تحدي النسيان

تأملات في "ضعوا القصائد فوق قبري" لـ محمد الشحات

د. حاتم الشماع


محمد الشحات الراجحي شاعر مصري معروف وصحفي سابق. ولد عام 1954 بقرية الدهرية التابعة لمركز شربين بمحافظة الدقهلية. واصل الشحات تعليمه العالي، وتخرج من كلية الآداب بجامعة القاهرة المرموقة. حصل على درجة البكالوريوس من قسم اللغة العربية في هذه المؤسسة العامة المرموقة. خلال معظم حياته المهنية، عمل الشحات كمحرر أول في صحيفة أخبار اليوم اليومية الرائدة باللغة العربية، وترقى إلى منصب نائب رئيس التحرير. وقد تقاعد منذ ذلك الحين من الصحافة، لكنه لا يزال منخرطًا بعمق في المشهد الثقافي في مصر من خلال أعماله الشعرية المشهورة. ينحدر الشحات من قرية صغيرة في دلتا النيل، ويجسد كيف يمكن للتعليم والموهبة أن يسمحا للشخص بالارتقاء إلى أدوار مؤثرة داخل مجتمعه، وتقديم مساهمات فنية دائمة على المستوى الوطني.
 

"ضعوا القصائد فوق قبري" قصيدة شعرية حرة مؤثرة من تأليف محمد الشحات. قبل الخوض في دراسة معمقة لقصيدة الشحات، سأحاول تقديم سياق تاريخي وأدبي يحيط بالشعر الحر كشكل.

 

ظهور الشعر الحر:

ظهر الشعر الحر في أوائل القرن العشرين عندما تمرد الشعراء ضد الهياكل الشعرية الصارمة مثل القافية والوزن. كان يهدف إلى استبدال التوقعات بالعفوية والمزيد من اللغة العضوية. كان الشعراء الأمريكيون مثل والت ويتمان وجيرترود شتاين روادًا، حيث رفضوا القواعد التقليدية لصالح التعبير الحدسي. يعكس هذا التحول انفصال الحداثة عن التقاليد عبر أشكال الفن. ومع ذلك، كان الشعر الحر مثيرًا للجدل بين التقليديين الذين رأوا أنه يدمر جوهر الشعر. واعتبرها المدافعون بمثابة تحرير، مما يسمح لإيقاع القصيدة الفطري بالوجود بحرية دون قيود مصطنعة. لقد استغرق الأمر عقودًا حتى يحظى الشعر الحر بقبول واسع النطاق كوسيلة شعرية مشروعة.

وصل الشعر الحر لاحقًا إلى العالم العربي كجزء من الحداثة الأدبية في أواخر الخمسينيات والستينيات. شعراء مثل محمد الماغوط واجهوا الكلاسيكية بأشكال أكثر مرونة تعكس الفكر الداخلي. ومع ذلك، ظلت المحافظة قوية. الرائد بدر شاكر السياب واجه الرقابة. تدريجياً، أصبح الشعر الحر وسيلة للمعارضة السياسية الراديكالية ضد الرضا عن الذات البرجوازية في العالم العربي ما بعد الاستعمار.

برز الشحات ضمن جيل أعاد تعريف الشعر المصري باستخدام الشعر الحر المستوحى من المبدعين الغربيين، بالإضافة إلى الأساليب العربية التقليدية مثل الشعر النثري. تمزج أشعاره بين اللهجة المصرية العامية والعربية الفصحى بشكل فريد، مما يعكس جذوره في الثقافة الشعبية. ومن خلال الطبقات الرمزية والتعاطف العاطفي، يستكشف موضوعات شخصية واجتماعية تتحدى الرقابة والسلطة.

إن استخدام الشحات البارع للشعر الحر في ضعوا القصائد على قبري يؤسس علاقة حميمة مع القارئ من خلال الصدق البريء وسيولة الشكل الذي يعكس الفكر. لا توجد حدود صارمة بين السطور حيث تتدفق الأفكار بشكل عضوي، مما يعكس حالة انعكاس الشاعر في لحظاته الأخيرة. يؤدي تكرار العبارات الرئيسية مثل "إنها لحظة" إلى تثبيت السرد مع السماح بطبقات أعمق من الارتباط.

من خلال الشعر الحر يحقق الشحات تأملات عميقة في الشعر والفناء والذاكرة الثقافية، تتجاوز ما يمكن أن تحتويه الهياكل الصارمة. إن معالجته الواقعية للعواطف مثل الخوف من النسيان تكسر التقاليد لتقديم رؤى إنسانية عالمية. وبدون قواعد محددة مسبقًا للتعامل مع المعنى، يختبر القراء الوحي من خلال تفسيراتهم الخاصة بالتعاون مع رؤية الشاعر.

إن توظيف الشحات البارع للشعر الحر يضعه بين كبار مبدعي هذا الشكل على المستوى الدولي وضمن التراث العربي. تستخدم قصيدته مرونة الشعر الحر إلى أقصى إمكاناته، وصياغة تأملات مؤثرة بعمق حول التجارب الإنسانية في الخلق والزوال والإرث. يهدف هذا التحليل التمهيدي إلى وضع الشعر الحر في سياق تاريخي، ووضع الشحات باعتباره رائدًا في استخدامه لإيحاءات شعرية مكثفة تتجاوز الحدود. وهنا تقدم الدراسة قراءة وتحليلاً دقيقاً لقصيدة "ضعوا القصائد على قبري" للشاعر المصري الشهير محمد الشحات من خلال فحص المواضيع والصور والبنية واللغة، يستكشف كيف تنعكس القصيدة على الشعر والموت والذاكرة والإرث.

الشكل والأدوات البلاغية:

يستخدم الشحات قافية abab بشكل فضفاض لبناء قصيدته الشعرية الحرة "ضعوا القصائد على قبري". يوفر شكل القافية إيقاعًا لحنيًا أساسيًا حتى مع اختلاف أطوال الأبيات، مما يضفي على العمل تدفقًا غنائيًا. على عكس المقياس الصارم، يتيح هذا الإطار الفضفاض مرونة التعبير العاطفي مع الحفاظ على التماسك اللوني من خلال صدى القوافي النهائية.

تخلق القوافي المتناوبة انحسارًا لطيفًا وتدفقًا يشبه الأمواج المتلاطمة على الشاطئ. تعزز هذه الحركة الحالة المزاجية الكئيبة والمرنة للقصيدة، حيث يتحول الحزن والعزاء بمهارة ذهابًا وإيابًا. تختلف أطوال الأبيات أيضًا لتعكس المرونة الطبيعية للفكر بدلاً من الانتظام القسري. تمنح هذه التقنيات معًا تأملات الشحات حميمية عضوية مثل التأملات المنطوقة بهدوء.

ضمن هذا الهيكل المرن، يستخدم الشحات صورًا واستعارات حية لتمثيل تجربته الداخلية. وفي البيت الثالث، يجسد تصويره وهو يلجأ إلى "في كل أشعاري" الشعر باعتباره ملجأ لروحه الإبداعية الفائضة. هذا التشبيه يضفي على الشعر هالة من الملاذ والحماية، ويؤكد دوره الحاسم في احتواء عواطفه وطاقاته الإبداعية.

في البيتين الرابع والخامس، الاستعارة التالية التي تصف "الصور المعلقة" على "أعناق قصائده" تثير الزينة البصرية والرفعة. الشعر يكمل الشاعر بصرياً ويضفي هيبة عليه، في حين أنه يستمد الإلهام من زخرفته. تؤكد هذه الاستعارة الثنائية إثراء الشعر لذاته وعلاقته المتبادلة مع مؤلفه، حيث لا يكتمل أي منهما دون الآخر.

يتم استخدام التكرار للتأكيد على رثاء معين، مثل البيت الذي يؤكد على عدم اهتمام أحد بالقصائد المهملة. هيكلها المرآة يطبع المشاعر الحزينة على قلب المستمع. إن جناس أصوات "ق" في كلمات مثل "القلق الهارب"، والسجع بين أنماط حروف العلة المتشابهة يضفي على اللغة سمات موسيقية تعزز قصائدها الغنائية.

كما يتأرجح الشحات ببراعة بين العبارات الفلسفية والمداخلات العامية. إن التأملات المجردة حول الدور الاجتماعي والثقافي للشعر تتخمر بشكل فعال من خلال بساطة "أين..."؟ هذا التنوع اللوني يوازي مسار الفكر الذي لا يمكن التنبؤ به، ويمنح القراء مساحة للاتصال الشخصي على الرغم من استدعاء الموضوعات الكبرى.

من خلال التلاعب الماهر بالمكونات الشكلية، يقدم الشحات عملاً مثيرًا يغمر الجمهور في تجربته المعقدة. قصيدته هي نموذج لكيفية تضافر التقنيات البلاغية لنقل تأملات عميقة حول الحياة والفن والتراث من خلال القوة العميقة للتعبير الغنائي. يعمل النموذج على تضخيم العمق بدلاً من تقييده. يجذب التصميم البلاغي للقصيدة القارئ بعمق إلى استكشافه للفن والتحول والإرث.

الشاعر والقصيدة:

في الأبيات الافتتاحية للقصيدة، يصور الشحات انبثاقًا شديدًا للإلهام الإبداعي داخل نفسه: "هي لحظة، وفاضت روحي". وهذا التدفق من المشاعر الداخلية والروح الشعرية يدفع الشاعر إلى البحث عن منفذ ووسيلة لتوجيه مشاعره الفائضة. ويجد ملجأ ومأوى لطاقاته الإبداعية المتدفقة "في كل أشعاري".

ومن خلال تشخيص شعره كمكان ملجأ، يقيم الشحات علاقة وثيقة بينه وبين أعماله الإبداعية. قصائده ليست مجرد كلمات على صفحة، بل هي امتداد لذاته الداخلية التي يمكن أن توفر الحماية والاحتواء لإلهاماته. وهذا يضع الشعر في صميم كيانه العاطفي والفكري.

ومع ذلك، فإن الملاذ الآمن الذي تمثله أبياته يتناقض مباشرة مع حالتها غير المستقرة والتهديد بالاختفاء. إن استعارة "أكوام الغبار المتراكم" على القصائد تشير إلى أنها قد تم التخلي عنها، وتركت لجمع حطام الإهمال، ويهدد الغبار بمحو الكلمات المكتوبة ودفنها ببطء حتى تتلاشى تمامًا من الذاكرة.

تعبر هذه الصورة عن ضيق الشحات الشديد وقلقه من أن تصبح أعماله منسية وتدخل في غياهب النسيان. وباعتبارها أجزاء متكاملة منه مخزنة في أشعاره، فإن غموضها أو محوها المحتمل يصل إلى حد موت أجزاء من روحه وعقله وإرثه. ويرمز الغبار المتراكم إلى معاناة الشاعر من النسيان الذي يزحف تدريجياً ليبتلع كل الأدلة على وجود شعره بشكل نهائي.

تتناغم مخاوف الشحات بشكل عميق مع معظم الشعراء المعاصرين حول الوظيفة الاجتماعية للشعر ودوره في المساهمة في بناء الذاكرة الجمعية للمجتمعات. فالشعر ليس مجرد حرفة جمالية، بل باعتباره مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالتعبير عن التجربة الإنسانية وتشكيل الوعي المجتمعي.

بالنسبة للشحات لم تكن القصائد منفصلة عن التجربة الفكرية والعاطفية والإنسانية، بل كانت جوهرية في تشكيل الفهم الفردي والجمعي للعالم. لذلك، كان الفقدان المحتمل للشعر يهدد بالحرمان من وسائل التعبير والروابط الطائفية.

وهنا يبين لنا الشاعر من أن «قتل الشعر هو قتل قسم من الناس»؛ لأنه يقضي على طرق فهم الواقع. وبالمثل، يمكن فهم ألم الشحات من احتمالية أن تواجه قصيدته "الموت"، وهنا يتضح لنا من أبياته على أنه حداد على التهديد بالموت لأجزاء منه، ووعي المجتمع المتشابك مع أشعاره؛ أي أن الشعر يحدد نوع العلاقة بين علم النفس الفردي والمعرفة الاجتماعية والاستمرارية التاريخية.

هذا الإحساس بالدور الاجتماعي المتأصل للشعر يتردد صداه في رثاء الشحات بأن الأجيال القادمة "سوف تقتل الشعر" بإزالة أشكاله الإيقاعية والعاطفية. وهذا يأخذنا هنا مباشرة إلى انتقاد عبد الوهاب البياتي بأن الشعر العربي الحديث الذي تم تسويقه فقد قلبه وروحه وإيقاعه، مما حرم القراء من الجوهر الروحي.

إن استعارة الشحات الشعر المجرد وغير الإيقاعي الذي أصبح "بلا مأوى" تعبر عن كيفية تقويض وظائفه الاجتماعية عندما ينفصل عن الحرفة والإنسانية. لقد رأى هو والبياتي أن القواعد الشعرية القياسية ليست بمثابة قيود، بل كأوعية تسمح للأبيات بتوصيل التجارب بشكل فعّال. كان الشكل جوهريًا لتحقيق غرض الشعر بشكل فعال وهو إثراء الوعي المجتمعي والحفاظ على التاريخ.

إن تصوير الشحات وهو يلجأ إلى أشعاره ويخشى غموضها يقدم الشعر على أنه متشابك بشكل عميق مع كيانه الداخلي ودوره الاجتماعي. إن محنته تعكس بعمق مفاهيم نجم والبياتي حول أهمية الشعر في تغذية الفهم الإنساني والذاكرة الثقافية. بالنسبة للشعراء الثلاثة، فإن "الموت" المحتمل للشعر في المستقبل لا يمثل خسارة جمالية فحسب، بل يمثل هجومًا على التعبير عن الوعي الجمعي عبر الزمن.

الرحيل والإرث:

في المقطع الأخير من قصيدته، يخاطب الشحات مباشرة موته الوشيك قائلاً: "إنها لحظة". فهو يعترف بحتمية اقتراب الموت باستسلام حزين، متأسفًا لأن "الحزن يأكلني". في هذه اللحظة الضعيفة التي يفكر فيها الشاعر في وفاته، يجد الشاعر عزاءه في الإرث الذي قد تتركه أشعاره وراءه.

ويرتاح الشحات لطلبه أنه بعد الموت «يضعوا القصائد على قبري». ويسعى من خلال الحفاظ على أعماله المكتوبة إلى الحصول على شكل من أشكال الخلود الأدبي والاتصال المستمر بالعالم الحي حتى بعد وفاته جسديًا. ستكون قصائده بمثابة نصب تذكاري دائم له، حيث ستحتفظ ببعض أجزاء من روحه وأفكاره حية للأجيال القادمة من خلال الكلمة المكتوبة.

تذكرنا هذه الرغبة بقصيدة محمود درويش الشهيرة "اقرأ شفتي"، والتي تتأمل أيضًا في شاعر يواجه الموت. وفيه يكتب درويش: «ضعوا ضريحي في هذه الكلمات يا أصدقائي الأحياء»، مطمئنًا إلى أن أشعاره ستكون بمثابة نقش على شاهد قبره (درويش، 2005). يحظى كل من الشحات ودرويش بالعزاء في شعرهما الذي يعيش بشكل رمزي كعلامات وتذكارات لوجودهما بعد وفاتهما.

ومع ذلك؛ فإن الدافع أعمق من مجرد الغرور أو الشوق إلى الشهرة. بالنسبة لهؤلاء الشعراء، يمثل الحفاظ على أبياتهم حاجة جوهرية لتحدي الانقراض المطلق وتجاوز زوال الحياة المادية. وكما قال درويش، فإن الشعر يسمح للمرء "بالتحديق في الموت وتحدي الزوال" (درويش، 2005، ص: 45). إنه يوفر سبيلًا للوجود الدائم، ولكن بشكل مجرد، من خلال إدامة الأفكار والتعبيرات بما يتجاوز الفناء الجسدي.

وتتحدث هذه الرغبة في الخلود الأدبي أيضًا عن مفاهيم الشحات ودرويش حول الوظيفة الاجتماعية المتأصلة للشعر. وباعتبارها أعمالًا راسخة دخلت الوعي المجتمعي، فإن أشعارها تأخذ حياة منفصلة عن المؤلفين كحاملة للمعنى لأجيال من القراء. ولذلك فإن الحفاظ على الشعر بعد الموت يحافظ على مساهمة الشاعر في تشكيل الفهم والذاكرة الجمعية مع مرور الوقت. إنه يحقق غرض الشعر المتمثل في إثراء المعرفة والخبرة الثقافية إلى الأبد.

ومع ذلك، أعرب كلا الشاعرين أيضًا عن قلقهما من أن الإهمال المستقبلي قد يتسبب في اختفاء الأعمال الخالدة من الذاكرة، وهو ما يمثل "الموت الثاني". الشحات قلق على شعراء سابقين «ماتت قصائدهم كما ماتت»، فيما يطلب درويش ألا تبقى أشعاره «تتلاشى». وهذا يعكس اعتقادهم المشترك بأن السمو الحقيقي يتطلب إدارة مجتمعية نشطة للتراث الشعري. إن مجرد بقاء الكلمات على الورق لا يعني شيئًا دون استمرار القراء والتذكر الذي يبقي الذاكرة حية.

يمثل طلب الشحات بوضع قصائده على قبره إيمانه العميق بقدرة الفن على تحدي ويلات الفناء النهائية. بالنسبة له وللشعراء ذوي التفكير المماثل، يوفر الشعر الملتزم العزاء ووسيلة للحماية من المحو المطلق. تتيح حرفتهم مساهمة ثقافية دائمة طالما حافظت الأجيال القادمة على صوتها الحي من خلال إعادة النظر والتذكر. بهذه الطريقة يحقق الشعر الانتصارات التي طال انتظارها على الموت الجسدي والموت "الثاني".
 

***


من خلال الصور الحية والتقنية البلاغية الماهرة، تقدم قصيدة الشحات تعليقًا فلسفيًا عميقًا حول موضوعات الفن والفناء والذكرى. وبالإشارة إلى مفكرين مثل نجم والبياتي ودرويش، فهو يعكس المخاوف الحداثية بشأن تقويض الدور الاجتماعي للشعر في عصره. في نهاية المطاف، تؤكد القصيدة على قدرة الشعر على مقاومة الخراب والغموض، وتخليد جوهر المرء من خلال أبيات موضوعة بشكل آمن "على قبري". وتظل شهادة مؤثرة على إيمان الشاعر الراسخ بقدرة الفن على الانتصار على الزوال.

 


المراجع:
◅ الشحات، محمد. ضع قصائد على قبري. دار الأيهم. القاهرة. 2023. (عربي).
◅ درويش، محمود. ذاكرة النسيان: آب، بيروت، 1982. ترجمة إبراهيم مهاوي. مطبعة جامعة كاليفورنيا، 2005.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها