السَّوْسنة البرية

قصيدة لـ لويز غلوك

ترجمة: العربي بن علي بن ثاير


هذه الورقة هي في الجزء الأول منها ترجمة لقصيدة السوسنة البرية للشاعرة الأمريكية لويز غلوك (22 أبريل 1943 / 13 أكتوبر 2023)، الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2020، وتعريف بأهم سمات شخصيتها وملامح شعرها. وفي الجزء الثاني، تقدّم الورقة مقاربة تمزج بين الفني والثقافي عن طريق تحليل البناء المقطعي ومجازاته من حيث هيكل القصيدة الخارجي، وفنيات التخلص والانتقال بين مقاطعها بهدف الوقوف على دلالات الحالة الإيقاعية والشعورية السائدة فيها، وبين تحليل البعد الفني القائم خاصة على عنصريْن: أحدهما من جانب البناء من خلال تقنية الامتداد السطري؛ فتستجلي أبعاده الجمالية، لا سيما خيبة الانتظار الفاتنة. والثاني من جانب الأسلوب عبر فنيات التشخيص والاستعارة؛ فتبحث الورقة في دلالات تحايث صيغتي المخاطب والمتكلم وتزاوجهما لتسبر المصادر القريبة والبعيدة للإلهام الشعري لدى الشاعرة وما يشكّل رؤيتها الفنية والفكرية.
 

القصيدة المترجمة:

 

1] مقدمة أو بين يدي القصيدة

عند قراءة قصيدة "السوسنة البرية" تداعت في خاطري للتو أقوالٌ من ينابيع متعددة، قد تكون - ظاهرياً- متناقضة ولكن يتخللها روحٌ واحدٌ يسري في أوصالها فيحيلها نسيجَ ألفةٍ.. أسمعُ همساً يقول: "فإن شئتم حقاً أن ترفعوا الحجابَ عن كُنْه الموت، فافتحوا قلوبكم على مَصاريعها لكيان الحياة"3 وآخر يذكرني قائلاً:

"سمعتُ صوتًا هاتفًا في السَّحَر *** نادى من الغيب رفاة البشر4

وما شدني إلى الاطلاع على شِعرها شداً عميقاً أنّ تصريح اللجنة التي منحتها جائزة نوبل 2020 ذكر أنها: "كوفئت على صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله المجرد طابعاً عالمياً على الوجود الفردي".

لقد أَسَرَني الصوت المتحدث بما يعنيه أن نعيش، ونموت، ونولد من جديد. أو كما قيل: "أفقت وزورقٌ يمخر عباب نهرٍ عظيم، ويجري ضد مجراه"5.

وإذا عدّتْ الباحثة "جنكنز" الشاعرة غلوك نموذجًا للشعراء الأمريكيين الذين ربطوا شِعْرهم بالتراث الدّينيّ اليهودي - المسيحي من خلال الإشارة للنّصّ المقدّس، فإن القصيدة -على ما نرى- تنهل من مناهل أوسع وأبعد"6.

- فما المميزات الفنية للقصيدة؟

- وكيف يمكن اعتبارها لحظة للكشف الشعري والدفق الروحي؟

- وكيف تُشكل جوهر رؤية غلوك الفكرية؟

2] العنوان عتبةً للقصيدة:

جاء عنوان القصيدة، منعوتًا (السوسنة) ونعتًا (البرية). والسوسنة باللغة الأنجليزية (Iris)؛ وتشترك في التسمية مع "قزحية العين". والاسم مستوحى من قوس قزح لتنوع ألوانها. وتعد السوسنة الزرقاء الغامقة النوع الأكثر تعبيرًا عن البرّية البكر. ولئن لم تشر الشاعرة إلى اللون الأزرق في العنوان، فقد حضر في آخر القصيدة بقولها "ينبوع أزرق..." بما يوحي بأنه اللون الذي اختارته.

ولئن كان السوريون القدامى قد اعتبروا أنّ السوسن تاج الأنوثة، وكان الفينيقيّون قد أسموها "شوشن" بمعنى "العَمار"، ومن الفينيقيّة دخلت إلى الآرامية وتعربت فصارت "سوسن" تاج الأنوثة7. إذا كان ذلك في الشرق، فإن الثقافة الإغريقية سمّتها "إيريس"، وتعني "النفس". وحافظت على التأنيث فصار "إيريس" رمزاً "للرسولة" "هيرا" التي تُطلق قوس قزح ليحمل رسائل الآلهة للأرض؛ فكان لها في الثقافة الإغريقية مقام جبريل في الثقافة الدينية الشرقية؛ في اليهودية والمسيحية والإسلام. وعلى هذا فإن غلوك، وعلى خُطا أدباء الغرب في رجوعهم الدائم إلى المناهل الإغريقية الرومانية من جهة، وبدرجة أدنى المسيحية -العبرانية من جهة أخرى، توظف أسطورة السوسنة البرية؛ فحين يحين الوقت يفتح الله الأبواب. وهذا ما يفسر الافتتاح بجملة "... كان هناك بابٌ".

3] مدخل عام إلى البنية الإيقاعية والحالة الشعورية:

تنطلق القصيدة بحنوٍّ وتنتهي بلينٍ، لتتوسطَها لحظةُ غموض ومفترق طريقين: تتراوح بين الرَّوْع (الرهبة) والروعة (الجمال الفاتن)؛ لذلك فقصيدة غلوك مريعة في فتنتها، تقول: "يا لرهبةَ أن تبقى على قيد الحياة... أن تكون روحاً لا حول لك!" فالمعنى مراوغ، ومن العسير أن تظفر بسكينة المعنى في مطاوي القصيدة... لنقل: إن كنت في حال من الروع؛ فهو ثاو هناك قد طال ثواؤه وإن كنتَ لامستَ الروعة؛ فهي في أبهى تجلياتها.

كما نرى غلوك تستخدم عددًا مهمًا من التقنيات الشعرية كالاستعارة والتشخيص والامتداد السطري - Enjambment. ويظهر الامتداد السطري في كثير من ردهات القصيدة، فيحدث عندما ينقطع الخط قبل نقطة توقفه الطبيعية؛ ليجبر القارئ على النزول إلى السطر التالي، ثم الذي يليه بسرعة. مثلا في المقطع الأول:"أرهفْ ليَ السمعَ: ما تسميه موتاً"، ثم تأتي لفظة "أتذكَّرُ" في السطر الموالي. فقد تحدث للوهلة الأولى مفاجأة قد تكون مخيبة للانتظار لدى المتلقي أو بالأحرى باعثة على القلق الفني؛ إذ يجب على المرء أن يمضي قُدمًا من أجل حلّ سرّ العبارة. وبمجرد أن يحدث ذلك، يجد المتلقي نفسه مشدوهًا أمام عذوبة الانبهار بعد حدوث المفاجأة لإدراك سر المبنى الملتوي العويص والمعنى المنفلت إلى نقطة التجمع فالانكشاف. وهنا لذة الفهم والتذوق معًا؛ إنها ما يمكن تسميته "خيبة الانتظار الفاتنة".

وأول ما تنتبه إليه العين -فنيًا- أن في القصيدة ثلاثة مقاطع وفي كل مقطع مجازاتُ أبواب.

4] تحليل المقاطع الشعرية:

المقطع الأول: 1 - 7

في المجاز الأول من هذا المقطع، يبدأ المتحدث بإعلانٍ بسيط ينتشر على سطرين، باستخدام تقنية الامتداد السطري؛ فيشير السطر إلى الظلام والنور. وكلتا الكلمتين "الشمس" - المنعوتة بـ"الشاحبة"- و"السطح" - الموسوم بـ "الجاف"- تحيلانا على سفر التكوين ﴿وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ﴾8، كما تذكرانا بالآية القرآنية ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ﴾9، وهي إحالة لم تكن على نحو حرفي تمامًا بل اقتباس للصورة والفكرة بما يتناسب مع رؤية الشاعرة، وهي أقرب ما تكون إلى قصة الخلق في الأساطير الإغريقية القائلة: "منذ عهود سحيقة... جاء إيروس، فلم يكن مبتهجاً: لقد نظر فوجد الأرض عليلة شاحبة"10.

وعلى أية حال، فالمتحدث عاش معاناة طويلة وشديدة ولكن في نهايتها "كان هناك باب"؛ وهو يشير إلى البُشرى بنهاية الألم مذكراً بالإنجيل ﴿ها أنَا ذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ﴾11. فالباب رمز للأمل والسعادة وهو ما يذكرنا أيضًا بجنات عدن ﴿مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ﴾12.

ولكن بقدر ما تشيع كلمة "باب" السلام، فإنها تطلق إرباكًا حول هوية المتحدث. فمن هو؟ وماذا اختبر؟ وهل يكون زهرة أم متحولا إلى زهرة؟

وفي المجاز الثاني، يطلب المتحدث منا سماعه! تجذب الكلمات انتباهنا وتؤكد أن الأسطر الآتية بالغة أهمية. يؤكد الصوت أنه يتذكر (موتا). لكن هذا "الموت" هو تصورنا نحن (ما تسمّيه)؛ مما يؤشر إلى مفاجأة ما، في القصيدة، لاحقاً؛ إذ يتعقد الموقف: هل ثمة شيء مختلف عن التصور السائد للموت؟ وهل يدعم هذه المقاربةَ احتمالُ كون "الصوت" سوسنة؟

وفي المجاز الثالث، يأخذنا المتحدث من عالم أقرب إلى الخيالي إلى عالم يبدو ماديًّا. وكمثاليْن للصور السمعية الدالة على المحايثة الحسية، يصف الضوضاء، والنُّسيمات تحرك الأوراق والأغصان. و"الشمس الشاحبة" ترد كمثال على الصور المرئية؛ لتتظافر الصّورتان معاً (السمعيّة مع المرئيّة) لدحض تصور الموت موتاً.. ولكن مرة أخرى يجري "التلاعب" بتصور "الصوت" فينتقل –آليا- إلى تصور القارئ: فجأة لا يوجد "شيء". قد يشير هذا إلى الصمت، أو الموت الوشيك، أو إلى فضاء فارغ في ذهن المتحدث. ولكن أي فراغ؟ ذلك هو اللغز الذي يستدعي خوض التجربة... غير أن المتحدث (السوسنة التي قد تكون لسان حال الشاعرة أو الشاعرة نفسها، وقد استبطنت راحلاً ما وحولته إلى سوسنة قادمة) لا يقول لك كيف، ولماذا، ومتى؟ عليك أنت أن تؤول؛ فيبدو أنّ الشاعرة تخلق لها فضاءً تقيم فيه حواراً بين الغيب والمتكلّم الفرد. ولعل هذا ما يجعل ضمير المخاطب ملتبسًا بضمير المتكلم، وسيأتي بيان ذلك في تحليل المقطع الثالث.

◂ المقطع الثاني: 8 - 15.

يستمر الصوت المتحدث ليقول: "يا لرهبةَ أن تبقى على قيد الحياة كوعي". هذه صورة مظلمة كأنها تستحضر شخصًا دُفن حيًّا. هذا شارع من شوارع المعنى. ولكن الشارع الآخر للمعنى قد يقودنا إلى الزهرة التي قد يُدفن قلبها في الأرض المظلمة لكي تنمو. وفي كلتا المقاربتيْن، نكتشف أن الموت أمرٌ ليس مُخيفًا وليس نهاية، بل بداية قد تكون منتجة لحياة أجمل. ومن المثير التفكير في سبب وصف المتحدث لهذا المسار بأنه رائع (روعةً) أو مريع (رهبةً). في الحالتين، هذه الأسطر الشعرية هي مثال جيد على التجسيد، وأظنه يعني التجسُّد!

ولكن لا تزال بين "الصوت" ونور العالم مسافات نائية، كما يتم التعبير عنها في السطرين 12 و12"... ما تخشاه هو أن تكون روحًا، لا حول لك". إنه موجود لكنه عاجز عن التعريف بنفسه. ليس له صوت، وهذا أمر يمكن أن يكون باعثاً على الحيرة والقلق؛ فثمة علاقة تتم بلورتها بين تجربة الصوت وما يمكن للقارئ البشري فهمه: الوجود الممحو، الممكن إعادة تشكله، زهرةً بريةً، سوسنةً!

في حوار 2012، وصفت غلوك كتابة الشعر بأنها "عذاب، ومكان معاناة، مرعب، وسيلة لاستنباط المعنى من الضياع والألم". وتبدو لي أن بؤرة تجربتها مع القول الشعري بأبعاده الكثيفة المتداخلة هي مصداق لقولها إنها "حين أرادت إنجاز تعبيرها الخاص، شعرت بالصمت، وفقدان الحرية"13.

أخيرًا، تنتهي فترة العجز عن الكلام وتنحني الأرض المظلمة كالرّحم. هل هي استعارة الولادة العجائبية من عذرية الأرض بفعل إرادة الحياة؟ إذا كان هذا التأويل مناسبًا فأين أوجاع الولادة؟ قد يكون في لفظة الانحناء أنين ووجع لما يحدث عند انحلال الهيكل العظمي لحظة الميلاد، لكنه أنين خفيّ تغلب عليه رواقيّة-Stoicism فيها كبح النفس عن الانقياد للذة أو الخوف من الألم. ولكنها رواقية من نوع فريد: فمغزى الانحناء هو الإذعان المُرافق للاحترام... وتشق الزهرة طريقها عبر الأرض فيما يبدو كموكبٍ مهيبٍ، رفيف رفّ من الطير! ويتذكر "الصوت" مثار حيرته؛ الأصوات التي سمعها من قبل فوق الأرض، وكانت غامضة حينها، هي الآن واضحة...﴿فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ﴾14، فذلك كان صوت الطيور متخللة شجيرات خفيضة، وهي منطلقها نحو عالم جديد! فكيف سيكون؟

تُستخدم الصور هنا بمهارة كبيرة؛ تجعلنا نتخيل صوت الطيور وهي تحلق كما لو هي تحت الأرض! وصورة الطيور ترمز، في هذه الحالة، إلى الروح البشرية التواقة إلى الانبعاث الجديد الحر. ويبدو لي أن "الشجيرات الخفيضة" كانت قد بدت للصوت أغصاناً شائكة وأوراقاً كثيفة، فصارت -بعد الانبثاق- منصة للانطلاق. ويحفل الأدب الغربي عامة والإنجليزي خاصة بالطيور وأغاريدها ومناجاتها وعبادتها15. وفي الآداب الشرقية، تذكرنا الصورة برف الطير لفريد الدين العطار الذي يرمز به إلى "السالكين"16.

◂ المقطع الثالث: 16 - 23

هذا المقطع يحفر عميقاً في ذكريات "الصوت"، ليذكّرنا بأنّه كان يروي قصة موتٍ إلى ضمير المخاطب "أنت". وهذه الرؤى تتلاقى وتختلف مع الأديان السماوية17، لكن هذا "الصوت" يبدو كائنا شبيهًا بالزهرة؛ إذ يبوح بأنه يعرف الولادة الجديدة والحياة والموت في أثناء مروره بهما كل ربيع: فالأسطر الموالية تؤكد أن "النسيان" مؤقت:"... من عوائد النسيان ... يؤوب للظفر بصوتٍ..."؛ فهل هو تناص مع أفلاطون؟ كان الإنسان يعيش في عالم المثل قبل أن "ينزل" إلى المحسوس، وفي تلك الحياة السّابقة كانت الروح قادرة على تأمّل المثل ومعرفتها. ويجب على الإنسان -إذن- أن يسعى إلى التذكّر: "فالمعرفة تذكّر والجهل نسيان"18.

وفي الأسطر الأخيرة، يعبّر "الصوت" عن جوهر ما يعنيه الموت والعيش مجددًا. يتم ذلك من خلال صورة "ينبوع عظيم..." ليخبرنا أن ينبوع الماء يأتي من "مركز" الحياة الحقة. ورغم أنه ليس واضحًا تمامًا، إلا أن هذه الأسطر تصور -على الأرجح- اللحظة التي تستعيد فيها هذه الزهرة الحياة مرة أخرى. تجربة قد تكون "مرت" بها جميع الكائنات... وفي لحظة ما، تغدو قادرة على التذكر والتفاعل والانتقال والارتقاء.

وتنتهي القصيدة باستعارة الجنة19. ولكن من الملفت للانتباه أن تنتهي هذه المعاناة بالطريقة التي يدخل بها الربيع الطلق من مضايق الشتاء: "من بؤرة حياتي... اللّازوردية" وكأنّها استذكار لأسطورة الخلق الأولى في التّراث الفرعوني كمساحة لانهائية من الماء عديم الشكل جسدها الإله نون-Nun. ويشعر القارئ أن رجفة ممزوجة بروح انتصارية خافتة تحملها أبياتها الختامية لتسري في القصيدة بِخُطاً ارتجاعية من جديد.
 

خلاصة:

قيل: "في الصلوات التي تتلوها المتكلّمة (في القصيدة)، نراها تشغل دور الإنسان؛ فهي تُعرّف نفسها من خلال علاقاتها بالله الذي لا تستطيع سماعه وبالجنّة التي لا تستطيع البقاء فيها20، ويبدو لي أنها رسم شعري لتجربة شبيهة إلى حد ما بالتجارب المعروفة باسم "الاقتراب من الموت-"Near Death Experience وإن لم تكن مفارقة تمامًا. إنها قد تكون تنويعًا ما على أفكار التجسدReincarnation . وعلى أية حال، إنه الانتشاء الكامل الذي يصل إليه الإنسان بعد فترة طويلة من التأمل العميق، حين يصبح منفصلاً تماماً بذهنه وجسده عن الذات، متصلاً روحياً بالعالم الخارجي، عبر طاقات الروح، من أجل تحقيق النشوة، وبلوغ السعادة المفضية إلى "ينبوع عظيم..."، إنه الالتحام بمطلق "مياه البحر اللازوردية".
 وبين تضاعيف هذه المشاهد يكمن نَفَسٌ صوفي ذو نبرة رومانسية؛ إذ نجد الشاعرة وفية فيها لمبادئ الكتابة الشعرية في مقالها المركزي "تربية الشاعر"21. ولذلك نرى أسلوبها يعتمد على البساطة الشفيفة فيبدو شاخصًا وشبحيًّا في آن؛ إذ تحتفي "بالكلمة" أكثر من الاعتناء "بالعبارات المركبة"، وغالبًا ما تكون جُمَلُها المتقطعة ذات كلمات منحوتة؛ فهي ذات نفَس قصير ولكنه راسخ. وإذْ تجمع لويز غلوك بين الحذف والتكرار، مثلما تجمع إلى كل ذلك "الحوار الداخلي" و"مخاطبة الآخر"22، فإن المتلقي يسعد بها وينتشي.

 


الإحالات: * الشاعرة الأمريكية لويز غلوك، الفائزة بجائزة نوبل للآداب 2020، ولدت في 22 أبريل 1943 وتوفيت في 13 أكتوبر 2023.┇** العربي بن علي بن ثاير: باحث ومترجم من تونس، أستاذ أول ومنسق مساق مهارات الاتصال باللغة العربية بجامعة أبوظبي.┇3. جبران، خليل جبران: النبي، ترجمة: ثروت عكاشة، دار الشروق، ط9.، 2000م، ص: 88.┇4. عمر الخيام: الرباعيات، ترجمة: أحمد رامي، دار الشروق، ط 1، 2000م، ص: 33.┇5. ميخائيل نعيمة: اليوم الأخير، مؤسسة نوفل، بيروت- لبنان، ط5، 1978، ص: 287.┇6. سارة جنكز: في مواجهة الله - الشِّعْر التّعبّديّ الأمريكي المعاصر، ترجمة: خالدة حامد، مجلة براءات - العدد 1 - 2019 باب يتبعهم الغاوون.┇7. بخاري، مؤنس: السوسن تاج الأنوثة، الرابط الإلكتروني : https://bit.ly/3TLogYY
8. الكتاب المقدس -سفر التكوين 1: 2 و3.┇9. سورة هود: 7┇10. دريني خشبة : أساطير الحب والجمال عند اليونان، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 1986، ج 1 ص: 23 و24┇11. الإنجيل: رؤيا يوحنا 3: 20.┇12. سورة، ص: 38: 50.┇13. لمحمد مظلوم (مترجم)، المرجع السابق،┇14. سورة ق: الآية: 22.┇15. فخري أبو السعود: في الأدب المقارن.. الطير والحيوان في الأدبين العربي والإنجليزي.┇16. فريد الدين العطار: منطق الطير، بيروت، ط. 2002.┇17. سورة الزمر الآية: 42.┇18. أفلاطون: في الفضيلة، محاورة "مينون"، ترجمة وتقديم د. عزت قرني، دار قباء للطباعة والنشر والتوزيع – القاهرة 2001م.┇19. ينظر: القرآن الكريم، [البقرة 25، 266/ آل عمران 15، 136، 195/ النساء 13، 57، 122/ المائدة 85، 119]┇20. سارة جنكنز، المرجع السابق.┇21. نشر الكتاب سنة 1994.┇22. محمد مظلوم، المرجع السابق.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها