تقع حديقة الحيوان المغربية على الطريق الوطنية رقم 1 بالحزام الأخضر، عند مدخل مدينة تمارة، بالقرب من مركب الأمير مولاي عبد الله لكرة القدم. وهي مختصة بعرض الحيوانات المغربية والإفريقية، بهدف الترفيه والقيام بالتربية البيئية، وتحسيس وتوعية الناس بأهمية المحافظة على الحيوانات البرية.
أنظمة إيكولوجية اصطناعية
تمتاز الحديقة الوطنية للحيوانات بالرباط المغربية، باختلافها عن الحدائق التقليدية التي تقوم بعرض الحيوانات داخل الأقفاص، حيث صممت على أساس الفضاء المفتوح عبر أنظمة إيكولوجية اصطناعية، تسمح بعرض الحيوانات في كامل حريتها وكأنها في موطنها الأصلي، لمساعدتها على ممارسة حياتها وكأنها في البرية، ولخلق اندماج واستمتاع مرتادي الحديقة بلقاء الطبيعة والحيوانات، مع توفير شروط تسمح بالمحافظة على سلامة الزوار والحيوانات، من سياجات زجاجية سميكة وأسلاك كهربائية وحواجز مائية.
تعرض الحديقة الوطنية للحيوانات حيواناتها، ضمن خمسة أنظمة إيكولوجية، هي:
- جبال الأطلس.
- المناطق الجافة أو الصحراء.
- السافانا الأفريقية.
- الغابة الاستوائية.
- المناطق الرطبة.
الجولة في هاته الأنظمة، تمكنك من رؤية 150 نوعاً ممثلة بـ2000 حيوان من الوحيش المغربي والإفريقي، ومن مناطق أخرى من العالم، من قردة بمختلف أنواعها: (شمبانزي، وسعدان، وميمون، والأطلس، وزعطود...)، والليمور والفيلة والزرافات، والغزلان، والمها، والنعام والفهود، والنمور، والأسود خصوصاً أسد الأطلس الذي ينتمي للوحيش المغربي، ويعتبر أكبر سلالات الأسود الإفريقية وأضخمها، انقرض من البرية سنة 1942 بسبب تراجع الغطاء الغابوي المغربي، والأسود الموجودة في الحديقة تعود ملكيتها للسلطان المغربي محمد الخامس، وصلته كهدايا من رؤساء القبائل كرمز للبيعة.
كما تحتوي الحديقة الوطنية للحيوانات، على رواق خاص بالزواحف، وحديقة تعليمية، ومتحف. بالنسبة لرواق الزواحف، أحدث سنة 2019 مساحته 1700 متر مربع، وهو فضاء مخصص لعرض 140 حيواناً، تمثل 40 صنفاً من الزواحف (ثعابين تماسيح سلاحف...)، بهدف حماية الأنواع المهددة بالانقراض، وتناسل الحيوانات، وإذكاء الوعي البيئي، وأهمية الحفاظ على التنوع وسلالات الحيوانات المهددة بالانقراض. والرواق مقسم لستة أنظمة بيئية هي: النظام المغربي - النظام شبه الاستوائي - نظام جبال شرق إفريقيا- نظام جنوب الصحراء – النظام الاستوائي – نظام مدغشقر. يتوفر الرواق على ظروف العيش الضرورية والملائمة للحيوانات، من مسخن لتوليد الحرارة، ومعدات لتوليد مناخ رطب ومكيفات الهواء.
أما الضيعة التربوية التعليمية، فمساحتها خمس هكتارات، يتم فيها القيام بأعمال تربوية مخصصة للأطفال، للتعرف على الطيور وأنواع الحيوانات المتواجدة بالبادية بهدف الاستئناس والاندماج في الأنشطة القروية.
فيما يخص متحف الحديقة، فهدفه تقريب الزائر من الاستيطان الحيواني بالمغرب منذ نهاية الزمن الجيولوجي الثاني، تعرض فيه بقايا عظام حيوانات متفرقة وجدت بمناطق متعددة ومختلفة من المغرب.
تجهيزات وخدمات ورسالة بيئية
الجولة بالحديقة الوطنية للحيوانات ماتعة، بما توفره من تجهيزات وخدمات. فممراتها المختلفة، تسمح للزائر بممارسة رياضة المشي والاستمتاع بجمال وبهاء نباتاتها، وشغب الحيوانات المعروضة وحب اكتشافها، إنه لقاء رائع بين الطبيعة والإنسان والحيوان لن تجده إلا في مثل هاته الفضاءات الترفيهية. كما توفر الحديقة لزائريها، موقف للسيارات ومقاهي ومطاعم ومحلات، وأكشاك للوجبات الخفيفة ومرافق صحية، وحاويات للنظافة، ولوحات تشويرية وتحسيسية، وخدمات أخرى لمن يحتاجها كقاعة لأعياد الميلاد، وقاعات للمحاضرات، وطاكسي الحديقة، وهي خدمة توفرها الحديقة عبارة عن جولة فيها عبر عربة كهربائية.
تقوم الحديقة، بمهمة التربية على البيئة عبر أنشطتها المتعددة، كقيامها بزيارات للمؤسسات التعليمية لتقريبهم من عالم الطبيعة، وأهمية تثمين الثروة الحيوانية والمحافظة عليها، وكذلك عن طريق تحفيزات الدخول للرحلات والزيارات التي تقوم بها المدارس التعليمية لفضاءات الحديقة لاكتشاف الوحيش (نوع الحيوان، غذاؤه، موطنه، فصيلته ...) عبر لوحات تعريفية مخصصة لذلك، وعبر أنشطة حديقتها التعليمية للتوعية بأهمية الحفاظ على الثروة الحيوانية والتنوع البيئي والبيولوجي والحيواني في المغرب.
نافلة القول؛ كانت زيارتنا للحديقة الوطنية للحيوانات بمدينة الرباط المغربية، فرصة لاكتشاف الوحيش المغربي والإفريقي والعالمي، ولمعرفة الجهود المبذولة للمحافظة عليه وتثمينه، وفي مجال دعم التربية البيئية، مع ضرورة الحفاظ عليها وتثمينها، كما ندعو لإحداث حدائق جهوية للحيوان ضماناً للإنصاف المجالي ولتقريبها أكثر ضماناً لاستفادة الجميع.