الفارابي.. فيلسوف العرب

بحث في النشأة والتاريخ

إبراهيم شعبان مصطفى

ظاهرة واضحة في سيرة كثير من العظماء الذين تبوأوا في التاريخ مكانة عالية، وتحدثت عنهم الأجيال جيلاً بعد جيل، تلك هي ظاهرة اختلاف الكتاب والمفكرين في وقائع السنوات الأولى من حياة هؤلاء العظماء، وقد تمتد هذه الظاهرة إلى سنوات طويلة من أعمارهم، فالذين تعرضوا لهذه الوقائع لم يتفقوا على تفاسير كثيرة من هذه السير، بل وتضاربت أقوالهم حولها، حتى إن بعضهم تناولها استنتاجاً وتخميناً، وهناك من الكتاب والمؤرخين لم يتناولها إطلاقاً، ومر عليها مروراً عابراً، واكتفى بالحديث عن حياة العظماء بعد أن وصلوا إلى ما وصلوا إليه من مكانة وعلو همة.


ولقد كان أبو نصر الفارابي فيلسوف العرب والمعلم الثاني، أحد هؤلاء الذين اختلفوا في وقائع حياتهم الأولى، اختلفوا في هذه الوقائع من أنه كان محور حديث المهتمين بالمعرفة في الغرب والشرق منذ ما يقرب من ألف عام، وسوف يظل محور حديثهم في المستقبل إلى أن يشاء الله.

وأمام الغموض الذي نشر حول الفارابي، وخاصة في الفترة الأولى من حياته، يقول الدكتور عبد الحليم محمود، في كتابه" التاريخ الفلسفي في الإسلام": "ويصمت التاريخ صمتاً تاماً عن فترة الطفولة، وفترة الشباب لفيلسوفنا، فلا يحدثنا بشيء عنهما، بل يغفل أيضاً ذكر ميلاده، ولولا أن ابن خلكان ذكر أنه توفي سنة (339ه)، وقد ناهز ثمانين سنة، لما أمكن استنتاج تاريخ مولده إلا ظناً، وكلمة ابن خلكان إذن يؤخذ منها أنه ولد حوالي سنة (295ه).
 


الفارابي

اسمه ولقبه

ولقد أجمع المؤرخون على أن اسم الفيلسوف الذي نترجم له هو محمد: ولقب بأبي نصر، ثم اختلفوا بعد ذلك في أسماء آباءه وأجداده وترتيب هؤلاء الآباء والأجداد فابن أبي أصيبعة يقول في كتاب "عيون الأخبار" أنه: أبو نصر محمد بن محمد ابن أوزلغ بن طرخان بن أوزلغ، مسقطاً من الاسم أحد المحمدين مقدماً طرخان على أوزلغ، بينما يسقط القفطي والبيهقي أحد الأجداد وهو أزلغ، من عداد الأسماء فيقولان أنه: أبو نصر محمد بن طرخان فقط، في حين أن ابن النديم في كتابه الفهرست يضيف جَداً ويسقط جداً فيقول إنه: أبو نصر محمد ابن محمد بن محمد بن طرخان.

في حين تضارب أقوال الصاعد في "الطبقات": فمرة يقول إنه أبو نصر محمد بن محمد بن نصر، ومرة يقول إنه: أبو نصر محمد بن نصر.

هذه بعض الخلافات بين الكتاب والمؤرخين القدامى حول تسمية آباء الفارابي وترتيبهم، وأما رأي المحدثين من هؤلاء فقد اختلف هو الآخر، وقد كان هذا أمراً طبيعياً فجميع المراجع التي يمكن أن يستقوا منها دراساتهم لم تكن متفقة أصلاً على أمر واضح يمكن أن يصلوا منه إلى نتيجة لا خلاف عليها، ولذلك جاءت بياناتهم غير متفقة في هذا الأمر.

فالدكتور محمد عبد الرحمن مرحبا يقول في كتابه "من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفة الإسلامية"، أنه: أبو نصر محمد بن طرخان بن أوزلغ الفارابي، بينما يقول الدكتور الأهواني في كتابه "المدارس الفلسفية"، أنه: أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ الفارابي، وجاء في كتاب "تاريخ فلاسفة الإسلام" للأستاذ محمد لطفي جمعة أنه: أبو نصر بن محمد بن أوزلغ بن طرخان، وأن القاضي صاعد يكتبه "أوزلق".

ويقول الأستاذ يوحنا قمير في كتابه ( الفارابي)، أنه أبو نصر محمد بن محمد ابن أوزلغ بن طرخان الفارابي، بينما يقول الأستاذ عبده الحلو في كتابه "الفارابي" أنه: محمد بن طرخان بن أوزلغ، أبو نصر الفارابي الملقب بالمعلم الثاني، أي أرسطو العرب والمسلمين.

ويقول إن أهم مصادره في ذلك ثلاثة: جمال الدين القفطي في كتابه "إخبار العلماء بأخبار الحكماء"، وابن أصيبعة في كتابه "عيون الأنباء في طبقات الأطباء"، الجزء الثاني، وأحمد البرمكي بن خلكان في كتابه "وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان" الجزء الثاني.

وجاء في كتاب "أعلام الفلسفة العربية" للدكتورين كمال اليازجي وأنطون غطاس كرم، أنه: أبو النصر محمد بن أوزلغ بن طرخان، وجاء في كتاب الفارابي وابن سينا للأستاذ الدكتور محمد غلاب أنه: أبو نصر محمد بن محمد ابن أوزلغ بن طرخان الفارابي.

ويقول الدكتور جميل صليبا في كتابه "تاريخ الفلسفة العربية" أنه: أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ المعروف باسم الفارابي، أما الأستاذ سعيد زايد في كتابه "الفارابي وابن سينا" فلم يزد على أن ذكر أن المؤرخين اختلفوا في نسبه إلى ذلك من قبل، ثم قال: "وواضح من هذا أن المؤرخين قد أجمعوا على اسمه، وإن كانوا قد اختلفوا في ذكر نسبه، واسم أبيه، فقالوا جميعهم أن اسمه محمد.

مولده ونشأته

وإذا كان الكتاب والمؤرخون قد اختلفوا في تسلسل اسم الفارابي، فلم يستطيعوا أن يحددوا أسماء آبائه وأجداده، كما لم يستطيعوا أن يحددوا ترتيبهم، فقد اختلفوا كذلك في تاريخ مولده، أو هم لم يستطيعوا تحديده على وجه الدقة، وأنهم ذكروا استنتاجاً مما ذكره بن خلكان الذي قرر أنه توفي سنة (329ه)، عن ثمانين عاماً، وكان ما قاله هذا الكاتب القديم هو قبس النور الذي تبعه كل من جاءوا بعده وأرخوا للفارابي.

فقال الأستاذ الدكتور محمد غلاب، في كتابه السابق الإشارة إليه: "أن لا أحد يعرف تاريخ مولده بالضبط؛ إنما يظن أنه ولد حوالي سنة ستين ومائتين للهجرة، وقد استنتج هذا من أنه توفي في رجب سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة وكان عمره ثمانين عاماً.

وترسم الأستاذ سعيد زايد خطوات ابن خلكان فقال: "ذكر ابن خلكان فقال إن الفارابي توفي سنة (339ه)، وهذا الاستنتاج ضروري في هذا المجال، إذ إن المعلم الثاني لم يترجم لنفسه كما صنع بعض مفكري الإسلام، وكذا لم يفعل أحد من تلاميذه".

وأما الأستاذ محمد جمعه فراج فيقول: "والفارابي ككثير من العصاميين لا يعرف تاريخ ولادته... توفي في الثمانين من عمره، في رجب سنة (339ه)، ديسمبر (650م)، فهو من مواليد (360ه)، قررنا هذا التاريخ فرضاً، ولا نظنه بعيداً عن الحقيقة.

وإذن؛ فجميع من ذكرناهم قد جعلوا تاريخ ابن خلكان أساساً لما ذهبوا إليه، غير أن الدكتور جميل صليبا، في كتابه تاريخ الفلسفة العربية، قد ذهب مذهباً آخر في قوله: "ولد أبو نصر محمد بن محمد بن طرخان بن أوزلغ المعروف باسم الفارابي سنة (257ه- 870م)، في حين أن أستاذنا الكبير الشيخ مصطفى عبد الرازق، في كتابه "فيلسوف العرب والمعلم الثاني"، يقول: "لسنا نعرف مولد الفارابي إلا بالتقريب استنتاجاً مما ذكره المؤرخون بعد وفاته سنة 339ه- 950-951م، وقد ناهز ثمانين سنة، ويكون مولده إذن حول سنة (259ه-872-783م).

وعلى ضوء هذا العرض لكثير من أقوال الذين سبقونا إلى هذا البحث نستطيع أن نقرر استنتاجاً أيضاً، أن ما قاله أولئك السابقون من أن الفارابي ولد سنة (260ه- 872-873م)، ومن أنه توفي سنة (339ه-950-951م)، هو أقرب التواريخ إلى الصواب.

ولم يكن مولد الفارابي هو وحده الموضوع الثاني الذي اختلف حوله الكتاب والمؤرخون، فقد كانت هناك موضوعات أخرى كالبلد الذي ولد فيه، وبالتالي تبعية هذا البلد، ونسبه وموطنه الأول.

فأما من ناحية البلد الذي ولد فيه، فيقول بعض المؤرخين إن الفارابي أبصر النور في قرية "وسيج" بالقرب من فاراب التركية وراء نهر سيجون وإذن فهي تركية لرأي هؤلاء البعض، ومنهم ابن حوقل الذي توفي حوالي سنة (367ه – 977م)، والذي يقول: إنه كانت توجد على الشاطئ الغربي من سرداريا التي ولد فيها الفيلسوف أبو نصر الفاربي، وقد أخذ المستشرقون بهذا القول لابن حوقل، وكذلك أخذ الدكتور كمال اليازجي، وانطون غطاس كرم في كتابهما الكبير "أعلام الفلسفة العربية"، بينما ذهب البعض الآخر وعلى رأسهم القفطي وابن أصيبعة وابن خلكان إلى أن الفارابي من مدينة (فاراب)، وذهب هذا المذهب وأخذ عنه فيلسوفنا الشيخ مصطفى عبد الرازق، فهو يقول في كتابه "فيلسوف العرب والمعلم الثاني": "والفارابي منسوب إلى فاراب، ولم يشذ عن القول بذلك إلا ابن النديم في الفهرست، فإنه يقول: أصله من الفاراب" من أرض خرسان إلا البيهقي في كتابه المخطوط "في تاريخ الحكماء"؛ فإنه يذكر أن الفارابي من فارياب -تركستان – لكن النسبة إلى فارياب، هي الفاريابي وقد ذكر معجم البلدان أسماء جماعة من الأئمة نسبوا إليها منهم محمد بن يوسف الفاريابي.

"وفاراب التي ينتسب إليها فيلسوفنا، تسمى باراب أيضاً، وهي ناحية كبيرة واسعة من نهر جيحون –آموداريا- كذا يقول ياقوت عند الكلام على باراب، ولكنه يقول عن ذكر فاراب، ولاية وراء نهر سيحون- سرداريا – في تخوم بلاد الترك، ومقدارها في الطول والعرض أقل من يوم، إلا أن بها منعة وبأساً، وهي ناحية سخية لها غياض، ولهم مزارع في غرب الوادي تأخذ من نهر الشاش.

"والشاش" هي مدينة وراء النهر، ثم ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك، ويتبين من ذلك أن لا خلاف بين عبارتي ياقوت – فإن فاراب وراء نهر سيحون وجيحون معاً، ثم إن فاراب على جانبي الفرع الأكبر لنهر سيحون، وهي في طرف بلاد الترك – تركستان.

من هذه الأقوال السابقة عن البلد الذي ولد فيه الفارابي، يظهر لنا أن الخلاف لم يقتصر على اللقب، ولا على البلد الذي ولد فيه وحدهما، ولكنه تعداهما إلى نسبه، فلو أننا أخذنا بالقول الذي يذهب إلى أنه من فاراب التركستانية لكان من أصل تركي، ومما يعزز هذا أن الفارابي كان على معرفة تامة باللغة التركية إلى جانب عدة لغات أخرى.

وهناك من يقول إنه جمع بين النسبين: الفارسي والتركي، فقد كان أبوه فارسياً تزوج من امرأة تركية أنجبت له الفارابي، ومن أصحاب هذا الرأي ابن أبي أصيبعة، فإن أكثر المترجمين لحياة الفارابي يذكرون أنه تركي، ولكن ابن أبي أصيبعة في كتابه طبقات الأطباء يذكر أن أباه كان فارسي الأصل تزوج من امرأة تركية وأصبح قائداً في الجيش التركي، كما جاء في كتاب "التفكير الفلسفي في الإسلام" للدكتور عبد الحليم محمود.

وذكر الأستاذ ت.ج. دي بور، في كتابه تاريخ الفلسفة الإسلامية، ترجمة الأستاذ عبد الهادي أبو ريدة: "ويقال إن والد الفارابي كان قائد جيش، وأصله فارسي وأن الفارابي نفسه ولد في وسيج وهي قرية صغيرة حصينة تقع في ولاية فاراب من بلاد الترك فيما وراء النهر".

ويقول الشيخ مصطفى عبد الرازق، في كتابه المشار إليه: "ولا سبيل إلى تحقيق نسبه من هذه الناحية لتقارب البلدين واشتراك الأعلام فيهما، وإذا صح أن أباه كان قائد جيش، فهو لم يكن من كبار القواد الذين يشيد بذكرهم التاريخ، ولعل في ما امتاز فيه الفارابي من الشجاعة والصبر على احتمال متاعب الدرس ومشاق الأسفار وشظف العيش ما يشعر بأنه سليل أبطال".

طفولته وشبابه

أمام هذه المرحلة من تاريخ أبي نصر الفارابي نرى مضطرين أن نردد ما قاله الدكتور عبد الحليم محمود، من أن التاريخ صمت صمتاً تاماً عن فترة الطفولة وفترة الشباب فلم يحدثنا بشيء عنهما.

والواقع أننا نلاحظ ذلك الصمت في كل ما كتب عن الفارابي، ولعله يرجع إلى أن أحداً من كتاب التاريخ ومدونيه – وخاصة الذين عاشروا فيلسوف العرب، أو كانوا قريبي العهد به لم يحاولوا أن يعتنوا بتلك المرحلة من تاريخ الفارابي، والحديث عنها حديثاً يشفي الغلة، ويكشف الستور، ويوضح حقائق الأمور، ويبين الدوافع إلى هذا النهج الدراسي الذي انتهجه، والعوامل التي أثرت فيه حتى بلغ تلك المنزلة من المعرفة التي دفعت به إلى تلك النزعة الفلسفية التي ملكت عليه حواسه، وغلبته على أمره، وملأت فراغه كله حتى إنه أعطاها من وقته وجهده ما أعطاها إلى أن وافاه الأجل.

لم يتحدث المؤرخون عن هذه الفترة، فصمت التاريخ ولم يستطع أن يمدنا بالنور الذي يكشف لنا ما خفي عن أيامه الأولى، ولم يبدأ التاريخ يحكي ويروي عن الفارابي إلا بعد أن ترك مسقط رأسه، وقد أشرف على الخمسين من عمره، نازحاً إلى بغداد ليشبع نهمه من العلم، ويستكمل دراسته، ويقف على ما لم يستطع أن يقف عليه من مختلف العلوم والفنون في ذلك البلد الصغير "وسيج – أو فاراب"، وفي ذلك يقول الأستاذ سعيد زايد: "ولقد كان الفارابي يهوى التنقل والأسفار، ولكن المؤرخين لم يذكروا عن رحلاته إلا ما وقع منها بعد سن الخمسين، أضف إلى ذلك أنهم لم يذكروا لنا شيئاً يروي الغلة عن طفولته وشبابه، بل إنهم تتبعوا حركة أسفاره بعد أن رحل من بلده إلى بغداد، وبذا ظل في حياة الفارابي فترة غامضة قد يجلوها كشف علمي.

وأمام صمت التاريخ، وأمام عدم الإلمام بتفاصيل حياته الأولى المتعددة الجوانب، تضاربت الأقوال حول هذه الجوانب، حول أصله وعمله، وحول حالته الاجتماعية والاقتصادية، فمن المؤرخين من يقول إنه لو صح أن أباه كان قائد جيش، فلم يكن من القواد الممتازين الذين يشيد بذكرهم التاريخ، وإنما كان واحداً من مئات وألوف الضباط الذين تمتلئ بهم الجيوش، ومنهم من يقول إنه كان عاملاً فقيراً إلى درجة لم يكن يجد معها ما ينير به ليله المظلم حتى يتمكن من مراجعة دروسه، ومنهم من يقول إنه كان على جانب كبير من الرخاء، وأنه تولى منصب القضاء.

فقد جاء في كتاب تاريخ فلاسفة الإسلام، للأستاذ محمد لطفي جمعة: "ذكر ليون أفريقي ونقل عنه بروكر في تاريخ الفلاسفة في الجزء الثالث [ص: 71-73]، أموراً كثيرة عن الفارابي، ولكن معظمها مشكوك فيه، وبعضها من الأساطير الملفقة".

وروى ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء في (جزء 2 صفحة 134)، "أن الفارابي كان ناطوراً في بستان في دمشق، وكان دائم الاشتغال بالفلسفة، وكان فقيراً ويستضيء في الليل بالقنديل الذي للحارس، ثم إنه عظم شأنه". وهذه الرواية لا تقلل من قدر الحكيم، فقد كان (كليانت)، الفيلسوف الروائي سقاء يوزع الماء لري البساتين في ضواحي أثينا، وكان سبينوزا يعيش من صنعة الساعات في هولاندا، وهكذا الحكماء في كل جيل.

ومن الغريب أن هذا الفيلسوف الذي تحدث عنه الغرب قبل الشرق، والذي كشف بفكره الثاقب عن كثير من مؤلفات أرسطو وأخرجها للنور في لسان عربي سليم، والذي أثرت آراؤه على من جاء بعده من الفلاسفة والعلماء في كل علم وفن، والذي استمر التاريخ يتحدث عنه أكثر من ألف سنة، وسوف يتحدث عنه ما ظلت الفلسفة تدرس في معاهد العلم المختلفة، من الغريب أن حياة هذا الفيلسوف في طفولته وشبابه تكاد تكون شيئاً مجهولاً، أو هي مجهولة فعلاً، فلسنا نعرف عن الصورة التي قضى عليها الفارابي طفولته شيئاً، ولا على الطريقة التي درج عليها في الحياة حتى بلغ مبلغ الشباب، ثم الصورة التي قضى عليها شبابه، والأعمال التي قام بها، والطريقة التي تعلم بها، والمعلمين الذين تتلمذ عليهم حتى أحاط بمبادئ العلوم إلى الدرجة التي مكنته بعد ذلك من أن يبرع فيها، ويشرق اسمه، وينتشر ذكره.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها