تفتقد المكتبات العربية لجميع أشكال الموسوعات المسرحية المتخصصة، والتي بدأ العالم في التعرف عليها بمفهومها العلمي منذ القرن السابع عشر، حينما تضمنت بعض الموسوعات قوائم وإحصائيات بالعروض التي قدمتها الفرق المسرحية خلال فترات زمنية محددة، مع إعادة ترتيبها بعدة طرق لتعميم الفائدة، وتسهيل مهمة الاسترجاع (طبقاً للتسلسل التاريخي، أو طبقاً للترتيب الأبجدي لأسماء المؤلفين، أو المخرجين، أو الممثلين، وباقي المشاركين في تقديمها).
ولعل من أشهرها تلك الببلوجرافيا التي وضعها الإسباني "نيكولاس أنطونيو"، الذي يعد أول من وضع ببلوجرافيا فنية، وقد تميزت بتنوعها، وكذلك بتضمنها للوحات مرسومة لعدد من العروض (توضح المناظر والديكورات)، وحتى عندما توارت هذه الموسوعات بعد ذلك لفترات طويلة زادت عن مائتي عام تقريباً، عادت مرة أخرى للظهور بقوة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، وخاصة في إنجلترا بداية من ببلوجرافيا المسرح الإنجليزي، التي وضعها النجم المخضرم "كيفين سبايسي" (والذي يعد من أبرع مديري المسرح الشهير "أُولد فيك The Old Vic")، وكذلك الببلوجرافيا الخاصة بالمسرح الوطني الأمريكي التي وضعتها "روزموند جيلدر" عام 1932، وهي التجربة التي توجت بعد ذلك بصدور الببلوجرافيا المصورة للمسرح الأمريكي التي وضعها "روبرت سيلفستر" عام 1993، وذلك بخلاف بعض المراجع الحديثة كببلوجرافيا المسرح الراقص بشيكاغو التي وضعتها "ماري استيل عام 2001.
ومن المراجع العالمية المهمة أيضاً ببلوجرافيا المسرح المكسيكي (خلال الفترة 1845- 1940)، والتي وضعها "جون كفانجي" عام 1940، وببلوجرافيا المسرح الهولندي التي وضعها "جاكسون كيسلر" عام 1979، والتي ربط فيها بين العناصر الثلاث: النصوص، والعروض، والجمهور، وسار على نفس النهج تقريباً الإنجليزي "جون هارود"، الذي قدم ببلوجرافيا ضخمة عام 1982 للمسرح من ست دول لاتينية، هي: "البرازيل، والأرجنتين، وكوبا، وأورجواي، وبولفيا، والأكوادور". ومن أحدث الإضافات في هذا المجال أيضاً ماقدمه "جونسون جورس" عام 2007 بشأن مسرح "سيدني" الأسترالي، وأيضاً المشروع الكندي التاريخي للببلوجرافيا المسرحية، والذي بدأ عام 1993، وبدأ استكماله وتطويره عام 2009 من قبل رابطة المسرح الفرانكفوني، وذلك بخلاف ببلوجرافيا المسرح التشيكي، وببلوجرافيا مسرح جنوب إفريقيا.

ومما سبق يتضح مدى اهتمام العالم كله بمثل هذه الموسوعات في العصر الحديث، ولذا فقد اجتهد عمرو دوارة من خلال هذه الموسوعة الخاصة بسيدات المسرح المصري لاستكمال مبادرته السابقة بإعداد "موسوعة المسرح المصري المصورة"، وذلك في محاولة لاستكمال أجزاء الصورة المبعثرة، ومحاولة الإجابة على كثير من الاستفسارات، وخاصة تلك المرتبطة ببدايات الحركة المسرحية في مصر.

تضم الموسوعة ثمانية فصول جاءت كالتالي:
◂ الفصل الأول: بعنوان "رائدات المسرح المصري"
ويتضمن السيرة الذاتية والمسيرة الفنية لست وعشرين رائدة من رائدات المسرح المصري، وهن السيدات: إحسان شريف (1916)، أمينة رزق (1910)، بديعة مصابني (1892)، ثريا فخري (1914)، دولت أبيض (1896)، روحية خالد (1918)، روز اليوسف (1997)، زكية إبراهيم (1901)، زوزو حمدي الحكيم (1912)، زوزو شكيب (1909)، زوزو ماضي (1914)، زوزو نبيل (1920)، زينب صدقي (1895)، سامية رشدي (1916)، علوية جميل (1910)، فاطمة رشدي (1908)، فردوس حسن 1905))، فردوس محمد 1906))، فيكتوريا موسى (1912)، لطيفة عبد الله (ق19)، ماري منيب (1905)، مريم سماط (؟)، منيرة المهدية (1885)، ميليا ديان (؟)، ميمي شكيب (1913)، نجمة إبراهيم (1914).
والحقيقة أن هذا الجيل من الرائدات يحسب لهن نجاحهن -مع زملائهم من الفنانين الرواد- في تغيير نظرة المجتمع للفن بسلوكياتهن الراقية.
◂ الفصل الثاني: بعنوان "سيدات المسرح الغنائي والاستعراضي"
ويتضمن السيرة الذاتية، والمسيرة الفنية لاثنتين وعشرين سيدة بمجال المسرح الغنائي والاستعراضي بمصر، وهن: أنصاف رشدي، ببا إبراهيم، ببا عز الدين، تغريد البشبيشي، حورية محمد، حياة صبري، رتيبة رشدي، سهير طه حسين، شيريهان، صفاء أبو السعود، عايدة رياض، عزة بلبع، عقيلة راتب، لبلبة، ليلى جمال، ماري منصور، ملك، نجوى فؤاد، نعيمة عاكف، نعيمة ولعة (نعيمة علي فهمي مرشد)، نيللي، هدى سلطان.
◂ الفصل الثالث: بعنوان "سيدات المسرح التراجيدي والميلودرامي"
ويتضمن السيرة الذاتية والمسيرة الفنية لتسع عشرة سيدة بمجال المسرح التراجيدي والميلودرامي بمصر، وهن: إحسان القلعاوي، رجاء حسين، سلوى محمود، سميحة أيوب، سميرة عبد العزيز، سميرة محسن، سناء جميل، سهير المرشدي، عايدة عبد العزيز، عايدة كامل، عزيزة راشد، فردوس عبد الحميد، ماجدة الخطيب، محسنة توفيق، مديحة حمدي، ملك الجمل، نادية رشاد، ناهد سمير، نعيمة وصفي.
وبصفة عامة؛ تميزت هذا المجموعة من الفنانات بمهارتهن في فن الإلقاء، وبمخارج ألفاظهن السليمة، وصوتهن الحساس المتميز، وكذلك بمهاراتهن البديعة في التلوين الصوتي، وقدرتهن على التعبير عن مختلف المشاعر والمواقف الإنسانية، وبأدائهن البديع، وخاصة في التمثيل باللغة العربية أو إلقاء الشعر، خاصة وأن أغلبهن من خريجات قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية.
◂ الفصل الرابع: بعنوان "سيدات المسرح الكوميدي"
ويتضمن السيرة الذاتية، والمسيرة الفنية لسبع عشرة سيدة بمجال المسرح الكوميدي بمصر، وهن: إسعاد يونس، تحية كاريوكا، ثريا حلمي، خيرية أحمد، زينات صدقي، سعاد حسين، سعاد نصر، سناء يونس، سهير البابلي، سهير الباروني، شويكار، ميمي جمال، نادية فهمي، نبيلة السيد، نجوى سالم، هالة فاخر، هناء الشوربجي.
وبالعودة للذاكرة، ورصد مشاركات نجمات الكوميديا يمكن تصنيفهم إلى ثلاث مجموعات، حيث تضم "المجموعة الأولى" -والتي تعد المجموعة النادرة- بعض الممثلات القديرات اللاتي تقع عليهن مسؤولية الإضحاك، إعتماداً على كوميديا الموقف، أو مهارتهن الشخصية. وتضم هذه المجموعة كلاً من: نجوى سالم، خيرية أحمد، شويكار، سهير البابلي، ميمي جمال، سهير الباروني، نبيلة السيد، ليلى فهمي، سناء يونس، سعاد نصر، نادية فهمي.
في حين تضم "المجموعة الثانية" السيدات اللاتي تميزن في تجسيد أدوار المرأة الشعبية، والحماة المشاكسة، والفتاة الدميمة. ومن بينهن الفنانات: زكية إبراهيم، ماري منيب، عقيلة راتب، زينات صدقي، إحسان شريف، وداد حمدي، ملك الجمل، سامية رشدي، جمالات زايد، نعيمة الصغير، خيرية أحمد، نبيلة السيد، ليلى فهمي، علية الجباس، عائشة الكيلاني.
