التكنولوجيا في خدمة الإبداع

د. محمد بندحو


إنّ المتتبّع للشّأن الثّقافي اليوم سيلاحظ دون شكّ أنّ الإنسان المعاصر بات أكثر تصفّحاً للمواقع الإلكترونية، وأكثر ارتباطاً بالصّورة الرّقمية والوسائط التّكنولوجية، وقد وصلت به علاقته بالصّورة الرّقمية إلى درجة الإدمان والعبودية، بل أكثر من ذلك إلى درجة الخضوع والتّبعية والاستهلاك والاستلاب، وبالنّظر إلى هذا التّطور الهائل والمطرد وبالموازاة معه، ظهرت أشكال أدبية أخرى ثارت على التّقليدي والمألوف، ويعني هذا أنّ ثمّة نوعين من الأدب في عرف الثّقافة السّائدة: أدب كلاسيكي وأدب رقمي؛ فإذا كان الأدب الأوّل أدباً يقوم على الشّفوية والكتابة، وينتقل عبر الوسائط الإعلامية التّقليدية، كالكتاب والصّحف الورقية والمجلات والمطويات وغيرها؛ فإنّ الأدب الثّاني يستثمر كلّ التّقنيات التي يسمح بها الحاسوب أو الهاتف الذكيّ أو غيرهما من التّقنيات الحديثة من أجل الإبداع في مرحلة أولى، ثم إيصال هذه "المنتجات" إلى عموم المتلقّين في مرحلة ثانية.
 

لقد أصبح عصرنا هذا عصر الثّورة الرّقمية بامتياز، لذلك، ساير الأدب بمختلف أشكاله هذه الثّورة الإعلامية والمعلوماتية، بتطعيم نصوصه ومضامينه الفنّية والجمالية والإبداعية. والأدب الرّقمي (littérature numérique) هو كلّ شكل سردي أو شعري يستعمل الجهاز المعلوماتي ويوظف واحدة أو أكثر من خصائص هذا الوسيط1، وقد عرّفه مشتاق عباس وهو من الروّاد الأوائل في هذا المجال بأنّه الأدب "الذي يستعين بالتّقنيات التي وفّرتها تكنولوجيا المعلوميات وبرمجيات الحاسب الإلكتروني لصياغة هيكلته الخارجية والدّاخلية، والذي لا يمكن عرضه إلا من خلال الوسائط التّفاعلية الإلكترونية كالقرص المدمج والحاسب الإلكتروني أو الشّبكة العنكبوتية"2، كما عرّفته الباحثة الإماراتية فاطمة البريكي بأنّه "ذلك النّمط من الكتابة الذي لا يتجلّى إلا في الوسط الإلكتروني، معتمداً على التّقنيات التي تتيحها التّكنولوجيا الحديثة، ومستفيداً من الوسائط الإلكترونية الحديثة المتعدّدة في ابتكار أنواع مختلفة من النّصوص، تتنوّع في أسلوب عرضها وطريقة تقديمها للمتلقّي/ المستخدم، الذي لا يستطيع أن يجدها إلا من خلال الشّاشة الزّرقاء، وأن يتعامل معها إلكترونياً، وأن يتفاعل معها، ويضيف إليها، ويكون عنصراً مشاركاً فيها"3.

وقد يعرف هذا الأدب أيضاً باسم "الأدب الشّبكي" في إشارة إلى الأعمال المنشورة على شبكة الإنترنت، إلا أنّ هذه التّسمية تقصي كليّاً سائر الأعمال الموجودة حالياً خارج الشّبكة (الأقراص المدمجة مثلاً) وعدداً من التّجهيزات الأخرى، كما أنّه يميل إلى إبعاد كلّ الأعمال السّابقة على ظهور شبكة الإنترنيت، كما يطلق على هذا الأدب اسم "الأدب التّفاعلي" (Littérature interactive)، وهو مصطلح ابتكره إسبن أرسيت (Espen Aarseth) وعرض نظريّته في كتاب: النصّ الشّبكي: آفاق الأدب التّفاعلي (Cybertext: Perspectives on Ergodic Literature)4، كما يعرف هذا الأدب "بالأدب الدّيجيتالي" (Littérature digitale) وهو المصطلح الأقدم حيث كان شائع الاستخدام في سنوات 1980- 1990، ويؤكّد أكثر على الطبيعة التّكنولوجية لاشتغال الوسيط، كما يعرف "بالأدب الإلكتروني" (Littérature électronique)، هذا وقد أطلق بعض الدّارسين على هذا الأدب اسم "الأدب المعلوماتي"5.

من خلال ما سبق إذن؛ نخلص إلى أنّ مفاهيم الأدب الرّقمي ما تزال ملتبسة بعض الشيء، وذلك لكونها حديثة العهد وتحتاج إلى تأمّلات نقدية تدعم وضوحها الذي لا يعني بالضّرورة ضبط المفاهيم بشكل قاطع، ولكن على الأقلّ خلق مجال نقدي موضوعي لبلورة مختلف المفاهيم التي تؤطر هذا الأدب، الذي يمكن التّعامل معه باعتباره مفهوماً عامّاً تنضوي تحته كلّ التّعبيرات الأدبية التي يتم إنتاجها رقميّاً. وبهذا، تصبح باقي المفاهيم التي تحيط بالرّقمي مفاهيم تحدّد الحالة النصّية الرّقمية، مثل "التّرابطي" باعتباره مفهوماً يعيّن الحالة الأجناسية لهذا الأدب، و"التّفاعلي" باعتباره إجراء رقميّاً عبره تتحقّق رقميّة النصّ. لكنها تأويلات لدلالات مفاهيم قابلة للتحوّل وفق مستجدّات تجربة النّصوص المنجزة رقمياً6.

وعلى العموم، فالأدب الرّقمي هو الذي يعتمد على وسائل الإعلاميات، ويجمع بين الحروف والأرقام، وهو ما يزال في مرحلة البناء والإنشاء والتّشييد، بمعنى أنّه ما يزال أدباً فتيّاً يترعرع في سيّاق المحيط الرّقمي، ويحبو في عوالمه الافتراضية، ويتشكّل بوسائطه التّقنية الحديثة، ومن ثمّ، فهو ما يزال أدباً يتحرّك ويتغيّر ويتجدّد ويتطوّر، وليس أدباً ثابتاً وساكناً يمكن حصره وتحيينه وتطويقه بكلّ سهولة، أي: إنّه أدب تفاعلي صعب ومعقّد ومترابط ومتشابك، يحتاج إلى أدوات اصطلاحية تطبيقية، وعُدّة نظريّة وإجرائيّة بُغية فهمه وتفسيره وتأويله7.

والأدب الرّقمي –حسب الباحثة المغربية زهور كرام في المقابلة التي أجرتها مع صحيفة القدس العربي- يتحقّق الآن في التّجربة الغربية، وهذا راجع لتطوّر وسائطه التي تساعد على الانخراط فيه بسرعة، أمّا في التّجربة العربية فهو ما يزال يعرف تعثّراً كبيراً في تحقيقه؛ لأنّ ثقافة الوسائط التّكنولوجية التي يعتمدها الأدب الرّقمي في إنجازه وتحقّقه ما تزال لم تتشرّبها بعد الذّهنية العربية، فضعف تجربة الأدب الرّقمي في التّجربة العربية تعكس علاقتنا كمجتمعات عربيّة بالتّكنولوجيا التي أصبحت المحرّك الجوهري للزّمن الرّاهن، ولا يمكن ضمان الانخراط في هذا الزّمن إلا من خلال ضمان استثمار وسائط الزّمن التّكنولوجي8.

لقد انحسر أفق الأدب الرّقمي في الثقافة العربية بسبب سيطرة "الأميّة الحاسوبيّة" على أذهان الرّافضين الاعتراف بسلطة المعرفة التّكنولوجية، إذ لا يزال التّعامل مع الحاسوب وتقنياته المعقّدة أمر غير ميسّر ولا ميسور لعدد كبير من النّاس وحتّى من الطبقات المتعلّمة العليا في المجتمع، فضلاً عن أنّ هذا الجنس الأدبي يجعل ملكية النصّ الأدبي تعدّدية وليست للكاتب حصراً، الأمر الذي يدفع المبدع/ الكاتب إلى التّمركز حول ذاته الإبداعية ضدّ سيادة التّعدّدية النّاتجة عن متاهة الكتابة الجماعية الحرّة للنصّ الرّقمي، ثم إنّ انحسار دائرة القرّاء الرّقميين المتلقّين لهذا النّوع من الأدب يشكّل عاملاً آخر يساعد في هذا الانحسار، وقد تنبّه الكاتب عبد العزيز علي نجم في كتابه "النّشر الإلكتروني والإبداع الرّقمي"9 إلى هذا الانحسار ولا سيّما في الوطن العربي، فهو بحسب رأيه لم نتمكّن إلى حدود الآن (2009) من إبداع نصّ أدبي رقمي/تفاعلي في الوطن العربي ولم نتمكّن من نشره، فنحن لم نستطع تحقيق أهمّ عنصر في هذا الأدب وهو عنصر التّفاعلية.

وعلى الرّغم من هذا التّأخر في تحقّق الأدب الرّقمي في التّجربة العربية، إلا أنّه في السّنوات العشر الأخيرة بدأت دائرته بالاتّساع لتشمل أنواع الأدب المختلفة؛ من شعر ومسرح وقصّة ورواية ومقالة، من خلال استعانة هذا الجنس الجديد بالإمكانات التّقنية التي تتيحها التّكنولوجيا لتقديم نصّ مختلف الوسيط، يقوم على أساس تفاعل المتلقّي ومشاركته، ليكون شاعراً مع القصيدة الرّقمية، وليكون روائياً مع الرّواية الرّقمية، وليكون قاصّاً مع القصّة الرّقمية، وهكذا مع بقيّة مجالات الإبداع الفنّية الرّقمية الأخرى، ولعلّ دور المتلقّي يتجاوز هذه الحدود في إطار التّفاعل "ليكون مبدعاً، فيضفي ملامح جمالية وقيميّة جديدة على المنتج الفنّي الرّقمي لم تكن فيه، ولم تكن في ذهن المبدع الأوّل، وبمثل هذا لا يعدّ الشّاعر والقاصّ والرّوائي حاكماً للنصّ قيّماً عليه، بل إنّنا بصدد طغيان التّفاعل الفنّي الرّقمي للمتلقي مع النصّ أو مع المدوّنة، التي تضمّ النصّ وما حول النصّ من الأبعاد السّمعية والبصريّة، ولا يغيب عن الأذهان أنّ مثل هذا التّفاعل يكسب النصّ والمدونة هويّة جديدة مع كلّ تصفّح، وتنمو هذه الهويّة وترتقي كلما ارتقت القدرات الإدراكية للمتلقّي والإمكانات التّقنية للآلة الرّقمية وبرامجها"10.

هكذا إذن؛ برز في العالم العربي مجموعة من الباحثين والمفكّرين الذين أبدعوا في الكتابة الرّقمية والإلكترونية، نذكر منهم: محمد سناجلة في رواية "شات"، و"صقيع"، و"ظلال الواحد"، والعراقي عبّاس مشتاق في قصيدة "تباريح لسيرة بعضها أزرق"، والمصري أحمد خالد توفيق في "قصّة ربع مخيفة"، ومحمد أشويكة في "احتمالات"، والشّاعر محمد الفخراني في "سيرة بني زرياب"، والباحثة السّعودية رجاء الصّائغ في "رواية بنات الرّياض"، والسّورية ندى الدنا في "أحاديث الإنترنت"، والسّعودي عبد الرحمن ذيب في قصيدة "غرف الدّردشة"، والكويتية حياة الياقوت في قصّة "المسيخ إلكترونياً"، والمبدعة المغربية فاطمة بوزيان في قصّة "بريد إلكتروني"، والمصري أحمد فضل شبلول في قصيدة "ذاكرة الإنترنت"، والمغربي طه عدنان في ديوان "ولي فيها عناكب أخرى"، وعبد النّور إدريس في قصيدة "قصيدة شات".

هذا وقد أجمع الدّارسون على أنّ الأدب الرّقمي له مجموعة من المواصفات؛ أجملتها النّاقدة الإماراتية فاطمة البريكي فيما يلي11:
◅ أنّ الأدب الرّقمي يقدّم نصّاً مفتوحاً، بمعنى أنّ المبدع يلقي نصّه في أحد المواقع على شبكة الإنترنت ويترك للقرّاء حريّة إكمال النصّ أو تعديله أحياناً كما يشاؤون.
◅ أنّ الأدب الرّقمي يمنح المتلقّي فرصة الإحساس بأنّه مالك لكلّ ما يقدّم على الشّبكة فيعلي من شأنه، كما يمنحه فرصة الحوار الحيّ والمباشر من خلال المواقع ذاتها التي تقدّم النصّ الرّقمي مهما كان نوعه أو جنسه.
◅ لا يعترف الأدب الرّقمي بالمبدع الوحيد للنصّ، وهذا مترتّب على جعله جميع المتلقّين والمستخدمين للنصّ التّفاعلي مشاركين فيه، ومالكين لحقّ الإضافة والتّعديل في النصّ الأصلي.
◅ البدايات غير محدّدة في بعض نصوص الأدب الرّقمي؛ إذ يمكن للمتلقّي أن يختار نقطة البدء التي يرغب بأن يبدأ دخول عالم النصّ من خلالها، كما أنّ النّهايات غير موحّدة في معظم نصوص الأدب الرّقمي.
◅ في الأدب الرّقمي تتعدّد صوّر التفّاعل بسبب تعدّد الصّور التي يُقدّم بها النصّ الأدبي نفسه إلى المتلقّي/المستخدم.

من خلال ما سبق إذن، نخلص إلى أنّ أبرز ما يقوم عليه الأدب الرّقمي هو أنّه يتيح المشاركة الفعلية من خلال وسيطه الجديد، ولأنّ الأدب المبني على المشاركة هو الأكثر حظوة بين جمهور المتلقّين، فقد كان قبول الآخرين وتعايشهم مع هذا الأدب الرّقمي/التّفاعلي أمراً ضرورياً، بل ثقافياً لازماً للوعي، مع العلم أنّ المشاركة والتّفاعلية ليست حكراً على الأدب ذي الوسيط الإلكتروني، فهي موجودة في النّصوص الورقيّة أيضاً، لكنّ التّفاعلية في النصّ الورقي تختلف عن التّفاعلية في النصّ الرّقمي، فالورقي تكون فيه المشاركة مع المتلقّي محدودة وغير مستمرّة وضمن مستوى واحد، بينما تتّسع في الوسيط الرّقمي لتشمل ثلاث مستويات أخرى هي: الإبحار أي أن يبحر المتلقّي بفعالية في شبكة الإنترنت من خلال مسارات النّصية المتفرّعة، والكتابة أي أن يسمح للمتلقّي بالمشاركة في كتابة النصّ، والتّشكيل وهو أن يعمل المتلقّي على إعادة بناء النصّ في حدود معينة، فالصّوت والصّورة والإنشاد كلّها أمور تنتهي بمجرد انتهاء حالة التلقّي في الوسيط الورقي، ولا يبقى غير النصّ اللغوي، بينما في الأدب الرّقمي تبقى هذه الأمور كلّها حاضرة وإن طال الزّمن12.

وبالموازاة مع حركة الإبداع المتسارعة في الأدب الرّقمي كان لا بدّ من ظهور حركة نقدية لهذا الأدب، وهو ما أشّر عليه مجموعة من النّقاد من أمثال: حسام الخطيب في كتابه "الأدب والتّكنولوجيا وجسر النصّ المفرع"، وسعيد يقطين في كتابيه "من النصّ إلى النصّ المترابط"، و"النصّ المترابط ومستقبل الثقافة العربيّة: نحو كتابة عربيّة رقميّة"، وزهور كرام في كتابها "الأدب الرّقمي: أسئلة ثقافية وتأمّلات مفاهيمية"، وإبراهيم أحمد ملحم في كتابه "الرّقمية وتحولات الكتابة: النّظرية والتّطبيق"، ومحمد سناجلة في كتابه "رواية الواقعية الرّقمية: تنظير نقدي"، وإيمان يونس في كتابها "تأثير الإنترنت على أشكال الإبداع والتّلقي"، وعبد النّور إدريس في كتابه "الثّقافة الرّقمية من تجليات الفجوة الرّقمية إلى الأدبية"، ومحمّد مريني في كتابه "النصّ الرّقمي وإبدالات النّقل المعرفي، وفاطمة البريكي في كتابها "مدخل إلى الأدب التّفاعلي"، إلخ.

بقيّ أن نشير في ختام هذا المقال إلى أنّ المواصفات التي يجب أن تتوفّر في الناّقد المتعرّض للأدب الرّقمي تتّسع مساحتها لما يمتاز به النصّ الرّقمي/التّفاعلي من امتزاج وتعدّد الفنون؛ إذ لم يعد النصّ مجرّد متن لغوي مكتوب فقط، بل هو مزيج لعناصر حرفيّة وغير حرفيّة، إذ إنّ الإمكانات العالية التي يمتلكها الوسيط الإلكتروني يمكن أن تمنح المبدع مساحات واسعة من تشكيل النصّ بوحدات متنوعة، فيمكن إدخال الصّوت والصّورة والموسيقى والفنون الأخرى كعناصر بنائيّة رئيسة في النصّ الرّقمي حالها في ذلك حال الحروف، وهي أمور تبقى ملازمة للنصّ الرّقمي لا تفارقه، ولعل هذه المواصفات التي تميّز الأدب الرّقمي هي ما دعت النّقاد إلى أن يصرّحوا بعسر وصعوبة المهمّة النّقدية لهذا النّوع من الأدب؛ يقول عبد الله بن أحمد الفيفي: "تكمن الصّعوبة في التّعاطي نقدياً مع القصيدة الإلكترونية التّفاعلية في كيفية وصفها وتحليلها، ومن ثمّ إيصال القراءة النّقدية إلى القارئ، بما أنّ هذه القصيدة معتمدة على التّقنية، لأجل هذا فنحن بحاجة إلى قراءة نقديّة إلكترونيّة تفاعليّة تضاهي طبيعة القصيدة الإلكترونيّة التّفاعلية، وإلا كانت القراءة تقليديّة لنصّ غير تقليدي ولا مألوف، ولا مهيّأ لمعظم القرّاء، وسيتعذّر على القارئ متابعة ما نقدّم إليه، إلا في نطاق نخبوي ضيّق"13.

خلاصة القول إنّ الأدب الرّقمي/الّتفاعلي يقدّم معايير جماليّة جديدة وخصائص لم تكن متاحة من قبل في النصّ الورقي، كخاصّية تعدّد المبدع، والتّأليف الجماعي للنصّ الرّقمي، وتعدّد الرّوابط التي تؤدّي بدورها إلى تعدّد النّصوص حسب اختيارات المتلقّين، بعكس الأدب الورقي الذي تكون البداية فيه موحّدة والنّهايات محدودة، إضافة إلى صعوبة الحصول على الكتاب الورقي مقارنة بنظيره الرّقمي الذي يسهل حمله وتحميله من خلال الحاسوب، لذلك فمن الطبيعي أن يعرف هذا الأدب في المستقبل القريب انتشاراً واسعاص ورواجاً كبيراً في الأوساط الأدبية، وهذا لا يعني أنّ الصيّغ التّقليدية للإبداع الورقي مهدّدة بالزّوال؛ وإنّما هي قادرة على الصّمود والاستمرار من خلال تعايش الإبداعين معاً.

 


الهوامش:
1. فليب بوطز، ما الأدب الرقمي؟ ترجمة: محمد أسليم، مجلة علامات، العدد 35، 2011، جدة، ص: 103.
2. انظر: اتحاد الأدباء في كربلاء، القصيدة التفاعلية الرقمية وإشكالية التجديد في الشعر العربي، سلسلة تباريح، مطبعة الزوراء، العراق، الطبعة الأولى، 2009، ص: 10.
3. فاطمة البريكي، مدخل إلى الأدب التفاعلي، المركز الثقافي العربي، المغرب، الطبعة الأولى، 2006، ص: 77.
4. Espen Aarseth ; Cybertext: Perspectives on Ergodic Literature ; The Johns Hopkins University Press ; 1997.

5. انظر: فليب بوطز، ما الأدب الرقمي؟ ص: 108-109.
6. انظر: زهور كرام، الأدب الرقمي حقيقة أدبية تميز العصر التكنولوجي، صحيفة القدس العربي، لندن، العدد 6438، بتاريخ: 19 شباط 2010، ص: 10.
7. جميل حمداوي، الأدب الرقمي بين النظرية والتطبيق، شبكة الألوكة للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2016، ص: 15.
8. زهور كرام، الأدب الرقمي حقيقة أدبية تميز العصر التكنولوجي، ص: 10.
9. السيد عبد العزيز علي النجم، النشر الإلكتروني والإبداع الرقمي، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، الطبعة الأولى، 2010، ص: 78.
10. انظر: اتحاد الأدباء في كربلاء، القصيدة التفاعلية الرقمية وإشكالية التجديد في الشعر العربي، سلسلة تباريح، مطبعة الزوراء، العراق، الطبعة الأولى، 2009، ص: 88
11. انظر: فاطمة البريكي، الكتابة والتكنولوجيا، المركز الثقافي العربي، المغرب، الطبعة الأولى، 2008، ص: 124-125.
12. عبد الرحمن غركان، القصيدة التفاعلية في الشعرية العربية، دار الينابيع للطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2010، ص: 18-19.
13. عبد الله بن أحمد الفيفي، شعر التفعيلات وقضايا أخرى، دار الفراهيدي للطباعة والنشر، بغداد، الطبعة الأولى، 2011، ص: 103.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها