منك القصائد

عبد العزيز المختار أبو شيار

أشدو فتأتي قوافي الشعر تتقدُ
وأقرأ الشوق في عينيك ينعقدُ
ما الشعر والأفُقُ النوريّ أخيلةٌ
في البال أنتِ هزار مولع غرد
أنتِ القصيدةُ في أبهى مفاتنها
فكيف تُبنى لها في زهوك العَمَدُ؟
وأنت منك نديم الليل محتفِلٌ
ما للكؤوس وما في ملئها أمد
تأتي القصائد من مغناك مشرقة
فضوؤها بجبين الشمس متّحد
والله ما انسحبت في الليل شاردة
إلا وطاف بنا في روضك المدد
إني نسيت زماني حين تكتبني
في خلوة يتساوى السبت والأحد
هنا الهُتافات من شوق ومن طرب
هنا القلوب على الإلهام تتّحدُ
على شواطئ هذا النهر مرتحل
ظامٍ وأحلم بالسقيا ولا أرد
وها هنا نهَرٌ نجواه خالدة
في ضفتيه لغات الحسن تتّسد
من أين لي مثل هذا الأنس يَفتح لي
بابَ الجمال وكم أعطى وكم يعدُ
إن كان في رقة الأشعار عذبُ فمٍ
فلوحةٌ أنتِ فيها ريشةٌ ويدُ
أنا ابن عطر مداد العمر مغترب
والقوم قد وجدوا في الطيب ما وجدوا
أنا ابن حلم سرى يختال في مهج
ما مثله بسجلات المنى بلدُ
الحاملون على الأكتاف أفئدة
الحالمون بخيط الشمس إذ وعدوا
وحاضرون وإن غابوا سأذكرهم
طول الزمان بنور للعلا شهدوا:
أنّ التشوق للذكرى يلوعني
ما مثله في التياعات الجوى أحد
حرف اشتياقي ما أحصته قافية
ذرات قلبيَ لا عَدّ ولا عددُ
ولا نسجتُ قوافي الشوق أغنيةً
إلا تعانقَ فيها الروحُ والجسدُ
قيثارتي ألق الرؤيا وفتنتُها
عزفٌ على وتر الإحساس منفردُ
ومِنْ ذرى الدهشة الورقاء نغمتها
لحن الخلود ويُعلي صوتَه الأبدُ
نصفان نصفُ انتظارٍ لا أوان له
والنصف يسألني هل في اللقاء غدُ؟

 

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها

حاتم صلاح السروي

مقال مفيد وذو مادة معرفية مهمة وجذابة.. هذا المقال جعلني أعرف ما لم أكن أعرفه.. تعجبت لصاحب البيت المسكين الذي جاء من دنقلة في السودان وعمل بوابًا في المنصورة ثم استقر بالصعيد حتى وافاه مطلع السعد وعمل في خدمة مراد بك ولكن الدنيا لم تمهله، فبعد أن أنفق أمواله وعشر سنين من عمره في بناء بيته الرائع بهندسته المبهرة ومعماره الجميل، جاءت الجملة الفرنسية وأسكنت ضباطها في بيته، ومن هذا البيت خرجت موسوعة وصف مصر التي شارك فيها 200 عالم فرنسي، فهذا البيت يمثل مجد التاريخ وعظمة مصر التي توالى عليها المحتلون فما زادوها إلا قوة. ومضى إبراهيم السناري رحمه الله إلى ربه سنة 1801 بعد أن ترك بيتاً أنيقًا أراد له القدر أن يكون بيتًا للعلم والثقافة حتى أنه بعد احتراق المجمع العلمي في مصر أصبح هذا البيت مقراً للمجمع منذ عام 2012، والبيت الآن تابع لمكتبة الإسكندرية، وهو مطل على حارة مونجي ومونجي هو أحد علماء الحملة الفرنسية الذين سكنوا البيت،. وأعجبتني مقولة أن رواية بيت السناري للكاتب عمار علي حسن يتضافر فيها الجمال مع المعرفة ويتعانق فيها التاريخ مع الفن. والصور التي مع المقالة أعجبتني.. فشكرًا للكاتب الأستاذ ناجي محمد كامل العتريس والشكر موصول لمجلة الرافد واحة المعرفة ولرئيس تحريرها الفنان والكاتب عمر عبد العزيز.

4/17/2022 1:26:00 PM

حاتم صلاح السروي

مقال متميمز ودراسة أدبية سهلة ومفيدة، لقد تعلمت أشياءً من هذه المقالة، منها: أهمية الكتابة في الحضارة العربية منذ القرن الرابع الهجري، ونشأة أدب الرسائل، ومفهوم الافتنان عند أبي حيان التوحيدي، وأوجه الشبه بين ألف ليلة وليلة وكتاب الإمتاع والمؤانسة لأبي حيان التوحيدي (التوالد الحكائي- استبداد المسرود له "شهريار في ألف ليلة وليلة وأبو الوفاء المهندس في الإمتاع- السارد العليم- مجالس الحكي الليلية"وأعجبتني الشرط وط التي وضعها أبو الوفاء لكتابة "الإمتاع والمؤانسة" وأشكر لمجلة الرافد نشرها لهذه الدراسة المتينة والنافعة والمهمة أيضًا..وهكذا عودتنا مجلة الرافد على نشر كل ما يثري معارفنا ويساهم في نهضة الثقافة العربية.

4/23/2022 5:30:00 PM

قباري البدري

مقال رائع يلقي أضواء جديدة على إبداع علم من أعلام الكتابة العربية . و الجميل ، إشارته بالربط بين الملمح الأخير في اليومي والتداولي مع قصيدة النثر . مما يدل على سعة أفق و صدر الباحث ، و خصوية الإنشاء لدى هذه الكوكبة من شعراء و كتاب الحقبة ( النصف الأول من القرن العشرين ) .. كم نحن محظوظون بهم !

5/19/2022 10:51:00 PM

أحمد فضل شبلول

حوار رائع وعميق وشامل حول الترجمة وقضاياها وأهميتها في ثقافتنا العربية من مترجم ومثقف عربي معاصر واع وعميق الفكر ورائع الأسلوب، كما أن الأسئلة الموجهة كانت من العمق والأهمية التي دفعت د. ميهوب لأن يبدع في اجاباته. وفقكم الله.

5/20/2022 9:03:00 PM

محمد أحمد أمان

جميلة جدا

6/2/2022 2:06:00 PM

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11