كان العالم دائماً يظن أن العقل مفتاح كل شيء. وأن كل لغز لا بُد له من حل، وكل ظاهرة لا بد أن تُفهم. لكن الحقيقة التي يرفض الكثيرون الاعتراف بها هي أن هناك أشياء، ببساطة، لا تُفهم. لا تفسَّر. لا تُشرح.
العقل البشري، رغم عظَمته، ليس سوى نافذة محدودة تطل على كونٍ واسعٍ غارقٍ في الغموض.
وهناك، في أحد أحياء المدينة الهادئة، عاش "آدم"، شابٌ كاد أن يُهزم في معركته مع الحياة، لكنه صمد. لم يكن مميزًا في شيء، لكن أحلامه كانت بسيطة بناء بيت بسيط، وعائلة صغيرة. تزوج من "ساره"، فتاة من عائلة متواضعة. لم تكن فائقة الجمال، لكنها حملت في عينيْها شيئًا يريح القلب. لم يطمح آدم يومًا إلى الكمال، بل إلى الاستقرار. وقد وجده معها.
وبعد عامين من الزواج، جاءت "رحمه". كانت أجمل من أن توصف. نورٌ صغير دخل حياتهما، وقلب حياة آدم رأسًا على عقب. صار يضحك من أعماقه، يعمل من أجلها، ويحلم بعالمٍ لا تعرف فيه ابنته الحزن.
مضت ستة أعوامٍ على هذا الهدوء. لم يكن غنيًا، لكن السعادة لا تُشترى. بيت صغير، ضحكة طفل، زوجة محبة… ما الذي يطلبه الإنسان أكثر من ذلك؟ لكن الحياة، كما يعرفها آدم، لم تكن تنوي أن تمنحه هذا الهدوء طويلاً.
كانت تلك الليلة، هي البداية. عاد آدم من عمله منهكًا. نهارٌ طويل في موقع البناء، وألمٌ ثقيل في ظهره. ألقى بجسده فوق السرير، وما إن لامست رأسه الوسادة، حتى غرق في نومٍ ثقيل.
لم يسمع ضحكة "رحمه "، ولا خطوات "ساره" وهي تطفئ الأنوار. خيّم السكون على البيت.
كان كل شيء طبيعيًا… حتى لم يعد كذلك.
فجأة، ومن دون أن يُفتح باب أو يُكسر زجاج، تحرّك الظل.
كان ظل آدم.
لكنه لم يبقَ ملتصقًا بجسده. لم يعد يتبع حركته كما اعتاد. انفصل… ونهض… ومشى.
مرّ الظل على الجدران كدخانٍ لا يراه أحد، تسلّل خارجًا من بين الجدران، دون أن يفتح بابًا أو يُصدر صوتًا.
كان حيًّا. وكان يعرف ما يفعل.
وفي الخارج، كان علاء مستيقظًا.
علاء… أقرب أصدقاء آدم. رفيق الطفولة، شريك الضحكات والدموع. يعيش في البيت المجاور، وتربطهما علاقة أعمق من الأخوة. في تلك الليلة، كان جالسًا في غرفة المعيشة، يشاهد فيلم رعب قديم. كان الليل ثقيلًا، والزوجة نائمة، والطفل في سريره.
ضحك علاء وهو يشاهد مشهدًا مخيفًا على الشاشة، ثم ظن أنه لمح ظلًا يمرّ خلف الأريكة. انتفض قليلًا، ثم قال لنفسه: "خيال… مجرد وهم من تأثير الفيلم".
لكنه لم يكن وهماً.
الظل اقترب.
في يده… سكين من مطبخ علاء نفسه. السكين ذاتها التي قطع بها شريحة تفاح قبل قليل.
وقف الظل خلفه، بلا نفس، بلا صوت، بلا روح.
ثم، في لحظة واحدة، وبقوة لا تصدر من جسدٍ بشري، طعن علاء في رقبته.
اختنق صوته، تجمدت صرخته في حلقه، وانسدل جسده على الأرض.
في تلك اللحظة… فُتح باب الغرفة الصغيرة.
"سيف"، الطفل ذو الأعوام الثمانية، خرج من غرفته ليشرب ماءً…
ورأى، رأى الكابوس، رأى الظل، رأى الموت ينهش والده.
لم يصرخ. لم يتحرك. فقط… فقد النطق في لحظته تلك. سقط مغشيًا عليه، في صمتٍ أبدي.
أما الظل… فخرج كما دخل، وعاد… إلى حيث بدأ.
في الصباح، استيقظ آدم وهو يشعر براحة نادرة. كان نومه عميقًا، وكأن جسده وجد أخيرًا لحظة هدوء وسط دوامة الحياة، تمطى قليلًا، قبّل ابنته النائمة، ونهض لبدء يومه، غير مدرك أن العالم قد تغيّر من حوله بينما كان يحلم.
صرخاتٌ مفزعة قطعت سكون الحيّ.
خرج من منزله على عجل، حافي القدمين، وشعره مبعثر، يتبع الصوت الذي شقّ الفجر… الصوت الذي قاده إلى باب بيت جاره وصديقه، علاء.
كانت "سلمى"، زوجة علاء، تصرخ بجنون، تنحني فوق جسد زوجها الغارق في دمائه، والطفل مسجى إلى جواره، عيناه مفتوحتان على اتساعهما، لكنّ فمه لا يصدر أي صوت.
تجمّع الجيران. صراخ، بكاء، همسات، صدمة… لكن آدم وقف متسمّرًا.
شيء ما في أعماقه كان يهمس له:
"لقد كنت هناك…" لكن عقله رفض. كيف يمكن؟ لقد نام في منزله، لم يغادر فراشه. لم يشعر بشيء.
اقترب ببطء، نظر إلى جسد صديقه، وشعر بشيء ينهار بداخله.
"لا… لا يمكن… علاء"؟ أمسكت سلمى بذراعه، وصرخت كمن تتعلّق بقشة في بحر الجنون:
"من فعل هذا يا آدم؟! من؟! من قتل علاء"؟
لكنه لم يملك إجابة. جاءت الشرطة بعد دقائق. محققون، مصورون، وعلامات الطب الشرعي… مشهد لم يره آدم سوى في الأفلام. السكين المستخدمة في الجريمة وُجدت في المطبخ. لا بصمات، لا آثار اقتحام.
الطفل… لا يتكلم، والزوجة… منهارة.
"جريمة نظيفة" كما وصفها أحد الضباط.
لكن آدم، وحده، شعر أنها… ليست بشرية.
في المساء، جلس آدم في زاوية غرفته، يحدّق في المرآة، تأمل ظله المرتسم على الحائط المقابل، كان يتبع حركته كعادته… لكن شيئًا ما كان ناقصًا.
كأن الظل لم يكن هناك. أو… كأنه يراقبه.
أغمض عينيه بعنف، وهز رأسه. "أوهام… مجرد صدمة، هذا كل ما في الأمر".
لكن رحمه، ابنته، اقتربت منه بخطى خفيفة، وقالت بصوت هامس:
"بابا… شُفت حاجة غريبة إمبارح… الظل بتاعك مش زيك… خرج لوحده".
تجمد قلبه. "إيه؟ إنتي بتقولي إيه"؟
هزّت رأسها ببراءة، وكررت:
"كان واقفاً، وخرج… وأنا خفت، واستخبيت".
ساره ضحكت بلطف، "أحلام يا حبيبتي. الأطفال بيتخيلوا كتير".
لكن آدم لم يضحك. كان هناك شيء في عيني رحمه… خوف صادق، لا يُفتعل.
وكلماتها… توافقت مع ذاك الشعور الثقيل الذي بدأ يزحف في أعماقه.
وفي اليوم التالي، قرر آدم زيارة المستشفى لرؤية سيف، جلس إلى جواره، والطفل لا يتحرك. لا يتكلم. لا يرمش.
حاول أن يتحدث إليه، أن يطمئنه، أن يُخرج منه حرفًا واحدًا.
"سيف… إنت شُفت مين اللي دخل البيت؟ شُفت مين قتل باباك"؟
الصمت… صمت دام ثقيل. لكن فجأة، ببطء، رفع الطفل يده المرتجفة… وأشار إلى جدار الغرفة، إلى حيث يقف ظل آدم. ظل آدم جالسًا في ركن الغرفة، ينظر إلى الطفل الذي لا يتكلم، ولا يتحرك، سوى بإشارةٍ واحدة… إشارة ثقيلة سقطت على قلبه كالعاصفة.
ظلّه. أشار إليه الطفل وكأنه يشير إلى وحش، إلى كابوسٍ حيّ.
ابتلع آدم ريقه بصعوبة، ثم نهض وغادر الغرفة بخطى مترددة. في الممر الطويل للمستشفى، شعر أن الجدران تضيق عليه، وأن ظله الممدد بجانبه صار أطول… أثقل… حيًّا.
"ما هذا الذي يحدث"؟
سؤال تردد في رأسه بلا إجابة.
في تلك الليلة، نام بصعوبة. لم يكن النوم راحة، بل ضرورة يكرهها.
خاف أن ينام… أن يترك لظله الحرية مجددًا. لكنه لم يملك المقاومة. تسلل النعاس إلى عينيه، وسقط في النوم… وفي ذات الوقت، تحرك الظل.
في مكانٍ آخر، كانت "سلمى"، والدة الطفل سيف، تجلس في غرفة المستشفى، تتأمل وجهه الصامت، وجه صغير يشبه والده كثيراً، يفيض بالبراءة، وقد خمدت فيه الحياة منذ تلك الليلة اللعينة، قررت أن تعود إلى البيت لبضع دقائق، تحضر بعض الثياب، شيئًا من الطعام.
الوقت كان قرب الثانية فجرًا.
المدينة نائمة… لكن هناك من لا ينام.
دخلت إلى البيت بصمت. المكان كما تركته، مظلم، كئيب، تفوح منه رائحة موت لم تخرج بعد.
دخلت المطبخ، بدأت تحضّر ما تحتاجه بسرعة، غير راغبة في البقاء، ثم… شعرت بشيء. كأن الهواء تغيّر، كأن شيئًا ما خلفها.
استدارت… ورأته، ظل. ليس شخصًا… بل ظل. واقف أمامها. يتحرك بلا جسد، ككائنٍ أُخرج من الجحيم.
صرخت… لكن الحبل كان أسرع. التفّ حول عنقها، وسُحبت للخلف. حاولت المقاومة، لكن اليد الخفية أقوى من قدرتها على الفهم، أقوى من أن تكون إنسانًا، قُتلت كما يُقتل النور في العتمة… في صمت. ثم اختفى الظل… وعاد. في منزل آدم، كانت "رحمه" قد استيقظت. عطش صغير أيقظها، وخرجت من غرفتها تبحث عن الماء. لكنها توقفت، رأت الظل… يدخل من الجدار، ويمرّ عبر الرواق، ويعود إلى غرفة أبيها.
تجمدت في مكانها. لم تصرخ، لم تبكِ، عيناها الصغيرتان تابعتاه حتى اختفى.
في الصباح، دوّى خبر مقتل "سلمى" في الحيّ.
الشرطة مذهولة، لا أثر للقاتل، لا بصمات، لا دخول قسري، والبيت مغلق من الداخل.
في مركز الشرطة، بدأ أحد المحققين يقول بنبرة شديدة:
"كأن القاتل… شبح"!
أما آدم، فكان صامتًا، ينهار من الداخل. وبعد يومين، اقتربت منه رحمه، وهمست له: "بابا… شُفت الظل بيرجع أوضتك". نظر إليها، والشك بادٍ على عينيْه، والرعب، والرفض. "كفاية، رحمه. ده خيال… حلم"!
لكنها لم تحلم. هو يعرف، هو فقط… لا يريد أن يُصدق. كان آدم يشرب القهوة بنصف وعي، وعيناه تحدقان في صفحة فارغة من جريدة، وكأن الكلمات اختفت كما يختفي المنطق من حياته. كل شيء بدا له غريبًا… مقلوبًا… كأن العالم نفسه لم يعد كما كان. في أعماقه، كان يشعر بها: الحقيقة. لكنها كانت أكبر من أن يعترف بها، أحرى من أن ينطقها.
"ظلّي… يقتل"؟
عبارة لو نطق بها لضحك عليه الجميع. حتى هو… لا يستطيع تصديقها بالكامل.
لكن رحمه، ابنته الصغيرة، لم تكن تتحدث بخيال. كان في نظرتها شيء صادق، مؤلم، وكأنها ترى ما لا يجب أن يُرى. في تلك الليلة، جلس آدم يراقب جدار غرفته. لم ينم. لم يُطفئ الأنوار.
جلس، يراقب ظله، والساعات تمضي… والليل يثقل. ثم فجأة… تحرّك الظل، ببطء.
كائنٌ بلا صوت، بلا ملامح، بلا نية مفهومة. وقف آدم في وجهه، وقال بصوت مرتعش:
"كفايا…" لكن الظل لم يتوقف. مرّ بجانبه كما لو كان شبحًا، واتجه نحو الباب.
فتح الباب؟ لا. عبر من خلاله. ركض آدم خلفه… لكن لم يجد شيئًا. لا خطوات. لا أثر.
عاد إلى غرفته، فوجد ظلّه قد عاد… وملتصق بجسده كما كان.
"هل هذا وهم؟ هل أنا… أجنّ"؟ في اليوم التالي، قرر أن يعود إلى المستشفى. هناك، حيث يرقد "سيف"، الطفل الوحيد الذي رأى الحقيقة. جلس بجواره من جديد، حاول أن يتحدث إليه، لكن الطفل ظلّ جامدًا كتمثال.
ثم… حدث ما لم يتوقّعه. سيف، ولأول مرة منذ الجريمة، تحرّك.
فتح فمه، ولم يتكلم… بل صرخ، صرخة حادة، تشبه الانهيار، تشبه من يُذبح من الداخل.
ركضت الممرضة إلى الغرفة، أوقفت نوبة الذعر، وأعادت الطفل إلى هدوئه المرعب.
لكن في عينيه… كانت هناك رسالة واضحة:
"هو من سيعود… هو لن يترك أحدًا"! عاد آدم إلى البيت… وحين دخل، وجد رحمه ترتجف.
"بابا… كان هنا تاني. دخل أوضتك، وبص لي"! هذه المرة لم يتجاهل.
جثا أمامها، أمسك يدها الصغيرة، وقال بصدقٍ مكسور:
"ما تخافيش، أنا معاكِ… ومش هسيبك". لكن الحقيقة أنه لا يعرف كيف يحميها.
فالعدو… يسكن جسده.
في الليل… تحرّك الظل من جديد، هذه المرة ذهب إلى المستشفى، إلى الطفل سيف. ودون أن يشعر به أحد… توقف قلب "سيف". في بيت آدم، كان صوت النافذة يتأرجح بهدوء… واستيقظ فجأة، قبل أن يعود ظله إلى مكانه. لكنه هذه المرة… رآه. رآه يدخل من الجدار، رآه يعود كما يعود القاتل إلى مسرح جريمته، لم يكن حلمًا. لم يكن وهمًا.
آدم جلس على السرير، يتنفس ببطء، ينظر إلى حيث عاد الظل والتصق بجسده.
ثم، قالها لنفسه بصوت خافت: "القاتل… هو أنا".
الليل كان أثقل من المعتاد. كأن شيئًا في الهواء يعلن عن قرب العاصفة… عاصفة لن تمطر مطرًا، بل دمًا.
آدم لم يعد كما كان، لم يعد ذلك الشاب البسيط الذي يعيش بهدوء مع زوجته وابنته.
الآن هو رجل تخلّت عنه الطبيعة… وخذله جسده.
جسده… الذي يسكنه شيء آخر. شيء لا يُرى… لكنه يقتل. جلس في الظلام، يراقب ظلّه المرتسم على الجدار، أمسك بسكين… وجرّب أن يقطع الظل على الحائط.
لكن الجدار بارد… والظل لا يتأثر.
صرخ:
"ليه بتعمل كده؟! ليه تقتل اللي بحبهم"؟
لكن الظل لا يرد.
الظل لا يتحدث.
ثم… ظهر من جديد.
خرج من جسده.
كما لو أنه كائن مستقل، منفصل، يحمل نية واحدة فقط: القتل.
واجهه آدم.
وقف أمامه، للمرة الأولى، وجهاً لوجه مع رعبه الحقيقي.
"إنت بتعمل كد ليه". هنا… تحرك الظل. تقدّم ببطء، ونظر إلى باب غرفة "رحمه"، وكانت زوجته نائمة بجوارها، وفهم آدم أن الدور الآن عليهم. لقد أنهى الطفل… والآن جاء وقت ابنته وزوجته.
ركض نحو الباب… أغلقه، ووضع جسده أمامه.
لكن الظل التفّ من حوله، كالدخان. همس في أذنه دون صوت:
"اقتلهم… وسترتاح".
صرخ آدم:
"بنتي وزوجتي.. لا"! وهنا… حدث ما لم يتوقعه. الظل رفع السكين… لا، لم يرفعها… بل جعل آدم نفسه يرفعها. يده ترتجف… لكنها تتحرك رغمًا عنه. قاوم بكل قوته.
تذكّر وجه "ساره"، ضحكة "رحمه"، يدَها الصغيرة تمسك به، حين كانت تقول له: "بابا بطل".
فجأة… خطر له شيء.
نظرة، كانت جنونية… لكنها واضحة.
نظر إلى السكين… ثم وجهها إلى صدره.
صرخت رحمه خلف الباب، شعرت بالخطر، واستيقظت زوجته في حالة صدمة.
لكن آدم لم يتردد.
رفع السكين… وغرسها في قلبه.
صرخة واحدة… ثم صمت. سقط على الأرض، وارتسمت على الجدار لحظة ارتجافه الأخيرة… ثم تلاشى الظل.
انتهى.
انتهى كل شيء.
في اليوم التالي، وجدت الشرطة جثته…ولم يفهموا شيئًا، لا آثار جريمة، لا دخول قسري، لا بصمات.
فقط رجل… مات بطعنة في صدره، والابنة تبكي خلف الباب المغلق.
لكن رحمه… رأت كل شيء.
رأت أن الظل… لم يعد هناك.
لكنها تعرف… أن أباها لم يمت عبثًا.
لقد اختار أن يُطفئ النور… كي لا يقتل الظل من أحبّهم.
ومرّت الأيام ببطء، كأن الزمن ذاته لم يعد يعرف كيف يسير بعد رحيل آدم.
في الحيّ الصغير، همسات كثيرة.
الناس يتحدثون عن الجريمة، عن الرجل الذي طعن نفسه بلا سبب، عن ماضيه، عن حوادث القتل الغامضة… لكن لا أحد يعرف الحقيقة.
سوى فتاة واحدة.
رحمه، الطفلة التي فقدت أبيها… وظلّت واقفة في المنتصف بين النور والظل.
لم تبكِ كثيرًا. بل كانت تحدق في الجدران طويلًا… تراقب الظلال، تتحسس الأرض إذا ما مرّ بها شيء خفيّ.
لكن شيئًا لم يعد يتحرّك.
البيت صار ساكنًا… وهادئًا.