مساهمة "بيرلمان" و"تولمين" في نهضة الحجاج البلاغي

ضمن كتاب تاريخ نظريات الحجاج

د. عبد الصمد زهور

بات من المؤكد أن نهضة الحجاج البلاغي كانت في النصف الثاني من القرن العشرين، من خلال صدور كتابين أسّسَا للعودة المعاصرة للحجاج، ونقصد هنا كتاب "رسالة في الحجاج، البلاغة الجديدة" لكل من شاييم بيرلمان Chaïm Perelman، ولوسي ألبريخت تيتكا Lucie Olbrechts-Tyteca، ثم كتاب "استخدامات الحجة" لستيفان تولمين Stephen Toulmin. لذلك سنحاول أن نقف فيما يلي على هاتين المحاولتين قصد بيان ملامحهما البارزة، وسيكون سندنا لتحقيق هذا المقصد هو كتاب "تاريخ نظريات الحجاج" لكل من جيل جوتييه Gilles Gauthier، وفيليب بروتون Philippe Breton1.

 

البلاغة الجديدة لبيرلمان

تقوم البلاغة الجديدة على أساس الانتماء للنظرية الأرسطية، حيث انطلق بيرلمان من التمييز الذي أقامه أرسطو Aristote بين الاستدلال التحليلي، والاستدلال الدياليكتيكي، فإذا ما كان الأول يرتبط بالصواب، فإن الثاني ينطلق من القابلية للصواب، بهدف استنباط أطروحات أخرى يقبلها المخاطب. كما تقوم البلاغة الجديدة على القطيعة مع ديكارت Descartes الذي اختزل العقلانية في البرهان2، منتصراً للوضوح جاعلاً منه صفة العقل. فبيرلمان يقول: إن فكرة الوضوح ذاتها هي ما لم يقدر ديكارت على البرهنة عليه3.

تتأسس البلاغة الجديدة أيضاً لدى بيرلمان على فكرة الاتفاق المسبق، حيث لا وجود لفعل الحجاج بدون تحقق مجموعة من العقول في لحظة معينة، والخطيب عليه أن يكون على معرفة بمن ينوي إقناعهم، حيث تظهر الثقافة الشخصية لكل متلق عبر الخطابات الموجهة إليه.

إن الحجة بالنسبة لبيرلمان عبارة عن صورة خطابية Figure du discours غايتها حمل المتلقي على الموافقة، وبغير ذلك تكون مجرد صورة أسلوبية، فالحجاج حسب بيرلمان عبارة عن تقديم لقضية، أو رأي بطريقة معينة من خلال بنية تكون غير مرئية أثناء حركة العبارة، هدفها الإقناع، وهي التي يكشف عنها التحليل البلاغي4. من ثم سيميز بيرلمان بين أربع تقنيات كبيرة في الحجاج، وهي حسب جيل جوتييه وفيليب بروتون موزعة على الشكل الآتي:

1. الحجج شبه المنطقية

مثل قولنا "أصدقاء أصدقائي هم أصدقائي". هذا النوع من الحجج هو الأكثر قرباً من الاستدلال الصوري والبرهان، غير أنه يختلف معه في كون نتيجته غير ملزمة، فليس كل أصدقاء أصدقائي هم أصدقائي بالضرورة، فهذا النوع من الحجج يتأسس على ما يلي:

- التعارض Contradiction عوض مبدأ عدم التعارض.

- التعدد في الهوية والتعريف Identité et définition.

- قاعدة العدل والتبادلية La règle de justice et de réciprocité، حيث إن الكائنات المنتمية لصنف أساس واحد يجب أن يتم معاملتها بطريقة واحدة، مثل قولنا "الذي يشرف تعلمه يشرف تعليمه".

- التعدية، الاشتمال La Transitivité L’inclusion مثل الانتقال من القول المذكور سلفاً، إلى القول إن "أعداء أصدقائي هم أعدائي"...إلخ.

- المقارنة La comparaison وهي تقترب من البحث عن الهوية، مثل قولنا "إن الجريمة هي ذاتها سواء كانت سرقة دولية، أو توزيع هبات مضادة للنظام العام"5.

2. الحجج القائمة على بنية الواقع

تقتضي ترابطاً بين عناصر الواقع الذي يُرتكز إليه من أجل الحجاج، عبر توضيح الرابط بين القضية التي يتم الدفاع عنها وعنصر مقبول سلفاً لدى المتلقي، مثلما هو الحال في المماثلة، وقد ميز بيرلمان فيها بين صنفين على حسب طبيعة الروابط المشكلة لها:

- روابط التتابع: Les liaisons de succession: حيث توجد لدينا علاقة بين سبب ونتيجة قابلة للتصديق بسهولة، لكنها تبقى أيضاً قابلة للنقاش، وكذلك مثل العلاقة القائمة بين الوسائل والغايات، حيث تعتمد قيمة كل عنصر على الغاية الذي هو وسيلتها، ثم حجة الإسراف مثل قولنا "يجب مواصلة الحرب حتى لا يضيع دم الأصوات هدرا"، والحجة التوجيهية مثل قولنا "يجب معارضة الزيادة في عدد كتاب المحكمة؛ إذ يمكن أن يؤدي ذلك إلى المطالبة بالزيادة في كل الوظائف الأخرى"، ثم الحجة النفعية Argument pragmatique تربط قيمة السبب بقيمة نتائجه.

- روابط التعايش: Les liaisons de coexistence : تختص بالحقائق ذات الطبيعة الواحدة، مثل العلاقة بين الشخص وأفعاله أو أحكامه أو دعائمه. والنموذج الأساس لهذا الرابط تجسده حجة الصلاحية Argument d’autorité، حيث إن رأياً معيناً تصير له قيمة بسبب دعم صلاحية ما له، هناك أيضاً الحجة بالسبب الأقوى Tioria for لدى ليبنتز Gottfried Wilhelm Leibniz، إذ نجده يقول: "إن الإله الذي تكفل بالكسالى لن يُهمل مخلوقاته العقلانية". حيث يتم الانتقال مما هو متفق عليه إلى ما يُراد القبول به6.

3. الحجج المؤسسة لبنية الواقع

يقدم المحاجج فيها رابطاً غير مباشر بين عناصر من الواقع، وهذا الرابط يجازف الخطيب بتأسيسه وتقديمه في علاقة ملائمة، فهو يظهر علاقات لم نعد نراها بالضرورة، ويفرق بيرلمان بين نوعين من الروابط التي تؤسس الواقع: أولهما استدعاء الحالة الخاصة: ويندرج ضمنها المثل والتبيين والنموذج، وثانيهما الاستدلال بالمماثلة الذي تندرج في إطاره المماثلة والكناية، ويمكن تقريب دلالة كل حجة على النحو الآتي:

- المثل L’exemple: ينظر بيرلمان كما أرسطو إلى حجة المثل باعتبارها استدلالاً، يقول أرسطو: "المثل شبيه بالاستقراء، والاستقراء مبدأ استدلالي".

- التبيين L’illustration: وهو لا يقع إلا عندما يتم قبول القاعدة لدعم انتظام هو موجود مسبقاً.

- النموذج Le modèle: هو مثال نقترحه لأنفسنا أو نقترح اتباعه )معيار(، كقول أب لابنه "عندما كان نابليون في سنك كان الأول في فصله". وهنا لا يعدم الرد إذ بإمكان الابن أن يقول: "وفي سنك أصبح إمبراطوراً".

- المماثلة L’analogie: وهي تأسيس علاقة بين ما يراد الدفاع عنه، وبين عنصر يجري البحث عنه في موقع آخر من الواقع، هو المثيل الذي يكون مقبولاً سلفاً لدى المتلقي؛ فهو توضيح موضوع بواسطة مثيل له، ونقل قيمة المثيل إلى الموضوع، حيث ينتمي الموضوع والمثيل إلى مجالين مختلفين، ويكون التشابه على مستوى العلاقة.

- الكناية La métaphore: ينظر إليها بيرلمان كحجة، وهي تقوم بدمج الموضوع بالمثيل كقولنا "مساء الحياة"، ويقصد هنا التقدم في السن بغاية الإقناع بأنها النهاية7.

4. الفصل بين المصطلحات

هذه التقنية تعتمد فصل علاقة أولية موجودة في مصطلح ما، أو عبارة ما، أو مقدمة كوحدة مترابطة، فهو عمل على تغيير بنية العناصر ذاتها كالفصل بين المظهر والواقع، والوسيلة والغاية والعرض والجوهر...إلخ، ومثال ذلك قول ماريتان Jacques Maritain "عندما يقوم من يسمى بالملحد بإنكار وجود الله، فإنه ينكر وجود كائن يسميه إلهاً، ولكنه ليس الله، إنه ينكر وجود الله بسبب خلطه بينه وبين هذا الكائن العاقل"8.
 

تولمين: الحجاج استخدام يومي

عارض تولمين الوضعية المنطقية من خلال نظريته الحجاجية، فلا التداولية حسبه مع شارل بيرس Charles Sanders Peirce وشارل موريس Charles Morris، ولا فلسفة اللغة مع جلبير رايل Gilbert Ryle وأوستين John Langshaw Austin وسورل John Searle تناولت الحجج بصراحة.

إن الفلسفة التحليلية من وجهة نظر تولمين لم تهتم نهائياً بالحجاج، في الوقت الذي حاول فيه تأسيس نظرية فيه، من خلال كتابه "استخدامات الحجاج"، الذي يُساءل وضع المنطق في شكله الصوري، محاولاً تحويل المنطق من علم صوري إلى علم ممارسة. فصياغة المنطق في شكل رياضي حرمه من قدرته على التطبيق، مما أدى به من الناحية الابستمولوجية إلى طريق مسدود.

نظر تولمين إلى الحجة على أنها تبرير في سياق، فهي قضية نقدمها كتأكيدات مصاغة كأسباب. والسمة الأولى للحجاج هي خاصية تعدد الشكل، فالقضية تكون مكونة من سبب أو عدة أسباب تمارس وظيفة تبريرية أصيلة، بحيث كل وظيفة أخرى تبقى ثانوية.

استخدم تولمين مصطلح حقل Le champ لتوضيح ارتباط الحجج بنوع محدد من المنطق، بحيث تنتمي حجتان لذات الحقل، إذا كانت قضيتهما وأسبابهما تنتميان لنفس نوع المنطق، يعتقد تولمين بوجود حجج منطقية، وبالتالي حقل منطقي للحجاج بجانب الحقل القانوني والمعنوي، والجمالي والأخلاقي وغيرها من الحقول، وقد تناول السؤال الأولي المتعلق باستقلالية الحجج أو عدم استقلاليتها، فماثل بين الحجاج والقانون ولا حظ وجود تشابه في تناول الحجج9.

قدم تولمين خمسة فروق بين الأنواع المختلفة للحجة، وهي على الشكل الآتي:
- الفرق بين الحجج التحليلية والحجج الجوهرية: إن الحجة التحليلية هي حجة تكون قضيتها موجودة بطريقة ما في الأسباب بصورة ضمنية أو صريحة، ويمثل تولمين لذلك بالقياس المضمر الآتي:
ليلى هي إحدى أخوات سعيد.
كل أخوات سعيد شعرهن أشقر.
إذن؛ شعر ليلى أشقر.

فالقبول بالأسباب في الحجج التحليلية يعني القبول الضمني للقضية، أما الحجج الجوهرية فلا تحتوي أسبابها على المعلومة المقدمة في القضية، ومثال ذلك حجة شبه القياس المؤلف:
ليلى هي إحدى أخوات سعيد
كل أخوات سعيد اللاتي رأيناهن حتى الآن شعرهن أشقر
إذن؛ فمن المحتمل أن يكون شعر ليلى أشقر.
فالفرق إذن يكون في درجة المعرفة بالموقف الذي يتمحور حوله الحجاج.

- الفرق بين الحجج الصالحة قطعاً وغير الصالحة قطعاً: الأولى تكون أسبابها مصاغة بصورة صحيحة على أنها أسباب، وعندما يحدد نوع الاستنباط الذي تفرضه، وعكس ذلك يعني أنها غير صالحة قطعاً.

- الفروق بين الحجة المستخدمة لضامن والحجة المؤسسة لضامن: حيث لا تزال أسباب هذه الأخيرة ظرفية ومفترضة، عكس الحجة المستخدمة لضامن، ومثال الأولى قولنا:
شمعون إسرائيلي
من النادر أن تجد إسرائيلياً خيراً
إذن؛ شمعون غير خير

- حجج تحتوي مصطلحات منطقية، وحجج لا تحتويها.

- الحجج اللازم والمحتملة10.

توجد بالنسبة لتولمن حجج جوهرية ولازمة كالحسابات الرياضية، كما توجد حجج تحليلية محتملة في الوقت ذاته كشبه القياس المؤلف.

لقد رفض تولمن زعم المنطق الصوري بتحكمه في العقل، وقال بوجود تباعد بين أصناف الحجاج العملية العادية، وأصناف المنطق الصوري، حيث إنه يرتبط حصرياً بالمقياس المضمر التحليلي. فهو يُعنى بنوع واحد من الفروق، هو المتعلق بالحجج التحليلية والجوهرية. إن المنطق الصوري يقصي كل أنواع الاستدلال المحتملة، ويكتفي بالتحليلي منها، منتهجاً أسلوب المصادرة على المطلوب Pétition de principe.

على هذا الأساس يقضي المنطق الصوري على نفسه بنفسه، فهو يمنح نفسه من العمل بصورة جيدة خارج المجال الرياضي، ويخنق حقل العقلانية. ويسقط الحجج الجمالية والأخلاقية والعلاقات السببية من قائمة الحجج المقنعة، فهو يسقط صلاحية الشكل على محتوى الحجاج مما يؤدي به إلى الشطط11.

يقدم تولمين نموذجاً يعتبره الأكثر اكتمالاً باعتباره حجة، وهو على الشكل الآتي:
معطى donnée (ولد هاري في برمودا)
إذن، محدد الكيفية qualification modal (ربما)
نتيجة conclusion (هاري مواطن بريطاني)
بما أن، ضامن garantie (من يولد في برمودا فهو عموما فرد بريطاني)
إلا إذا، تقييد restriction (كان والداه أجنبين أو حصلا على جنسية أمريكية)
بمقتضى، أساس fondement (إن القوانين والأنظمة تنص على أن من يولد في برمودا يعد مواطناً بريطانياً)

إن الحجة التولمينية ذات وظيفة تبريرية للفرضية وأسبابها، فهي ترتيب منظم لمعطيات بغرض تدعيم نتيجة ما، ويتم المرور إلى النتيجة بفعل الضامن الذي يمكن أن يقابل بقيود تجعل الضامنات بدورها تعتمد على أساس12.
 

خاتمة

هكذا إذن نكون قد تعرفنا على أبرز خصائص المؤلفين الّلذيْنِ شكلاَ منطلق نهضة الدرس الحجاجي في صورته البلاغية مع بيرلمان وتولمين، فالنهضة المذكورة هي التي ستقود إلى تطور الدرس الحجاجي المعاصر، وإلى لفت الانتباه له في العالمين الفرنكوفوني والأنجلوسكسوني، ليصير ثابتاً من ثوابت الفكر الفلسفي واللساني المعاصر.
 


الهوامش
1. يشغل فيليب بروتون منصب أستاذ زائر بجامعة السربون بباريس، حصل على الدكتوراه في علوم الإعلام والاتصال، وألف مجموعة من المؤلفات من أبرزها كتاب ثورة الاتصال، نشأة إيديولوجية جديدة (L’explosion de la communication, La découverte, Boréal 1989)، وكتاب الحجاج والتواصل. أما جيل جوتييه فهو أستاذ لفلسفة اللغة بقسم المعلومات والتواصل بجامعة كيبيك Québec، اهتم بدراسة الحجاج السياسي، ألفا معا كتاب "تاريخ نظريات الحجاج" الذي نتعامل مع بابه الثاني في هذا البحث، فهو يتكون من ثلاثة أبواب رئيسة، يدرس الأول ارتقاء الحجاج البلاغي وانحطاطه، ويدرس الثاني مرحلة النهضة مع كل من بيرلمان Perelman وتولمين Toulmin، أما الباب الثالث فينفتح على الدراسات المعاصرة للحجاج، وقد ترجم الكتاب إلى العربية من قبل الأستاذ محمد صالح ناحي الغاميدي.
2. يصعب التسليم بكون ديكارت اختزل العقلانية في البرهان، إذ أن المقصود على الحقيقة في هذا السياق هو البداهة والوضوح باعتبارهما سمتي العقلانية كما يتصورها ديكارت، ولا حديث لهذا الأخير عن البرهان إلا في سياق ذكر الرياضيات كما هو واضح في الترجمة العربية لكتاب مقال عن المنهج، بل إن ديكارت في النص الأصلي ينفر من استعمال مصطلح البرهان حتى في سياق الحديث عن الرياضيات، فالمقصود على الحقيقة إذن هو البداهة. ويمكن في هذا السياق مراجعة ومقارنة فقرة من الكتاب الأصلي بالترجمة العربية، ومقارنة القولين بالإدعاء المتضمن في ترجمة كتاب "تاريخ نظريات الحجاج".
-  ديكارت رينيه، مقال عن المنهج، تر جمة محمود محمد الخضيري، مراجعة وتقديم محمد مصطفى حلمي (القاهرة، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1968)، ص 115
- Descartes, Discours de la méthode, Chronologie et préface par Geneviève Rodis- lewis (Paris, Flammarion, 1966), p 37
3. بروتون فيليب- جوتييه جيل، تاريخ نظريات الحجاج، ترجمة محمد صالح ناجي الغامدي، (جدة: مركز النشر العلمي، جامعة الملك عبد العزيز، ط 1، 2011)، ص 42- 44 ┊ 4. نفس المرجع، ص: 44- 46. ┊ 5. نفس المرجع، ص: 47- 49. ┊ 6. نفس المرجع، ص: 50- 52. ┊ 7. نفس المرجع، ص: 52- 57. ┊ 8. نفس المرجع، ص: 57- 58. ┊ 9. نفس المرجع، ص: 59- 62. ┊ 10. نفس المرجع، ص: 63- 64. ┊ 11. نفس المرجع، ص: 65- 68. ┊ 12. نفس المرجع، ص: 69- 70.

المراجع
- Descartes, Discours de la méthode, Chronologie et préface par Geneviève Rodis- lewis (Paris, Flammarion, 1966)
- بروتون فيليب- جوتييه جيل، تاريخ نظريات الحجاج، ترجمة محمد صالح ناجي الغامدي، (جدة: مركز النشر العلمي، جامعة الملك عبد العزيز، ط 1، 2011).
- ديكارت رينيه، مقال عن المنهج، تر جمة محمود محمد الخضيري، مراجعة وتقديم محمد مصطفى حلمي (القاهرة، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر، الطبعة الثانية، 1968).

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها