ميلان كونديرا

السرد المتشعب.. من الدرامية إلى التفلسف

د. رضا عطية

 

أسس الروائي التشيكي المولد والفرنسي الجنسية ميلان كونديرا، عبر كتاباته الإبداعية في السرد وكتاباته الأخرى -خاصة الرواية- عوالمَ جمالية شديدة التميُّز، وبالغة الفساحة وغائرة العمق. يتجاوز كونديرا كونه كاتبًا صاحب تجربة خصبة ورصيد كبير من النصوص الإبداعية في السرد، إلى كونه منظِّرًا صاحب رؤية فكرية في فن الأدب وبخاصة السرد، وفيلسوفًا يأخذ موقفًا تأمليًّا من حركة التاريخ وأحداثه الكبرى.


يبدو فضاء الكتابة السردية عند كونديرًا ممتد الأرجاء، ومتعدد الجوانب، ومتراكب الطبقات، فبينما تمضي الحكاية المسرودة عنده في مسارها نجده لا يكتفي في بناءاته السردية بمجرد التأسيس الحكائي للقص في تنامي حركة الأحداث وتطورات المواقف ومآلات مصائر الشخوص، أبطال قصه؛ وإنَّما يتجاوز السرد ذلك متشعبًا في مسارات أخرى تتقاطع وتتوازى مع مسار الحكاية الرئيسي؛ إذ يمضي السرد في مسارات أخرى كالتاريخ القومي وتحولاته والفلسفة الوجودية للإنسان في هذا العالم، والهوية الخاصة بالأمم وبخاصة التشيكية، بلد المولد لكونديرا وأوربا الشرقية والفرنسية، بلد العيش والعمل، في تشكُّل سردي متعدد المكوِّنات ومُحكَّم الحركات والنقلات السردية، لقدرة كونديرا وتمكنه البارع من إيجاد روابط بين مسارات سرده.

شعرية التمدُّد السردي

يغلب على التشكيل السردي عند كونديرا تمديد السرد بالانتقال من حدث يمثل نقطة انطلاق سردي، مهما كان هذا الحدث بسيطًا أو جسيمًا وكبيرًا، إلى التأمل فيما يثيره من قضايا وما يطرحه من إشكاليات، فتكون ثمة استخلاصات رؤيوية واستنتاجات فلسفية متمخضة عن الحدث الجزئي، ينتقل بها السرد إلى ما هو كلي وعام، يفلسِف من خلاله الأحداث، ويضعها ضمن أطر تأملية ونسق فلسفي ينتظمها.
 

في رواية "البطء" يحكي كونديرا عن ذهاب بطل الحكاية وصوتها السرد، إلى التنزه مع زوجته في أحد القصور التي تحولت إلى فنادق:
"تملَّكتنا الرغبة في تمضية فترة السهرة وقضاء الليل بواحدٍ من تلك القصور التي تحوَّل الكثير منها إلى فنادق، هو بقعة خضراء مربَّعة ضائعة في امتداد من البشاعة القاحلة؛ بقعة صغيرة من المسالك والأشجار والطيور وسط شبكة ضخمة من الطرقات. أقود السيارة في الطريق إليه، وعبر المرآة أتابع سيارة خلفي.. يترقب السائق الفرصة لتجاوزي، مترصِّدًا تلك اللحظة كما يترصَّد طائرٌ كاسرٌ عصفورَ الدُّري.

فيرا، زوجتي، تقولُ لي: "كلَّ خمسين دقيقة، يلقى شخصٌ حتفه على طرقات فرنسا، انظر إلى جميع هؤلاء المجانين المسرعين من حولنا، هم أنفسهم من يُصبحون حذرين إلى أبعد حدٍّ عندما تتعرَّضُ عجوزٌ أمام أعينهم للسرقة في الشارع العام، فكيف يمتلكون هذه الجرأة في السياقة"؟

تقيم الصياغة السردية، عند كونديرا، على الحدث البسيط، المنطلق الأولي للحكاية، المتمثِّل في انتقال بطل الحكاية، الصوت السارد، وزوجته إلى قضاء سهرة في قصر قديم تحوَّل إلى فندق.. كما تستخلص من المواقف العابرة التي يقصها السرد مواقف أخرى مقارِنة، يكون لها دلالتها، كما في مقارنة الزوجة بين جرأة الناس واندفاعهم المتهوِّر في سياقة السيارات بسرعة جنونية، في مقابل جبنهم وتخاذلهم عن الدفاع عن ضحايا جرائم سرقة تُرتَكب بحق أشخاص ضعفاء، كامرأة عجوز في الشارع العام، ما يسفر عن فداحة التناقضات التي أصابت الشخصية الفرنسية. كما يتنقل السرد من الوصف المشهدي للحدث إلى التمثُّل المجازي والاستخلاص الاستعاري المتأمل له كما في وصف الصوت السارد محاولة سائق آخر تجاوزه: (يترقب السائق الفرصة لتجاوزي، مترصِّدًا تلك اللحظة كما يترصَّد طائرٌ كاسرٌ عصفورَ الدُّري) في تشعير للعابر والمبذول من الأحداث، فتميل استعارات كونديرا إلى التكثيف الترميزي والتوازي التمثيلي.

وثمة تصاعد في وتيرة التشعير السردي تأملاً للمواقف وتمثُّلاً للأحداث عند كونديرا، فيقول الصوت السارد في رواية "البطء" متحسرًا على إيقاع الحياة في الزمن الغابر:
"لِمَ اختفت لذَّةُ البُطْء؟ آه، أين هم متسكِّعو الزمن الغابر؟ أين أبطال الأغاني الشعبية الكسالى، أولئك المتسكِّعون الذين يجُرّون أقدامهم بتثاقُل من طاحونة إلى أخرى، وينامون في العراء؟ هل اختفوا باختفاء الدروب الريفية والواحات وفجاج الغابات، وباختفاء الطبيعة؟ ثمة مثلٌ تشيكي يُحدِّدُ خمولهم الوديع بالاستعارة الآتية: إنَّهم يتأملون نوافذ الإله. ومن يتأمل نوافذ الإله لا يسأم، بل يكون دومًا سعيدًا. لقد تحوَّل الخمول في عالمنا، إلى البطالة التي هي شيء آخر تمامًا، العاطل خلافًا للخامل، محرومٌ ومستاء، هو في بحث دائمٍ عن الحركة التي يفتقدُها".

ثمة دفقة غنائية تمثِّل مرثية الذات لزمن غابر يفتقده الإنسان بسبب تغيُّر إيقاعات الحياة، ومرثية لذبول الطبيعة وانحسارها في عالم التقنية وعصر الحداثة، ثمة ربط ينجم بالاستنتاج بين التحولات الحادة في البيئة، واختفاء الطبيعة أو انحسارها، وتغيُّر طبائع إنسان عصر الحداثة التقنية، ويكون استحضار نصوص أخرى كالأمثال تشكيلاً لاستعارة ترسِّخ للصورة التي يرسمها السرد تشعيرًا لحالة إنسانية لزمن بعيد مضى، لنموذج مفتقد، لشخصية إنسانية مرهفة العواطف، لعصر ماضٍ مفعم بالرومانسية.
 

شعرية التساؤلات السردية المتفلسفة

ينحو السرد عند كونديرا في كثير من نصوصه السردية باتجاه مساءلة الأفكار الفلسفية والمقولات الكبرى المترسِّخة، بغرض تأملها، وتدارس مدى ملاءمتها للواقع الإنساني الآني، متعاليًّا على أية أفكار تأخذ سمتًا دوجماطيقيًّا مهما بلغت قوة حضورها واستمراريتها التاريخية، وسعة انتشارها في الفكر الإنساني عبر ثقافات متعددة أو مختلفة، كما في مستهل روايته، "كائن لا تُحتمل خفته"، فيقول الصوت السارد مناقشًا فكرة نيتشه عن العود الأبدي:
"العَوْدُ الأبدي فكرة يكتنفها الغموض وبها أربك نيتشه الكثير من الفلاسفة: أن نتصور أنَّ كلَّ شيء سيتكرر ذات يوم كما عشناه في السابق، وأنَّ هذا التكرار بالذات سيتكرر بلا نهاية! ماذا تعني هذه الخرافة المجنونة؟

تؤكد خرافة العَوْدُ الأبدي، سلبًا، أنَّ الحياة التي تختفي نهائيًّا، والتي لا تعود قط إنَّما هي أشبه بظل ودون وزنٍ وميتة سلفًا. ومهما تكن هذه الحياة فظيعة أو جميلة أو رائعة فإنَّ هذه الفظاعة وهذا الجمال وهذه الروعة لا تعني شيئًا. هي غير ذات أهمية مثل حرب وقعت في القرن الرابع عشر بين مملكتين أفريقيتين، فما غيَّرت شيئًا في وجه التاريخ، مع أن ثلاثمائة ألف زنجي لاقوا فيها حتفهم، وفي عذابات تفوق الوصف. فهل كان سيتغير شيء لو أن هذه الحرب بين المملكتين الأفريقيتين في القرن الرابع عشر، قد تكررت مرات لا حصر لها في سياق العود الأبدي؟

بلى: كانت ستؤول إلى كتلة متراصفة من الجماجم، وتفاهتها ستكون متصلة دون توقُّف... لنقل إنّ فكرة العود الأبدي تحدد أفقًا لا تبدو فيه الأشياء كما نعرفها: تظهر لنا من دون الظروف التخفيفية لعرضيتها، هذه الظروف التخفيفية تمنعنا في الحقيقة من إصدار حكم معين. هل بالإمكان إدانة ما هو زائل؟ إنَّ غيوم المغيب البرتقالية تضفي على كل شيء ألق الحنين، حتى على المقصلة".

يبدو الجدل الفلسفي وإعادة اختبار ومحاكمة الأفكار الفلسفية الكبرى قوامًا رئيسيًّا ومكوِّنًا حاضرًا في البناء السردي لدى ميلان كونديرا، الذي يصطدم في استهلالية روايته "كائن لا تُحتمل خفته"، بواحدة من كبرى الأفكار الفلسفية السائرة عبر تاريخ الفلسفة الحديث والمعاصر؛ إذ يتجادل والطرح النيتشوي لفكرة أو مبدأ "العود الأبدي"، بأنَّه ليس مقبولاً أن يتكرر التاريخ، بشكل آلي، بما فيه من مآسٍ وأحداث جسيمة، فالسرد الكونديري يتجاوز مسألة السرد المعرفي والمعلوماتية إلى إطلاق تساؤلات وجودية، وإدارة عصف ذهني يسائل الأفكار الكبرى ويعيد قراءة التاريخ الإنساني، استجلاءً للعوامل الفاعلة في وقوع حوادثه الكبرى، والبواعث المفضية إلى تحولاته المفصلية. وكعادته، يمارس كونديرا أسلوبه الأثير في تشعير طرحه السردي، سواء كان أحداثًا تُحكَى أو أفكارًا تُناقش، في خاتمة استعارية تكثِّف الفكرة التي ينتهي في طرح خلاصتها، كما في تمثيله لرفضه لفكرة العود الأبدي، وعدم تقبله إمكانية التكرار التاريخي المحتمل لأحداث التاريخ، لاسيما البشع والمؤلم منها بهذا التناظر الاستعاري: (إنَّ غيوم المغيب البرتقالية تضفي على كل شيء ألق الحنين، حتى على المقصلة)، فيمثِّل لمبدأ العود الأبدي، أو بالأحرى لاستعداد معتنقيه بقبوله باستعارة "غيوم المغيب البرتقالية" التي هي تمثيل لتسامح ذاكرة الإنسان التاريخية إزاء كوراث التاريخ والأحداث الأليمة التي لحقت بالإنسانية في زمن ما، وطرح احتمالية تكرار حدوثها وعودها الأبدي.
 

سرد الأصوات المتعددة

يستخدم ميلان كونديرا في رواياته عددًا من التقنيات المتنوعة، منها أسلوب تعدد الرواة أو تقنية الأصوات المتعددة؛ حيث يتناوب على سرد الحكاية المروية، عدد من شخصيات القص، كلٌّ من وجهة نظره وبؤرة رؤيته للعالم، وهذا الأسلوب السردي يُعزِّز من بولوفونية الرواية، حيث جلاء التمايزات الأيديولوجية والاختلافات الفكرية بين الشخوص وهو ما يدعم البنية الدرامية للسرد، وقد استخدم كونديرا هذا الأسلوب لتعدد الرواة في غير رواية له، مثل كائن لا تُحتمَل خفته، والمزحة، وغيرهما. في رواية المزحة يستخدم كونديرا أسلوب سرد تعدُّد الرواة بطريقة مختلفة بعض الشيء؛ حيث يروي أحداث الحكاية الروائية أربعة أصوات، هم أبطالها، ولكن أحدهم هو "لودفيك" يروي ثلاثة فصول، بينما الأصوات الثلاثة الأخرى، هيلينا، جاروسلاف، كوستكا، يروي كلٌّ منهم فصلاً واحدًا، في حين يقوم على رواية الفضل السابع والختامي من الرواية راوٍ وصوت محايد، يحكي عن شخوص الحكاية الروائية الأربعة الرئيسيين.

ومما يجلي التمايز بين الشخصيات عبر أسلوب أصوات السرد المتعددة، تمثُّل شخصيتين لنفس المكان، كما في تَمثُّل مدينة "أوسترافا"، بين لودفيك وجاروسلاف، فيحكي لودفيك عن زيارته لهذه المدينة وشعوره حين عاين النهر والحقول فيها:
"نعم؛ لقد خرجت لأتسكَّع. توقفتُ فوق جسر نهر المورافا مُتَأمِّلاً التيار. ما أبشع المورافا (نهر شديد الدُّكنة حتى ليخال أنَّ سريره من الغضار السائل لا من الماء) وكم هي كئيبة ضفته: زقاق من خمسة منازل بورجوازية بطابق واحد، منفصلة عن بعضها، كلٌّ منها مزروع في مكان، يتيمًا على نحو أخرق (...) منزلان من بين الخمسة منازل عليها من الخزف والجصّ تماثيل ملائكة صغيرة ونقوش تصدَّعت، تماثيل الملائكة لم تعد لها أجنحة والنقوش المجلوة إلى أقصاها لم تعد واضحة. وهناك، حيث ينتهي زقاق المنازل اليتيمة، ليس ثمة إلا أعمدة من حديد بأسلاك كهربائية، وعشب به إوزات بطيئة، ثم حقول لا حدَّ لها، ممتدة إلى ما لا نهاية، عبرها يختفي غَضار المورافا السائل".

أما في وصف جاروسلاف لنفس المدينة فثمة تمايز عن وصف لودفيك لها:
"أرى طريقًا وسط الحقول. أرى هذا الطريق مُخدَّدًا بعجلات عربات المُزارعين. العشبُ شديدُ الاخضرار على طول الطريق، بحيث لا أقوى على مُقاومة رغبتي في لمْسِه".

يتسم سرد ميلاد كونديرا بتشعير الأشياء التي يصفها الصوت السارد، وتنقلها كاميرا تقوم بتسجيل مدقِّق لمعطيات المشهد المسرود، في أسلوب سينمائي للسرد، وعلى الرغم من تشارك كلا الصوتين/ الشخصيتين في وصف المكان، لكنَّ ثمة تمايزًا واضحًا واختلافًا فارقًا بين الشخصتين/ الصوتين الساردين/ لودفيك وجاروسلاف في ثَمثُّل كلا منهما لفضاء المكان نفسه، بما يعكس تمايز شخصية كلٍّ منهما عن الآخر.

يتجلى أنَّ ثمة وعيًا انتقائيًّا لكل شخصية في تمثُّلها للمكان، فيبدو لودفيك قانطًا على المكان، كارهًا له، يريد ألا يعاود ذكرياته القديمة فيه، لذا فهو ينتقي مثالب المكان أو معطيات من المكان يراها كنقائص، كما في تمثُّله للمنازل الخمسة وطريقة تجاورها كأيتام ليس بينها اتصال، وكذلك في تمثُّله لتماثيل الملائكة وما طال ملامحها من محو أو تكويناتها من كسور، تأكيدًا على تعزيزه النفسي لتصور شائه للمكان، فيبدو وصفه للمكان انعكاسًا لشخصيته البراغماتية، وجفاف عواطفه إزاء مكانه الأول الذي عاش فيه فترة صباه، في المقابل يبدو جاوتسلاف منتميًّا للمكان الذي عاش وما زال يعيش فيه، مرتبطًا به بشكل حميمي، كما في وصف إحساسه بالعشب الذي يصف لونه بالاخضرار الشديد، تأكيدًا على نضارته وحيويته، فالأخضر لون الحياة المتجدِّدة، لون باعث على الراحة والبهجة، في مقابل تركيز لودفيك على الغضار، الطين بلونه الداكن وقتامته، كذلك يتجاوز جاروتسلاف في وصف للمكان وإحساسه بأشيائه البعد المكاني والتحديد الفيزيقي، إلى الانفعال العاطفي بالمكان في اتصال حميمي به.

ومما يضطلع به سرد الأصوات المتعددة أن تقوم بعض الشخصيات بجلاء بعض ملامح أو جوانب من شخصيات أخرى في الحكاية المروية، كما في حديث "هيلينا" في وصف لودفيك:
"... التقينا بأحد المقاهي، كان ريبورتاجي البائس مكوَّنًا من أربع صفحات، قرأه بلطف ثم ابتسم معلنًا أنَّ الريبورتاج ممتاز، لقد جعلني أدرك، منذ اللحظة الأولى، أنَّني أعنيه بوصفي امرأة لا بوصفي صحافية، فلم أكن أدري هل عليَّ بسبب ذلك أن أبتهج أم أغتاظ. على كلِّ حال كان يبدو لطيفًا، وكان بيننا تفاهم واضح، فهو ليس من مُثقفي الصالونات الذين يُرهقونني، له تجارب غنية".

ينوِّع كونديرا في استخدامه لسرد الأصوات المتعددة في أساليب البث القولي لدى كل شخصية، أو صوت سردي من شخصيات الرواية وأصواتها الساردة، فيبرز كما يتبدى من سرد شخصية "هيلينا" عن لقائها بلودفيك، نفسية وطبيعة المرأة، التي تستشعر أو تتساءل حول الأسباب والعلل البعيدة وراء الأشياء والسلوكيات، كما يجسِّد كذلك مشاعر المرأة الحائرة والمترددة أحيانًا، كما في تردد هيلينا في ردة فعلها الشعورية، إزاء اهتمام الآخر بها بوصفها امرأة لا صحافية: (فلم أكن أدري هل عليَّ بسبب ذلك أن أبتهج أم أغتاظ)، فيمزج سرد كونديرا بين وصف الأحداث وتسجيل المشاهد، وكذلك تجسيد الحالات الشعورية، ونقل الذبذبات النفسية للشخصيات.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها