يشكل ديوان البقية في حياة شخص آخر "لعامر الطيب" جدارية جديدة، تتسع لتشمل عشرات العناصر المشاركة في إنتاج خطاب شعري متميز يكتنز الكثير من التفاصيل الحياتية، عبر بناء فني يواكب طبيعة القصيدة المعاصرة التي باتت أمام هواجس وأوهام ووعي مغاير لما كان سائداً، وخاصة بعد انتشار الترجمات العاصفة لكتب الفلسفة والمعرفة واللسانيات والشعر، والتي انعكست بدورها على أشكال الكتابة الشعرية الجديدة، وبعد تماهي الشاعر مع تلك الثقافات استطاع إنتاج قصيدة تقف عند حافة زمن سياسي وإنساني ملتبس، فضلاً عن كونها قصيدة تبحث عن قارئ آخر غير متورط بسيكوباتيا الماضي والتاريخ والأمة الملفقة، والطاردة في آن واحد والتي ساهمت في صنع الكثير من مراثي الذاكرة العراقية مقابل جوّ غائم وإزاء مساحة قلقة تشوب المواجهات النقدية، وربما إزاء سياق افتراضي للقصيدة الموهومة بفكرة الحرية، ولكنها المسكونة بحديث الموت والنواح والاستعادة المرة "فانشبكت مع اليومي الفاضح والحسي المنفلت مثلما انشبكت مع ذاكرة الحرب والخوف والخراب والاحتلال، مما قاد البعض إلى عزلة طاعنة" كما يقول عامر الطيب:
لم أنت وحدك
لست نائماً ولا يقظاً
لست مكوراً ولا مستطيلاً..
ليست حقيقتك في الجسد
ولا في الروح
لم أنت وحدك
تتطلع إلى السماء الباهتة
كما تمتحن عناق أحد من بلاد بعيدة
فحالة الإرباك والتوتر التي تصيب الذات الكاتبة وتجعلها في مناجاة متألمة مع نفسها يضخم حجم تلك العزلة، وما تسببه من آلام، وهذا ما جعل النص يلجأ إلى المناجاة أو ما يعرف بالمونولوج، فيقول:
لست إبراهيم لتختبرني
ولست يسوع لتعرض حبي للخطر
لست أحداص يعرفك
أو ينساك
أنا هادئ وعادي ومضطرب
أحافظ على حياتي
ولا أجلب النحس للمدينة.
يجسد النص عبر الحديث النفسي الذي يجعل الذات تتأمل نفسها وقدراتها لتظهر ضعفها وقلة حيلتها، وأن استطاعتها كبشر لا تطيق هذا التحمل، فهو من سمة الأنبياء، وكأن الشاعر بهذا يعبر عن مدى اليأس والاختناق الذي يعيش فيه فاستلهم الشخصيتين (إبراهيم – يسوع) لا ليعرفنا على قصتهما وتحملهما، بل ليعرض شخصية الشاعر التي تكاد تبلغ في السياق البشري ما وصل إليه الأنبياء في السياق القدسي، فلم تعد النفس البشرية تطيق كل ذلك، وخاصة أن الذات تعترف بأنها لم تكن سبباً في أي نحس للمدينة. ومن هنا يتسع المكان داخل ذاكرة الشاعر مستعيناً بآلية السرد لحال البلاد والإنسان ليجسد حالة التمزق التي تعيش فيها الذات الإنسانية عامة والعراقية بصفة خاصة فهذا التمزق لم يشمل الذات فقط، بل المكان والكلمات.. إلخ، فيقول:
كلمة في الشام وكلمة في اليمن
أو كلمة في بغداد
وكلمة في الموصل
أو كلمة في الكوفة
والأخرى في بابل
ولدنا قبل ضياع المدن
لنموت بعد ضياع الكلمات!
يمثل الوطن بجغرافيته معجماً شعرياً يفرض نفسه بقوة على تجربة الشاعر بصفة عامة والشاعر العراقي بصفة خاصة؛ ليقدم تجربة شعرية تحفل بحب الوطن وتشد القارئ للمشاركة في حبه، ومن هنا استحضر "الطيب" بلاده داخل النص ليجسد عراقتها وهويتها ووجودها الذي كان المصدر الأول للوجود، فالكل يعرف أن بابل أصل الحضارة وغيرها من مدن العرق، ومن هنا لم يجد الشاعر المعاصر إلا (الشعر) ليحتوي بوحه وأناته؛ فجاءت القصيدة مسكونة بالأمل ومقاومة للواقع صارخة بصوت قريب من صوت المحاربين الذين لا يقبلون سوى النصر ورفع الراية، والخروج من هذه الأزمة فيقول:
بلادي موبوءة وبلاد كل أحد يتلقف الأخبار
موبوءة أيضاً
إلا أن أحبائي الذين أعرفهم
أصدقائي الذين أجدهم كل مرة قرب يدي
ليس هذا أوان موتهم أبداً
بلادي ترتعد في غرفتها
كان للظروف النفسية والاجتماعية أثرها على الشاعر العراقي الذي طحنته الانقلابات العسكرية والمعتقلات والمنافي والحروب والأوبئة، فجعلته أكثر تجاوزاً وشراسة في مواجهة التاريخ والأيديولوجيا؛ مما وسم القصيدة بعدة سمات كالنواح والصخب وغيرها، مما جعل الشاعر يبدو مرتبكاً عند هواجس الحرية والمعنى والهوية والذات. لتجسيد أزمة الإنسان تجاه الوباء الذي يحدث للوطن وكثرة آفاته. فزحزح الشاعر المعجم البلاغي واستبدله بالمعجم اليومي العادي، لاختلاف مزاج الحياة وشكل الصراعات الشعرية والظروف التي مرت بها البلاد الذي أسهم في صناعة مناخ لا يهتم بمواجهة هذه الأزمات فقط؛ وإنما يتجاوزها آيضاً.
بعد أن أنهى بروست مجلده الأول من الزمن الضائع
عرضت عليه أميرة نمساوية يدها للزواج
"أود لو أتزوجك الآن
لأن كتابك أعجبني"
لعل بروست لم ينم تلك الليلة متغافلاً عن المجد
وصار فيما بعد يكتب بحذر بالغ
لئلا تكون الأميرة جادة
بأن تتزوج برغوثاً منفلتاً مثله.
وصار عليه أن يكتب خطاباً لها:-
سيدتي الأميرة
لحسن الحظ إن الكثير من الكتاب يموتون مبكراً
يمكنك أن تتذكري لوتر يامون مثلاً
تتعدد الشخصيات داخل النص (بروست – الأميرة – لوتريامون)؛ ليكشف عن أزمة الإنسان بصفة عامة، فالرموز الواردة تضع المتلقي بين قطبين معرفيين: الأولى قبل النص، والثانية ما يمنحه النص من تفاصيل خاصة عندما يشرع في تشكيل مشهد شعري كبير يتكئ على الرمز ليؤطر رؤيته للعالم. من خلال مزج الصورة بالسرد والرصد والقصص المتعددة ووجهة النظر، ومن هنا نتساءل هل الزمن المفقود لدى الشاعر هو ما يجلب له الوجود؟! أما أن الماضي أساس وجودنا؟! ومن هنا تشكل الهوية والوجود مطلبا الإنسان الحقيقي والسعي لإثباته. متكئاً على البنية الحوارية في بناء النص وفق أسلوب فني متميز باعتماده على ضمير المتكلم "أنا" للتعبير عن ذاته، بالإضافة لصيغة المضارع التي تجسد حضور الكلام في الوقت الحاضر، فيقول:
بكى طفلنا ونحن نتضاجع
فغطيناه
ليسكت
لكنه استمر يقطع صوته كفراغ الأشجار
وبدورنا واصلنا
الانغماس ممتلئين بالطيبة
والحقد
وحذرين من أن يكبر الطفل
قبل أن نصلَ النشوة في اللحظة ذاتها!
بكى طفل في الشارع
وأنا أحدثك عن شغفي بملايين
الصور التي يبدو عليها جسدك في الصيف
فقلت:
هذا ليس طفلنا
لكني مستثارة
بكى طفل آخر
ونحن نغادر طريقنا
فخوفته عله يكمل بكاءه الآثم في البيت
فالمونولوج يكشف حركة الوعي الداخلي للشخصية من خلال التعانق العفوي بين البنية السردية والبنية الحوارية، لتشكيل الحدث الدرامي عبر انتقال السرد انتقالاً لطيفاً من شكله الحكائي إلى الأسلوب الحواري؛ ليحصل الإدهاش من خلال كسر أفق التوقع، وإدخال الجملة الشعرية في اللامتوقع لتشكيل حبكة فنية يتكئ عليها النص منفلتاً من رتابته ومنفتحاً على لغة شعرية متدفقة تعورها جملة من الأساليب المكثفة كالسرد، والحوار، والنفي، والأمر، والتعليل والبيان، إضافة إلى الإيحاء والغموض والرمز والإحالة والتكثيف، حيث يجد القارئ نفسه أمام لوحة سردية ذات أبعاد متعددة، تتعدد مشاهد العرض فيها في حالة كل بكاء يقوم به هؤلاء الأطفال، فما زالت الوحدة والذعر والخوف تسيطر على هؤلاء الأطفال، لذا يظلوا يبكون، ولكن ثمة سؤال هل البكاء هنا خوف حقيقي أم رفض الطفل لهذا الواقع؟! وهل وصل الذعر والخوف إلى الأطفال، فكسر سقف تطلعاتهم؟ فحتى الطفولة لم تنعم بحقوقها داخل الوطن الموبوء؟ ومن هنا يحاول الشاعر أن يستبدل هذا البكاء فيقول:
قررنا ألا نسمع البكاء
في الحقل قلنا إنه زقزقة عصافير شبقة
في المطبخ
قلنا هو انزلاق إحدى أقدام الطاولة
تعرض الجدارية تقنية أخرى في استلهام بعض الشخصيات وهي تقنية الاستدعاء الاستعاري للحلول في الزمن؛ لافتقاد الشخصية المستدعاه وخلو الزمن ممن يقوم بدورها، فنحن نستدعي من ينقصنا لا من يتحقق في زمننا، والشاعر يستعير ما ينقص زمنه لاجئا إلى زمن آخر، زمن كان صالحاً لظهور شخصية لا يمنح الزمن الراهن عوامل ظهور مثيلاتها، والقائمة المستعارة تكشف عن قائمة من العناصر المفتقدة والقيم الضائعة التي يمثلها هؤلاء، مما يجعل التدقيق في قائمة الشخصيات معناه الوصول إلى قائمة المطالب، فالشاعر لا يستعير هذه الشخصيات لذاتها فقط، وإنما لما تمثله من قيمة إنسانية تنضاف إلى القيمة الجمالية المتمثلة في طريقة الاستدعاء، كي يفتح المجال لاستعارة قيم بعينها وأمكنة عاشت في رؤى الشعراء وما تعبيره بهذه الرموز (ديكارت – هرقليطس..) إلا للبحث والمعرفة والتغلب على المحن التي تواجه الإنسان يقول:
هيراقليطس، ديكارت، بوذا، موزارت، الحشاشون
رأسي مملوء بالأمل
آمل أن أحبك في زمن البدء
لا يوجد ماض بعيد مثل هذا الماضي
حيث الزمن ليس سوى الكلمات الثلاث التي نتفحصها:
مأخوذة كلمة الريح من الريح
أما عبارة أبنائي الأعزاء
فمأخوذة
من عبارة موسى على الجبل:-
إلهي العزيز
أنسنه الجماد:
كل هذه الأحلام مبتذلة أيضاً
حتى الشجرة ذاتها لم تعد راضية عن مصير الأشرار
كنا نبكي حين صارت لنا أغصان
كنا نتعذب حين صارت لنا جذور بعيدة
كنا نهاجر حين صارت لنا ظلال وأسماء
لكننا نشتاقُ شيئاً
حين بدا للبشرية
أننا نحترق لنضيء العالم!
يتيح هذا النص فرصة للجماد بأن ينطق ويكشف عما بداخله، فها هي الشجرة تسرد رحلتها عبر تقنية الفلاش باك من خلال الوقوف على محطات حياتها المختلفة منذ أن كانت جذراً، ثم أغصان وهكذا متكئة على الكاميرا لعرض المشهد المتوالد أمام القارئ كأنه شريط فيديو يشاهده في لحظته الحالية. لتجسيد أزمة الفقد والعزلة والوحدة، ومن هنا تتصاعد نغمة الشجن داخل المشهد.
اليوم تذكرتُ أن أقول
لم أنا حزين؟
صحتي جيدة وصديقاتي يعتبرنني رجلاً طارئاً
وأنا أيضاً
مثل الأمير الذي لم يؤذِ نملة
لكن ها هي المساحة الصغيرة التي أشغلها
تتسخ
هل من المتوقع
أن أحافظ على يدي
نظيفة
إذا كانت البلاغة القديمة اعتمدت على المجاز في علاقاته المحدودة، فالشاعر المعاصر خرج من العلاقات المؤطرة والمحددة إلى العلاقات الشاملة التي تطرق الجزء والكل في الآن نفسه، وها هو "عامر" يجعل من اليد مصدراً للمصير الإنساني بنوعيه "الصالح والطالح" باعتبار أن اليد قوة كبيرة، فبعد أن تختزل القصيدة العالم وتسعى لاقتناص مجموعة من التفاصيل الكونية، جاعلة منها رموزاً دالة في سياق محكم في اللحظة ذاتها بقليل من التعمق، أو مكاشفة ما تحت السطح اللامع ينكشف أن القصيدة تنفتح على العالم فالسمات البلاغية الجديدة تجعل النص مساحة للتعدد المؤسس للقراءات متعددة المستويات.
لن أنام حتى لو طلبت الآلهة
مني أن أفعل ذلك
أريد أن أحمل مصباحي
وأسأل المدن عن الحقيقة
أريد أن أتجاوز حزن الرجال المنبهرين
دائماً ثمة رجل يبكي
الشاعر المعاصر يربك النص بالأسئلة، فلم يكن كما كان قديماً يسأل عن أشياء ماورائية، أو أشياء عصية، وإنما يسأل عن أشياء مألوفة (الحقيقة) التي يريد أن يحمل لها مصباحاً لوجود العتمة التي تخفيها، وهذا ما هو شائع في جميع المدن ومن هنا تمثل دلالات (العتمة – المصباح – البكاء – الحزن - النار – الملح) عناصر القلق للذات الشاعرة التي تحدث مسافة شاسعة بين الذات والواقع.
إننا متزوجان منذ سنة
لكن أحدنا يهذي بسب الآخر ليلاً
سمعني زوجي
وأنا أصيح باسمه:
أكرهك أيها الذعر الذي وصم حياتي بالجوع
وسمعته
وهو يهمس:
اذهبي إلى الجحيم بنفورك التام
تشكل قضية الوجود مطلباً أساسياً في شعر عامر، وخاصة أنه يعرض لقضايا حقيقية قضايا الإنسان الداخلية، فكيف لزوجين يجتمعان تحت سطح واحد أن يتعاملا كذلك فكل منهما يخبئ خنجراً للآخر، وهذا النص معادل موضوعي لحياة الانفصال الأسري الذي يبيد المجتمعات في حياتنا المعاصرة، وفقد الحميمية بينهم وهي ليست بين الزوجين فقط، بل هي علاقات أصبحت بين البشر بصفة عامة كل منا له قناع خاص في التعامل، ولا يجرؤ على المواجهة من أجل مسايرة الحياة مما يجعل أرضية الكذب والنفاق تتسع إلى أقصى نقطة في جغرافيا الحياة باستمرار الهجاء إلى الصباح والصباح هنا رمز للحياة المفتوحة وليس الوقت المنتهي، ومن هنا تظل المعناة مستمرة داخل الإنسان.
لست سند المرأة
أنا خائف مثلها أيضاً
وحدتي تتدبر طريقها في الليل
وجسدي يحذرني على الدوام
من أن يتملكني أحد
وفي النهاية
لن نسلمَ من الهيبة والغيرة واليتم
تُعد قضية المرأة من القضايا التي تشغل الشاعر وتؤثر في الوجود، وكذلك الحب فهما أساسا الوجود في هذا الكون، فالحب ينكر بسبب عادات وأعراف، والمرأة كذلك، فالشاعر يريد الانسلاخ من تلك الأعراف من خلال كشفه عن حقيقة مهمة، وهي كذب ادعاء الرجل أنه سند للمرآة، وكم تظهر هشاشته في ذلك النص؟ فهو خائف أكثر منها، فلما يعطل حركة المجتمع بأوامره عليها؟! فالمرأة والحب عنصران كاشفان في ظلمة الوجود، فالسوريالية تعتقد اعتقاداً غامضاً بأن الرجل غريب على هذه الأرض، وأن المرأة هي التي تمنحه معنى الانتماء للحياة، ففي (الحب والمرأة) يكمن الحل السحري لجميع ألغاز الوجود. وتؤكد السوريالية أننا نحب الأرض من خلال المرأة. فيقول:
لم يبقَ من الحب ما يكفي
لأن يوصل امرأة إلى بيتها مطمئنةً
لا نحبُ من أجل الذين ينتحرون
أو يضيعون
أو يتذمرون على الدوام
نحب من أجل هؤلاء الذين
يفتحون لنا طريقاً في الزحمة
ثمّ يقولون لنا شكراً!
فبغياب (الحب والمرأة) تفقد الحياة قيمتها وتتحول الأشياء عن حقيقتها، وكأن الحب هو ملح الكون الذي يمد الإنسان بالأمان، وبعد التوترات الحادثة أصبح الإنسان المعاصر فاقداً للثقة والأمان.
◂ الرمز
يلعب الرمز دوراً هاماً في تكثيف التجربة الشعرية؛ لإيقاظ مكنونات النفس وجذب المتلقي من خلال الانزياح الحادث في البناء الشعري، فاستعان الشاعر "بروميو" لتجسيد التغيرات، وخرق قوانين العشق القديمة التي علمت البشرية معنى التواصل الذي كان موجوداً بين "روميو وجوليت"، وتحول الرسائل من رميو إلى رميو يشير إلى تحجر المشاعر وتصلبها، وانقطاع التواصل، وكأن الحياة فقدت الحميمية التي كانت تسير بها وغياب الطرف الآخر الذي يتمم عملية التواصل "(جوليت)! فيقول:
تصل رسائل روميو إلى روميو
فيما كان من المتوقع أن تقرأها جولييت
أنها ليست قصة مذهلة
لكن شكسبير ترك أثراً لا يمحى
أخذ الحب من اللحظة الباهرة
إذ يموت العاشقان معاً
أيام ما كانت الطبيعة معتادة
على موت عاشق
وترك الآخر هائماً في الأرض!
وبعد هذا العرض يتجاهل الشاعر كل ذلك الحزن والألم؛ ليبحث عن لحظة مبهجة يرى بها العالم، وهي لحظة الجمال الذي يجعله عطراً تتناثر جزئياته داخل هذا الكون فيختم به تجربته فيقول:
الجمال يا هبة الإنسان لنفسه
سنحبك بقدر مبهج.

عامر الطيب: البقية في حياة شخص آخر، دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، ط: 2021.
لوحة المقال © الرسام الراحل أمين الباشا (1932 – 2019)