أَنْجَبَكَ النَّهْرُ بِغَيْرِ نُعَاسٍ
أَوْ صَمْتٍ للرُّوحِ
كَمَا الزَّنْبَق لا تَتْعَبُ مِنْ أُغْنِيَةِ الْجَرَيَانِ
كَمَا الضُّوء تَمَرَّدْتَ عَلَى الأُفْقِ
تَفَرَّدْتَ بِثَوبِ الْمَاءِ
تَعلَّمْتَ
بِألَّا تَنْظُرَ للشَّوْكِ عَلَى أَنَّهُ مِنْ عَائِلةٍ مُؤْذِيَةٍ
أَوْ تَجْرَحَهُ بِالصَّدِّ
وَكَالْعَادةِ
لا تَنْسَى
مَنْ يَتْرُكُ وَرْدَاً فيْ الْقَلْبِ
لَقَدْ أَيْقَظْتَ الألْحَانَ
وَأَفْسَدْتَ الظُّلْمَةَ بِالْحُبِّ
فَأَنْتَ بِلَادٌ مِنْ كَرَزٍ
نَايَاتٌ مُتَفَانِيةٌ
وَغُيُومٌ تَنْسِجُ عُشْبَاً للرَّقْصِ
وَأَجْنِحَةٌ للنَّبْعِ وَللْحِنْطَةِ
أَنْجَبَكَ النَّهْرُ كَمَا تَرْغَبُ
مِنْ غَيْرِ جِهَاتٍ
وَمِنَ الْبُرْعُمِ
كُنْتَ زَفِيْرَ الْفُلِّ
حَمَلْتَ خَلَايَا الشَّمْسِ طَوَالَ الْعُمْرِ
لِهَذَا لا يَأْتِيْ الْعِيْدُ
إِذَا لَمْ تَأْتِ
وَلا يَتَبيَّنُ خَيْطٌ مِنْ آخَرَ
أوْ تَنْهَضُ للدُّرَّاقِ حُقُولْ