تحتل الموسيقى بوصفها لغة كونية تتجاوز الحدود، مكانةً فريدة في النسيج الثقافي الغني لدولة الإمارات العربية المتحدة. وفي هذا المقال القصير، سنحفر عميقاً بحثاً عن الجذور التاريخية للموسيقى في دولة الإمارات العربية المتحدة، مستكشفين تطورها، ودورها في الاحتفالات التقليدية، والكيفية التي تُسهِم بها الموسيقى الحديثة في الهُوية الثقافية لهذا الشعب النابض بالحياة. كما سنلقي الضوء، إضافة إلى ذلك، على المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على الموسيقى الإماراتية التقليدية وتزكيتها، ما من شأنه أن يجعل هذا الاستكشاف مختلفاً عن كل المحاولات السابقة في الموضوع.
الجذور التاريخية والتراثية:
يتعين علينا، حتى نفهم ماهية الموسيقى في الإمارات العربية المتحدة، أن نسافر عبر الزمن، ونستكشف جذورها التاريخية والتراثية. ترتبط الموسيقى الإماراتية ارتباطاً عميقاً بنمط الحياة البدوي، حيث كان السرد القصصي والتقاليد الشفهية بمثابة أجزاء لا تتجزأ من التعبير الثقافي. وقد تميزت الأشكال الأولى للموسيقى باستخدام الآلات التقليدية مثل العود، والرُّباب، والدربوكة، وكانت كل واحدة منها تحمل جَرْسًا فريداً يتردد صداه عبر المناظر الطبيعية الصحراوية.
ومع دوران عجلة الزمن، أسهم تأثير الثقافات المجاورة، وظهور الأنماط الموسيقية العالمية في تشكيل فسيفساء فنية، تعكس النغمة الفريدة التي تجسد التراث الموسيقي الإماراتي.
الدور في الاحتفالات والمهرجانات التقليدية:
الثقافة الإماراتية ثقافة مشبعة بالتقاليد، حيث تلعب الموسيقى دوراً مركزياً في مختلف الاحتفالات والمهرجانات. فمن حفلات الزفاف إلى المهرجانات الدينية، تَهِبُ الموسيقى الإماراتية التقليدية الموسيقى التصويرية للَّحظات الهامة في الحياة. وتُعَدُّ رقصة العَيَّالَة، المصحوبة بأصوات قرع الطبول والأبيات الشعرية، مثالا بديعاً عن كيفية تداخل الموسيقى مع الطقوس الثقافية، الشيء الذي يخلق مزيجاً متناغماً من التقليد والاحتفالية.
الموسيقى الحديثة والهوية الثقافية:
في العصر الحديث، تطور المشهد الموسيقي في الإمارات العربية المتحدة ليشمل دائرة متنوعة من الأصناف، بصورة تعكس الطبيعة الكونية للشعب. وبينما ظلت الموسيقى التقليدية الحجر الأساس، نجح الموسيقيون الإماراتيون المُحدَثون في استدخال التأثيرات الكونية بمهارة، ما أفضى إلى خلق اندماج ما فتئ صداه يتردد لدى الجماهير المحلية والدولية. ومن تآليف الأوركسترا الكلاسيكية إلى الإيقاعات الإلكترونية المستوحاة من نبض المدينة، تعكس الموسيقى الإماراتية اليوم الطبيعة الحيوية والفكر التقدمي للبلاد.
الحفاظ على التقليد: مبادرات ومشاريع
وعياً بأهمية الحفاظ على الموسيقى الإماراتية التقليدية، ظهرت مبادرات ومشاريع مختلفة لحماية هذا التراث الثقافي. ولعبت مؤسسة أبو ظبي للثقافة والفنون، إلى جانب أوبرا دبي، دوراً بالغ الأهمية في تشجيع المواهب المحلية، وتنظيم الفعاليات التي تسلط الضوء على ثراء التقاليد الموسيقية الإماراتية. ولا تطمح هذه المساعي إلى رعاية نمو الفنانين الناشئين فحسب، بل إنها تحرص أيضاً على الازدهار المستمر للموروث الموسيقي التقليدي.
وعلى سبيل الختم؛ فالارتباط بين الموسيقى وثقافة الإمارات العربية المتحدة هو رحلة آسِرة عُمرُها قرون من الزمن. فمن جذورها التاريخية في نمط الحياة البدوي إلى حضورها النابض بالحياة في المؤلَّفات الموسيقية الحديثة، تُعَدُّ الموسيقى في الإمارات العربية المتحدة شهادة على مرونة الشعب وقدرته على التكيف. ومن خلال استكشافنا للجوانب التقليدية والحديثة للموسيقى الإماراتية وإلقائنا الضوء على المبادرات التي تحفظ هذا الكنز الثقافي، نأمل أن نكون قد رسمنا صورة حية لكيفية استمرار الموسيقى كجزء حي ونابض بالحياة من هُوية الإمارات العربية المتحدة.

المصدر ◂ المقال بعنوان: «How music is linked with UAE culture?»
ونُشِر بموقع The Mystic Keys بتاريخ 23 يناير/كانون الثاني 2024، بقلم ليشا تيواري Lisha Tiwari.