أما "المجموعة الثالثة" فتضم نخبة من الممثلات اللاتي يشتهرن بجمالهن، وبخفة الظل، وقدرتهن على مساندة النجم الكوميدي -دون أن يقمن بمهمة الإضحاك- وتضم هذه المجموعة كلاً من: بديعة مصابني، ميمي شكيب، زوزو شكيب، سعاد حسين، زهرة العلا، ليلى طاهر، مديحة كامل، هناء الشوربجي، عايدة رياض.
◂ الفصل الخامس: بعنوان "سيدات المسرح بين الضوء والظل"
ويتضمن هذا الفصل السيرة الذاتية، والمسيرة الفنية لست عشرة سيدة متميزة، ولكن برغم تألق كل منهن في بعض البطولات المسرحية بشهادة النقاد والجمهور، إلا أن كلاً منهن ظلت بعيدة عن الشهرة والأضواء، رغم اختلاف الأسباب الخاصة بهن، وهن: آمال الزهيري، بثينة حسن، تريز دميان، راوية أباظة، سامية أمين، عايدة عبد الجواد، عصمت محمود، عفاف شاكر، فاتن أنور، فتحية طنطاوي، كوثر العسال، ميرفت سعيد، مها عطية، نادية السبع، نجاة علي، ولاء فريد.
◂ الفصل السادس: بعنوان "نجمات السينما والدراما التليفزيونية"
ويتضمن هذا الفصل السيرة الذاتية، والمسيرة الفنية لتسع عشرة نجمة سينمائية أو تليفزيونية، اقتحمت عالم المسرح بعد اكتسابهن للخبرات الفنية، وتحقيقهن للشهرة من قنوات أخرى، بعيداً عن عالم المسرح، وبالتالي فقد نجح أغلبهن في تحقيق النجاح المسرحي أيضاً، وهن: آمال رمزي، برلنتي عبد الحميد، بوسي، رجاء الجداوي، رغدة، زبيدة ثروت، زهرة العلا، زيزي مصطفى، سناء مظهر، سهير رمزي، عفاف شعيب، فريدة سيف النصر، كريمة مختار، ليلى طاهر، ليلى علوي، نبيلة عبيد، نوال أبو الفتوح، هالة صدقي، هناء ثروت.
وجدير بالذكر في هذا الصدد أن بعض الفنانات اللاتي تم ذكرهن في هذا الفصل، من خريجات قسم التمثيل بالمعهد "العالي للفنون المسرحية"، ومن بينهن على سبيل المثال: زهرة العلا، كريمة مختار، برلنتي عبد الحميد، عفاف شعيب، هناء ثروت. كما تجدر الإشارة أيضاً إلى أن بعض الفنانات خاضت تلك التجربة لمرة واحدة، وهن: لبنى عبد العزيز (سكر هانم)، نادية لطفي (بمبة كشر)، شادية (ريا وسكينة)، ميرفت أمين (مطار الحب).
◂ الفصل السابع: بعنوان "سيدات المسرح للأدوار الثانوية"
ويتضمن هذا الفصل السيرة الذاتية، والمسيرة الفنية لسبع عشرة سيدة مسرح نجحت وتألقت في تجسيد الأدوار الثانوية، فنجحت كل منهن في تحقيق الشهرة، بعد نجاحها في وضع بصمة خاصة بها، لتصبح علامة من علامات الجودة الفنية، وذلك بالرغم من عدم حصول أغلبهن على فرص البطولة المطلقة –رغم اختلاف الأسباب- وهن: آمال زايد، آمال الشريف، أحلام الجريتلي، ألفت إمام، جمالات زايد، رفيعة الشال، عائشة الكيلاني، عزيزة حلمي، عفاف حمدي، فادية عكاشة فريدة مرسي، ليلى صابونجي، ليلى فهمي، ميرفت الجندي، ناهد حسين، نهير أمين، وداد حمدي.
◂ الفصل الثامن: بعنوان "سيدات المسرح المعاصر"
خلال هذا الفصل تم تناول المسيرة الفنية، والإسهامات المسرحية لعشرين فنانة أو سيدة مسرح بالعصر الحديث، والمقصود بتعبير "المسرح المعاصر" هو المسرح خلال الفترة الممتدة من الربع الأخير من القرن العشرين وحتى اللحظة الراهنة، وبالتالي تم تناول إسهامات نخبة من "سيدات المسرح" اللاتي ساهمن في إثراء المسرح المصري بدءاً من عام 1975، وامتد عطاؤهن حتى السنوات الأخيرة.
والمتتبع للحركة المسرحية بصورة منتظمة سيكتشف أن مسرحنا المصري –بعيداً عن العروض التجارية– ما زال نابضاً بالحياة، وأن هناك جيلاً جديداً من سيدات المسرح تستحق هذا اللقب على جدارة، حيث أثبتت كل منهن موهبتها المؤكدة، كما حرصت أغلبهن على صقل موهبتهن بالدراسة المنتظمة، فأغلبهن خريجات قسم التمثيل بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى اكتسابهن للخبرات وخاصة بمجال المسرح. وقد تضمن هذا الفصل السيرة الذاتية والمسيرة الفنية لعشرين سيدة من الجيل الحالي، تألقت كل منهن في تجسيد بعض البطولات المسرحية، بعد إثبات مهاراتها وامتلاكها لكافة مفرداتها المسرحية، لتصبح علامة من علامات الجودة الفنية، وهن: انتصار، إلهام شاهين، إيمان إمام، تيسير فهمي، حنان شوقي، سلوى عثمان، سلوى محمد علي، سوسن بدر، شيرين، صفاء الطوخي، عايدة فهمي، عبلة كامل، عزة لبيب، فاطمة الكاشف، فاطمة محمد علي، فايزة كمال، منال سلامة، ناهد رشدي، وفاء الحكيم، وفاء عامر.
إن هذه الموسوعة تشتمل على ثمان موسوعات صغيرة، حيث يعد كل فصل من فصولها الثمانية بمثابة موسوعة مستقلة، تتضمن السيرة الذاتية والمسيرة الفنية لنخبة من سيدات المسرح في إحدى القوالب والأشكال المسرحية، حيث تم تناول الإسهامات المسرحية لعشرين فنانة تقريباً في كل فصل، والسبب في اختيار هذا التصنيف (التقسيم) هو محاولة التيسير على المراجع، وتسهيل مهمة الباحث/ القارئ الذي يبحث عن رواد وأعلام قالب أو مجال محدد، من القوالب أو الأشكال المسرحية.
وتقتضي الحقيقة الإشارة إلى أن هذا التصنيف الموضوعي، هو مجرد محاولة جادة لتصنيف أقرب إلى الصواب، حيث تم التصنيف بناء على السمة الغالبة على مجمل أعمال كل سيدة مسرح، وعلى سبيل المثال لا الحصر: قامت بعض "سيدات التراجيديا والميلودراما" بأداء بعض الأدوار الكوميدية، وتفوقن فيها ومن بينهن الفنانات: أمينة رزق "إنها حقاً عائلة محترمة، السنيورة والثلاث ورقات"، سناء جميل (زهرة الصبار، الصعلوكة)، سميحة أيوب (مقالب عطيات)، ولكنهن جميعاً بالطبع ينتمين بالدرجة الأولى إلى مجال التراجيديا والميلودراما".
كما قامت بعض سيدات الكوميديا بأداء بعض الأدوار الميلودرامية، وعلى سبيل المثال لا الحصر قامت الفنانة/ سهير البابلي بعدة أدوار ميلودرامية، وأبدعت من خلالها (ليلى والمجنون، يرما، آه يا ليل يا قمر، بلدي يا بلدي، زهرة من دم)، وكذلك الفنانة/ سناء يونس (محاكمة عيلة ضبش، الغول، روميو وجانيت، بيت العوانس، الأرنب الأسود). كذلك يمكن ملاحظة أن بعض سيدات التراجيديا والميلودراما، يمكن تصنيفهن كنجمات للأدوار الثانوية، وأشهر مثال لذلك كل من النجمتين: ملك الجمل، رجاء حسين، حيث قامت كل منهما بتجسيد عدد كبير جدّاً من الأدوار الثانوية التي برعن في أدائها.
ويجب التنويه إلى أن التصنيف السابق لمجموعة "سيدات المسرح المصري"، من خلال الفصول الثمانية بالموسوعة، اعتمد على الدمج بين ثلاث تصنيفات معاً، وذلك في محاولة لتعظيم الاستفادة من الإمكانيات الخاصة بكل من التصنيف التاريخي والتصنيف الموضوعي والتصنيف الأبجدي، حيث اعتمد كل من الفصلين الأول والثامن (الأخير) على التصنيف التاريخي، حيث كان من الممكن وبمنتهى السهولة، إعادة تقسيم جميع الفنانات في كل من الفصلين على باقي الفصول الستة، طبقاً للسمة الغالبة على المجال الذي ساهمت خلاله كل فنانة بأعمالها. أما باقي الفصول الستة، والتي تم تصنيفها موضوعياً طبقاً للمجالات المختلفة للقوالب أو المناهج الفنية، فقد تم تصنيف مجموعة سيدات المسرح أبجدياً -وكذلك بالفصلين الأول والثامن أيضاً- لتسهيل مهمة استرجاع اسم وإسهامات كل فنانة.
كذلك يجب ملاحظة أن هذا التصنيف الموضوعي الخاص بمجموعة "سيدات المسرح المصري"، لا ينفي مشاركة بعضهن من مجالات مختلفة بمسرحيات معاً، فكثيراً ما تجمع بعض العروض والفرق، بين عدد من الفنانات بمختلف المجالات الفنية. وإذا كانت السمة السائدة للفرق في النصف الأول من القرن العشرين هي تخصص كل فرقة في مجال محدد كفرق "جورج أبيض، رمسيس ليوسف وهبي، فاطمة رشدي بمجالي التراجيديا والميلودراما، وبالتالي حرصها على ضم بعض رائدات المسرح المصري بمجالي التراجيديا والميلودراما لفرقهم ومن بينهن: روز اليوسف، زينب صدقي، فاطمة رشدي، أمينة رزق، دولت أبيض، علوية جميل، فردوس حسن، روحية خالد، زوزو حمدي الحكيم، زوزو نبيل، زوزو ماضي، وكذلك ضمت الفرق الكوميدية كفرقة الريحاني كل من سيدات المسرح الكوميدي: ماري منيب، ميمي شكيب، زوزو شكيب، سعاد حسين، نجوى سالم، فإن سمة التخصص هذه للفرق قد اختفت تقريباً منذ النصف الثاني من القرن العشرين، حيث أصبحت الفرقة الواحدة تقدم نوعيات مختلفة من النصوص، وبالتالي تعددت الأساليب الإخراجية، مما استلزم من كل فرقة أن تحرص على جذب سيدات المسرح (وأغلبهن من خريجات المعهد العالي للتمثيل)، اللاتي يستطعن تجسيد مختلف الأدوار والشخصيات الدرامية.
وهناك أمثلة كثيرة تؤكد على قدرة كل مسرحية على الجمع بين مجموعة من "سيدات المسرح"، من مختلف القوالب والمجالات الفنية، ومن بينها على سبيل المثال فقط: مسرحية "فيدرا" لفرقة المسرح القومي التي جمعت بين كل من: أمينة رزق (رائدات)، سميحة أيوب، فردوس عبد الحميد (سيدات المسرح التراجيدي والميلودرامي)، تريز دميان (سيدات مسرح الضوء والظل). مسرحية "الأشجار تموت واقفة" لفرقة المسرح القومي جمعت بين سميحة أيوب (سيدات المسرح التراجيدي والميلودرامي)، نهير أمين (سيدات الأدوار الثانوية)، رانيا محمود ياسين (سيدات العصر الحديث)، مسرحية "نرجس" التي جمعت بين "زوزو ماضي" (من الرائدات)، سهير البابلي (من "سيدات المسرح الكوميدي")، عواطف رمضان (من "سيدات الأدوار الثانوية")، سوسن ربيع (من "سيدات المسرح المعاصر")، مسرحية إنها حقا عائلة محترمة التي جمعت بين الفنانات: أمينة رزق (رائدات)، شويكار (سيدات المسرح الكوميدي)، سوسن ربيع (من "سيدات المسرح المعاصر")، في حين جمعت مسرحية "سك على بناتك" بين الفنانات: سناء يونس (سيدات المسرح الكوميدي)، إجلال زكي (من "نجمات الدراما التليفزيونية")، شريهان (سيدات المسرح الاستعراضي).

ختاماً؛ تتضمن هذه الموسوعة بكل دقة جزءاً عزيزاً من الذاكرة المسرحية، بدءاً من تأسيس المسرح المصري الحديث بفضل يعقوب صنوع عام 1870، وحتى بدايات عام 2021، حتى تكون المادة العلمية الموثقة متاحة لجميع عشاق المسرح المصري والعربي، والباحثين والدارسين بالمعاهد والكليات المتخصصة.