الشعر والخطابة والترسل والأمثال السائرة والحكم، هي فنون القول التي برع فيها الأعراب وعلا شأنهم بها على سائر الأمم، إن بيئتهم الصحراوية التي نشأوا فيها جعلت أذهانهم تصفو وقرائحهم تتقد وألسنتهم تسلم من عيوب اللحن، فأبدعوا أشعاراً تغنَوا بها للتخفيف عن معاناتهم في بيئة قست عليهم بمناخها وجدبها، وخطباً محكمة بليغة ألهبت حماسهم في الحرب، وأمثالاً سائرة رددوها في مقامهم وترحالهم؛ كل هذا الإنتاج الفكري والأدبي والفني الذي بلغ الغاية في الجمال والإبداع ما زال يلهم المبدعين شعراء وكتاباً ومترسلين في المعاني والخيال والصور، فصاغوا من نماذجه معانٍ رصينة وأقوالا محكمة وصوراً بديعة، شعوراً منهم بأن الفن الأصيل لا ينطفئ بريق جماله، ولا تبلى معانيه وصوره ولو طال عليها الزمن.
إن الفنون والصيغ والتعابير والصور الفنية التي أنتجها العرب القدماء جاءت مليئة بالتصوير الواقعي لمجتمعهم بمعان صادقة ومشاعر جياشة وأحاسيس مرهفة، فعبَروا بصدق عن ظروفهم النفسية وأوضاعهم المعيشية، وعشقهم للطبيعة التي نشأوا فيها بصحرائها الممتدة وليلها الهادئ، وبحيواناتها التي أعانتهم على العيش فيها وبخاصة الجمل أنيس الصحراء ورفيق البدوي، كما أبرزوا في تلك الصيغ والتعابير ما سعوا لتحقيقه من فضائل ومثل عليا، جسَدوا فيهما مشاعرهم نحو المرأة والقبيلة وظروف الحرب والسلم، فكانت فنون البلاغة التي برعوا فيها تجسَد كل تلك المعاني بطريقة تستريح معها النفوس المتعبة، ولاسيما التشبيه والاستعارة والمجاز والكناية. هذه الفنون وغيرها هي التي فتحت المجال للعلماء في عصر التدوين لاستقصائها، وفهم دلالتها ومقاصدها وبيان أسرار جمالها، فوضعوا تلك الفنون في أبواب وفصول لينشأ علم قائم بذاته هو "علوم البلاغة".
لقد بدأ البحث في هذا العلم عند العلماء الرواة الذين جمعوا الشعر وشرحوه، ووضعوا الدواوين وأرسوا قواعد اللغة العربية وصرفها، مثل أبي عبيدة وأبي عمرو بن العلاء المازني والأصمعي، والمفضل الضبي ويونس بن حبيب، ثم جاء بعدهم أعلام آخرون كان لهم أثر كبير في تأسيس علم البلاغة بما أضافوا ووثَقوا وبيَنوا، أمثال ابن سلام الجمحي، والجاحظ وابن قتيبة، وابن المعتز وقدامة بن جعفر. هؤلاء العلماء ومن سبقهم وجدوا ذخيرة من الإنتاج الفني والأدبي في تراث العرب، وبخاصة الشعر الجاهلي والإسلامي، وخطب الأعراب البلغاء الفصحاء، والقرآن الكريم الذي جاء بلغة أولئك الأعراب لكنه فاقهم في بيانه وسلامة لغته، وكذا أحاديث الرسول عليه السلام، الذي بلغ في الفصاحة والبيان ما لم يبلغه أحد من قبل ومن بعد. هذا هو المعين الذي استنبط منه العلماء أصول البلاغة العربية في معانيها وصورها. وهذه الجهود في الدرس البلاغي ستعرف توسعاً وتطوراً كبيرين عند المتأخرين الذين سيضعون نظريات في البلاغة العربية تحدد السمات الكبرى فيها، مثل الطبع والصنعة، والسهولة والتكلف، والوضوح والغموض، والمصطلحات الدّالة على كل فن، ونجد ذلك عند الآمدي والقاضي الجرجاني، والخفاجي وعبد القاهر الجرجاني، بل من المتأخرين من بحث في هذا العلم باستقصاء ما جاء من نظريات فلسفية ومنطقية، وبخاصة عند أرسطو؛ هذا التراكم المعرفي فتح الباب لعلماء كثيرين للمقارنة بين البيان العربي والبيان الإغريقي، ولمعرفة القواعد العلمية التي ترسي أسس البلاغة العربية بمنهج منطقي واستدلال عقلي.
✧ أين تجلت المقاييس الجمالية في البلاغة العربية؟ ✧
استنبط العلماء فنون البلاغة العربية وقواعدها من تراكيب اللغة العربية شعراً ونثراً، وكان الشعر القديم الجاهلي والإسلامي وكلام الأعراب البلغاء الفصحاء، بالإضافة إلى كتاب الله، وأحاديث رسوله عليه السلام هي المصدر الأول الذي قامت عليه أبحاث البلاغة العربية، وعلوم اللغة العربية من نحو وصرف وغيرهما، ولذلك عدّت تلك النماذج الصورة الكاملة التي يعرف بها البيان العربي، وكل من أراد أن يبرَز في البيان ويعلو شأنه في الفصاحة والبلاغة؛ فإنه ينبغي أن يحتك بذاك التراث تركيباً ومعنىً وأسلوباً ونظماً، وهذا لا يعني الدعوة إلى الجمود والوقوف عند ما أبدعه القدماء؛ وإنما لكون تلك النماذج بلغت الدرجة العالية في الفصاحة وسلامة التراكيب، ودقة المعاني وجمال الصور الفنية، وخلو معظم نماذجها من التكلف والتمحل والتصنع، فهي نتاج من نشأ وترعرع في بيئة البيان وسلامة اللسان من اللحن والهجنة، فالأعراب كانوا أصحاب ذوق وسليقة وطبع وملكة لغوية وبيانية، وما جاء في إبداعهم الشعري والنثري من هنات فهو قليل جداً، مقارنة بما ظهر عند المحدثين الذين لم ينشأوا في تلك البيئة الصحراوية.
قال السكاكي في بيان من نشأ في بيئة الفصاحة ومن كان دخيلاً عليها: "وقبل أن نمنح هذه الفنون حقها في الذكر ننبهك على أصل لتكون على ذكر منه، وهو أن ليس من الواجب في صناعة، وإن كان المرجع في أصولها وتفاريعها إلى مجرد العقل، أن يكون الدخيل فيها كالناشئ عليها، في استفادة الذوق منها"1.
إن تحديد قياس الجمال في البلاغة العربية يبدأ من فهم كلام الأعراب من ألفاظها المفردة والمركبة، وما صاحبهما من براعة في التقديم والتأخير والحذف والذكر حتى يسلم الكلام من كل ما يعيبه، فاللفظة المفردة يطلب أن تكون متداولة بالعرف والاستعمال، غير غريبة أو وحشية أو متنافرة مع ما قبلها وما بعدها، وأن تتسم بسهولة المخرج، وعذوبة النطق، عليها طلاوة وحسن ورونق، تستريح لها الأذن، وتطمئن لها النفس، وكان البلاغيون إذا مدحوا شعراً أو نثراً أشاروا إلى هذه السمات التي تعد ضرورية في الكلام الفصيح. قال ابن سلام الجمحي حينما ذكر شعر النابغة الذبياني: "كان أحسنهم ديباجة شعر، وأكثرهم رونق كلام، وأجزلهم بيتاً، كأن شعره كلام ليس فيه تكلف"2.
هذه النظرية ذكرها البلاغيون المتأخرون بمصطلحات أخرى كالتناسب والاستواء، ولطف الانتقال من جهة لأخرى، قال حازم القرطاجني: "ولمَا كان الأسلوب في المعاني بإزاء النظم في الألفاظ، وجب أن يلاحظ فيه من حسن الاطراد والتناسب والتلطَف في الانتقال من جهة إلى أخرى، والصيرورة من مقصد إلى مقصد ما يلاحظ في النظم من حسن الاطراد من بعض العبارات إلى بعض، ومراعاة المناسبة ولطف النقلة"3.
وقد ذمَوا كل ما جاء بغير تلك السمات الجمالية ولو كان في شعر الفحول، فقول الفرزدق:
وما مثله في الناس إلا مملَكا ... أبو أمه حي أبوه يقاربه
خرج فيه عن السمات المطلوبة، وهي التناسب والانتقال باللفظ من جهة لأخرى قصد سلامة المعنى وترتيب المعنى، وفق ما جاء من تقديم وتأخير في البيت، فلو قال، كما ذكر المبرد "وكان يكون إذا وضع الكلام في موضعه أن يقول: وما مثله في الناس حيّ يقاربه إلا مملَكا، أبو أمَ هذا المملك أبو هذا الممدوح؛ فدلَ على أنه خاله"4.
إن شرط توفر الحسن والجمال في الكلام البليغ هو وجود الاستواء والتناسق في لفظه وتركيبه، وهذا لا يصدر إلا عن أصحاب الطبع الذين لا يجد التكلف والتصنع سبيلاً إلى إنتاجهم، فلو قرأنا هذه الأبيات التي أعجب بها كل البلاغيين، وهي للشاعر يزيد بن الطثرية:
ولمّا قضينا من منى كل حاجة ... ومسّح بالأركان من هو ماسح
وشدّت على دهم المهارى رحالنا ... ولم ينظر الغادي الذي هو رائح
أخذنا بأطراف الأحاديث بيننا ... وسالت بأعناق المطيّ الباطح
لشعرنا بالارتياح النفسي والذهني، والإقبال على قراءتها مرّات عديدة؛ لأنها حوت كل المحاسن في تناسق ألفاظها وسهولة مخارجها ووضوح معناها، ولذلك قال عبد القاهر الجرجاني، وهو صاحب الذوق الرفيع "كأنها الماء جرياناً، والهواء لطفاً والرياض حسناً، وكأنها الرحيق مزاجها التنسيم"5.
فحسن الكلام لفظاً وأسلوباً، وصوراً فنية لا يخفى على من له ذوق رفيع وطبع سليم وتمرَس بكلام الأعراب، وإذا أردنا الزيادة في بيان الفرق بين ما استوى جماله، وبين ما ظهر قبحه وعيبه فلننظر في هذا البيت الذي ذمّه كل البلاغيين:
وقبر حرب بمكان قفر... وليس قرب قبر حرب قبر
فهو عسير القراءة لانعدام كل خصائص الجمال التي أشار إليها البلاغيون.
فهذه النماذج وما جاء على منوالها، هي التي حدّد بها البلاغيون مقاييس الجمال والقبح في البيان العربي من أجل أن يجد الناشئ ما يعينه على التبريز في هذه الصناعة، ولذلك طلبوا من كل من يقبل على هذا العلم أن يكون غزير المعرفة بتراث العرب الشعري والنثري، وكذا كتاب الله الذي جاء آية في البيان والفصاحة، وأحاديث رسوله عليه السلام الذي أوتي جوامع الكلم.
والباحثون في الأساليب وألوان الخطاب، وطرق التواصل اللغوي في العصور الحديثة لم يخرجوا عن هذه القواعد، وهو وجوب التعلم من الأصول التي بلغت الدرجة العالية في البيان.
✧ المقاييس الإبداعية في البلاغة العربية ✧
خاصية الإبداع في كل مجال سواء كان فنيَاً أو علمياً، تتمثل في القدرة على الجودة والإصابة في الأغراض والمعاني والصور التي يحاول المبدع إبرازها للمتلقي، وفي الشعر والخطب والترسل، وهي مجال الفنون يحرص النقاد والبلاغيون عن كشف ما فيها من خصائص التميز بين كل مبدع، وهذا التميز يبدو في الوسائل التي يستعين بها الشاعر، وغير الشاعر من أجل تحسين المعنى، فقد يتناول شاعر معنى عن طريق التشبيه، أو الاستعارة أو الكناية لكنه يعجز عما بلغ غيره في المعنى نفسه، وفي الصورة الفنية ذاتها؛ ومن هنا يبدأ عمل البلاغي والناقد لإظهار مهارة كل واحد منهما. وهذا هو السبب الذي جعل النقاد يفضلون امرأ القيس على سائر الشعراء في غرض التشبيه، وفي الوصف والإبداع في المعاني، قال ابن سلام: "... وشبّه النساء بالظباء والبيض، وشبه الخيل بالعقبان والعصيّ وقيّد الأوابد، وأجاد في التشبيه، وفصل بين النسيب وبين المعنى"6.
فالتفضيل جاء في كون الشاعر سبق الشعراء إلى أغراض وصور فنية والإجادة فيها، وبذلك سنّ لهم طريقاً ينهجونه إذا أرادوا البراعة في هذا الفن.
وقد تجد البلاغيين يشيرون إلى تفرد الشاعر في معنى مَا بحيث لا يستطيع آخر الإتيان بمثله، قالوا ذلك في قول عنترة:
وخلا الذُّباب بها فليس ببارحٍ ... غرداً كفعْلِ الشَّارب المُترنِّم
هَزِجاً يَحُكُّ ذِرَاعَه بِذراعِهِ ... فعْلَ المُكِبَّ عَلَى الزِّنَاد الأجْذَمِ
هذا التشبيه البديع تفرّد به عنترة من بين القدماء، ولم يستطع شاعر آخر أن يبدع مثله، ولذلك قال الجاحظ: "نظرنا في الشعر القديم والمحدث فوجدنا المعاني تقلب، ويؤخذ بعضها من بعض غير قول عنترة في الأوائل".
هذه شهادة من بلاغي وناقد بصير بمعاني الشعر وصوره الفنية، ولذلك اعتبروا هذا المعنى من المعاني العقم التي لا تولَد، وإذا حاول شاعر أن يأتي بمثله فإنه لا محالة يعجز ولو كان من الفحول، وهذا حازم وما أدراك من هو حازم في الشعر والنقد والبلاغة، حاول أن يبدع مثل هذا التشبيه، وهو يصف الذباب في حديقة غنّاء في قوله:
تباغمت فيه الظباء وانتجى ... ذبابه الحوليّ أخفى منتجى
ألقى ذراعاً فوق أخرى وحكى ... تكلَف الأجذم في قدح السّنا
ولكنه لم يستطع أن يبلغ ما بلغ عنترة في دقة الصورة من جميع جوانبها، ولذلك قال الشريف السبتي شارح مقصورته: "وقد تعرّض الناظم هنا لتشبيه عنترة –وإن قاربه– فقصّر عنه التقصير البيّن، وأخلّ بذكر الإكباب والحك، ولهما في هذا التشبيه موقع بديع، مع التكلف البادي على قوله: تكلف الأجذم في قدح السنا".
فالإبداع في الفنون البلاغية بالدرجة التي ينال فيها الشاعر كل الاستحسان ليس هيّناً، بل يحتاج إلى دربة ومهارة وتمعن في معاني المتقدمين. ومثل ما رأينا في الإبداع في فن التشبيه نجد ذلك في فنون أخرى، مثل الاستعارة التي هي آية في البيان من أحسن فيها حاز قصب السبق، وقد تعرّض لهذا الفن كثير من الشعراء لإظهار البراعة في المعاني؛ لأن الاستعارة تمنح الشاعر فسحة واسعة للتعبير عن أفكاره ومشاعره، ولذلك قال عبد القاهر الجرجاني "تعطيك الكثير من المعاني باليسير من اللفظ، حتى تخرج من الصدفة الواحدة عدّة من الدّرر، وتجني من الغصن الواحد أنواعاً من الثمر"7.
ومن هنا لا يحسن في هذا الضرب من البيان إلا من أسلم نفسه للطبع، وتجنّب التكلف وتمرّس بكلام العرب البليغ الفصيح، فهذا الشاعر زهير يأتي بمثل هذه الاستعارة:
ليث بعثر يصطاد الرجال إذا ... ما الليث كذب عن أقرانه صدقا8.
فلا تشعر أنه قد تكلف لإخراج المعنى بهذه الاستعارة البديعة. وأما من يتعمل ويتصنع فلا ريب أنه يفسد المعنى ويعرض نفسه للنقد، ولو كان فحلاً من فحول الشعراء مثل استعارة بشار:
وجذّت رقاب الوصل أسياف هجرها ... وقدّت لرجل البين نعلين من خدّي
فما أقبح هذه الاستعارة التي أراد الشاعر تحسين المعنى بها باستعمال الرقاب والرجل! هذا القبح جعل ابن رشيق القيرواني يذمها ويستهجنها إلى الحد الذي تشعر أنه لا يطيق سماعها، فقال: "فما أهجن رجل البين وأقبح استعارتها، ولو كانت الفصاحة بأسرها فيها، وكذلك رقاب الوصل"9.
فشروط الإبداع في البلاغة تتطلب بالإضافة إلى الثقافة الواسعة في البيان العربي عوامل أخرى ذاتية، ولعل في مقدمتها الطبع والسهولة، والإحساس المفرط بالأشياء المحيطة بالمبدع، مع التمرّس والدربة الدائمين بما ورد من جيد هذا الفن عند المتقدمين.
هكذا أرسى النقاد والبلاغيون قواعد فنون البلاغة العربية لتصبح علماً وفناً يستخلص منهما جماليات اللغة العربية، التي اعتزَ بها الأعراب، واتخذها القرآن الكريم لغة لتبليغ الرسالة الخاتمة فزادها جمالا وبهاء فيما شرَع وما نهى عنه وما أمر به.
وتجد مثل هذا الحشو لكي يجنب الشاعر نفسه التقصير في المعنى في قول طرفة:
فسقى ديارك - غير مفسدها ... صوب الربيع وديمة تهمي
فقد وقف البلاغيون عند قوله "غير مفسدها" وهي حشو، لكنها جاءت في غاية الإبداع؛ لأن المطر لو دام زمناً طويلاً يصبح ضرراً.
هذا الإحسان الذي أشار إليه البلاغيون في القرآن الكريم والشعر القديم، سنجده يفتر ويقل بريقه في شعر ونثر عصر الانحطاط عند الذين أولعوا بما سمَوه "البديعيات"، حيث صار كل بيت عندهم لا يكاد يخلو من طباق أو تجنيس، أو تورية أو كناية حتى أفسدوا الشعر، ولم تعد فيه تلك البلاغة التي تميل إليها النفوس، وترتاح معها الأسماع وتهفو إليها القلوب.
الإحالات: 1. مفتاح العلوم : 169. | 2. طبقات فحول الشعراء : 1 / 56. | 3. منهاج البلغاء : 364. | 4. الكامل 1 / 28. | 5. أسرار البلاغة : 15 – 16. | 6. طبقات فحول الشعراء 1 / 55. | 7. أسرار البلاغة : 33. | 8. ديوانه : 86. | 9. العمدة 1 / 462.