الواحات المصرية.. تقاليد وعادات

الخارجة.. الحصن الأمين ومقر الإله آمون

أميمة سعودي


الخارجه.. عالم بديع غريب من نوعه، أجواء غير تقليدية يتأملها المرء بإعجاب ودهشة في تلك البقعة الفريدة من العالم، حيث يُشاهد المرء إطلالة رائعة لواحة الخارجة التي تتألق بامتداد الصحراء الغربية المصرية، الواحة.. وطن كبير، تحمل قُراها أسماءً لدولٍ عربية إفريقية وآسيوية كثيرة منها قرية فلسطين، قرية بغداد، صنعاء، وغيرها، واحة الخارجة هي "هيبت" الفرعونية وتعني المحراث، وهي منمون أي مقر الإله آمون، وقد تسمت بالخارجة في العصر المملوكي، وارتدت الواحة الكثير من الأقنعة على مر الزمان وحملت الكثير من الأسماء، عبرت الواحة عن عبقرية في التكيف مع أهلها وناسها، وهي أكبر واحة في الصحراء الغربية، بها الينابيع الكبريتية الساخنة، والخضرة الوارفة، الكثبان الرملية والجبال العالية، الخارجة.. تنبض بالحياة والنماء في قلب الصحراء بمزيج من العجب والذهول والفضول.

 

شمس الوادي

تقع الخارجة عاصمة الوادي الجديد على بعد 232 كم جنوب أسيوط، جنوبي غرب مصر، وتبعد نحو 263 كيلومتراً عن مدينة أسيوط في اتجاه الصحراء الغربية، وتتكون الخارجة من مجموعة من المسطحات المائية داخل منخفض كبير تبلغ مساحته 200 كم2، وتمتاز محافظة الوادي الجديد بمناخ جاف صيفاً دافئ شتاءً والأمطار نادرة، وتتميز المحافظة بأعلى نسبة سطوع للشمس في العالم على مدار السنة، وهو ما يمكن من استغلالها كمصدر للطاقة المتجددة، وتتميز المحافظة بوجود آثار تمثل جميع العصور التاريخية، الفرعونية، القبطية، الرومانية، البطليمة، والإسلامية، وتتميز بجمال الطبيعة والهدوء والجو النقي والشمس الساطعة وكلها من المقومات السياحية الهامة. الخارجة مكان مثالي لرحلات السفاري المثيرة إلى الصحراء الغربية، وقد تم إعلان الخارجة أول مدينة مصرية صديقة للبيئة والمناخ في 2022، وهي نموذج مثالي للسياحة البيئية بمقومات طبيعية.

الواحات المصرية.. تقاليد وعادات

يعود تاريخ الواحات إلى العصور القديمة، حيث اعتادت القبائل البدوية أن تسكن بين أرجائها، ولكل واحة تقاليد وعادات محددة تميز من يعيش بين أرجائها، والواحة تعني الأرض المنخفضة بدرجة يقترب فيها مستوى سطح الأرض من منسوب المياه الجوفية العذبة، مما يسمح بقيام حياة بشرية ونباتية، والواحات المصرية تبدأ من الشمال إلى الجنوب وهي واحة سيوة، الواحات البحرية، واحة الفرافرة، الواحات الداخلة، والواحات الخارجة، وقد تكونت هذه الواحات في عصور بدء جفاف البحيرات الشاسعة "بحيرة بير طرفاوي" الواقعة جنوب الواحات الداخلة، وحتى هضبة العوينات في الجلف الكبير أقصى الخط الجنوبي الغربي للحدود المصرية التي كانت تغطي مساحة كبيرة من الصحراء الغربية إبان العصر المطير الثاني، حيث يرجع نشأة هذه الواحات إلى تطور المناخ منذ 5000 عام، فقد شهدت الصحراء في هذا الوقت بداية تقحل حاد، واتخذت أراضي مصر شكلها الحالي: صحراء يشقها وادٍ خصب وتتناثر بها مسطحات مائية تُسمى بالواحات، وكان لهذا المناخ القاحل دور حاسم في ظهور حضارة مصر القديمة، وذلك من خلال تجمع السكان حول موارد المياه الدائمة، فقد حددت الظروف المناخية مناطق تركز السكان.

الخارجة.. طبيعة استثنائية، أبنية من الطوب اللبن، شوارع ضيقة ومتعرجة ومسقوفة بخشب الدوم والنخيل.. هكذا هي الخارجة القديمة، ومن أجل الأمان كان لكل شارع بوابة تغلق عند حدوث أي عدوان، وقد بنيت من القرن العاشر الميلادي على طراز إسلامي تتوسطها عيون الماء مثل (عين الدار)، وتمثل كفاح أهالي الوادي الجديد منذ مئات السنين، ويعد حي الأمل أول الأحياء السكنية التي تم بناؤها وفقاً للتخطيط الهندسي المنظم، وتحكي روايات وأقاويل عن قيام الملك فاروق ملك مصر بزيارة الواحات الخارجة، في عام 1941م، ووصل للواحة في الساعة الثانية عشرة ظهراً، دون أن يلحظه أحد من سكانها، وأخذ يتجول بها، وتبرع لمسجد الواحة بمبلغ عشرين جنيهاً لإصلاحه.

أرض الطامحين وملاذ المضطهدين

تاريخ "الخارجة" يدعو لإمعان الخيال، حيث عاش بها إنسان عصور ما قبل التاريخ منذ حوالي 5000 سنه ق.م، في زمن العصر المطير الثاني بنحو 120 ألف سنة، وكانت نهايته حين بدأ عصر الجفاف والتصحر غرب مصر، وترك آثاره في ربوع الواحات منها جبل الطير بالخارجة ودرب الغباري بطريق "الخارجة – الداخلة"، وفي العوينات جنوب الواحات، وفي العصور الفرعونية كانت تمثل أهمية قصوى لكونها خط الدفاع الأول عن مصر القديمة لتعرضها لهجمات النوبيين من الجنوب والليبيين من الغرب، وكان المصريون القدماء يهتمون بهدوء المنطقة واستقرارها، وتظهر آثارهم في عدة مناطق بالخارجة والداخلة، كانت واحة الخارجة محطة على درب القوافل الصحراوية منذ الأسرة الثالثة عشر (1786-1665 ق.م.)، وهي الفترة بين وجود الهكسوس في مصر السفلى ومملكة النوبة في الجنوب، وعندما غزا قمبيز الفارسي مصر عام 525 ق.م، وأهان معبودها الإله آمون، تلقى عقابه بأن اختفى جيشه المكون من 50000 مقاتل في بحر الرمال العظيم، وخلفه جاء الملك دارا الأول فحاول إرضاء المصريين حتى يتمركز حكمه ويرضى عنه كهنة آمون، فبدأ في ترميم ونقش بعض المعابد ومنها معبد هيبس، وكان للبطالمة دورهم الكبير في ازدهار الزراعة بالواحات واستغلال اقتصادياتها، وتظهر آثارهم على طول درب الواحات بطريق باريس في الواحة.

وعندما بدأ اضطهاد الرومان لأقباط مصر هربوا للواحات بدينهم وعقيدتهم، وعاشوا فيها بزراعة الأراضي حاصدين لخيراتها، وتعد جبانة البجوات شمال الخارجة أبرز دليل لهذا العهد، وجاء دور الرومان الذين استغلوا الواحات فشقوا القنوات واستغلوها في الزراعات الكبيرة وازدهرت التجارة على طريق درب الأربعين الموصل بين مصر والسودان عبر الواحات، وكان شريانا للتجارة، وتظهر معابدهم على طول هذا الدرب وأهمها معبد الغويطة.

طوال فترة الملكية في مصر، كانت الوادي الجديد تسمى محافظة الجنوب، وظلت على هذا الاسم، حتى قامت ثورة 1952، وأعلن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عن اسمها الجديد عام 1958، والبدء في إنشاء واد مواز لوادي النيل يخترق الصحراء الغربية لتعميرها وزراعتها على مياه العيون والآبار، بهدف تخفيف التكدس السكاني في وادي النيل. 

في 3 أكتوبر سنة 1959 وصلت أول قافلة للتعمير والاستصلاح بالوادي الجديد، وتم اعتبار ذلك اليوم عيداً قومياً تحتفل به المحافظة كل عام، وفي العام 1961 أنشئت محافظة الوادي الجديد ضمن التقسيم الإداري لمحافظات الجمهورية، وكانت تتكون من مركزيين إداريين هما مركز الخارجة ومركز الداخلة، وفي 1992 تحولت الفرافرة إلى مركز إداري ليصبح للمحافظة ثلاث مراكز إدارية، أما الآن فقد تحوّل مركز باريس ومركز بلاط إلى مركزين إداريين أيضاً وبالتالي أصبح للمحافظة خمسة مراكز إدارية.

تعد الخارجة مركزاً مهماً لإنتاج فوسفات أبو طرطور الذي يؤكد أن التنمية مستمرة، يقع المشروع بهضبة أبوطرطور في منطقة الصحراء الغربية بجمهورية مصر العربية بين واحات الداخلة والخارجة على مسافة 60 كم من مدينة الخارجة، وهو أحد أهم المشروعات التعدينية الكبرى، ويهدف لاستخراج وتركيز خام الفوسفات المكتشف لتصنيع الأسمدة والكيماويات الوسيطة وتلبية الاحتياجات بالداخل والخارج، حيث إن هضبة أبوطرطور تعد من أكبر الاحتياطيات الجيولوجية لخام الفوسفات على مستوى العالم.

باريس المصرية

يبلغ عدد القرى في الوادي الجديد نحو 101 قرية، ويوجد في واحة الخارجة نحو 35 قرية تاريخية، وذكر الشيخ يوسف الباريسي، من أهالي مركز باريس، إن تسمية قرية باريس Baris بهذا الاسم، لها قصة، وقديماً عندما تنبأ كهنة معبد آمون بأن حكم الفرس لن يطول، وأن حياة قمبيز ستنتهي بكارثة، وسمع الملك قمبيز بهذه النبوءة فسار إلى الواحات في جيش كبير واحتل الواحات الخارجة، وعسكر جيشه في السهل الممتد بين الخارجة وعين الجنوب، وقد سميت الأرض المحيطة بهذه العين بلدة بيريس نسبة إلى كبير قادة الجيش، وحرفت الكلمة إلى أن أصبحت مدينة "باريس"، والاسم ليس له أي علاقة بباريس فرنسا.

الطرق والمواقع الأثرية في الواحة

تاريخ الواحة غاية في الثراء، لذلك نشاهد عشرات المواقع الأثرية في المكان، فقد عثر على أدوات استخدمت في عصور ما قبل الأسرات وبعض نقوش من الدولة القديمة، بعضها في جبل الطير بالقرب من مدينة الخارجة والبعض الآخر في درب الغباري الذي يربط الخارجة بالداخلة، كذلك لوحات جنائزية من عصر الأسرة الثانية عشرة لرؤساء بعض الحملات التي كانت تقوم من طيبة أو من أبيدوس للتفتيش على الواحة والتأكد من حالة الأمن فيها، وكانت الخارجة ترتبط بوادي النيل بعدة طرق للقوافل من أبيدوس والأقصر وإسنا وهي: درب اليابسة، درب أبو سروال، درب بولاق، درب الجاجة، ودرب دوش، كما كان يمر بها أيضاً درب الأربعين الذي يربط مصر عند أسيوط بدارفور في السودان، وكان يسمى أيضاً درب الواحات، وقد ورد ذكره في العديد من نقوش الدولة المصرية القديمة، كما ارتبطت الخارجة بالداخلة بطريقين أحدهما درب الغباري الذي تسير عليه السيارات حالياً، والآخر درب "عين آمور" الذي يخترق منطقة من الهضبة الواقعة شمال الواحة، وكانت الواحة وما زالت المعبر البرى المصري الدائم إلى إفريقيا عبر طريق درب الأربعين.

معبد هيبس وقدس الأقداس

شيد المعبد من الحجر الرملي، ويعتقد أنه أسس في عهد الملكين بسماتيك الثاني وواح إيب رع "إبريس"، واستكمل البناء والنقوش الملكين داريوس الأول وأخوريس، استغرق العمل في المعبد أكثر من 600 عام بداية من عام 589 ق.م، وحتى عام 69 ميلادية، وقد كرس المعبد لعبادة الإله آمون .

يبلغ طول المعبد اثنين وأربعين متراً، وعرضه 20 متراً ويتجه من الشرق إلى الغرب، وبعد مرسى البحيرة المقدسة توجد أربع بوابات في الناحية الشرقية للمعبد، ترجع إلى العصور الفارسية والبطلمية والرومانية كان يربط بينهما طريق الكباش، أما المبنى الرئيس فيمكن الدخول إليه من رواق به عمودان بُنيا في عهد الملكين نختنبو الأول والثاني، ويلي هذا الرواق من الناحية الغربية قاعة أعمدة، ثم ردهة مستطيلة بها أعمدة سجلت على جدرانها مناظر تصور الملك في حضرة الآلهة، وبعض النصوص العقائدية المتصلة بالأساطير، أما قدس الأقداس وهو آخر حجرات المعبد إلى الغرب فيحتوي على بعض المناظر الهامة للمعبودات، منها منظر للآلهة "عشتارت" فوق ظهر جواد وهي تمسك بالقوس والسهم، أما الجدران الخارجية للمعبد فقد نقشت عليها ألقاب الملك دارا الأول، ومناظر تصوره وهو يقدم القرابين لبعض المعبودات.

معبد الناضورة لعبادة الإله خونسو

جاءت تسمية المعبد في العصر ‏المملوكي باسم كوم الناضورة نتيجة لاستخدامه كنقطة مراقبة للقوافل التجارية التي تمر على ‏درب الأربعين، حيث يستطيع من يعتلي الربوة العالية التي يقع بها المعبد رؤية جزء كبير من الواحة، ‏واستطلاع ما يحيط بها من صحراء ومتابعة المكان حوله، وكرس المعبد لعبادة المعبود خونسو، حيث تظهر مناظر المعبود على عتبة المعبد ومحور المعبد من الشرق ‏للغرب، وتخطيط المعبد عبارة عن حجرة وصالة أعمدة وقدس الأقداس، ويبدأ بحجرة بنيت من الطوب الّلبِن ‏والمعبد بني من الحجر الرملي وهو حاليًا عبارة عن بقايا، منها صالة بها بقايا قاعدة أعمدة، والصالة عبارة عن ‏بقايا لثلاثة جدران عليها مناظر لتقديم القرابين، يقوم بها بعض أباطرة العصر الروماني، منهم هادريان ‏وأنطونيوس بيوس لبعض المعبودات مثل ثالوث طيبة المقدس والمعبودات الرئيسة لواحة الخارجة آمون ‏وموت وخونسو.

معبد الغويطة وبطليموس

يقع هذا المعبد على بعد 21 كم جنوب مدينة الخارجة، شُيد على ربوة مرتفعة كان يبلغ ارتفاعها نحو حوالي 70 متراً عن مستوى سطح الأرض المحيطة به، أعيد بناؤه خلال فترات حكم العصر الروماني، كما كان نقطة التقاء جميع القوافل التجارية، ويرجع تاريخه إلى الأسرة 27 (522 ق.م)، وتوجد على المعبد نقوش لبطليموس يرتدي تاج الوجه القبلي من الناحية الجنوبية، وتاج الوجه البحري من الناحية الشمالية، وينتهي المعبد بقدس الأقداس وإلى جواره مقصورات على شكل قبوات، وسمى المعبد باسم معبد الغويطة نسبةً إلى عين مياه توجد بجوار ذلك المعبد وتعني منطقة أو الحقل الصغير، أما اسم المعبد في العصر البطلمي فكان يطلق عليه اسم "بر- وسخت"، وتعني البيت الواسع، وتلك التسمية مسجلة في صالة الأعمدة في المعبد، وعلى واجهة الباب ناحية صالة قدس الأقداس.

معبد قصر الزيان

كرس المعبد لعبادة المعبود آمون هبت المعبود الرئيس للواحة الخارجة، ويتخذ المعبد محور شمالي جنوبي ‏وقد بني من الحجر الرملي، ويتكون من صالة ثم قدس أقداس به نيشة في الجدار الشمالي كانت تحوي تمثال ‏المعبود آمون هبت، ويحتوي المعبد على مجموعة من المناظر الخاصة بـتقديم القرابين، حيث يظهر منظر ‏يصور الإمبراطور أنطونيوس بيوس يقدم قرابين للمعبود آمون هبت.

يقع المعبد في قرية قصر الزيان الواقعة على بعد حوالي 26 كم جنوب مدينة الخارجة، ويرجع تاريخ المعبد إلى العصر البطلمي، ثم أضيفت إليه إضافات في العصر الروماني، ‏وفي عهد الإمبراطور أنطونيوس بيوس عام 138م، جرى ترميم المعبد حيث يوجد نص يوناني على ‏باب صالة قدس أقداس المعبد يروي ما حدث من ترميم وصيانة، وكان للمعبد أهمية كبيرة في العصر الروماني، حيث كانت تحيط به الأراضي الزراعية ‏الخصبة.

سمي المعبد باسم قصر الزيان في العصر الإسلامي، حيث كان أهالي المنطقة يطلقون لفظ قصر على المباني ‏العالية المبنية من الحجر والتي يحيط بها سور خارجي، وكانت تنتشر عيون المياه بالواحة ومنها إحدى العيون ‏التي تقع بجوار المعبد، والتي كانت تسمى بعين الزيان.

حكاية معبد دوش مع الرومان

معبد دوش هو من أهم الأماكن الأثرية الموجودة في الوادي الجديد، وهو مبنى من الحجر الجيري ويحيط به سور مبني بالطوب اللبن، وتم بناؤه في عهد الأباطرة دوميتيان، وهادريان، وتراجان، جنوب مدينة الخارجة ويبعد عنها حوالي 113 كم، وعن مدينة باريس 23 كم داخل الصحراء، ويقع في ملتقى درب الأربعين المؤدي إلى السودان ودرب إسنا الذي يربط مركز باريس بمنطقة إسنا، وقد بني هذا المعبد عام 117م، وعلى جدرانه نقوش وكتابات تحكي تاريخ تلك الحقبة الزمنية.

والمعبد مخصص لـ"الثالوث العام" (أوزيريس - حورس - إيزيس)، ولكن في هيئاتهم وصفاتهم الرومانية المعروفة بـ(سرابيس - حربوقراطيس - إيزيس)، ويقع على محور واحد، يمتد من الشمال إلى الجنوب، كما يحتوي المعبد على مناظر المعبودات المصرية التي تبرز تقديم الإمبراطور القرابين المختلفة لأرباب المعبد، كنوع من التقرب للمعبودات المصرية، وإرضاءً للكهنة وأهالي الواحات ومصر كلها.

ويقع المعبد بجانب منطقة "عين مناور"، وبها معبد مخصص للمعبود "أمون رع" وثالوثه، وتأتي أهمية المنطقة، لوجود "المناور"، العنصر المهم ومصدر المياه والري للزراعة قديمًا، ذو الشأن الأكبر عند الرومان، وأحد أبرز أنشطتهم في الصحراء والواحات، وتم اكتشاف "كنز دوش" بها، وتم نقله إلى المتحف المصري، وهو عبارة عن إكليل وأساور وقلادة ذهبية، حيث وجده عمال البعثة داخل إحدى الغرف بالحصن في إناء فخاري، ويتكون الكنز من 212 سبيكة ذهبية، قام المرممون المصريون الذين عملوا على ترميم الكنز بتجميعها في قلادتين إحداهما كبيرة والأخرى صغيرة، ولوحتين من الفضة نقشت على إحداهما صورة الملكة "واجت"، وهي تضع تاج مصر العليا وعلى الثانية صورة الملكة نفسها وهي تضع تاج مصر السفلى، وتاج ذهبي من صفائح على شكل أوراق العنب تتوسطها سبيكة ذهبية تحمل تمثالا سرابيس داخل واجهة معبد صغير، وقد زينت الجهة اليمنى من التاج بشريط من ثماني ورقات عنب تنتهي بأزهار الخشخاش، وفي الجهة اليسرى تسع ورقات عنب تنتهي بسلك ملفوف في نهايته 11 حبة أسطوانية، تمثل أزهار الخشخاش رمز الخصب، والطوق الحامل لكل هذه الأشياء على شكل ثعبان.

كما عثر على قلادة يجمعها سلك من الذهب على شكل ثعبان ويبلغ وزنها 493 غراماً، ويضم الكنز أيضاً سوارين تزينهما أوراق الشجر الذهبية، يبرز في الأول فص من العقيق البرتقالي المصقول وفي الثاني فص زجاجي أخضر، كما يضم الكنز أيضاً رأس صقر من الذهب عيناه من حجر الابسيديان، إضافة إلى عدد من التيجان الخاصة بالملكة وسلاسل ذهبية بها حليات للصدر، وعدد من الخواتم والعقود والخلاخيل والأساور بأشكال مختلفة.

جبانة البجوات

نظراً لطرازها المعماري المتبع في تغطية معظم مبانيها بالقباب، ونظراً لنطق كلمة "القبوات" بلهجة أهل الواحات، فكانت تنطق بكلمة البجوات أطلق عليها اسم "البجوات"، ويرجع تاريخها إلى القرن الثاني حتى القرن السابع الميلادي، وتضم 263 مقبرة على شكل كنائس صغيرة بنيت بطراز القباب، وتتوسطها أطلال كنيسة تعتبر من أقدم الكنائس القبطية في مصر، وأهم هذه المقابر مقبرة (الخروج) التي تحكي رسومها قصة خروج بني إسرائيل من مصر يتبعهم فرعون بجنوده، وتليها مقبرة (السلام)، وفيها صور ليعقوب والسيدة العذراء والقديسين بولا وتكلا.

قصر أم حصن مصطفى الكاشف

هو عبارة عن بقايا حصن روماني كان بمثابة حصن كبير عبارة عن مبنى ضخم، وفي الجهة الغربية منه يوجد الجزء الأقدم من المبنى، وهو عبارة عن مساكن مستقلة ذات سقوف على هيئة قبو كانت تقام بها الطقوس الدينية، وتستخدم أيضاً كسكن للتجار العابرين .

عين اللبخة للاستشفاء

تتواجد منطقة "عين اللبخة" في وسط الصحراء كأحد الأماكن الروحانية والجاذبة التي تساعد في الاستشفاء، تم إطلاق اسم عين اللبخة على المكان لوجود عيون مياه طبيعية بالمنطقة كانت مستخدمة في الزراعة، وأشهر تلك العيون العين القريبة من المعبد الجنوبي، أما الجزء الثاني من الاسم فهو نسبة إلى أشجار اللبخ المنتشرة بها وهي متعددة الفوائد الطبية والتجميلية، يعد موقع آثار اللبخة أحد النقاط الاستراتيجية على دروب التجارة القديمة التي كانت تربط واحة الخارجة قديماً بوادي النيل شرقًا، وبواحة الداخلة غربًا، وتتميز المنطقة بأشجار نخيل الدوم، وأشجار الأكاسيا.

متحف الوادي الجديد

تم بناؤه على مساحة 3150‏‎‎م2، ويتكون من مبنى من ثلاثة طوابق، يضم 4087 قطعة أثرية ما بين معروض ومخزن، يرجع تاريخها من ‏عصر ما قبل التاريخ حتى عصر أسرة محمد علي، الذي يضم العديد من القطع الأثرية القديمة، منها لوحات فرعونية عثر عليها في منطقة قلاع الضّبة ببلاط، وتمثال للإله حورس، وتمثال الأسد الرابض بوجه إنسان والذي عثر عليه في معبد دير الحجر، إضافة إلى مجموعة من الأواني الفخارية من العصر القبطي، وبعض القطع عثر عليها بمنطقة موط بالداخلة.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها