نشأةُ أُسْطُورَة صلاحِ الدِّين في الشَّرْق

ترجمة: د. علاء مصري النهر


ظلَّ صلاحُ الدِّين لقُرُونٍ طَيَّ الإهْمال في الشرق الأوسط، وإنْ تَعجَبْ فَعَجَبٌ أنَّه قد مُجِّد منذ وَقْتٍ باكرٍ في أُورُوبّا القروسطيّة، وذلك في القرون التي تلتِ الحروبَ الصَّلِيبيَّةَ، ثُمَّ تفنَّن التَّنويرُ الأُورُبّيُّ في سَبْكِه في قالِبٍ بطوليٍّ، ويا حبَّذا لو تأمَّل المَرْءُ كيف صوَّره كُلٌّ من جوتهولد أفرايم لِسْنِج (G. E. Lessing)، والسِّير وَلْتُر سُكُت (Sir Walter Scott)1. في الفترة التي أعْقَبَتِ الحُروبَ الصَّليبيَّةَ مُباشَرةً، كان هناك حاكِمَانِ مُسلِمانِ آخَرانِ قد خاطبا شعبَهما عن كَثَبٍ بصفتهما خَصْمينِ للصَّليبيين. فأمَّا الأوَّلُ فهو نُورُ الدِّين الذي نال اسْتِحْسانَ الطَّبَقات المُتديِّنة من المُسلِمين على أنَّه المُجاهِدُ القُدْوةُ؛ إذ جَمَعَ بين التَّديُّن الشَّخصيِّ والمصلحة العامَّة المُتمثِّلة في نُصْرة الإسلام، وأَمَّا الآخَرُ فهو بِيبَرْسُ الذي غدا البطلَ الباسِلَ في الأدب الفُولكلُوريِّ العربيِّ.

إنَّ أوَّلَ سِيرةٍ كَتَبَها مُسلِمٌ عن صلاح الدِّين في العصر الحديث هي تلكم التي صنَّفها نامِقُ كَمَال، ونُشِرَتْ في العام 1872م. كان كَمَالُ أحدَ فَطَاحِل حركة العُثْمانيين الشَّباب2. فحَرِصَ على تَصْنيف عملٍ يعتمدُ فيه كُلَّ الاعْتِماد على مَظانٍّ إسلاميَّةٍ مُعاصِرةٍ لصلاح الدِّين، قاصِدًا من وراء ذلك الرَّدَّ على ما رآه عملًا أُورُوبيًّا مُغرِضًا دُبِّر له بِلَيْلٍ عن الحروب الصَّلِيبيَّة – وهو كِتابُ "تاريخ الحروب الصَّليبيَّة: Histoire des Croisades" لميشو (Michaud)3، الذي نُشِرَ في باريس ما بين سنتَي 1812 و1822م – وكان قد تُرجِم إلى التُّرْكيَّة. اللَّافِت للنظر أنَّ كَمَالًا جعل عملَه عن صلاح الدِّين في المُجلَّد ذاتِه الذي صدرتْ فيه سِيرَتا بطلَي التاريخ العُثْمانيِّ العظيمَيْنِ: مُحمَّد الفاتِح، وسِلِيم القاطِع4.

تبلورت فكرةُ المُوازَناتِ بين السياسات الأُورُوبيَّة في غابِر الأيَّام وحاضِرِها في المُخيِّلة الإسلاميَّة شيئًا فشيئًا. وبدت هذه المُوازَناتُ جَليَّةً عند مُنقلَب القرن التاسِع عشر؛ إذ جرفتْ مَوْجةُ الإمبرياليَّة الأُورُوبيَّة الشَّرْقَ الأَوْسَط. كان هناك صَوْتٌ جَهْوَريٌّ وحيدٌ هو صَوْتُ السُّلْطانِ العُثْمانيِّ عبد الحميد الثاني (حكم في الفترة من 1876م إلى 1909م)، فهو مَنْ أعلَنَ ذات المِرَار أنَّ أُورُوبا تُدبِّرُ لتَشِنَّ "حَرْبًا صليبيَّةً" على الإمبراطورية العُثْمانيَّة. تلقَّفتِ الصِّحافَةُ المُؤيِّدةُ لمفهوم الوَحْدة الإسلاميَّة فكرتَه، وروَّجتها. ويشير سيِّد عليّ الحريري5 إلى كلمات عبد الحميد الثاني –كما عَلْوَنْتُ - في مُقدِّمة كِتابِه عن الحُروب الصَّليبيَّة6.

نمت شهرةُ صلاحِ الدِّين أكثرَ مِمَّا كانت في السَّابِق؛ لأنَّ الحديثَ عن سُمْعتِه المُشرِّفة في أُورُوبا قد أَدْلَفه إلى الشَّرْق الأَوْسَط. فبلا أَدْنَى مُوارَبةٍ صرَّح القَيْصَرُ الألماني غليوم الثاني (Kaiser Wilhelm II)7 - الذي بذل جَهْدَه من أجْل زيارة ضريح صلاح الدِّين في دِمَشْق سنة 1898م8 – عن مكانة صلاحِ الدِّين البطوليَّة في أُورُوبا، مادِحًا إيَّاه بقوله إنَّه: "فارِسٌ دُونما وَجَلٍ أو تَثْرِيبٍ من أَحدٍ؛ فهو مَنْ كان عليه أنْ يُعلِّم أعْداءَه الطَّريقةَ الصَّحيحةَ للتَّمرُّس على الفروسيَّة"9. في العام التالي نَظَمَ أحمد شوقي - الشاعر المصري الذائع الصيت - قصيدةً حماسيَّةً10، مُشِيدًا فيها بإنْجازات صلاحِ الدِّين11. وفي الوقت ذاتِه نُشِرَت مَقالةٌ في صحيفةٍ مُؤيِّدةٍ لفكرة الوَحْدة الإسلاميَّة، أعلَنَ شوقي فيها أنَّه ليس هناك أَحَدٌ - بعد الخُلَفاء الرَّاشدين الأربعة - من عُظَماء المُسلِمين أَجْدَرَ بالتَّقْدير وأَهْلًا للثناء من صلاحِ الدِّين ومُحمَّد الفاتِح. ثُمَّ يطرحُ سُؤالًا وَجِيهًا: كيف يتأخَّر الكُتَّابُ المُسلِمون كُلَّ هذا التأخير عن إحْياء ذكرى هذينِ البطلَيْنِ المُسلِمَيْنِ12؟

كان صلاح الدِّين من عِرْقٍ كُرْديٍّ، ونُشِّئَ في وَسَطٍ عسكريٍّ تُرْكيٍّ، ثُمَّ آلتْ به الحالُ ليحكُم البِلادَ العربيَّةَ التقليديَّةَ: سُورِيَة وفِلَسْطِين ومِصْر. وبما أنَّه قائِدٌ من طبقةٍ نُخْبَويَّةٍ عسكريَّةٍ مُسلِمةٍ ليست عربيَّةً، فإنَّه كان أيضًا في صَدارة حركة الجِهاد المُتجدِّد التي وحَّدتِ العالَمَ الإسلاميَّ السُّنِّيَّ في الشَّرْق الأَدْنَى تحت رايته. ومن ثَمَّ كان في وضْعٍ جيِّدٍ كي يصير بطلًا لجماعاتٍ شتَّى في الشرق الأوسط إبَّان العصر الحديث.

رُبَّما يكون صلاحُ الدِّين هو أَشْهَر كُرْديٍّ في تاريخ الأكْراد قاطِبةً. فبرغم عدم وطْنٍ لهم، يُشكِّلون في هذي الأيَّام شرائِحَ عريضةً من سُكَّان العِراق وإيران وتُرْكيا، ولديهم أطْماعٌ قوميَّةٌ لا حَدَّ لها. إنَّهم يُدرِكون جيِّدًا مآثِرَ صلاحِ الدِّين، ويَكادُون يطأون الثُّرَيَا بأخامِصِهم تِيهًا؛ لأنَّه من عِرْقهم. فها هو الشَّيْخُ رضا طالباني الشَّاعِر الكُرْديّ (المُتوفَّى سنة 1910م) يُجمِلُ فتراتٍ من ماضي الأكْراد المُستقِلِّ ويَحِنُّ إليها، لا سيَّما تاريخ أُسْرة بابان الكُرْديَّة التي ازدهرتْ فوق المنحدرات الغربية من سلسلة جبال زاغروس (Zagros) في أُخريات القرن الثامن عشر. ويكتب قائِلًا: "أّيُّها العَرَبُ! أنا لا أُنْكِرُ فَضْلَكم؛ فأَنْتُم أَكْثرُ فَضْلًا، لكنَّ صلاحَ الدِّين الذي مَلَكَ العالَمَ كان من سُلالَة بابان الكُرْديَّة"13.

مع ذلك، فإنَّ إدْرِاك وفَهْم أنَّ صلاحَ الدِّين شنَّ حَرْبًا ضَرُوسًا لا هَوادةَ فيها على الصَّليبيين الأُورُوبيين الغربيين لم يكُن حِكْرًا على "بَنِي جِلْدتِه" من الأكْراد. فالعَرَبُ –بل والأتْراكُ – اقْتَفوا أَثَرَه، واتَّخذوه أُنْمُوذَجًا لهم في نِضالهم من أجْل القوميَّة، وللتَّحرُّر من التَّدخُّل الأُورُوبيِّ. فبرغم أُصوله الكُرْديَّة، يُنظَرُ إليه على أنَّه قائِدُ العَرَبِ في جِهَادهم، وأنَّه الأُسْوةُ الحَسَنةُ التي يتأسَّى بها المُسلِمون كافَّةً. فمع أنَّ صلاحَ الدِّين كان كُرْديًّا، فكثيرًا ما يُحتَجُّ بأنَّه كان مُنغمِسًا في ثقافةٍ عربيةٍ، وبأنَّه كان عُنْوانًا للفروسية العربيَّة14.

وأَعْجَب من ذلك أنَّه حتَّى قبل الحرب العالميَّة الأُولَى تسمَّى أَحَدُ المُؤلِّفين العَرَب بِاسْم صلاح الدِّين، وأخذ يُحذِّرُ من التَّهْديد الصهيونيِّ في فِلَسْطِين15. وافتُتِحَتْ جامِعةٌ جديدةٌ في فِلَسْطِين سُمِّيت بِاسْمِ صلاح الدِّين الأيُّوبيِّ في العام 1915م. وأثناء فترة الانْتِداب البريطانيِّ بِعَقِبِ انتهاء الحرب العالميَّة الأُولَى أَضْحَى انْتِصارُ صلاحِ الدِّين على الصَّليبيين بحِطِّينٍ حديثَ الفلسطينيين لَيْلَ نَهار في نِضالهم السياسيِّ ضد الصهاينة16.

وإبَّان القرن العشرين أَمْسَتِ القِيمَةُ الواجِب تعلُّمها من التِّجْرِبة الصَّليبيَّة مُعترَفًا بها تمامًا في العالَم العربيِّ، لا سيَّما بعد إقامة دولة إسْرائيل. خلاصة القول إنَّ صلاحُ الدِّين هو مَنْ يحظَى باهتمامٍ عظيمٍ من مُنطلَق أنَّه بطلٌ على شاكِلة الرَّعيل الأوَّل، ومُحارِبٌ يُقتدَى به في الدِّفاع عن الدِّين والأرْض ضدّ أيِّ اسْتِبدادٍ أجنبيٍّ، وليس نُور الدِّين أو بِيبَرْس، مع أنَّ كِليهما كانت له أيادٍ بِيضٌ، تُضارِعُ نَصْرَ المُسلِمين المُؤزَّرَ على الصَّليبيين. فمكانةُ صلاحِ الدِّين التي ترسَّخت في وجدان المُسلِمين ونالتْ إعْجابَهم، تنبثِقُ من أنَّه هو مَنِ أعاد فتْحَ القُدْسَ في العام ]583هـ[ 1187م، ومِمَّا يساعد في ذلك – فَضْلًا عمَّا سَلَفَ - وَصْفُه في أُورُوبا بأنَّه مِثَالٌ للفروسية القروسطيَّة، ثُمَّ باتِّخاذه أُنْمُوذَجًا للفضيلة في عصر النهضة.

إنَّ المنظورَ السَّائدَ الآن في العالَم العربيِّ عن صلاح الدِّين هو أنَّه مُدافِعٌ عظيمٌ عن الإسلام ضد أيِّ عدوانٍ خارِجيٍّ قادِمٍ من الغرب، ومن ثَمَّ يتبارَى الزُّعَماءُ السياسيون العربُ؛ كي يكونوا "صلاحَ دِينٍ آخَرَ". وأَبْرَزُ مِثَالٍ على ذلك هو صدَّام حُسَيْن الذي ينحدِرُ - كصلاح الدِّين- من تِكْرِيت ]لوحة: 1[. لمَّا تُروَى قِصَّةُ صلاحِ الدِّين والحُروبِ الصَّليبيَّة في المَدارِس العربيَّة، تُروَى في ظلِّ أجْواءٍ من البطولة التي لا تَعرِفُ الضَّعفَ البتَّة، ومن دُون ظلالٍ رماديَّةٍ17. إذ توجد إشاراتٌ قِلالٌ عن الحَقائِق البراغماتية للتاريخ الصَّليبيِّ، مثل: التحالفات الإسلامية-الصليبية التي تخلَّلت الفترة من 1099م إلى 1291م، وفترات السِّلْم والوِفاق الطِّوال، والعلائق التجارية بين الشرق والغرب، وطموحات صلاح الدِّين الشَّخصية والأُسريَّة. فمن غير المُستغَرَب إذًا أنْ تُرَى الحُروبُ الصَّليبيَّةُ عبر نافِذةِ مُناهَضة الإمبريالية، وأنْ يُنظَر إلى رِدَّة الفعلِ الإسلاميِّة في القرنين الثاني عشر والثالث عشر للميلاد على أنَّها الدَّرْبُ الذي يجب أنْ تسيرَ عليه أَيُّ نِضالاتٍ عربيةٍ وإسلاميةٍ حديثةٍ للحصول على الاستقلال من العدوان الاستعماريِّ الغربيِّ، وبخاصَّةٍ من إسرائيل والولايات المتحدة.

حتَّى يوم النَّاس هذا تجد الذِّكْرَى الدَّائِمةُ للحُروب الصَّليبيَّة لنفسِها تَعْبيرًا بصريًّا مُدهِشًا في تشكيلةٍ نحتيَّةٍ ضخمةٍ لا نظير لها، نُصِبَت في دِمَشْق على نفقة بلديتها في العام 1992م ]لوحة: 2[. كما أنَّها تُصوَّر -وبفخرٍ- على الورقة النقديَّة السُّورِيَّة الحاليَّة من فئة مئتَي دِرْهَمٍ. وعلى الرغم من أنَّ تماثيلَ الزُّعَماءِ السياسيين الحاليين ليست بالقِلال في أيَّة دولةٍ إسلاميَّةٍ – فسُورِيَةُ زاخِرةٌ بتماثيل الرئيس الراحل حافِظ الأسد – فليس هناك عادةٌ مُتَّبَعةٌ، وليست بِدْعًا، لنحْت تماثيلَ تُعالِجُ مواضيعَ وأشْخاصًا من التاريخ. فلهذا السَّبَبِ وَحْدَه يَسْتَحِقُّ نَحْتُ التَّشْكِيلةِ الدِّمَشْقيَّةِ الذِّكْرَ دُون سِوَاه. بَيْدَ أنَّ اخْتِيارَ الموضوعِ ومُعالَجَتَه هو الجديرُ بالعناية ها هنا على وَجْه التَّحديد. فمَحَطُّ اهتمامِها الرئيس هو صورةُ صلاحِ الدِّين كفارِسٍ. فبَيْنَا هو يَحِثُّ فَرَسَه على التَّقدُّم، يوجد بجانِبه أحدُ الصُّوفيين مُتدثِّرًا بثيابٍ بسيطةٍ، وفي الجانِب الآخَر هناك أحدُ جُنْد المشاة حامِلًا حَرْبَةً ]لوحة: 3[. وخلف الفَرَس سقط اثنانِ من الصَّلِيبيين على صخرةٍ وقد خارتْ قُواهما. فأمَّا أحدُهما الذي يُمسِكُ بكِيسِ نُقُودٍ فيه فديتُه فهو الملك جِي (Guy) ملك بَيْت المَقْدِس، وأمَّا الآخَرُ الذي عَيْنَاه في الأرْض ووضعيَّتُه المُنحنيةُ تشي بأنَّه رُبَّما عَلِمَ أنَّه مقتولٌ لا مَحَالةَ، فهو أَرْنَاطُ (Reynald de Chatillon) ]لوحة: 4[. كُلُّ المُسلِمين ينظرون إلى الأمام، بينما الصَّليبيانِ يلتفتان في اتِّجاهٍ مُعاكِسٍ لا يلوي أيُّ منهما على الآخَرِ.

وممَّا تجدر الإشارةُ إليه أنَّ هذه التشكيلةُ النحتيَّةُ وُضِعَت أمام قَلْعة دِمَشْق مُباشَرةً؛ إذ عَبَقُها الحربِيُّ ينسجِمُ مع رِسالتها التحفيزيَّة من أجْل حماية الإسلام من الكُفَّار. ويُبيِّن عبد الله السَّيِّد – صانِع هذا النَّحْت ]لوحة: 5[ - أنَّ التَّشْكيلةَ تُمثِّل صلاحَ الدِّين ليس كقائدٍ عسكريٍّ حَسْبُ، بل أيضًا كزعيمٍ يُجسِّدُ مَشاعِرَ شَعْبِه نحو الفِرِنْج18. فمن أجْل هذا كان التَّرْكيزُ مُنصَبًّا على الصُّوفيِّ الذي يُمثِّل دِينَ الشَّعْب على أرْض الواقِع، وعلى جُنْديِّ المُشاة البسيطِ. فهما الاثنانِ معًا يُعبِّران عن وَحْدة الغاية تحت راية الإسلام. وعلى بُعْد مِئَة مترٍ تقريبًا، تتدلَّى صورةٌ ضخمةٌ للرئيس السُّوريِّ الراحل حافِظ الأسد على بوابة القَلْعة القروسطية ]لوحة: 6[. فالمُوازَنَةُ بين المُدافِع القديم والمُدافِع الحديث عن الإسلام وحِمَاه ضد أيِّ تعدٍّ أَجنبيٍّ كافِرٍ بادِيَةٌ للعِيَان، لا تخفَى على أحدٍ. وإخْضاعُ صلاحِ الدِّين للفِرِنْج المُصوَّرُ هنا دليلٌ دامِغٌ – يَفهَمُه رَجُلُ الشَّارِع دُونما صعوبةٍ - على أنَّ إسرائيلَ هي الدَّوْلةُ الصَّليبيَّةُ الجديدةُ في الشَّرْق الأَوْسَط، وسوف تُسْتأصَلُ شَأْفَتُها بالطَّريقةِ ذاتِها التي استُؤصِلَت بها مملكةُ بَيْتِ المَقْدِس الفِرِنْجيَّةُ في العصور الوسطى.


Carole Hillenbrand, The Crusades: Islamic Perspectives, Edinburgh University Press, 1999, pp. 592-600 (الكتاب المترجم) 
1. راجع: الصورةَ الإيجابيةَ التي رسمها لِسْنِجُ لصلاح الدِّين في مسرحيته "ناتان الحكيم: Nathan de Weise"، والمَشاهِدَ الخياليةَ عنه التي وضعها السِّيرُ وَلْتَر سُكُت في رواية "الطَّلْسَم: The Talisman"
2. دائرة المعارف الإسلامية الثانية: مادَّة "نامِق كَمَال".
3. هو جوزيف فرنسوا ميشو، الذي قد زعم أنَّ الغزوَ الصليبيَّ مدَّن العالَمَ الإسلاميَّ كأوربا! (المترجم)
4. W. Ende, 'Wer ist ein Glaubensheld, wer ist ein Ketzer?', Die Welt des Islams, N.S. 23 (1984), 81
5. هو سيِّد عليّ الحريريّ صاحب كتاب "الأخْبار السَّنِيَّة في الحُرُوب الصَّلِيبيَّة". (المترجم)
6. المرجع السابق.
7. إمبراطور ألمانيا وبُروسيا، زار ضريحَ صلاحِ الدِّين ومعه زوجتُه في ثامن نوفمبر 1898م، ووضع عليه إكليلًا برونزيًّا. وعن زيارته، راجع: "آثار عن إمبراطور ألمانيا"، المنار، 1 (1315/1316هـ)، ج36، 711؛ والمُؤيَّد، 2623، 17/11/1898م، 1. (المترجم)
8. هي السنة نفسُها التي صدر فيها كِتَابُ ستانلي لين بولِ مُنقطِعُ النَّظِير عن "صلاح الدِّين".
0(المترجم)
9. المرجع السابق، 83، عدد 37.
10. مُطْلَعُها: [من الوافر]
عَظِيمُ النَّاسِ مَنْ يَبْكِي العِظَاما ... وَيَنْدُبُهم وَلَو كانُوا عِظَاما (المترجم)
11. صالِح جواد الطُّعْمَة، صلاح الدِّين في الشِّعْر العربيِّ، الرياض، 1979م، 20-22.
12. Ende, 'Wer ist ein Glaubensheld', 84
13. C. J. Edmonds, Kurds, Turks and Arabs, London, 1957, 57-8; Kurdish Culture and Identity, ed. P. Kreyenbrock and C. Allison, London, 1996, 22
14. سعيد عاشور، الحركة الصليبية، القاهرة، 1963، 583.
15. Ende, 'Wer ist ein Glaubensheld', 86; N. J. Mandel, The Arabs and Zionism before World War I, Berkeley, 1976, 84 and 88
16. تتجلَّى هاتيك المَشاعِرُ وتيك العَواطِفُ في خُطبَتَي إسْعاف النشاشيبيِّ ومحمد رشيد رضا، اللتين أُلْقِيتا في العام 1932م، أي في ذكرى معركة حِطِّين السنويَّة.
17. راجع: التحليلَ الماتِعَ عن كون صلاح الدِّين هو القُدْوَةُ التي احتذى بها صدَّام حُسَيْن، في:
O. Bengio, Saddam's word. Political discourse in Iraq, New York and Oxford, 1998, 82-4
ومن حِينٍ لآخَرَ نجد صوتًا ناشِزًا يعترِضُ على صورة صلاح الدِّين النَّاصِعَة ولا تشوبها شائِبَةً. فها هو حَسَن الأَمين الكاتِب الشِّيعيّ يُصوِّرُ صلاحَ الدِّين على أنَّه مُتعطِّشٌ للسُّلْطَة، وأنَّه انْتِهازِيٌّ مُجرَّدٌ من أيِّ مبادئ. وينتقده بسببٍ من أعْماله ضد الشِّيعة، ولتعاونه مع الصَّلِيبيين، ولأجْل سَعْيه إلى تَكْريس الحُكْم لأُسْرَته. انظر: حَسَن الأمين، 'حقيقة صلاحِ الدِّين الأيُّوبِيِّ'، مجلة العِرْفان 55 (1967م)، 95-99؛ Ende, 'Wer ist ein Glaubensheld', 91.
18. بحسب مُقابَلَةٍ شخصيةٍ معه بدِمَشْق في ديسمبر 1998م.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها