قصص قصيرة جدًا

أحمد مصطفى علي حسين



 امبراطورية الضحك 

استضفنا شارلي شابلن في مكتبنا الحكومي العريق، وبينما مديرتي تسعى لإجلاسه على الكرسي الذي أمامها؛ من أجل صورة ملائمة للشهرة. إذا به ينتفض فجأة، ويمسك العصا، ويكثر من غمزاته الغريبة المضحكة، وانحناءة ظهره ورقصه.. في تلك البقعة تحديداً، تحدقت العيون لترى شارلي شابلن؛ وكأنها تراه للمرة الأولى، إذ لم يحدث ما حدث من قبل.

 شعاع أصفر 

يا صاحب الوجه المليح الساحر، كانت المرة الأولى التي يسمع فيها كلمة ترضي روحه العذبة، لكن سرعان ما تبددت الكلمات بعد أن أخذ المتسول ما يريد من أموال تاركًا دخاناً بلا رماد.. فكر في هذا الأمر ثم حجز تذكرة طيران إلى العاصمة من أجل...

⌘ عين واحدة 

مزق قاربي الورقي وأنا صغير.
وأنا كبير تمزقت أوراقي لديه من تلقاء نفسها.
لا أحد قام بمنعه، ولا أحد عاونني.
في نهاية المطاف، نبكي معًا وللمرة الأولى.
وكلانا بعين واحدة.

⌘ حادثة مروعة 

قام طفلي الصغير بالإشارة إلى لمبة الإضاءة مرحبًا بها في سعادة بالغة. لكن فجأة قام أحدهم بقتل اللمبة بدافع رغبته في نوم صغيري مبكراً، غير عابئ بطفلي وبي، وأحلام الآخرين.

⌘ محاكمة 

أفزعنا رجل يعمل على خلخلة مقاعد العرض المسرحي بحيث لا يفهم أحد. وحين واجهناه بتهمة الانضمام للطابور الخامس.. فاجأنا أن الطابور الخامس في موقع لا يتخيله أحد.

⌘ الصندوق 

حاولت أن أشرح لأحد المعنيين خطورة تصغير تمثال المنفلوطي، في مقابل تكبير مجسم كرة قدم صماء مجهولة النسب، كانت قد وضعت في مدخل مدينة منفلوط، حيث مسقط الأول لا الثاني. إلا أنه ولسوء الحظ بالغ في إهانتي بتكبير مجسم كرة القدم، التي تركل بالأرجل إلى نحو خمسة أضعاف أديب الإنسانية الكبير. حينما شكوتهم، فوجئت بمن يتضامنون معهم، ويقولون لي: إن الكرة حية والمنفلوطي مات. مات. هكذا انتصروا.

⌘ انفجار ثلجي 

انتشر الفزع بيننا بفعل نبأ انفجار ذاكرة الحاسوب المركزي لشبكة الفيس بوك، إذ نجم عنه نشر الرسائل السرية التي على الخاص، وبها خسائر جسيمة ومخاطر على البناء الوطني. لكن ما إن تصفحوا شبكة الحاسوب حتى عادت الطمأنينة لكل أهل المدينة؛ إذ وجد كل منهم أن لدى الآخر نفس الخطايا.

⌘ تحت الأرض 

وقف محمود درويش عند ناصية حارتنا، ومعه قيثارته الرائعة، لكن لم يلتفت إليه أحد. إذ انشغلوا جميعاً بمراسم إحياء ذكرى رحيل محمود درويش.

⌘ غربة مجانية 

تغربت فترة كبيرة بالخارج، وصادفت معرفة هامة تشير إلى كيفية قراءة البشر من خلال ما يرتدونه من أحذية. حين رجعت إلى أرض الوطن، وبدأت في تطبيق ما تعلمته، فوجئت أن البشر لا يختارون الأحذية وفق أذواقهم، ولكن وفق الظروف والمتاح.

 

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها