اللُّغة.. سلاح المبدع والوعاء الذي يحوي أفكارَه

حـوار مع الشَّاعر منير خلف

حاوره: علاء الدين حسن

"إنَّ مِن الشِّعر لحكمة؛ وإنَّ مِن البيان لسحراً". وهكذا يجب أن يكون الشِّعر؛ فالحكمة هي الَّتي تمنح الشِّعر معناه الجميل، وفي حوارنا هذا مع الشَّاعر منير خلف؛ سنركِّز على المعاني الجوهريَّة لهذا العالَم الَّذي يترك تأثيره البالغ في النَّفس والكون، والمجتمع والحياة.


 


✧ أستاذ منير! نريد في البداية أن تُطْلِع الإخوة القارئين على بدايتك الأدبيَّة والشِّعريَّة؟

الآن؛ وكأنَّ إحداهنَّ مِن الأوانس الحسان مِن صبايا الذَّاكرة؛ كأنَّ إحداهنَّ تمُسك بيد قلبي؛ آخذةً بي إلى أحضان قريتي (شاغر بازار)؛ الَّتي أرضعتْني حليبَ الانتماء إلى هذه الأرض؛ وهي تخبّئ لحظاتِ اكتشافنا لأمومتها الدَّافئة الخضراء؛ بحضور جميع فصولها الَّتي تركت آثاراً مشرقة في جغرافيَّة الطُّفولة؛ الطُّفولة الَّتي لم تتعرَّف بعدُ إلى شبحِ الهرم، ولم تترك أيَّة ثغرة للنّسيان أن يباغتَ حدود مكمنها؛ منذ الإشراقة الأولى لفجر اللُّغة الَّتي كنت وما زلت أعدّها الجسرَ الَّذي يُوصلُنا إلى الآخر، في هذه القرية تفتّقتْ أزاهيرُ إحساسي الأوَّل بالحياة، ونطقي أبجديَّة حرملها الَّتي لم أكن –حينها- أفقهُ شيئاً مِن اللُّغة العربيَّة؛ إذ كنتُ أتغنَّى باللُّغة الكرديّة وأنا أدرج بين سفوح جبل (شاغر بازار)؛ وأنا أتقلَّب فوقَ نعيمِ عشبها المتماوجِ بين معالم ذلك الجبل وضفاف نهر الخنْزير، وأنا أرعى الخراف الصَّغيرةَ أيَّامَ الرَّبيع؛ تماماً عندما كانت العصافير الصّفرُ تنقرُ بين أرجل تلك الخراف أسبابَ الحياة؛ معلنة انتماءً أزرقَ إلى حياء الحياة وتاء تأنيثها الفاعلة.

تلك الطُّفولة كانت أصابعها مربوطة بانتظار وصول (مجلَّة أسامة)؛ مِن الحسكة إلى القرية كلّ أسبوع أو أسبوعين؛ المجلَّة الَّتي كنتُ أنتظرها بفارغ الصَّبر قادمة مِن الحسكة إلى عامودا، عن طريق باص (حجي زكي)، وقد كان أخي الخطَّاط معصوم خلف هو الَّذي يتولَّى إرسالها إليّ مِن هناك؛ مِن الحسكة إلى (شاغر بازار)؛ تلك القرية الَّتي ما زلتُ أراني طفلاً متعلّقاً بكلِّ تفاصيلها الحميمة، إضافة إلى ذلك؛ فإنَّ أبي -رحمهُ الله- كان إمامَ جامع القرية، ويبدو أنَّ صوتَهُ زرع منذ زمن بعيد بذور حبّ اللُّغة العربيَّة في تربة الرُّوح، وهو يتلو آياتِ القرآن الكريمِ آناء الليل وأطراف النَّهار، فكان صوتُهُ وما يزالُ معلّمَ قلوبنا وترجمانَ بيانها الأبيض.

 

✦ أنت متمكِّن في اللُّغة العربيَّة، وعضو لجنة تمكين للُّغة العربيَّة، إلى أيِّ مدى يؤثِّر هذا التَّمكُّن في تجربتك الإبداعيَّة؟

لا أعتقد أنَّ أيَّ موقع يشغله الإنسان وبالأخصّ إن كان مبدعاً، لا أعتقدُ أنَّ ذلك الموقع يستطيع أن يؤثِّر في تجربة المبدع إن لم يكن هو نفسُهُ قادراً على الاهتمام بذاته اللُّغويَّة وكينونته الثَّقافيَّة؛ لكنَّني مِن خلال تلك النَّافذة حاولتُ عدَّة مرَّاتٍ أن أُلفِتَ عناية القيّمين في لجنة التَّمكين إلى الاهتمامِ البالغِ بجيل الشَّباب مِن المبدعين وإحداث جوائزَ أدبيَّة لهم في فنون الأدب جميعها، وتكريمهم ودعمهم، احتفاءً باللُّغة العربيّة وطاقاتها الجماليّة؛ فاللُّغة هي سلاحُ المبدع في محاربتهِ الحثيثةِ أعداءَ الحياة، وهي صوتُ روحه، وبصمةُ قلبه، وهي الوعاءُ الأوسعُ الَّذي يحوي أفكارَهُ ومعانيَه.

اللُّغة هي الكيان الاجتماعيّ القصديَّ الَّذي حظيَ باهتمام الدَّارسين قديماً وحديثاً، ولأنَّها أداةُ التَّواصل والتَّخاطب بين بني البشر؛ فإنّه لا وجودَ لإبداعٍ أو نتاجٍ فكريّ لدى أيَّة أمّة في غياب اللُّغة، فالإبداع الفكريُّ مرهونٌ بوجودها، وقائم في نموّها وازدهارها.

 

✧ أصدرتَ ثمانـيَ مجموعاتٍ شعريَّة منها: سقوط آخر الأنهار، لمن تأخذون البلاد؟ وقتٌ لبكاء الأصـابع.. كذلك نشرت الكثير مِن القصائد والمقالات في عدد مِن الصُّحف والدَّوريّات، أيّ المجموعات هي الأقرب إلى ذاتك؟ ولماذا؟

لا شكّ أنَّ مجموعاتي الشِّعريّةَ الَّتي ذكرتها، وغيرها الَّتي لم يرِدْ ذكرُهُنّ -وأؤكّد على ذكرهنّ- لا شكّ أنَّها تشكّلُ مرحلة مهمّة مِن مراحل حياتي بكلِّ أحزانها وأفراحها.. بكلّ أوجاعها وانكساراتها وإخفاقات سكّانها الَّذين كانوا الشَّجرة الطَّيّبة؛ إذ أوتيت حالاتِ إبداع ومعالمَ حبّ؛ أثمرت هذه المساحةَ الواسعةَ مِن الجمال في وجوه محبّي الكلمة، وعشّاق ربيعها المتماهي في رياحين اللُّغة وتويجاتها وسندس مجدها وهي تبني الإنسان.. الإنسان الذي هو خليفة الله في الأرض.. إن لم يعمرْها بالمادَّة فإنَّه حريٌّ به أن يبنيَها بصَداق الكلمة النّيّرةِ مَهْرِ الأرض، وهي تنجبُ فلْذاتِ معنى وآيات شموع غيرِ قابلة للنّسيان.

 

✦ كتبت الكثير مِن القصائد في المديح النَّبويّ، وهذا متعاهَد لدى كبار الشِّعراء، فقد كتب في ذلك كعب بن زهير، وكتب البوصيريّ، وكذلك شوقي أمير الشُّعراء، وغيرهم.. وأيضاً كتبت في موضوعات دِينيَّة ومناسبات دوريَّة، لو وقفنا عند هذا الجانب في مسيرتك الممتدَّة لأكثر مِن ربع قرن لو سمحتم؟

مهما كتبتُ من قصائدَ في حقّ سيّد المرسلين –عليهِ الصَّلاة وَالسَّلام- ومهما كُتِبَ في محراب معلّم البشريَّة وهاديها إلى العدل والحقّ والخير، مهما نزفت الأكبادُ مِن مدادٍ أخضر، ومهما تسابقت أقلامُ أرواحنا، وتسارعت أيدي البلاغة في قطف غيماتِ ضياء في وصف مرآة حبّنا لحبيبنا المصطفى صلّى الله عليهِ وَسلّم .. مهما كتبنا؛ فإنَّنا مقصّرون بلا أدنى ريب.. مقصّرون في حبّنا له، ومقصّرون في ترجمة ذلك الحبّ عمليّاً في حياتنا؛ إذ أين نحن مِن مشهد الحبّ الَّذي حدث مع أبي بكر الصِّدّيق -رضيَ الله عَنه- عندما جاء بمذقة لبن وناولها للرَّسول صلَّى الله عليهِ وَسلَّم- وقد كانا في الهجرة، فقال له: اشربْ يا رسول الله! يقول الصِّدِّيق رضيَ الله عَنه: فشرب النَّبيّ صلى الله عليه وسلم حتَّى رضيت.

 

✧ كيف تقيِّم تجارب زملائنا الأدباء والشُّعراء في خصوص قيميّتها ونضوجها ونصوعها وأثرها في إثراء البُعد المعرفيّ والثَّقافيّ؟

لستُ بناقدٍ لأعطيَ تقييماً للزُّملاء الَّذين يمتهنون الكتابة أو مَن يحملون شعلتها، لكنَّني على يقين تامّ أنَّ كلّ مَن يتعاملُ مع الحرف لا بدَّ أن يكون داخلَهُ وهو يكتب ناقدٌ ينظرُ إليه، ويراقبُ حركة القلم وسكناته على أوراق مخياله قبل تدوين رؤاه وبصماتِ قلبه على الورق، وهنا لا بدَّ مِن الإشارة إلى تثقيف ذلك النَّاقد الحاضر في الحالة الإبداعيّة، كونه البوصلةَ الَّتي تُري المبدعَ ما لا يراه الآخرون، وينبّهُ المبدعَ إلى ضرورة امتلاك جميع الأدوات اللُّغويَّة والفنِّيّة القادرة على إضافة القارئ إلى لائحة اهتمامه، وإدخالِهِ غرفةَ حالته الشِّعريَّة الَّتي كتب فيها منجزَه الإبداعيَّ، ويجعلُهُ ينسى الزَّمان والمكان اللَّذين هو كائن فيهما.

 

✦ نلت الكثير مِن الجوائز على مدى سنوات خلت، آخرها جائزة الدَّولة التَّقديريَّة في سوريا، هل هذا الحصد المعروف لديك له تأثيره الأمثل في تعميق التّجربة الكتابيَّة؟

يظلُّ المبدعُ الحقيقيّ مهتمّاً بنَزيف يراعه، ملبّياً صدى الهاجس الَّذي يشغَلُ صاحبهُ، يترجمُ ما تُمليه عليه بناتُ فكره وصبايا ذاكرته، يظلُّ مهتمّاً بفضاء المتلقّي كونه المـُتـمّمَ المـُهِمَّ في إنجاح العمليّة الإبداعيّة الَّتي لا تكتملُ حالتُهُ القمريّةُ مِن دونه، ومِن جانبٍ آخرَ يظلُّ يحلم بِمَن يُحسِنُ تكريمَ نتاجِهِ الإبداعيّ؛ ليرى صوتَهُ في ضمير الآخرين، وتعلمُ جيّداً -يا صديقي- أنَّ تتويجَ المبدعِ فوزاً بالجوائز إضافة إشراقيّة بهيّةٌ تُضفي على وجود المبدع وجوداً مزهراً، وتجعله مكرَّماً من قِبلِ مَنْ كان يكتبُ فيهم ولهم وإليهم، وفي الوقتِ ذاتِه يصبحُ هو المكرِّمَ الطّفلَ الَّذي لا ينام في قلبه، ولا يهرمُ مهما بلغَ مِن العمر؛ فالجائزةُ تحمّلُ الشَّاعرَ مسؤوليّة جديدة أمام نفسه قبل الآخرين؛ ليظلّ مجدّداً في رحلته الأدبيّة، ويبقى محافظاً على المستوى الَّذي يليق به؛ كي لا يكُونَ إلّا ذاتَهُ.

 

✧ ما تعريفك للشِّعر؟ وكيف تريد له أن يكون؟ والقصيدة متى تكتمل برأيك؟

الشَّعر نافذة الحياة، محفّز الذَّاكرة إلى اكتشاف الجمال وقراءة صوته السّامي، الشِّعرُ أشبهُ بدمع العنب، ومرأى القمر بين الغيوم، وهو الكلام المصفّى الَّذي يُدخِلُ القارئ أو المستمع إلى غرفة حالته الشِّعريّة، ويمنحه الدِّفْءَ مِن برد الحياة في غربته عنها، الشِّعرُ مرآتنا للوصول إلى حقيقتنا، وهو المصباح الَّذي ينير الطَّريقَ أمام السّائرين إلى مجد الحياة؛ السَّاعين إلى قطف نجومها الخُضْر وصناعة مستقبل مشرق للجميع في وطن يتّسع للجميع، والقصيدة لا تكتملُ إلّا عندما يشعر القارئ أنَّه كاتبُها، أو أحسّ في قرارة نفسه أنّه لو لم يكتبِ الشَّاعرُ هذه القصيدةَ لكتبَها هو.

✦ على مستوى متقدِّم، نلحظ أنَّ دور الشِّعر قد خفَّ إلى حدٍّ ما، وتراجع وقعه الأثيريّ الَّذي كنّا نلحظه في عهود سابقة، كيف تفسِّر أسباب هذه الحال المرئيَّة في واقعنا المعاصر؟

أعتقدُ أنّ هذا الأمر متعلّق بالشُّعراء أنفسِهم؛ كون الكثيرين مِن الشُّعراء أو مدّعي الشِّعر ظلّوا خارجين على القصيدة الحقيقية.. وبما أنَّهم عجزوا على الدّخول إلى الحالة الجوهريَّة للشِّعر؛ فقد كانوا أكثرَ عجزاً على إدخال غيرهم إلى ما لا يملكون، وفاقد الشَّيء لا يعطيه.
ويظنّ كثيرٌ مِن الَّذين يمارسون كتابة الشِّعر أنَّ النَّاسَ بعيدون عنهم، وهذا صحيح، وأنَّهم لا يصلون إلى جمهورهم وقرّائهم كما ينبغي، وهذا شعور صحيح، وأنا أقول: لماذا وصلنا إلى هذه المرحلة؟ ولمَ أوصلنا الشِّعر إلى هذه الدرجة؟ ولِمَ تراجعَ الشِّعر؟ ربما لأنَّنا لم نفقهْ أنفسنا جيّداً.. لم نتعرّفْ إلى ما نريد كما يُرادُ لها، ولم نعد نعلمُ ما نريد. وقد قيلَ: ما أكثرَ الشُّعراءَ وما أقلَّ الشّعرَ!

 

✧ بِمَن تأثَّرت مِن الشُّعراء؟ ولِمَن تقرأ الآن؟

ربما يصعب على الذَّاكرة أن تُلمّ بجميع الَّذين يكتبون بأصابعي، وفي هذه اللَّحظة الزَّمكانيَّة الجديرة بإعمال العقل.. أقول: إنِّني تأثّرتُ بي.. تأثَّرت بالأثير إذ ينبعث للخلق مجّاناً ودون أي تأطير أو جمركة عليه.. تأثّرت بالشَّمس حين تغرب، وبالقمر حين يغيب.. وبالغيوم حين تكحّلُ نظراتِ الأرضِ متلهّفةً لسماع عطر اشتياقها إلى حبيبها المطر.. تأثّرتُ برائحة التُّراب حين تعانق هُيام ذرّاتِ اللآلئ وهنّ يُقرئْنَ سلامَ الأنبياء إلى الأرض وقاطنيها.. إلى الحياة وأهلها المعبّئين بمعاني اتّساعها وسموّ اتِّصالها مع الخالق جلّ جلالُه.

لا أخفي عليك –أستاذ علاء- أنَّني عندما أكتبُ: أتذكّرُ زهيرَ بنَ أبي سُلمى، والنَّابغةَ، والحطيئة، وجريراً، والفرزدق، وأبا فراس الحمْدانيّ، وأرى المتنبّيَّ والمعرّيَّ وأبا نُواس وابنَ زيدون وابنَ زريق البغداديّ.. أتذكّرُ محيي الدِّين ابن عربي والسّهرورديَّ..

حين أكتبُ يرافقُني في رحلة القصيدةِ السّيّابُ والبياتيُّ والجواهريُّ ونازكُ الملائكة.. حين أكتبُ أرى أبا القاسم الشّابيَّ نافخاً في جلد كلماتي بعضَ أسراره المشتهاة الَّتي لم تسنحْ له فرصةُ العمر القصيرةُ أن ينجزَها.. أكتبُ ويحمّلُني بلندُ الحيدريُّ بغدادَهُ الأسيرةَ وبلادَهُ الَّتي ما انحنتْ رجالاتُها إلّا لتقبيلِ زهرة، أو رسْمِ ابتسامة برتقاليّة على شفتَي طفلٍ جرّحتْهُ اللَّيالي الطَّويلةُ في عتْمة سوادِها، العميقةُ في بردها وبغدادِيّتها، وإضاعة حارسيها الكثيرين الكسيرين وهم ينتظرون عودة مَن لا يجيء.. أرى محمود درويش وهو يتهجّى فلسطينَهُ ويحمّلُ اللُّغاتِ جميعَها عجزها عن تحقيق القصيدة الَّتي ينشدها كلّ شاعر وحدَهُ في السّرّ، ولا يقوى على الإفصاح عن هويّتها؛ فيغترفُ بيد قلبه غَرفة مِن نهر الوداع ويمضي.

أكتبُ؛ فأرى ابن الفارض وهو يعلّمُني كيف أبكي.. ثمَّ أرى: نزار قبّاني، وجكر خوين، وملّا أحمد الجزريّ، وأحمدي خاني.. ثمَّ أرى أبي إذ يعلّمني كيف أحترقُ بصمت.

كلّ هؤلاء الَّذين ذكرتهم، والَّذين لم تسعفني الذَّاكرة في تذكّرهم يكتبون بدمي.. كلّهم يلقّنون قلمي أشياءهم الَّتي فقدوها، والبلاد التي اغتربوا فيها وعنها.

 

✦ أستاذ منير! أخيراً: الكلمة لك

بالحبّ يسمو الإنسان.. ولا أعتقدُ أنَّ أمَّة يمكن لها أن تنهضَ إلَّا بالحبّ؛ بالحبّ نُقبِلُ على الحياة، وحين نقدّم لها ما في وسعنا فإنَّنا لا نقدّم إلّا بالقدر الَّذي نقدّمُه لأنفسنا.. وقد صدق الشَّاعر إيليا أبو ماضي في دعوته إلى الحبّ؛ حين قال:
إنَّ الحَيـاةَ حَبَتْكَ كُلَّ كُنوزِهَا ... لاَ تَبْخلَنّ عَلَى الحَيـاةِ بِبَعْضِ مـا
أيقظ شـعورَك بالمحبَّةِ إنْ غَفَا ... لولا الشُّـعورُ النَّاسُ كانوا كالدّمى
أَحْبِبْ فَيَغْدُو الكُوخُ قَصْراً نَيِّراً ... وابغضْ فَيُمْسِي الكَوْنُ سِجْناً مُظْلِمَا


وأنا قلتُ منذ زمنٍ، وفي مجموعتي الشِّعريّة الثَّانية (سقوط آخر الأنهار):
أختـارُ موتـي مشرقـاً ومعانقاً ... خصر الحيـاة لكي أظلَّ جميلاَ
أنا لا أُحَارِبُ في الحياة لكي أَرى ... قلبي يظلُّ مع الهوى مشـغولاَ

 

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها