الشّاعِر سعيد معتوق.. لستُ ضد ما يُسمى بقـصيدة النثر

حاورته: أبرار محمد الأغا


 

خطا الشاعر الإماراتي سعيد معتوق أُولى خطواته في نظم الشعر الموزون المقفى منذ كان في السنة الخامس عشرة من عمره، فنشر باكورة أشعاره الموزونة في صفحة (على الدرب) الأسبوعية في جريدة الاتحاد الإماراتية؛ وكانت تلك الخطوة بمثابة قفزة تشجيعية لمعتوق، فغاص في موسيقى العمود والتفعيلة والروي، وميز نفسه ببصمة شعرية خاصة، تجلت في دواوينه الشعرية. وقد أصدرت له وزارة الثقافة وتنمية المجتمع ديوان (ناي حياتي) عام 2010م، وله ديوان (نَصِّيَ القادم) الصادر عن دار الرابطة للنشر والتوزيع عام 2014م، وله ديوان (الشارقة وقصائد أخرى) الصادر عن دائرة الثقافة بالشارقة عام 2016م، وله ديوان (كافح حقودك بالنجاح) الصادر عن دار المرايا للطبع والنشر، وصدر له كتاب آخر عن دار النشر ذاتها (الطـريقة الجـديدة في فهـم وزن القـصيدة) عام 2020. وقد كان لنا معه هذا الحوار؛ لنتعرف أكثر على تجربته الشعرية.


 

بدايةً كيف اهتديت إلى الشعر؟

في أيام الدراسـة الإعـدادية كـنت ألامس الموسـيقى الخارجـية للقـصيدة (وزن القـصـيدة)، في النصوص المقررة عـلينا في المنهج الدراسي آنـذاك، فـكـنت أقـرؤها بشيء من الغـناء، ثم كانت محاولاتي الأولى في الـكـتابة، إلى أنْ بدأتُ بـنـشـر قـصائدي في الجـرائـد اليـومـية والمجـلات المحلية.

ماذا يُقصد بعلم العروض؟

هـو العـلم الذي نعـرف به صحـيـح الشعـر من مكسوره؛ أي عـلم وزن البـيت الشعـري.

ما جدوى علم العروض في الشعر العربي؟

من خلال عـلم العـروض يتـأكـد الشاعـر من سـلامة الوزن في قـصيدته.

ما رأيك في شاعرية واضع علم العروض الخليل بن أحمد الفراهيدي؟

كان شاعـراً مُـقِلًّا جـدّاً، كل الذي ألفه مائة وتسعة عـشر بيتاً؛ لـكـنه كان أسـتاذاً جـيدّاً في اللغة وعـلم النحـو والصرف، فهـو أسـتاذ سـيـبويه والنـضر بن شـمـيـل وغـيـرهـما.

هل يعد الكلام الموزون والمقفى شعراً؟

نعم؛ وهـناك الشعـر الجـيد والشعـر الرديء.

 


هل تفضل صياغة القصيدة على تفعيلة عروض واحدة؟ أم لا بأس في التنوع؟

صياغة القصيدة على تفعـيلة عـروض واحدة تشكل بحـراً من البحور الصافية أو البسيطة، وصياغة القصيدة على أكثر من تفعـيلة تشكل بحراً من البحور الممزوجة أو المركبة، ولا يـوجـد فـرق بـيـنهـما.

يكتب البعض الشعر بالسليقة.. فهل هذا ما يطلق عليه النثر؟

لا، فالنـثر كلام غـير موزون، أما الشعـر فـكلام موزون سواءً كان جـيداً أم رديـئاً.

ما طبيعة العلاقة بينك وبين النثر؟

لست ضد ما يسمى بقـصيدة النثـر؛ لكني أفـضل أن تسمى الأشياء بمسـمياتها الحـقيقية؛ لأن الشعـر شعـر والنثر نثر، وفن قصيدة النثر فن جميل؛ لكنه ليس شعـراً.

هل تؤيد انفتاح الشعر على الأجناس الأدبية الأخرى؟

أرى أن الاستـشهاد بالأبـيات الشعـرية في القـصة أو الرواية يـزيدها جـمالاً ورونقاً.

برأيك.. ما نوع الشعر الذي يفضل شعراء الإمارات الكتابة به؟

أي ساحة أدبـية نجـد فـيها مخـتـلف الاتجاهات والفـنون، وهـذا ما يـنـطـبـق عـلى شعـراء الإمارات، منهم من يفـضل الشعـر الموزون المقـفى العـمودي أو البـيتي، ومنهـم من يفـضل شعـر التـفـعـيلة، ومـنهم مـن يـكـتـب قـصيدة النـثـر.

انتقدك البعض لتفضيلك الرجوع إلى الشعر العباسي، وتجنب الشعر الجاهلي في تعلم كتابة القصيدة.. فما تعليقك؟

أول من كـتـبوا في عـلم العروض لَمْ يكونوا شعـراء مطـبوعـين؛ بل كانوا أساتـذة لـغـة، وهـذا ما أحـدث قُـبحاً في عـلم العـروض في تاريخ الأدب العـربي كُـلِّه، وأي شاعـر متـمـرس يعـلم أن الشعـر العـباسي خـالٍ مِـن القـبـح في المـوسـيـقى، الأمر الذي نـلـحـظـه في بـعـض أبـيات الشعـر الجـاهـلي.

يقال إن "العَروض ليس بالعلم اليسير ولا بالعلم البسيط الهين، ويشق على كثير من الناس عامة والدارسين خاصة"، ما مدى صحة هذا الرأي من وجهة نظرك؟

التـمـكـن مِن فهـم وزن القـصيدة يخـتـلف مِن شـخـص لآخـر، مـنهـم مَـن يـجـيده، ومـنهـم مَـن يـصـعـب عـلـيه؛ لأنه يـمـتـلـك مـوهـبة أخـرى غـيـر مـوهـبة الشعـر.

يقال إن الجنون أحد أسرار الكتابة الشعرية.. فما تعليقك؟

ليـس الجـنون؛ إنـما العـزلـة أحـياناً لـمـمـارسـة القـراءة، والقـراءة، والـقـراءة، ثـم الـكـتـابة، ثـم الإبـداع في الـكـتـابة.

للشارقة مكانة خاصة في قلب سعيد معتوق، فقد كان أحد دواوينك الشعرية بعنوان: "الشارقة وقصائد أخرى".. فهلا قرأت علينا مما كتبت عنها؟
 

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها