العربية قادرةٌ جداً على صياغة كل جديد، إنّما يواجه المترجم صعوبات كبرى عند محاولة نقل مفاهيم غير موجودة أصلاً (على الأقل في السجل اللغوي الشائع)، فإذا مر في النص مثلاً شخصية تشتم أخرى بأنّها "yuppie burnout"، فإنّ المشكلة لا تتعلق إطلاقاً بنقص المفردات في اللغة العربية، بل تتعلق بأنّ مفهوم "yuppie" الذي هو اسم لمَن ينتمي إلى طبقة اجتماعية معينة، ذات تحصيل علمي معين وطبيعة عمل معينة، هو ببساطة مفهوم غير موجود في العالم العربي؛ لأنّ تلك الطبقة أو الفئة أو الثقافة الفرعية غير موجودة في العالم العربي أصلاً. ومثلها مفهوم "burnout" الذي يعبّر عمّن اصطدم بجدار مجازي في مسيرته المهنية بحيث فقد شغفه وقدرته على الأداء. محاولة نقل مفاهيم بعيدة عن ثقافتنا من هذا النوع، مع المحافظة على جمالية النص ومعناه في وقت واحد: هذه إحدى أكبر الصعوبات التي تواجه المترجم.
 

● أمير تاج السر: بلغة قريبة ومعقولة أوصلت الترجمة ما أردت قوله للقراء البعيدين

من كتّابنا العرب مَن ذاع صيت كتبهم عالمياً بفضل الترجمة، ما أدى إلى انتشار ثقافة اللغة العربية بشكلٍ أكبر، ويمثل الروائي السوداني أمير تاج السر نموذجاً لهؤلاء الكتاب. عن تجربته يقول: في الحقيقة تُرجمت أعمالي إلى إحدى عشرة لغة، منها الإنجليزية، الإسبانية، الإيطالية والصينية، ولا أعرف من هذه اللغات سوى الإنجليزية التي أستطيع أن أقرأ وأكتب بها، وأساعد المترجم في كثير من الأشياء التي قد يخطئ فيها أثناء مراجعتي الترجمة، لذلك أقول صراحةً إنّ ما تُرجم من أعمالي إلى الإنجليزية كان مرضياً بالنسبة إليّ، وكان المترجمون ممتازين، ومنهم البروفيسور وليام هتشنز، رافائيل كوهين وكاريس بيردن. أمّا ما تُرجم إلى اللغات الأخرى فقد كنت أقرأ نجاحه أو عدم نجاحه في ما يصلني من تعليقات قراء تلك اللغات، وسعدت كثيراً بأنّ معظم القراء كانوا معجبين بالنصوص في لغات مثل البولندية، التركية، الإيطالية والفارسية، أيضاً كُتبَت دراسات ترجمها لي مترجمو النصوص.

طبعاً المترجم الحقيقي لا يترجم النص حرفياً، وإنّما روحه ومعانيه في أغلب الأحيان، وهذه هي الترجمة الجيدة وقد عثرت عليها في كتبي المترجمة إلى الإنجليزية، لا أقول إنها حافظت على لغة النص الأصلية؛ وإنّما بلغة قريبة ومعقولة توصل ما أردت قوله للقراء البعيدين، وأذكر أنّني دُعيت مرة إلى توقيع كتاب لي في عاصمة أوروبية، كان قد تُرجِم إلى لغة تلك البلد، لمست بنفسي التفاعل الكبير من القراء الحاضرين. كانوا يسألون عن تفاصيل كثيرة، تنقلها المترجمة ويسعدون بالإجابات، ودلني ذلك على نجاح الترجمة. أيضاً أعمالي التي نقلت إلى الفارسية خصيصاً، وجدت تفاعلاً أكبر، إذ كانت تُوزَّع في صناديق الهدايا في الأعياد، وهذا أقصى ما يتمناه الكاتب من قراء لا علاقة لهم بلغته. وأعتقد أنّ ما يتعلّق باختزال النص ليس مهماً، المهم إنجاز الترجمة الناجحة بأيّ شكل، ولكل لغة خصوصيتها طبعاً. وصول روايتي إيبولا 76 إلى القائمة الطويلة للجائزة العالمية للكتاب المترجم في الولايات المتحدة عام 2017 وقبلها رواية العطر الفرنسي، دليل على أنّ الترجمة في كلا العملين جيدة وواضحة، وترجمة ماريس لرواية إيبولا فيها شيء من شاعرية النص الأصلي، بالإضافة إلى موضوعات الروايتين، مثل الفيروس في إيبولا، والهجرة والقهر في العطر الفرنسي.
 

● روبرتسون فريزيرو: تُظهر عاطفة قراء روايتي بالعربية وحماسهم أنّ الترجمة أدّت دورها على أكمل وجه

في المقابل، وصلت إلينا وتصل -في العالم العربي- كل يوم كتب مترجمة عن لغات أجنبية، فكيف يقرأ كتّابها ترجمتها إلى العربية؟ عن هذا الجانب يقول روبرتسون فريزيرو الكاتب البرازيلي: أعدّ الترجمة إبداعاً أدبيّاً جديداً يعتمد على النص الأصليّ. بالنسبة إليّ، فإنّ المترجم كاتب آخر، فهو شريكي الأدبي الذي يعيد صياغة عملي بعيون ثقافة لا أعرف الكثير عنها ولغة لا أتقنها. بهذا المعنى، فإنّ احترامي للمترجم هائل، وأنا أيضاً مترجم في البرازيل عن الإنجليزية والإسبانية. تتمثّل مهمة المترجم -برأيي- في جعل النص المترجَم له تأثير النص الأصلي نفسه على القارئ. ولأداء مهمته، يقوم المترجم بأكثر من مجرد استبدال الكلمات؛ إذْ يحتاج إلى البحث بلغته وثقافته عمّا يمكن أن يكون معادلاً للأصل.

بهذا المعنى، فالمترجم فنان ومبدع أيضاً، لذلك أرى أنّ عمل المترجم لا يمكن الاستغناء عنه. ليست مهمة المترجم أن يترجم النص حرفياً من لغة إلى أخرى، إذ تستطيع أجهزة الكمبيوتر أداء تلك المهمة من خلال قواعد بياناتها الضخمة، بينما يحمل المترجمون عواطفهم وخبراتهم في النص، وتلك الآلات لن تكون قادرة أبداً على فعل ذلك. لقد كان لي الشرف بأن تُرجِمت روايتي (بعيداً عن القرى) إلى العربية، وكان اختيار السيد مارك جمال مترجماً لها ممتازاً من قِبل ناشري في الكويت والعراق – دتر تكوين. لقد ترجم مارك جمال لأسماء عظيمة في أدب أميركا اللاتينية إلى العربية. تحدّثت معه فقط في نهاية عملية الترجمة، إذ استشارني حول عدد من المعلومات التي كانت مخفية في الأصل وتحتاج إلى تضمينها في إصدار الكتاب باللغة العربية، واتفقنا حول المقترحات كلها.

القراء العرب رائعون! أشعر أنّ فيهم شغفاً حقيقياً بالكتب والأدب. ومع كل تعليق أقرأه أدرك أنهم قراء أذكياء، حسّاسون، مفصّلون وناقدون للغاية، وهذه النوعية من القراء حلم كل كاتب. لقد أدركت من خلال التواصل مع العديد من أولئك القراء مدى دقة وذكاء ترجمة مارك جمال، إذ سعى إلى الحصول على عناصر مماثلة في الثقافة العربية للصور التي لا معنى لها إلّا للقارئ البرازيلي، وهذا ليس بالأمر السهل على الإطلاق في رواية تتواجد فيها عناصر التديّن الإسلامي والمسيحي، والمراجع الثقافية البرازيلية والأوروبية. كانت ترجمة مارك جمال لامعة. تُظهر عاطفة قراء روايتي بالعربية وحماسهم أنّ الترجمة أدّت دورها على أكمل وجه كجسرٍ بين لغتين وثقافتين، وثناء العديد من القراء على لغة الكتاب جعلني واثقاً تماماً من عمل المترجم. لم يكن من قبيل المصادفة أن وصلت النسخة العربية من روايتي إلى نهائيات الجائزة الأدبية البرازيلية الرئيسية العام الماضي.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها