من سمات النقد الأدبي في العصر الجاهلي

د. جلال مصطفاوي

لقد أجمع السواد الأعظم، من مؤرخي الأدب العربي، على أنّ المراد بالشعر الجاهلي، هو جملة الأشعار التي قيلت في تلك الحقبة التاريخية، التي عاشها العرب قبل ظهور الإسلام بقرنين، على أكثر تقدير. يقول الجاحظ: "وأمّا الشعر، فحديث الميلاد، صغير السن، أول من نهج سبيله، وسهل الطريق إليه: امرؤ القيس بن حُجْر، ومهلهل بن ربيعة... فإذا استظهرنا الشعر، وجدنا له -إلى أن جاء الله بالإسلام- خمسين ومائة عام، وإذا استظهرنا بغاية الاستظهار، فمائتي عام"1.
 

ولم يصلنا من هذه الحقبة، إلا تلك القصائد، في صورتها الناضجة فنياً، وهي غيض من فيض، بالقياس إلى الأشعار التي لم تصلنا. قال أبو عمرو بن العلاء: "ما انتهى إليكم، مما قالت العرب، إلا أقلّه، ولو جاءكم وافراً، لجاءكم علم وشعر كثير"2.

فضياع معظم الشعر، في هذه الحقبة، ووصول بعضه إلينا في صورة قصائد مكتملة البناء، يضفي نوعاً من الغموض على المراحل المبكرة التي مرّ بها الشعر الجاهلي، ويبقيها في طي المجهول، بحيث إنّ كل ما يذهب إليه الباحثون، بصدد نشأة الشعر، ومحاولة تحديد أوليته، يبقى مجرّد اجتهاد شخصي، لا يرقى إلى مستوى القطع والجزم.

من هنا؛ فإنّ موضوع البحوث الأدبية والنقدية، إنّما هو المادة التي في حوزتنا من آثار أدبية، وبخاصة النتاج الشعري ".. وإذا كان الناقد الأول، قد ظهر إلى الوجود، بعد الشاعر الأول، وإذا كانت أوليات الشعر العربي، غير معروفة لنا؛ فإنّ أوليات النقد الأدبي، تبعاً لذلك، قد غابت عنا"3.

وحتى ما بلغنا منها، مواكباً شعر هذه الحقبة، لا يصدق عليه مصطلح النقد بالمفهوم الدقيق، أي: بوصفه لوناً أدبياً، له ضوابطه، وقوانينه الخاصة في تقدير الآثار الأدبية وبيان قيمتها ودرجتها، انطلاقاً من تفسيرها وتحليلها وموازنتها بغيرها.

ولما كان هذا النوع من النقد، يفتقر إلى قواعد فنية يبنى عليها، وذوق منظم يحتكم إليه، فكل ما يمكن أن يقال فيه هو أنه مجرد تفاعل عفوي مع النص الشعري ليس إلا... لذلك يتحرز كثير من الباحثين -توخياً منهم للدقة- أن يخلعوا عليه صفة النقد إلا تجوزاً، اقتناعاً منهم بأنه مجرد "ملاحظات على الشعر والشعراء، قوامها الذوق الطبيعي الساذج"4، أو "ذوق نقدي غير مسبب يقف عند الجزئيات ويقفز إلى تعميمات خاطئة، تجعل من شاعر أشعر الناس لبيت قاله"5.

بعد هذا العرض الوجيز، يمكن إجمال طبيعة النقد الأدبي، في العصر الجاهلي، في الآتي:

1 هيمنة الذوق الفطري

الذوق، في أصل الوضع اللغوي، هو تعرف الطعم، وهو عبارة عن "قوة مرتبة في العصبة البسيطة على السطح الظاهر من اللسان، من شأنها إدراك ما يرد عليه من خارج الكيفيات الملموسة، وهي: الحرارة والبرودة واليبوسة"6.

وقد يتّسع معناه، فيطلق مجازاً، على كل تجربة في الحياة، كقول المتنبي:
إِذَا مَا النَّاسُ جَرّبَهُمْ لَبِيبٌ ... فَإِنّي قَدْ أَكَلْتُهُمُ، وَذَاقَا7.

أمّا من حيث الاصطلاح، فيراد به القدرة على الحكم على شيء ما، حكماً صائباً، لإظهار محاسنه ولطائفه الخفية على الإنسان العادي، ويكون هذا الشيء -في الغالب الأعم- عملاً فنياً، فيقوّم من وجهة نظر جمالية محض"8.

يقول أناتول فرانس (Anatole France)، في هذا الصدد، "إنّ اللذة التي يعطيها الأثر، هي المقياس الوحيد لقيمته"9. تركز هذه المقولة على المتعة الجمالية للعمل الفني، وتعدّها جوهريّة لتجارب القارئ وفق ذوقه الفطري الخاص، وحسه المرهف بالجمال، وذوقه الفني الأصيل. فعلى قدر عمق إحساسه به، تكون قوة نقده، فلا قيمة لإلمامه بالقواعد وتعريفات الجمال، والأسس الذهنية العامة، إذ القيمة، كل القيمة لرهف المزاج الفني واستحسان المتلقي يقول الجاحظ: "... ولكن اعرضه (يعني الأدب) على العلماء في عرض رسائل، أو أشعار، أو خطب، فإن رأيت الأسماع تصغي إليه، والعيون تحدج إليه، ورأيت من يطلبه ويستحسنه، فانتحله"10.

ومفهوم الذوق عند ابن خلدون، لا يختلف كثيراً، عن هذا المفهوم، إذ هو عنده: "حصول ملكة البلاغة للسان"11 وهذه الملكة، بنظر ابن خلدون، إنما تحصل بممارسة كلام العرب، وتكريره على السمع، والتفطن لخواص تركيبه، وليست تحصل بمعرفة القوانين العلمية في ذلك، التي استنبطها أهل علم اللسان، فإنّ هذه القوانين، إنما تفيد علماً بذلك اللسان، ولا تفيد حصول الملكة بالفعل في محلها12.

فالناقد في الجاهلية، لا شأن له بالضوابط والقوانين العلمية، التي تبرر ما يصدره من أحكام نقدية؛ وإنما عمدة الأحكام النقدية عنده، هي الإحساس القائم على الذوق الفطري الذي يتيح له أن يميز بين جيد الشعر ورديئه فيأتي حكمه النقدي في غاية النضج الفني "فالحكم مرتبط بهذا الإحساس قوةً وضعفاً، والعربي يحس أثر الشعر إحساساً فطرياً لا تعقيد فيه، ويتذوقه جبلّةً وطبعاً، وعماده في الحكم على ذوقه وسليقته، فهما اللذان يهديانه إلى الجيد من فنون القول، وإلى المبرّز من الشعراء"13.

فمن الطبيعي إذن، أن تكون الأحكام التي يصدرها الناقد، انعكاساً لروحه البدوية الساذجة، بحيث لا تعدو أن تكون إحساساً خالصاً، ولم تستطع أن تصبح معرفة تصح لدى الغير، بفضل ما تستند إليه من تعليل14.

2 غياب المنهج الواضح

لم يكلف الناقد، في الجاهلية وصدر الإسلام، نفسه عناء التقيّد بمنهج واضح لسبب بسيط، هو أنّ فكرة المنهج نفسها لم تكن موجودة أصلاً، والروح العلمية، بما تتطلبه من شروط الفكر التحليلي، والاستقصاء في البحث، كانت غير موجودة في حياته.

3 الذريّة

والمقصود بها هنا، نزوع الناقد إلى تجزئة القضية، موضع النقد، ذرّة ذرّة، واكتفاؤه بالوقوف عند الجزئيات لا يعدوها، فيرسل أحكاماً جزئيةً، تعوزها النظرة الشمولية إلى الأشياء، ويغلب عليها طابع التعميم في الحكم، ومن ثم "يجعل من شاعر أشعر الناس، لبيت أو أبيات، أو قصيدة واحدة قالها"15.

وقد كثرت هذه النماذج، من العبارات الناطقة بالحكم النقدي على ألسنة النقاد، في هذا العصر، حين يعجب الناقد منهم بالشعر، ويتأثر تأثراً آنياً بحسنه وجماله، ودقة معانيه. من ذلك قول النابغة لقيس بن الخطيم، حين أنشده قوله:
أَتَعْرِفُ رَسْمًا كَاِطِّرَادِ المَذَاهِبِ ... لِعَمْرَةَ وَحْشًا غَيْرَ مَوْقِفِ رَاكِبِ؟

"أنت أشعر الناس، يا بن أخي". وقيل إنّ النابغة، ما إن سمع الشطر الأول من القصيدة، [أَتَعْرِفُ رَسْماً كَاِطِّرَادِ المَذَاهِبِ]، حتى قال له: "أنت أشعر الناس"16. وقوله للخنساء: "لولا أنّ أبا بصير [يعني الأعشى] أنشدني آنفاً، لقلت إنّك أشعر الجنّ والإنس"، وذلك حين أنشدته قولها:
وَإِنَّ صَخْراً لَتَأْتَمُّ الهُدَاةُ بِهِ ... كَأَنَّهُ عَلَمٌ فِي رَاْسِهِ نَارُ17

وقد لاحظ بعض المستشرقين، وعلى رأسهم جِبْ (Gibb) أنّ العرب لا ينظرون إلى الأشياء، نظرة عامة شاملة، بحكم تكوينهم الفكري18.

مما يعني أنّ الذرية صفة ملازمة لطبيعة تفكيرهم النقدي. إلا أنّ هذا الرأي -بقصد أو بغير قصد- يشتمّ منه نوع من التعصب العرقي الضيق.

لذلك لا يسلم به المستشرقون المنصفون، وكثير من المفكرين العرب.

فقد أشار مالك بن نبي، في ردّه على المستشرق الإنجليزي، المذكور آنفاً، بقوله:
"فأنا لا أعتقد أنّ صفة الذرية -تلك اللازمة من لوازم العقل العاجز عن التعميم- خاصة فطرية، من خواص الفكر العربي، على ما أكّده الإنجليزي المحترم، بل هي طراز من طراز العقل الإنساني بعامة، عندما يقصر عن بلوغ درجة معينة من التطور والنضج"19.

4 الانطباعية

تعدّ الانطباعية من أكثر الكلمات تداولاً في الكتابات والمناقشات النقدية، ومع ذلك فتحديدها ليس بنار إبراهيم. لكن، لنقل: إنّ كلمة [انطباعية]، تعني في صورتها المبسطة، ذلك التواصل المباشر بين الشاعر والمتلقي، وما يتولد في نفس المتلقي -نتيجة هذا التواصل- من جمالية أو انفعالات عاطفية20.

ولا حاجة بنا إلى القول بأنّ محور الانطباعية، في العصر الجاهلي، هو ذات المتلقي أو ذات الناقد، الذي يعتمد الذوق الجمالي، أساساً لتحديد التأثر والانطباع الذي يتركه في نفسه هذا البيت، أو تلك القصيدة.

من ذلك، على سبيل المثال، ما روي من "أنّ النابغة الذبياني، نظر إلى لبيد بن ربيعة، وهو صبي مع أعمامه، على باب النعمان بن المنذر، وسأل عنه، فنسب له، فقال: يا غلام، إنّ عينيك لعينا شاعر، أفتقرض من الشعر شيئاً؟ فقال: نعم، يا عم. قال: فأنشدني شيئاً مما قلته، فأنشده قوله: [أَلَمْ تُلْمِمْ عَلَى الدِّمَنِ الخَوَالِي]، فقال له: يا غلام، أنت أشعر بني عامر. زدني يا بنيّ، فأنشده: [طَلَلٌ لِخَوْلَةَ بِالرُّسَيْنِ قَدِيمُ]، فضرب بيديه على جنبيه، وقال: اذهب، فأنت أشعر قيس كلّها21.

5 الآنية:

فالنابغة يجعل من لبيد أشعر بني عامر على الإطلاق، نتيجة تأثره بالقصيدة الأولى، التي أنشده إياها، ويبلغ تأثره أوجه لدى سماعه القصيدة الثانية، فيجعله أشعر قيس كلها.

قد يعجب الناقد بما يسمع من شعر، فينساق وراء عفو خاطره، للتعبير عن إعجابه، بإرسال أحكام عامة مطلقة هي تعبير عن "افتتان آنيّ بالشعر: افتتان يستبدّ بالنفس، في اللحظة التي هي فيها"22. لذلك، من السهل أن نلاحظ أنّ هنات هذه الأحكام النقدية، تطفو على السطح بمجرد انتهاء لحظة التأثر.

6 غياب التعليل المفصل

الغرض من التعليل إيضاح الأحكام النقدية، وتبرير نتائجها، وذكر الأسباب التي تبيح هذه الأحكام، وتسوغها فنياً، ومنطقياً، وأخلاقياً حتى.. وهو سمة من سمات العقل البشري، حين يبلغ في تطوره مستوىً معيناً من الرقي الحضاري، والنضج الفكري. لذلك يعتقد بعض الباحثين أنّ التعليل شرط لازم للناقد إذا ما أراد أن تكون أحكامه النقدية مقنعة "... وإنّني على عقيدة راسخة بأنّه لا نقد، إلاّ إن كان الناقد على استعداد لتعليل رأيه. فإن قال: هذا حسن، وذلك رديء، كانت عليه البينة، فلماذا كان الحسن حسناً، والرديء رديئاً"23؟ فهذا الرأي -على وجاهته- ليس من الضروري التسليم به على علاته؛ لأنه، وإن صدق على الناقد الذي قُدّر له أن يعيش في بيئة، لها حظّ وافر من مظاهر التقدم الأدبي والعلمي؛ فإنّه لا يصدق على عرب الجاهلية مثلاً؛ لأنهم -بتعبير ابن خلدون- "أعرق في البدو، وأبعد عن العمران الحضري، وما يدعو إليه من الصنائع وغيرها"24. فهم ما زالوا يعيشون في طور يتصف بالبساطة، في جميع مناحي حياتهم، فمن الطبيعي أن تكون ملاحظاتهم النقدية" مبنية على الذوق والفطرة، التي تتأثر بما تسمع من قول، فتصدر الحكم عليه غير معلل، أو غير مشفوع بحيثياته"25.

من ذلك، ما يروى من أنّ علقمة بن عبدة أنشد عمرو بن الحارث الغساني قصيدته التي مطلعها:
طَحَا بِك قَلْبٌ فِي الحِسَانِ طَرُوبُ ... بُعَيْدَ الشَّبَابِ عَصْرَ حَانَ مَشِيبُ

وأنشده النابغة قصيدته التي مطلعها:
كِلِيني لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِب ... وَلَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِيءِ الكَوَاكِبِ

وأنشده حسان قصيدته التي مطلعها:
أَسَأَلْتَ رَسْمَ الدَّارِ أَمْ لَمْ تَسْأَلِ ... بَيْنَ الجَوَابِي فَالبُضَيْعِ فَحَوْمَلِ

ففضل حساناً عليهما، ودعا قصيدته (البتارة)؛ لأنها بترت غيرها من القصائد26.

فعمرو بن الحارث هنا، هو مثال الناقد المتخصص، المشهود له بسلامة الذوق، وسداد الأحكام النقدية، فبتقليله من شأن قصيدتي علقمة والنابغة، بالقياس إلى قصيدة حسان، يكون قد جسّد حسّه بالجمال تجاه قصيدة حسان.

7 الإيجاز

غالباً ما تكون الأحكام النقدية، في العصر الجاهلي، في غاية الإيجاز. كملاحظة طرفة بن العبد، عندما سمع قول المتلمس، أو المسيب بن علس، في وصف جمل:

وَإِنِّي لَأُمْضِي الهَمَّ عِنْدَ اِحْتِضَارِهِ ... بِنَاجٍ عَلَيْهِ الصَّيْعَرِيَّةُ مِكْدَمِ

فعلّق عليه بقولته المشهورة، التي جرت مجرى المثل: "استنوق الجمل"27. وهي، كما نرى، لا تزيد على جملة واحدة.

وقد يكون الحكم النقدي واقعاً في جملتين موجزتين أو أكثر، كانتقاد النابغة بيتي حسان، حين أنشده قوله، مفتخراً:
لَنَا الجَفنَاتُ الغُرُّ يَلْمَعنَ بِالضُّحَى ... وَأَسْيَافُنَا يَقْطُرْنَ مِنْ نَجْدَةٍ دَمًا
وَلَدْنَا بَنِي العَنْقَاءِ وَابْنَيْ مُحَرِّقٍ ... فَأَكْرِمْ بِنَا خَالاً وَأَكْرِمْ بِنَا اِبْنَما

فقال له النابغة: أنت شاعر، ولكنك أقللت جفانك وأسيافك، وفخرت بمن ولدت، ولم تفتخر بمن ولدك28.

وكاحتكام علقمة بن عبدة وامرئ القيس إلى امرأته أم جندب، في أيّهما أشعر، فقالت: قُولَا شعراً تصفان فيه الخيل، على رويّ واحد، وقافية واحدة. فقال امرؤ القيس:
خَلِيلَيَّ مُرَّا بِي عَلَى أُمِّ جُنْدُبِ ... لِنَقْضِيَ حَاجَاتِ الفُؤَادِ المُعَذَّبِ

حتى بلغ قوله:
فَلِلسَّوْطِ أُلْهُوبٌ ولِلسَّاقِ دِرَّةٌ ... وَلِلزَّجْرِ مِنْهُ وقع أَخْرَجَ مُهْذِبِ

وأنشدها علقمة قوله:
ذَهَبْتَ مِنَ الهِجْرَانِ فِي غَيْرِ مَذْهَبِ ... وَلَمْ يَكُ حَقًّا كُلُّ هَذَا التَّجَنُّبِ

حتى انتهى إلى قوله:
فَأَدْرَكَهُ حَتَّى ثَنَى مِنْ عِنَانِهِ ... يَمُرُّ كَغَيْثٍ رَائِحٍ مُتَحَلِّبِ

وبعد سماعها القصيدتين، قالت لامرئ القيس: علقمة أشعر منك. قال: وكيف ذاك ؟ قالت لأنك قلت:
فَلِلسَّوْطِ أُلْهُوبٌ ولِلسَّاقِ دِرَّةٌ ... وَلِلزَّجْرِ مِنْهُ وقع أَخْرَجَ مُهْذِبِ
فجهدت فرسك بسوطك، ومريته بساقك، وقال علقمة:
فَأَدْرَكَهُ حَتَّى ثَنَى مِنْ عِنَانِهِ ... يَمُرُّ كَغَيْثٍ رَائِحٍ مُتَحَلِّبِ

فأدرك طريدته، وهو ثان من عنان فرسه، لم يضربه بسوط، ولا مراه بساق، ولا زجره29. قال: ما هو بأشعر مني، ولكنك له وامق، فطلقها، فخلف عليها علقمة، فسمي بذلك الفحل30.

وخلاصة القول؛ أنّ النقد في العصر الجاهلي، يمثل مرحلة متقدمة، من تاريخ النقد الأدبي عند العرب: مرحلة أملتها طبيعة ظروفهم البيئية وطابعهم البدوي، حيث إنّ أحكامهم النقدية، ترجع أساساً، إلى العاطفة والذوق الفطري، ولم يكونوا مهيّئين عقلياً ونفسياً للخوض في قضايا التحليل، وذكر العلل والأسباب لما يرسلونه من أحكام نقدية.


الهوامش: 1. الحيوان: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده - مصر، ط 2 - 1965 م، 1/ 74. 2. طبقات فحول الشعراء: محمد بن سلام الجمحي، قرأه وشرحه أبو فهر محمود محمد شاكر، دار المدني بجدة، 1 / 25. 3. تاريخ النقد الأدبي عند العرب: د. عبد العزيز عتيق، دار النهضة العربية للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان، ط 3 - 1974 م، ص: 20. 4. أصول النقد الأدبي: أحمد الشايب، مكتبة النهضة المصرية، ط 10 - 1994 م، ص: 109. 5. النقد المنهجي عند العرب: د. محمد مندور، دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع، ط 2004 م، ص: 11. 6. الكليات: أبو البقاء أيّوب بن موسى الحسيني الكفوي، اعتناء د. عدنان درويش ومحمد المصري، مؤسسة الرسالة، ط 2- 1998 م، ص: 462.7. ديوان أبي الطيب المتنبي: تحقيق د. عبد المنعم خفاجي/سعيد جودة السحار/د. عبد العزيز شرف،مكتبة مصر، الفجالة، ص: 219
New Dictionary Of The Hitory Of Ideas: Maryanne Cline Horowitz , Thomson Gale , 6 / 229 - 8 
9. النقد الأدبي: كارلوني وفيللو، ترجمة كيتي سالم، مراجعة جورج سالم، منشورات دار عويدات، بيروت - باريس، ط 2 - 1984 م، ص: 71. ┊10. البيان والتبيين: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مكتبة الخانجي بالقاهرة، ط 7 - 1998 م، 1 / 203. ┊11. مقدمة ابن خلدون: العلامة المؤرخ عبد الرحمن بن محمد بن خلدون،اعتناء ودراسة أحمد الزعبي، شركة دار الأرقم بن أبي الأرقم للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت – لبنان، ص: 640. ┊12. مقدمة ابن خلدون، ص: 641. ┊13. تاريخ النقد الأدبي عند العرب (من العصر الجاهلي إلى القرن الرابع الهجري): المرحوم الأستاذ طه أحمد إبراهيم، هيئة الفيصلية - مكة المكرمة، ط 2004 م مزيدة ومنقحة، ص: 31. ┊14. ينظر النقد المنهجي عند العرب: محمد مندور، ص: 17. ┊15. تاريخ النقد الأدبي عند العرب: عبد العزيز عتيق، ص: 21. ┊16. الأغاني: أبو الفرج الأصفهاني، تحقيق د. إحسان عباس / د. إبراهيم السعافين / أ. بكر عباس، دار صادر - بيروت، ط 3 - 2008 م، 3 / 10. ┊17. المصدر نفسه: 9 / 252. ┊18. ينظر: Modern Trends Of Islam:Hamilton Alexander Gibb,University Of Chicago Press second, edition 1947, p78 ┊19. وجهة العالم الإسلامي: أ. مالك بن نبي، ترجمة عبد الصبور شاهين، دار الفكر- دمشق، ط 2- 2002 م، ص: 15. ┊20. ينظر النقد الأدبي: كارلوني وفيللو، ص: 67. ┊21. الأغاني: الأصفهاني، 15 / 257. ┊22. التفكير النقدي عند العرب: د. عيسى علي العاكوب، دار الفكر، دمشق – سورية، ط 1 - 1997 م، ص: 33. ┊23. في فلسفة النقد: د. زكي نجيب محمود، دار الشروق، ط 2 - 1983 م، ص: 221. ┊24. مقدمة ابن خلدون: ص: 440. ┊25. تاريخ النقد الأدبي عند العرب: عبد العزيز عتيق، ص: 34. ┊26. الأغاني: الأصفهاني، 15 / 109. ┊27. ينظر لسان العرب: الإمام العلاّمة أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، دار صادر - بيروت، 10/ 363. ┊28. الموشح في مآخذ العلماء على الشعراء: أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني، تحقيق وتقديم محمد حسين شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، ط 1 - 1995 م، ص: 76. ┊29. ينظر الأغاني: الأصفهاني، 21 / 143. ┊30. ينظر الشعر والشعراء: ابن قتيبة، تحقيق أحمد محمد شاكر، دار المعارف، 1 / 219.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها