الشعر المترجَم.. بين منزلة القبول ومنزلة الرفض

أسامة الدواح


اختلف النقاد والدارسون حول قضية ترجمة الشعر، وانقسموا إلى فريقين، الأول يقول بإمكانية ترجمة الشعر، بينما فريق آخر يرى استحالة ذلك، ولكل مبرراته التي تدعم موقفه من هذه القضية، وهذا ما سنحاول أن نعرضه في ورقات هذا المحور من دراستنا.
 

لذلك نجد أن المترجمين والمهتمين بنظريات وإيبستمولوجيا الترجمة، وليس فقط مترجمي الشعر، انشغلوا بإماطة اللثام عن السؤال المركزي: هل الترجمة ممكنة أم مستحيلة، مقبولة أم مرفوضة؟ بل هناك من ذهب أبعد من ذلك واعتبر أن الحديث عن نظرية للترجمة، مجرد مكر ويوتوبيا. "وهنا نذكر كتاباً (عن الترجمة) للفيلسوف الفرنسي المعاصر (بول ريكور) الذي يركز على نفس القضية: إمكان/استحالة الترجمة باعتبارها قضية شكلت تحدياً في مختلف العصور. وقد عبر عن ذلك ببراعة عبد السلام بنعبد العالي قائلًا: والنص لا يحيا إلا لأنه قابل للترجمة، وغير قابل للترجمة، في الوقت نفسه"1.

1 - الرافضون لترجمة الشعر

وقف هوراس (ت 8 ق. م) عند ترجمة الأدب، "وذكر مصطلح النقل الحرفي، ثم أنكر جدوى هذا العمل"2، فرحلت هذه الفكرة إلى العرب من خلال نشاطهم في ترجمة كتب الأمم المجاورة، ويرى المترجم الفارس علي أستاذ اللغويات المقارنة بجامعة القاهرة، وجامعة زايد أن "قضية ترجمة الشعر من القضايا الخلافية لدى علماء اللغة والأدب؛ فهناك من يرى استحالة ترجمة الشعر ونقله إلى لغة أخرى، فهي (كسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً)، ومعظم فقهاء اللغة أميل إلى هذا الرأي"3، داعمين موقفهم بعزوف العرب قديماً عن ممارسة هذا اللون، ومستشهدين بما ذكره الجاحظ في كتابه الحيوان من أن "الشعر لا يستطاع أن يترجم، ولا يجوز عليه النقل، ومتى حول تقطع نظمه، وبطل وزنه، وذهب حسنه، وسقط موضع التعجب لا كالكلام المنثور، والكلام المنثور المبتدأ على ذلك، أحسن وأوقع من المنثور الذي تحول من موزون الشعر"4.

فالشعر كلام موزون مقفى يدل على معنى (كما ذهب إلى ذلك قدامة بن جعفر)، وهو أيضاً بناء لغوي وصوري وفني يجمع ويمزج بين البلاغة واللغة، ضمن بناء أفقي وعمودي، مرصع بالمجاز والتورية والكناية والتكثيف الرمز والأساطير.

يطرح قول الجاحظ نقاشاً حاداً حول الشعرية، التي تتمظهر في كل لغة وثقافة، ويظهر هذا الأمر حتى عند فلاسفة اليونان أفلاطون وأرسطو الذي يرى تجليات الشعرية كامنة في المحاكاة، "وهناك اتجاه آخر حصر الشعرية في الكلام الموزون المقفى كقدامة بن جعفر، ثم استطال الموضوع لنصبح أمام مفهوم آخر وهو التخييل، وبالتالي أمام رؤية متكاملة عن مفهوم الشعرية"5، فالمستخلص من هذا أن المقصود بالشعرية هي كل ما يجعل من الكلام شعراً، وهو ما انطلق منه الجاحظ في رفضه لترجمة الشعر، "فالشعر
عند انتقاله سيخسر هويته الأولى، أي: الوزن، لذلك وقف الجاحظ ضد هذه المجازفة؛ لأنها ستنقل هذه الروح المنسجمة المتماسكة والمتسقة إلى أرض أخرى غريبة، وقد شرح الجاحظ سبب رفضه معتمداً على فهمه لشعرية النص، وقد ذكر ثلاثة عناصر تقوم عليها الشعرية:
الأول: النظم؛ أي جريان الكلام على بحور الخليل التي تنتهي بقافية.
الثاني: الحسن؛ وهذا باب البيان من تشبيه واستعارة وكناية.
الثالث: موضع العُجب؛ وهو تلقي الجمهور لهذا النص، واستحسانهم له وتأثرهم به"6.

نصل إلى أن وجهة نظر الجاحظ، تأسست على فهم عميق لشعر العجم وبنيته الموسيقية، ومقارنته بين موسيقى الشعر العربي وموسيقى الشعر الأعجمي، خير دليل على ذلك، وهذا الأمر طبيعي فالجاحظ عاش في عصر ازدهرت فيه الترجمة، وهو بلا ريب يعرف وملم بلغات أخرى غير العربية، "إذ يرى أن للشعر وظيفة تخص القوم الناطقين بهذه اللغة، فإذا ترجم الشعر لن يحظى أهل اللغة المستقبِلة بهذه المنافع"7، ولن يكون بوسع اللغة المستقبِلة التقاط "حركة الأخيلة التي تتحرك في النص الشعري وتفيض بِها الصورة، فضلًا عن عدم إحاطتها بالخلفيات الانفعالية والثقافية، أو الموقف الفني والقيمي الذي يصدر عنه النص"8.

فأول ما يطالب به مترجم الشعر من العربية إلى غيرها، هو إرجاع إيقاع القصيدة المنطلق، فالإيقاع هنا "ليس هو القوافي فحسب؛ إنما توفره كل الأشكال اللغوية، التي تساهم في تشكيل الفضاء اللغوي، فالأصوات والبنى الحرفية والنحوية والدلالية، كلها عناصر تساهم في خلق النص، وبناء شاعريته"9.

وللصوت في اللغة العربية أهمية بالغة، سواء كانت متصلة أو منفصلة، فلكل منها دلالة ومعنى، "فالنص يقوم بشحنها في اللفظ والعبارة والتركيب، عن طريق التواتر الحاصل من المعاودة والتكرار والهيمنة"10، فالصوت لا يمكن حصر وظيفته في الوظيفة المعجمية، بل إن له أبعاداً إبداعية ورمزية، ومثال ذلك أن حرف الغين "له دلالات مختلفة مثل الإشراق والظهور والسمو، ويدل العين على الشدة والصلابة والقوة والثقل"11، وفي حرف السين والصاد يقول ابن جني: "فجعلوا (أي العرب) الصاد لقوتها مع ما يشاهد من الأفعال المعالجة المجشمة، وجعلوا السين لضعفها فيما تعرفه النفس، وإن لم تره العين"12.

فهل الصوت العربي وحده هو من يتميز بهذه الجرسية الموسيقية، أم أن الأمر نفسه ينسحب على باقي أصوات اللغات الأخرى؟

إن لكل لغة حروفها وموسيقاها، والاختلاف يمكن في طبيعة هذه الحروف واختلاف دلالاتها من لغة إلى أخرى "فاللغة الفرنسية مثلا تفتقر إلى حروف الغين والعين والحاء والخاء والثاء، فكيف تنقل قصيدة عربية حرف الحاء هو رويها بأبعاده الرمزية والدلالية إلى اللغة الفرنسية، التي تفتقر إلى هذا الحرف؟ بل كيف تنقل تلك التوليفات الموسيقية التي يبدع الشاعر في نسجها عبر القصيدة من لغة إلى لغة تخالفها في مخارج الأصوات ودلالاتها منفردة أو مركبة؟ وعلى سبيل التمثيل، كيف يمكن ترجمة الجرس الموسيقي لحرف الهاء بدلالته في هائية ابن الرومي التي مطلعها:
أيها الهارب من دهره .. أدركك الدهر على خيله"13.

فمن الصعوبات التي تجعل ترجمة الشعر مستحيلة، هي تلك التي ترتبط بالألفاظ ودلالتها، فهناك بعض الكلمات في العربية التي تقبل أكثر من مرادف، حتى وإن تغير اللفظ فإن المعنى لا يتغير، عكس بعض اللغات الأخرى مثل الفرنسية، "فبعض اللغات تستعمل لونين فقط ينسحبان على ألوان قوس قزح، بينما لغات أخرى تستعمل أسماء مفصلة عن كل لون، فالعرب مثلا يستعملون ألفاظ: أرجوان، بهرمان، المفدم، المضرج، المورد، للدلالة على الأحمر وتدرجه في الحمرة"14، فقد اعتبر هذا إشكالًا كبيراً عانى منه المترجمون، خاصة عندما يصادف لفظان أو أكثر في القصيدة الواحدة، بينما في اللغة الهدف لم يجد إلا لفظاً واحداً.

يتضح أن المترجم مهما كان بارعاً وعبقرياً يجد الشعر عصياً على النقل والترجمة، وحتى إذا تحول من لغته الأصلية إلى لغة أخرى، فإن بريقه يخفت، وعذوبته تقل، وقيمته تفقد، مما يعرضه للتشويه والمسخ، ويمكن للترجمة نثراً أن تكون أخف ضرراً، وأقل تعباً من نقل الشعر من لغته الأصلية إلى شعر بلغة أخرى.

فقد ذهب نقاد آخرون مذهب الجاحظ، وساروا على نهجه رافضين ترجمة الشعر، وقائلين باستحالة ذلك، ومنهم (دوبلي)، حيث يرى أنه "لا يكفي الاعتماد على الترجمة في المحاكاة، فهي لا تغني عن الأصل، حتى لو كانت أمينة وفية للأصل الذي ترجم عنه، لأنه لا سبيل فيها لنقل جميع الخصائص الأدبية للغة المترجم إليها، وبدون هذه الخصائص تظل جهود المترجم قليلة الجدوى، إذ يظل الأصل كما هو، كأنه سيف رهين غمده"15، والذي يمكن فهمه من رأي (دوبلي) أنه وجب الرجوع إلى النصوص الأصلية التي يراد محاكاتها.

هناك من يقول: أن تكون مترجماً فأنت خائن، ويقصدون هنا (الخيانة الجمالية) للنص الأصلي عندما ينقل إلى لغة أخرى، تتطلب تدخل المترجم لإضفاء صفات جمالية ودلالية على النص الجديد، حتى لو أدى ذلك إلى بعض التنازلات المقبولة عن خصائص النص الأصلي، وبما لا يخل بجوهر المحتوى الدلالي للنص في لغته الأصلية.

وهذا ما ذهب إليه معظم نقاد إيطاليا وفرنسا، وقالوا "إن الترجمة خيانة للنص الأصلي، وشبه (شيلي) عملية الترجمة بوضع بنفسجة في بوتقة ماء نغليها فيه لنستخلص سر جمال لونها وعطرها، معتقداً أن ترجمة الشعر أمر خاطئ، حيث إن الترجمة، تنقل المعنى ولا تنقل التناغم الموجود في القصيدة"16.

إن مجمل هذه الرؤى التي التقت في تصوراتها حول رفض ترجمة الشعر تنطلق من مسلّمة أساسيّة مفادها "أنّ المترجم لا بدّ أن يكون أميناً للنص الذي يترجم، ولا تكون الأمانة إلا بمطابقة ترجمة النصّ الأصليّ في مبناه ومعناه"17، فمن الصعب حقاً بلوغ مثل هذه الترجمة في الشعر.

2 - القائلون بإمكانية ترجمة الشعر

إن من أعطى لهذا الموضوع صبغة جدلٍ وفي أوساط الدارسين والمترجمين وحتى الشعراء، هو تباين هذه المواقف والرؤى التي انقسمت إلى شطرين، فكما عرضنا سلفاً بعض المواقف التي ترفض ترجمة الشعر وتقول باستحالة ذلك، سنحاول في هذا المقام، أن نبرز بعض الأصوات التي قالت بإمكانية ترجمة الشعر وقبلت بذلك، تحت عدة مصوغات ومبررات.

وتجدر الإشارة في هذا المقام، إلى أن إمكانية ترجمة الشعر أمر قائم في الواقع "ولا يحتاج تِدلالا عليه إلى التنظير والتقعيد، ويكفي برهاناً عليه، الكمّ الضخم من القصائد التي تنقل يوميّاً وتترجم، لا بين عدد محدود من اللغات بل داخل اللغات العالميّة الحيّة جميعها"18.

لذلك انطلقت حركة ترجمة الشعر في جميع الثقافات العالمية، واللغات الحية في القرن العشرين، وقد ساعد على ذلك عوامل كثيرة، من أهَها: "تطور التقنيات الحديثة في كل شيء؛ هذا التطور الذي سهل عملية التواصل بين البشر؛ أضف إلى ذلك: وجود مؤسسات ثقافية كبرى وقفت إلى جانب ترجمة الشعر وخاصة المؤسسات؛ التي تمنح جوائز مالية لحقول معرفية كثيرة من بينها الشعر، كجائزة نوبل مثلًا، التي نالها عدد من الشعراء أمثال الفرنسي: رينيه سولي برودوم، والألماني بول فون هايس، والتشيلي بابلو نيرودا، والهندي طاغور... والقائمة تطول"19. والملاحظ أن أعمال هؤلاء الشعراء العالميين قد ترجمت لأكثر من لغة، ومنها اللغة العربية.

فالذي يمكن أن نستشفه من هذا المعطى، أن ترجمة الشعر أصبحت مشروعة وهو الأمر الذي يزكي ويثمن واقع أمرها، مع محاولة المترجم أن يبقى وفياً للنص الأصلي وروحه، مما حذا اليوم بالدارسين والمهتمين بقضية الترجمة إلى العودة لقراءة نظرية الترجمة عند العرب ومحاولة استخلاص أسس وقوام منهجي منها "فهناك المنهج الحرفي الذي اتسمت به ترجمات يوحنا بن البطريق وابن نعيمة الحمصي، وبين المنهج الحر الذي اتسمت به ترجمات حنين بن إسحاق ومدرسته الذائعة، وربما كانت ذروة المنهج الحر، بترجمة عبد الله بن المقفع لكتاب كليلة ودمنة عن الفارسية القديمة، إذ أخرج لنا نصاً عربياً بديعاً، يصعب على القارئ أن يستشف فيه ملامح النص المصدر"20.

وفي خضم ردود الأفعال الإيجابية تجاه ترجمة الشعر وإمكانية ذلك، وصل بعض النقاد إلى قناعة راسخة تقول بأن الشعر الحقيقي يقبل الترجمة " فالشعر الذي يستعصي على التَّرجمة هو شعر عيبه في داخله، وليس في الترجمة، وقد يكون ثمة عيب في المترجم كذلك، إن لم يكن ممن يتقنون اللغتين نصا وروحا، ولم يكن يملك حس الشاعر الأصيل، فالشعر يحتاج إلى شاعر ينقله نقلًا أميناً وجيداً"21.

فبالرغم من أن معظم هذه الترجمات عسيرة ومعقدة، وضعيفة من الناحية الفنية، فإن فعل ترجمة الشعر سائر في طريقه ولم يتوقف أبداً، فذهب القائلون بإمكانية ترجمة الشعر لدعم تصورهم، إلى التأكيد على غياب حركة ترجمة الشعر قديما، فلم يستطع العرب نقل أشعار غيرهم لاستحالة ترجمتها.

إلا أن المتأمل المتريث يتبين له كما ذهب إلى ذلك المنصف الجزار (الترجمة الأدبيّة، ضمن: الترجمة ونظرياتها، بيت الحكمة 1989)، "أن وراء استنكاف العرب عن ترجمة الشعر أسباباً حضارية ونفسية أهمها: اقتناعهم الجازم بأنّ الشعر ديوانهم وفنّهم الذي لم يُعْطَهُ غيرهم من الأمم، ومن ثمّة انعدم إحساسهم بالحاجة إلى ترجمة شعر الفرس والهنود والإغريق في حين أوجبت عليهم الضرورة الحضاريّة وجوب الإسراع بترجمة فلسفة هذه الأمم وحكمتها وعلومها"22.

فهناك من الدارسين من قَبِل بترجمة الشعر، ولكن وجدنا في ذلك حذراً ونوعاً من الحساسية، تبلورت في وضع شروط بموجبها يمكن أن تقبل ترجمة الشعر، وهذا ما ذهب إليه محمد عبد الغني حسن، حيث ذكر بعضاً من هذه الشروط، نجملها فيما يلي:
"الاستغناء قدر الإمكان عن ترجمة اللفظ الأجنبي الواحد، بجملة قد تقصر أحياناً، وقد تطول بعض الحين، فالإيجاز البليغ شرط في صحة الترجمة وجودتها، فخفة اللفظ المترجم على اللسان، عنصر فعال في مدى انتشارها وقبولها، أو رفضها، والحكم عليها بالبقاء طويلًا إلى ما شاء الله، أو الحكم على أختها الثقيلة بالموت الأبدي"23.

وبالعودة إلى الجاحظ، وهنا لن نسائله باعتباره رافضاً لترجمة الشعر، بل سنسائله عن الشروط التي وضعها لمترجم الشعر وقيده بها، وفي هذا الموضع يقول: "لا بد للترجمان أن يكون بيانه في نفس بيان الترجمة، وفي وزن علمه في نفس المعرفة، وينبغي أن يكون أعلم الناس باللغة المنقول منها وإليها، حتى يكون فيهما سواء وغاية، ومتى وجدناه قد تكلم بلسانين علمنا أنه قد أدخل الضيم عليهما مجتمعين فيه، وكلما كان الباب من العلم أعسر وأضيق، والعلماء به أقل، كان أشد على المترجم وأجدر أن يخطئ فيه"24، يمثل الجاحظ ببعض الأمثلة قائلًا: "إن كتب الهند قد نقلت إلى العربية، وحكمة اليونان قد ترجمت، وآداب الفرس قد تحولت إلى لساننا، فازداد بعضها حسناً بالترجمة، وأربى على أصله الذي ترجمت عنه، وبعضها لم ينتقص من الحسن شيئاً، أما حكمة العرب (الشعر) فلو حولت إلى لغة أخرى لبطل ذلك المعجز الذي هو الوزن، ومع أنهم لو حولوها لم يجدوا في معانيها شيئاً لم تذكره العجم في كتبهم"25.

قد يتساءل البعض عن جدوى ترجمة الشعر، وعدم الاستمتاع به وبه عذوبته في لغته الأصلية، وبالتالي فرصة للاطلاع على لغات أجنبية، وربط الاتصال الحضاري والثقافي معها عبر لغتها.

فالاتجاه بنهم نحو ترجمة النصوص الإبداعية التي تكتسي صبغة عالمية، متجذر في ذات المترجم؛ إذ لا يهنأ له بال ولا يرتاح له ضمير حتى يحول النصّ الذي أعجب به وينقله إلى لغته. فالترجمة مثل الإبداع فلكليهما لواعج وآلام عسيرة ومخاض، فالقدرة على التمتّع بالنصّ الأصليّ، لا تشفي غليل المترجم المبدع، بل لعلّها لا تزيد ناره إلاّ أواراً.

 


الهوامش: 1. محمود عبد الغني، (مدارات المستحيل) لحسن بحراوي ترجمة الشعر ممكنة، ترجمة الشعر مستحيلة، مقال نشر في الاتحاد الاشتراكي، 16-09-2011.2. هوراس، فن الشعر، ترجمة: لويس عوض، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، ط3 ،1988م، ص: 118.3. نجاة الفارس، ترجمة الشعر، قضية خلافية، جريدة الخليج الرقمية، تاريخ نشر المقال: 10 غشت 2022.4. عمرو بن بحر الجاحظ، الحيوان، تحقيق: عبد السلام هارون، مطبعة مصطفى البابي الحلبي، القاهرة، ط2، 1965م، ج 1، ص: :74-75.5. حسن ناظم، مفاهيم الشّعرية؛ دراسة مقارنة في الأصول والمنهج والمفاهيم، المركز الثّقافي العربي بيروت، 1994م، ص: -20
.326. إياس غالب الرشيد، ترجمة الشعر بين القبول والرفض، مقال نشر في BİNGÖL ÜNİVERSİTESİ İLAHİYAT) FAKÜLTESİ DERGİSİ-SAYI-18 /ARALIK 2021)، ص: 74.7. إياس غالب الرشيد، ترجمة الشعر بين القبول والرفض (مرجع سابق) ص: 76.8. مريم المجمعي، نظرية الشعر عند الجاحظ، دار مجدلاوي للنشر والتوزيع، الأردن، ط1، 2009، ص:116.9. نور الهدى باديس النويري، الترجمة إبداع أم انصياع، قضايا الترجمة وإشكالياتها، سلسلة أبحاث المؤتمرات 8، المجلس الأعلى للثقافة 28-31 أكتوبر، القاهرة 2000، ص: 330.10. حبيب مونسي، مشكلة دلالة الصوت المفرد، بين التلقي والترجمة، مجلة المترجم العدد 3، أكتوبر- ديسمبر، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، 2001/ ص: 23.11. نور الدين صبار، الترجمة الأدبية بين الحرفية والإبداع، مجلة المترجم العدد 3، أكتوبر- ديسمبر، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، 2001/ ص: 33.12. رشيد برهون، حوار الضفاف الشعرية، من ترجمة القصيدة إلى الترجمة القصيدة، مجلة المترجم العدد 3، أكتوبر- ديسمبر، دار الغرب للنشر والتوزيع، وهران، 2001/ ص: 15.13. فطيمة ليتيم، ترجمة الشعر بين الاستحالة والإمكان، مجلة التواصل، سبتمبر عدد 19، 2007/ ص: 258.14. صفية مطهري، مشكلة الدلالة، مجلة المترجم العدد1، يناير، دار الغروب للنشر والتوزيع، وهران 2001، ص: 183.15. عبد الحفيظ محمد حسن، قضية ترجمة الشعر (مرجع سابق)، ص: 19.16. نفسه.17. محمد آيت مهيوب، مغامرة ترجمة الشعر بين الاستحالة والإمكان، مجلة الجديد الإليكترونية 8-01-2018.18. محمد آيت مهيوب، مغامرة ترجمة الشعر بين الاستحالة والإمكان (مرجع سابق).19. إياس غالب الرشيد، ترجمة الشعر بين القبول والرفض (مرجع سابق) ص: 77.20. محمد عناني، نظرية الترجمة الحديثة مدخل إلى مبحث دراسات الترجمة، الشركة المصرية العالمية للنشر لونجمان، القاهرة، ط1، 2003/ ص: 29-3021. عييسى الناعوري، نحو نقد أدبي معاصر، الدار العربية للكتاب، ليبيا، تونس، ط 1981،1م، ص:522. محمد آيت مهيوب، مغامرة ترجمة الشعر بين الاستحالة والإمكان (مرجع سابق).23. محمد عبد الغني حسن، فن الترجمة، الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر، 1966، ص: 185-186-194.24. عبد الحفيظ محمد حسن، قضية ترجمة الشعر (مرجع سابق)، ص: 22.25. محمد آيت مهيوب، مغامرة ترجمة الشعر بين الاستحالة والإمكان (مرجع سابق).

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها