القياس الشعري حسب كتاب الشعر لابن طُملوس!

لـ مارون عواد

ترجمة: فؤاد بن أحمد

تقديم المترجم

حظيت نظرية الشعر المنطقية باهتمام كبير من قبل الدارسين والمهتمين بالتأليفات المنطقية للفلاسفة في السياقات الإسلامية؛ ويحتل مفهوم "القياس الشعري" دوراً مركزياً في هذه النظرية. والدليل على ذلك أنه ظل محور النقاشات بين المهتمين لأزيد من أربعين سنة؛ ولم يخل كتاب في المنطق عند هؤلاء الفلاسفة، قدامى ومتأخرين، من تخصيص حيز لصناعة الشعر، ومن ثم للقياس الشعري، الذي كان يعتبر تتمةً لأنواع الأقيسة الأخرى، كالقياس البرهاني والجدلي والمغالطي والخطابي، كما كان يعتبر كتاب الشعر تتمة للكتب المنطقية، على غرار كتاب البرهان وكتاب الجدل وكتاب التبكيتات السفسطائية وكتاب الخطابة.
لكن الذي ظل يقض مضجع الدّارسين عند معالجتهم موضوع القياس الشعري إنما هو قلة التفاصيل بخصوصه، فلا تعاريف تستوفيه ولا أمثلة توضحه؛ الأمر الذي أسهم في حصول سوء فهم كبير بخصوص هذا المفهوم. كان الدارس الألماني غريغور شويلر Gregor Schoeler ممن دشن القول في هذا المفهوم؛ وذلك في مقالته المطولة عام 1983 وقد نشرت في مجلة ZDMG تحت عنوان: 
"Der poetische Syllogismus. Ein Beitrag zum Verständnis der ‘logischen’ Poetik der Araber"

وقد استهل شويلر مقالته بالقول إن مفهوم القياس الشعري "إلى الآن قد يكون إما أسيء فهمه تماماً، وإما قد قورب بقليل من البصيرة وفُسّر بطريقة غير دقيقة". والسبب في ذلك أن الفلاسفة في السياقات الإسلامية قد نزعوا إلى عدم تقديم أمثلة توضيحية للقياس الشعري؛ وإن حصل وقدموها، وهو أمر نادر حقاً، فإنها تكون في صيغة مختصرة جداً؛ كما أن هؤلاء الفلاسفة غالبًا ما كانوا يركزون على الأثر الذي يتركه القياس الشعري في نفس المتلقي والغرض منه، بدل أن يعرضوا بنيته ويفسروها ("القياس الشعري"، [النص الألماني]، 43–44).
وعموماً، فإنه إلى حدود صدور مقالة مارون عواد Maroun Aouad التي نترجمها هنا لم يكن قد اكتشف سوى ثلاثة عروض للقياس الشعري. وقد كان من أهم منجزات شُويلر في المقال المذكور أعلاه أنه اكتشف عند الفيلسوف أبي علي ابن سينا (ت. 428هـ/1037م) "عرضاً واضحاً، مصحوباً بأمثلة، لما هو القياس الشعري"؛ ("القياس الشعري"، [النص الألماني]، 45) وهذا ليس في كتاب الشعر، كما قد يتوقع المرء، وإنما في كتاب القياس، أو أنالوطيقا الأول؛ وقد كان هذا هو العرض الأول في تاريخ هذه النظرية في العصر الحديث. وبعد ذلك، بسنوات، اكتشفت الدّارسة والفيلسوفة الكندية ديبورا بلاك Deborah L. Black عند ابن سينا، وفي كتاب القياس مرة أخرى، عرضاً ثانياً للقياس الشعري ودَرَسته. وبدوره، فقد اكتشف مارون عواد في قول قصير للفارابي في التناسب والتأليف العرض الثالث للقياس الشعري عند أبي نصر الفارابي (ت. 339هـ/950م) ودرسه، وقوم في ضوئه حكمَ ديبورا بلاك القائل إن الفارابي لم يكن يملك تصوراً صريحاً عن القياس الشعري.

لكن اطلاع عواد على جزء من كتاب الفيلسوف والطبيب الأندلسي أبي الحجاج يوسف بن محمد ابن طملوس (ت. 620هـ/1223م)، المختصر في المنطق، مخصص لكتاب الشعر دفعه إلى مراجعة ما سبق أن قيل بخصوص القياس الشعري كليةً. فقد قدم ابن طملوس منذ بداية كتابه تركيباً لمختلف عروض القياسات الشعرية وفسّر العلاقة التي بين أنواعها الثلاثة. وحسب تحليل عواد في هذه المقالة، يتقدم الشاعر أو المتكلم بأحد القياسين الشعريين السينويين وفقاً لمعرفة السامع ومقتضياته. ويتمسك عوّاد بالقول إن هذا التأويل يتعارض مع تأويل بلاك، التي تدعي أن أحد هذين القياسين الشعريين (وتقصد النوع الذي اكتشفه شويلر) متمركز على الشاعر، والآخر (وتقصد النوع الذي اكتشفته هي) متمركز على المخاطب. وبعد أن كان مارون عواد قد تبنى في ما سبق تأويل بلاك، فإنه يعود في هذه المقالة إلى التخلي عن هذا التأويل كلية، وذلك نتيجة اكتشافه عرض ابن طملوس الموجود في المقطع الذي يحققه لأول مرة هنا ويترجمه إلى الفرنسية.

ونشير إلى أن مارون عواد هو مدير أبحاث سابق بالمركز الوطني للبحث العلمي بباريس، معروف بدراساته الرصينة عن خطابتي ابن رشد وابن طملوس. كما نود أن نشير، في الأخير، إلى أن كل الاقتباسات العربية قد أخذناها من أصولها، كما أن نص ابن طُملوس الذي أورده عوّاد في دراسته قد عارضناه في أصله المخطوط ووقفنا على بعض الهنات في القراءة، وقد ذكرناها في الهامش؛ هذا وكل ما وضعناه بين معقوفين في الترجمة من اقتراحنا. ونلفت انتباه القارئ إلى أن عواد يستعمل في مقالته عبارة المدخل لصناعة المنطق للإشارة إلى المجموع الذي يوجد ضمنه كتاب الشعر لابن طملوس. وهذه التسمية كانت قد أطلقت بفضل أسين بلاصيوس؛ لكننا نفضل استعمال المختصر في المنطق في نشرتنا النقدية الكاملة لنص ابن طُملوس المحفوظ في النسخة المخطوطة بالقسم العربي من خزانة الإسكوريال: 649 (انظر: المختصر في المنطق، حققه وقدم له وعلق عليه وفهرسه فؤاد بن أحمد (ليدن-بوسطن: بريل، 2020). ونترجم هذا المقالة بموافقة من صاحبها مشكوراً. وبهذه المناسبة، فإننا نشكر للصديق والأستاذ محمد الولي عنايتَه بهذه الترجمة.



:: الترجمة ::

لكتاب الشعر الذي يوجد في المدخل إلى صناعة المنطق لابن طملوس فائدة مزدوجة لم يحصل الانتباه إليها إلى حد الآن. فالكتاب يتّبع عن قرب تلخيص كتاب الشعر لابن رشد، حيث كثيراً ما يعيد استعمال حدوده وأمثلته؛ غير أنه يتضمن عناصر مذهبية وأدبية لا نجدها في مصدره الرئيس. سوف أنظر في النقطة الأولى في موضع آخر. أما هنا فأودّ أن أباشر فحص النقطة الثانية بتقديم مقطع حول القياس الشعري لا نظير له في نص ابن رشد، لكنه على أهمية مركزية في تأويل هذا المفهوم الذي كثيراً ما شغل الدارسين.
على الرغم من أن تأويل الاستعارة والتشبيه بواسطة القياس الشعري يثيره الفارابي (ت. 339هـ/950م)، وابن سينا (370هـ–428هـ/ 980م–1037م)، وابن رشد (520هـ–595هـ/1126م–1198م) خاصة من أجل تبرير إدماج صناعة الشعر في المنطق، فإن تعريفات هذا النوع من القياس وأمثلته تبقى نادرة. فقد رُصِدت حتى الآن ثلاثةُ أنواع من العروض (الأول من قِبل غريغور شويلر، والثاني من قِبل ديبورا بلاك، والأخير من قِبل عواد). واستعرضت في مقال لشويلر وعواد1، أختصره هنا في عجالة.

العرض الأول للقياس الشعري في قياس الشفاء لابن سينا2.

«فلان قمر لأنه وسيم». البنية القياسية التي عليها يقيم ابن سينا هذا القول هي:
(الصغرى) فلان وسيم.
(الكبرى) كل وسيم قمر.
(النتيجة) ففلان إذاً قمر.

يتعلق الأمر بقياس من الشكل الأول، وهو يتميز، مع ذلك، عن القياس الجازم المألوف ذي المقدمتين المطلقتين assertorique بكون كبراه ونتيجته ليستا قضيتين مطلقتين وإنما قضيتان تحملان صوراً شعرية. لهذا السبب، تسمى الكبرى كذلك «مقدمة شعرية» (أو مقدمة «توقع تخيّلا»).

العرض الثاني للقياس الشعري في قياس الشفاء لابن سينا3.

«إن الورد سُرم بغل قائم في وسطه روث»4. والبنية القياسية التي يرد إليها ابن سينا هذا القول هي التالية:
الورد سرم بغل قائم في وسطه روث.
فكل ما هو سُرم بغل بهذه الصفة فهو نَجِسٌ قَذِرٌ.
(فالورد إذا نجس قذر).

والآن إذا أقمنا مقام هذا المثال استعارة القمر، فإن القياس المذكور أعلاه:
فلان وسيم.
كل وسيم قمر.
فلان قمر.

سيتحول إلى الشكل التالي:
فلان قمر.
كل ما يبدو مثل القمر هو وسيم.
فلان وسيم.

وهكذا تصير نتيجة القياس ذي البنية الأولى مقدمة للقياس ذي البنية الثانية. ولا يشرح ابن سينا العلاقات بين هاتين البنيتين.
قول الفارابي في التناسب والتأليف5.
هذا الإنسان حسن.
الشمس حسن.
فهذا الإنسان إذا شمس.
السيف سريع القتل.
النار سريعة القتل.
فالسيف إذا نار.

بفضل قول الفارابي في التناسب والتأليف، يصبح بوسعنا تكوين فكرة أدق عن بنية القياس الشعري عنده، وهو القياس الذي يعتبره، في رسالة في قوانين صناعة الشعراء، قياساً بالقوة6، لكنه لم يقدم أيّ مثال توضيحي لذلك. وكنا، أنا وغريغور شويلر، قد حددنا أمثلة قول الفارابي في التناسب والتأليف كقياسات فاسدة من الشكل الثاني، وهي القياساتُ التي الحدُّ الأوسطُ فيها محمولٌ في المقدمتين، والمقدمتان فيها موجبتان7. غير أن الفارابي لا يقوم على نحو صريح بهذا التحديد.

ومع أن ابن رشد يذكر القياس الشعري فهو لا يقدم أمثلة له، لكنه يكتب على غرار الفارابي إن القياس الشعري قياس بالقوة8.

فهل يمكن حصول تركيب بين مختلف عروض القياس الشعري؟ وهل يمكن إثبات تعريف عن طريق قياس فاسد من الشكل الثاني؟ مقطع ابن طملوس الذي نحققه (لأول مرة) أدناه ونترجمه يجيب عن هذين السؤالين.

قبل أن نورد النصّ، من المهم أن نُدلي ببعض المعلومات عن شخصية ابن طملوس وعمله.

لا نعرف إلا القليل جداً عن أبي الحجاج يوسف بن أحمد بن طملوس، الذي لم تُحفظ من أعماله إلا ثلاثة نصوص: المدخل لصناعة المنطق9، وشرح أرجوزة في الطب لابن سينا10، ومسألة منطقية لا توجد إلا في صيغتها اللاتينية11. حسب أصحاب التراجم العرب الوسطويين، ولد ابن طملوس بشقر وتوفي عام 620هـ/1223م. كان طبيباً في قصر الخليفة الموحدي الناصر (595هـ–610هـ/1199م–1213م)، وكان أحد تلامذة ابن رشد12. وطالما أن الأقسام الأولى من المدخل لصناعة المنطق هي وحدها ما فحص فقد ظلت هذه النقطة الأخيرة غامضة نوعا ًما. وفي الواقع، لا تحمل هذه الأقسام أي ذكر لاسم ابن رشد، ولا يبدو أنها تتبع أيّ عمل من أعماله. بيد أن عبد العلي العمراني-جمال يبرز بعد فحصه عن قرب مقدمة شرح أرجوزة في الطب، أن ابن طملوس يذكر ابن رشد بكثير من الإجلال13، ويقدم العمراني-جمال تأويلاً جديداً لمقدمة المدخل لصناعة المنطق. بعيداً عن الرغبة في إنكار صلاته بابن رشد، لعل هدف ابن طملوس في هذه المقدمة هو أن يدعو قراءه ضمنياً إلى تكوين موقف من فلاسفة ومناطقة من قبيل ابن رشد، كالذي اتخذه الأندلسيون في مناسبات عدة تجاه كبار الفقهاء والمتكلمين (كالغزالي، ت. 505هـ/1111م)، الذين كانوا قد رفضوا مذاهبهم في البداية ثم قبلوا بها بعد ذلك14. وفضلاً عن ذلك، وعن طريق عملية حسابية لسنوات أبي يحيى15، الشخص الذي أُهدي شرحَ الأرجوزة الطبية، وهو ابن أحد أكابر الموحدين الشيخ أبي يعقوب يوسف بن سليمان، يقترح العمراني-جمال16. أن هذا العمل ربما يكون كُتِبَ بين 570هـ–580هـ/1179م–1184م، وأن ابن طملوس ربما يكون ولد بين 545هـ–550هـ/1150م–1155م، أي عشرة أعوام قبل التاريخ (560هـ/1165م)، الذي كان اقترحهُ ميغال أسين بلاصيوس. وإلى ذلك، فمحمود عروة الذي يُظهر أن ابن طملوس يلجأ إلى كتاب الكليات لابن رشد طوال شرحه على الأرجوزة الطبية17، يؤكد على فكرة العلاقة القريبة التي تجمع بين كاتب الشرح وفيلسوف قرطبة.

لكن يبقى أنه إلى ذلك الحين لم يكن قد تم العثور على دليل لاستعمال ابن طملوس نصًّا فلسفياً لابن رشد. وكان أسين بلاصيوس، من جهة، قد أثبت عن صواب أن جزءاً من مقدمة المدخل لصناعة المنطق يستعيد الفصل الثاني المخصص للمنطق بعموم من كتاب إحصاء العلوم للفارابي18، وأثبت العمراني-جمال19، من جهة ثانية، وعن صواب أيضاً، أن القسم المتعلق بالمقولات من المدخل لصناعة المنطق يتّبع عن كثب كتاب المقولات للفارابي20. وبالمقابل، كان يظهر أن خلاصة بلاصيوس ما تزال صالحة:

كانت المشائية الرشدية لابن طملوس خجولة ومترددة إلى درجة أنه فضل، في ما يتعلق بالمنطق، استعمال كتب الفارابي لقراءة أرسطو بدل اللجوء إلى كتب الفلاسفة الإسبان من قبيل ابن باجة وابن رشد أستاذه، حيث وصمة الكفر كانت أشهر فيهما- لأنهما كانا فيلسوفين معاصرين- أكثر مما قد يكون عليه الحال مع مشائي مشرقي [=الفارابي]21.

غير أنه بفحصي الدقيق أقساماً أخرى من المدخل لصناعة المنطق، أعني كتابي الخطابة والشعر، ظهر لي أن ابن طملوس يُلخص فيهما تلخيصي ابن رشد كتابي الخطابة والشعر22. وإذا أضفنا هذه النقطة إلى اكتشافات العمراني-جمال وعروة، يتأكد على نحو كبير ما يقوله أصحاب التراجم من أن ابن طملوس كان تلميذ فيلسوف قرطبة. لكن دراسة كتابي الخطابة والشعر تظهر، أيضاً أن ابن طملوس لم يكن مجرد مقلد ذليل؛ وهذا ما يشهد له، على سبيل المثال، المقطعُ بخصوص القياس الشعري الذي سأذكره أدناه23.

يظهر هذا المقطع في بداية كتاب الشعر الذي هو بدوره ليس سوى جزء من المدخل لصناعة المنطق، والذي مجموع هيكله كما يلي:
الصدر، طُ. ورقة 1ظ–10.
الباب الأول: إيساغوجي،24 طُ. ورقة 10ظ–14.
الباب الثاني: كتاب المقولات25 طُ. ورقة 14–24.
كتاب العبارة، طُ. ورقة 24ظ–35.
كتاب القياس، طُ. ورقة. 35–66ظ.
كتاب التحليل، طُ. ورقة 66ظ–76ظ.
كتاب البرهان، طُ. ورقة 76ظ–93.
كتاب الأمكنة المغلطة، طُ. ورقة 93–102ظ.
كتاب الجدل، طُ. ورقة 102ظ–124.
كتاب الخطابة، طُ. ورقة 124–157ظ.
كتاب الشعر، طُ. ورقة 157ظ–172و.

لن نطيل الحديث هنا عن خصائص هذا الترتيب الذي سبق أن درسه غيرنا، من قبيل إدراج كتابي الخطابة والشعر في المنطق، وهو الأمر المشترك بين جميع الفلاسفة العرب الوسطويين من ذوي التقليد الأرسطي26. لكن لنحتفظ بفكرة أن ابن طملوس يكتب هذا المقطع (طُ. ورقة 158 و–ظ) من أجل تبرير مكانة نظرية الشعر ضمن هذا الترتيب؛ وهو الذي سننشغل به الآن.
/158و/ فعمدة الشعر كما قلنا هي المحاكاة. وليست تكون المحاكاة بين الشيئين إلا بالشّبه الذي يكون بينهما؛ فينبغي /158ظ/ أن يكون بين موضوع النتيجة ومحمولها شبه ما، ويكون ذلك الشبه موجوداً فيهما، فيكونان به متشابهين. فيكون إذا أردنا أن نخيل أن أحد المتشابهين هو الآخر إنما نكون نفعل ذلك بالشّبه27 الذي بينهما، أن نخيل بذلك الشبه بأن المحمول هو الموضوع، لأجل ما يُظَن أن المتشابهين شيءٌ واحد. وإذا كان ذلك كذلك، فالشبه يؤخذ موجوداً في المتشابهين؛ فيكون القياس مؤلفاً من موجبتين في الشكل الثاني، وهو قياس العلامة المذكور في كتاب الخطابة.
وتأمل هذا المثال، وهو أن الصفرة موجودة في العسل، وهي أيضاً موجودة في المرار. فلِتَوَهُّمِنا28 أن ما هو أصفر فهو مرار، وهو تَوَهّم عكس الموجبة الكلية مثل نفسها، وهو الذي يعرف بموضع اللاحق، يكونُ قياسُنا هكذا: «العسل أصفر، وما هو أصفر فهو مرار، فالعسل إذًا مرار». فيكون29، بهذا التخييل الذي يعترينا بالشبه، يقع في نفوسنا أن المشبه هو المشبه به؛ فتفر30 نفوسنا عنه أو تقبل عليه. فإن كثيراً ما تتبعُ نفوسنا تخيلاتنا وأوهامنا في ما نفعله أو نريد أن نفعله مثلما تتبع اعتقاداتنا. فلذلك يُنتفع بهذه الصناعة كثيراً في الأمور الإرادية، وهي التي شأن الإنسان أن يفعلها بإرادته، إذ كان كثيراً ما يتبع تخيلاته وأوهامه.
وقد يؤخذ الأمر المحاكَى به مع المحاكي مقدمةً لينتج بذلك الشبه الموجود للمحاكى به؛ مثل من يقول: «وهل زيد إلا أسد»؟ و«هل هو إلا بحر»؟ ليخيل31 بذلك أنه يصدر عنه ما يصدر عن الأسد من الشجاعة وعن البحر من المنفعة. وإذا أخذ هذا القول هكذا: ائتلف قياسه في الشكل الأول؛ فنقول: «زيد أسد، والأسد شجاع، فزيد شجاع».

[...]32.

فعلى هذا الوجه الذي ذكرنا تدخل صناعة الشعر في جملة الصنائع القياسية.

تقوم الحالة الأولى للقياس الشعري التي قدمها ابن طُملوس على نوع من التقلب بين نوعين من القياس. النوع الابتدائي هو ما يحدده المؤلف بأنه قياس من الشكل الثاني مؤلف من مقدمتين موجبتين. مثال ذلك:
العسل أصفر
المرار أصفر
فالعسل إذا مرار

تخضع كُبرى هذا القياس لنوع من العكس. والمبدأ –الخاطئ– لهذا العكس هو أن «عكس الموجبة الكلية مثل نفسها». وهكذا، ننطلق من قضية كلية صحيحة، مثلا، المرار أصفر، ونعكسها: ما هو أصفر فهو مرار.

العسل أصفر
ما هو أصفر فهو مرار
إذن العسل مرار

هكذا يسمح العكس بالمرور خِفية من قياس من الشكل الثاني بمقدمتين صحيحتين، ولكن باستنتاج فاسد، إلى قياس فاسد من الشكل الأول، بمقدمة فاسدة، ولكن باستنتاج صحيح.

يُحدّد ابن طملوس الموضع الذي يُفحصُ فيه القياس الفاسد من الشكل الثاني، وهو كتاب الخطابة، وقد أطلق عليه عندئذ اسم العلامة. وبالفعل، في هذا العمل، أي في كتاب ابن طملوس، ورقة 126ظ–127و 138ظ–139و، حيث يلخص ابن طملوس ابن رشد، تلخيص كتاب الخطابة، ج. 2، ف. 1. 2. 29– 1. 2. 34 و2. 25. 8– 2. 25. 12، وحيث يشرح هذا الأخير بدوره كتاب أرسطو، الخطابة، 1، 1357ب 1–25، 2، 1402 ب 12– 1403 أ 1633، في هذا العمل يُعرض قياس العلامة في إطار مناقشة مختلف أنواع الدلائل.
وفضلاً عن ذلك، وإذ يربط ابن طملوس العكسَ الذي يحصل هنا بموضع اللاّحق، فهو يقصد أيضاً – بشكل غير مباشر هذه المرة- مقطعاً بعينه من المقالات العربية التي تستلهم أرسطو والمخصصة لكتاب الخطابة. وبالفعل، فقد فحص ابن طملوس34، وابن سينا35، وابن رشد36، مفهوم اللاحق في هذا الكتاب، في الجزء المخصص للمواضع المغلطة، وذلك بمناسبة شرح كتاب الخطابة لأرسطو، 2، 1401 ب، 9–14.
ومع أن ابن طملوس كان قد أظهر كيف أن القياس الشعري يقترب، من جهتين، من الإجراءات المتوخاة في الخطابة (القياس الفاسد من الشكل الثاني وموضع اللاحق) فهو لا يخبرنا عما يميز استعمال هذه الإجراءات في الخطابة عن استعمالها في صناعة الشعر. غير أن اختلافاً كهذا لا بد أن يكون، ما دام أن الشكل الثاني الذي يستعمل في الخطابة يولد الإقناع، في حين أن ابن طملوس لا يثير بخصوص هذا الشكل في صناعة الشعر سوى الوهم والتخيل37.

تحليل ابن طملوس الحالة الأولى من القياس الشعري جدير بالاعتبار لأسباب عدة. فإذا كان الفارابي يكتفي بأمثلة للقياسات الشعرية تدخل بشكل واضح في القياس الفاسد من الشكل الثاني، فإن ابن طملوس هو أول مؤلف يُحددها على نحو صريح بواسطة هذا النوع من القياس.
ولا تشهد أعمال الفارابي المحفوظة اليوم لتفسير نجاح القياس الفاسد من الشكل الثاني بعكسه الخفي إلى قياس من الشكل الأول. وهو تفسير يرفضه ابن رشد، إذ إنه يتصور بدون شك أن القياس الفاسد من الشكل الثاني ينجح في الإقناع في صناعة الخطابة دون أن نكون في حاجة إلى إبدال كهذا38. أما ابن سينا، فيبدو، بالتأكيد، أنه يدافع على فكرة أن النجاعة الخطابية للقياس الفاسد من الشكل الثاني مردها عكسٌ حصل بواسطة موضع اللاحق39، وهي الأطروحة التي نجدها بقلم ابن طملوس. لكن ابن سينا لا يذهب حدَّ جعلِ العكس الذي نتحدث عنه إحدى لحظات القياس الشعري40.

فضلاً عن هذه الحالة الأولى من القياس الشعري من النمط الفارابي، يتصور ابن طملوس حالة أخرى من نمط سينوي. مقدمته هي نتيجة القياس الذي فحص أعلاه، ونتيجته هي إحدى مقدمتيه.
زيد أسد
الأسد شجاع
فزيد إذا شجاع

يُؤكد ابن طملوس أن الأمر يتعلق بقياس من الشكل الأول ويفسر العلاقات بين هذه الحالة الثانية من القياس الشعري والحالة الأولى. ينطلق القياس الشعري المكون من قياس فاسد من الشكل الثاني من عنصر المشابهة من أجل مطابقة المتشابهين. أما القياس الشعري المكون من قياس من الشكل الأول فينطلق من المتشابهين من أجل استخراج عنصر المشابهة. وإذن فالاختلاف بين الحالتين يعود إلى طبيعة الخبر الذي يصلحان لإيصاله. هل هو مطابقة المتشابهين أم هو استخراج نقطة تشابه. وهذا يجب أن يكون تابعاً لما نريد أن نسلط عليه الضوء في ذهن السامع.
وبالفعل لا يحصل، حسب ابن طملوس، إنتاج حالتي القياس في آن واحد، ما دام يكتب بأنه «قد» يُستعمل القياس الذي يقيم نقطة تشابه. بعبارة أخرى، عندما تكون نقطة التشابه (شجاعة زيد وشجاعة الأسد) وليس تقارب المتشابهين (زيد والأسد)، هي ما يحضر بشكل خاص في ذهن السامع، نلجأ إلى الحالة الأولى من القياس الشعري. أما عندما يكون تقارب المتشابهين هو ما يحضر في ذهنه (زيد أسد) وتكون نقطة التشابه (شجاعة زيد وشجاعة الأسد) خاصةً غير مبرزة، نلجأ إلى الحالة الثانية من القياس.

يمكن أن نلاحظ أن هذا التفسير ما عاد يسمح بأن نعتبر- كما كنا نميل إلى أن نفعل-41، أن نفس القضايا يجب أن تؤلف في قياس فاسد من الشكل الثاني من قبل الشاعر أو الناظر في الشعر وأن تؤلف في قياس من الشكل الأول من قبل السامع. وبعبارة أخرى، لن يستعمل السامع سوى نوع واحد من نوعي القياس. بالمقابل، يفيد تأويل ابن طملوس أنه تبعاً لحاجيات هذا السامع ومعارفه سيكون هناك تأليف لقياس من الشكل الثاني حيناً وتأليف لقياس من الشكل الأول حيناً آخر. وحينئذ يكون للسامع أن يستعمل النوع الأول من النوعين كما يكون له أن يستعمل الثاني.
وبالجملة، فإن ابن طملوس الذي يسير أساساً، في كتاب الشعر، على خطى ابن رشد، لا يتردد في أن يضيف إلى نص هذا الأخير عناصر فارابية وسينوية. وهذا المنهج أيضاً هو ذات المنهج الذي يمكن أن نجده عنده في كتاب الخطابة. ولكن الأمر لا يتعلق بتلفيقة في غير محلها. بل على العكس من ذلك، يسمح تدخل ابن طملوس بإتمام وتركيب مذهب الفلاسفة العرب في القياس الشعري. فهو يسمح بإكماله عن طريق تحديد بعض الأمثلة بواسطة القياسات الفاسدة من الشكل الثاني وموضع اللاحق؛ ويسمح بتركيبه عن طريق حسن موضعة تأويلات القياس الشعري من حيث الشكل الأول والشكل الثاني. وفضلا عن القيمة المذهبية لهذه المقاربة، فإنّ لها، إلى ذلك، فائدة تاريخية: التقليد الرشدي كان لا يزال حياً في نهاية القرن الثاني عشر وبداية القرن الثالث عشر.


عنوان النص الأصلي للمقال ومصدره
Le syllogisme poétique selon le Livre de la Poétique d’Ibn Ṭumlūs," in Words, Texts and Concepts Cruising the Mediterrranean Sea. Studies on the Sources, Contents and Influences of Islamic Civilization and Arabic Philosophy and Science. Dedicated to Gerhard Endress on his sixty-fifth birthday, edited by Rüdiger Arnzen et Jörn Thielmann, 259–270. Leuven-Paris-Dudley: Peeters, 2004


الهوامش
1 .Maroun Aouad et Gregor Schoeler, «Le syllogisme poétique selon al-Fārābī: un syllogisme incorrect de la deuxième figure,» Arabic Sciences and Philosophy 12 (2002): 185–196.
وسنحيل على هذا العمل من أجل معلومات ببليوغرافية بخصوص الأعمال السابقة عن القياس الشعري.
2. ابن سينا: الشفاء، المنطق، الجزء الرابع: القياس، تحقيق سعيد زايد، مراجعة إبراهيم مدكور (القاهرة: منشورات وزارة المعارف العمومية، 1964)، 57، 11–12.
3. ابن سينا: القياس، 57، 13–48، 4.
4. هذا التشبيه مقتبس من بيت شعري لابن الرومي (221هـ–283هـ/836م–896م): ديوان ابن الرومي، 6 أجزاء، تحقيق حسين نصار وآخرون (القاهرة: مطبعة دار الكتب القومية، 1973–1981) ج.4 (1978)، 1452. انظر بخصوص هذا الشاعر، صبحي البستاني، ”ابن الرومي،“ ضمن موسوعة الإسلام، الطبعة الجديدة (باريس-ليدن: بريل 1971)، ج.3، 931–933.
5. الفارابي، قول الفارابي في التناسب والتأليف، في المنطقيات للفارابي، ثلاثة مجلدات، تحقيق محمد تفي دانش بچوه (قم: منشورات آية الله المرعشي، 1408–1410/ 1988–1990)، المجلد الأول: النصوص المنطقية، 505، 16– 506، 5.
 .6Arthur J. Arberry (éd. et trad.), “Fārābī’s Canons of Poetry,” Rivista degli Studi Orientali 17 (1938): 268, 15–18 (ar.), 274 (angl.);
أرسطو طاليس، فن الشعر مع الترجمة العربية القديمة وشروح الفارابي وابن سينا وابن رشد، تحقيق عبد الرحمن بدوي، الطبعة الثانية (بيروت: دار الثقافة، 1973) 151، 15–19؛ المنطقيات للفارابي، المجلد الأول، 494، 23– 495، 3. وانظر:
Heinrichs Wolfhart, Arabische Dichtung und griechische Poetik. Ḥāzim al-Qarṭāǧannī’s Grundlegung der Poetik mit Hilfe aristotelischer Begriffe (Beirut-Wiesbaden: Orient-Inst. der Dt. Morgenländischen Ges.- Steiner [in Komm.], 1969), 135.
 .7Aouad et Schoeler, «Le syllogisme poétique selon al-Fārābī,» 193–196.
8. Averroës’ Three Short Commentaries on Aristotle’s “Topics”, “Rhetoric”, and “Poetics,” ed. and trans. Charles E. Butterworth (Albany: State University of New York Press, 1977), 205, 4–6 (ar.); 84, 1–4 (ang.).
9. محفوظ في نسخة مخطوطة بالأسكوريال، انظر:
 Hartwig Derenbourg, Les manuscrits arabes de l’Escurial (Paris: Ernest Leroux, 1884), I, n. 649, 456–457, fols. 1v–172r. أُطلقُ على هذا المخطوط هنا الرمز ط.؛ هذا وتوجد طبعة وترجمة اسبانية أنجزها ميغال أسين بلاصيوس لبعض الأجزاء (المقدمة، ايساغوجي، كتاب المقولات، كتاب العبارة) ضمن Miguel Asín Palacios, Abentomlús, Introducción al arte de la lógica por Abentomlús de Alcira, texto árabe y trad. española por Miguel Asín Palacios, Fasciculo I: Categorías and Interpretación (Madrid: Centro de Estudios Históricos, 1916). ويوجد تقديم مختصر للمدخل لصناعة المنطق وترجمة فرنسية لجزء من الصدر فيMiguel Asín Palacios, “La logique d’Ibn Toumloûs d’Alcira,” Revue Tunisienne, 15 (1908): 474–479.
10. توجد لائحة بالمخطوطات في Abdelali Elamrani-Jamal, “Éléments nouveaux pour l’étude de l’Introduction à l’art de la logique d’Ibn Ṭumlūs (m. 620 H. /1223),” in Perspectives arabes et médiévales sur la tradition scientifique et philosophique grecque, éd. par A. Hasnaoui, A. Elamrani-Jamal, M. Aouad (Leuven-Paris: Peeters-Institut du Monde Arabe, 1997), 465–483 ومقاطع في كتاب محمد العربي الخطابي، الطب والأطباء في الأندلس الإسلامية (بيروت: دار الغرب الإسلامي، 1988) ج.1، 427–441؛ ومحمد بن شريفة، ابن رشد الحفيد، سيرة وثائقية (الدار البيضاء: مطبعة النجاح الجديدة، 1419/ 1999)، 308.

11. Alhagiag Binthalmus, «Quasitume, De mistione propositionis de inesse et necessariae,» in: Aristotelis opera cum Averrois commentariis, Venetiis apud Junctas, 1562–74; réimpr. Frankfurt am Main, 1962, vol. I. pars 2 b u. 3, fol. 124r B-E.
12. انظر ابن الأبّار: كتاب التكملة، تحقيق فرنسيسكوس كوديرا وزيدان (مدريد، 1889)، بيوغرافية رقم 2093، 738–739؛ ابن أبي أصيبعة، عيون الأنباء في طبقات الأطباء، تحقيق أ. مولر، 3 أجزاء (القاهرة-ليبزج، 1882–1884) ج. 2، 81. ومع أن المعطيات البيبليوغرافية الخاصة بابن طملوس المقترحة في أسين بلاصيوس، المدخل لصناعة المنطق، ix–xxviii متجاوزة جزئيا، فقد تظل مفيدة. انظر بخصوص المصادر الثانوية التي تذكر ابن طملوس، خوان فرنيت، "ابن طملوس" ضمن موسوعة الإسلام، طبعة جديدة (باريس-ليدن: بريل، 1971) ج. 3، 984–985؛ محمد بن شريفة، ابن رشد الحفيد، 95–96، 232، 233، 307– 310؛ والعمراني-جمال، "عناصر جديدة" 465–469. يمكن أن نضيف بخصوص الأعمال المذكورة في هذه المراجع: الخطابي، الطب والأطباء، ج. 1، 419–441، وكذا، محمود عروة، ”تأملات حول شرح أرجوزة ابن سينا في الطب لابن طملوس [بالفرنسية]،“ قيد الصدور ضمن أعمال الندوة الدولية، العلوم والفلسفة العربية: مناهج ومسائل وحالات، تنسيق أحمد حسناوي (قرطاج: أكاديمية بيت الحكمة قرطاج، 28 نونبر- 2 دجنبر 2000).
13. "رأس الحكماء وفاضل العلماء، الشيخ الفقيه والقاضي ابو الوليد محمد ابن رشد رضي الله عنه"، ذكره العمراني-جمال، "عناصر جديدة" 468.
14. العمراني-جمال: "عناصر جديدة" 470–476.
15. وهو غير أبي يحيى، أخ الخليفة أبو يعقوب يوسف (558هـ–580هـ/ 1163م–1184م). انظر محمد بنشريفة، ابن رشد الحفيد، 95–96، 309–310.
16. العمراني-جمال: "عناصر جديدة" 467–469.
17. عروة: "تأملات حول شرح أرجوزة ابن سينا في الطب لابن طملوس [بالفرنسية]".
18. بلاصيوس: المدخل لصناعة المنطق، XXVI، 27–28 (النص العربي)؛ 51 (الترجمة الاسبانية.) وقد استُعملَ مقطع ابن طملوس هذا لتحقيق نص الفارابي، إحصاء العلوم، حققه وترجمه الى القشتالية أنخيل كونزاليس بالنسية، الطبعة الثانية (مدريد، 1953)، والفارابي، إحصاء العلوم، حققه وقدم له وعلق عليه عثمان أمين، ط. 3 (القاهرة: مكتبة الأنجلو المصرية، 1968).
19. تبعا لإشارة أحمد حسناوي: انظر العمراني-جمال، "عناصر جديدة" 477، هـ 40.
20. العمراني-جمال: "عناصر جديدة" 479–481.
21. أسين بلاصيوس: "منطق ابن طملوس" 474–475.
22. انظر بخصوص كتاب الخطابة، ابن رشد، تلخيص كتاب الخطابة لأرسطو، حقق النص العربي وترجمه إلى الفرنسية مارون عواد، 3 أجزاء (باريس: ڤران، 2002)، ج. 1، 8، 211–212، 216– 218؛ ابن طملوس، كتاب الخطابة، حقق النص وترجمه إلى الفرنسية وعلق عليه مارون عواد (باريس: ڤران، 2006). أما بخصوص كتاب الشعر، فانظر: مارون عواد، ”كتاب الشعر لابن طملوس وتلخيص كتاب الشعر لابن رشد،“ قيد الصدور.
23. بخصوص أصالة كتاب الخطابة، نحيل على مقدمة ابن طملوس، كتاب الخطابة، تحقيق عواد.
24. لا وجود لهذا الاسم في كتاب ابن طملوس. لكن الكتاب الموجود في ط. ورقة 10و– 14و متطابق تقريبا مع أجزاء إيساغوجي الفارابي (المنطقيات للفارابي. ج. 1: النصوص المنطقية، تحقيق، محمد تقي دانش پزوه (قم: مكتبة آية الله المرعشي، 1408هـ). كتاب ايساغوجي أي المدخل، ص. 28–40؛ الفارابي، المنطق عند الفارابي، تحقيق، رفيق العجم، 3 أجزاء (بيروت: دار المشرق، 1985–1986)، ج. 1، كتاب ايساغوجي أي المدخل، 74–87).
25. الكتاب الذي يغطي طُ. ورقة 14و–24ظ لم يُذكر بهذا العنوان إلا عند نهايته.
26. انظر بخصوص المذهب الموروث عن الإسكندرانيين في إدراج الخطابة والشعرية في المنطق:
Deborah L. Black, Logic and Aristotle’s Rhetoric and Poetics in Medieval Arabic Philosophy (Leiden-New York- Kopenhaven- Köln: Brill, 1990). والأعمال المشار إليها في: Maroun Aouad, «La Rhétorique. Tradition syriaque et arabe,» in Dictionnaire des philosophes antiques, éd. R. Goulet (Paris : CNRS, 1989) I, 465; id., « La Rhétorique. Tradition arabe (Complément),» in Dictionnaire des philosophes antiques, éd. R. GOULET, Suppl. (Paris : CNRS, 2003), 220 ; Henri Hugonnard-Roche, «La Poétique, Tradition syriaque et arabe,» in Dictionnaire des philosophes antiques, Suppl., 213–215.
وعن موضع كتاب التحليل انظر:
Dominique Mallet, “Le Kitāb al-Taḥlīl d’Alfarabi,” Arabic Sciences and Philosophy 4 (1994): 317–335; Ahmed Hasnawi, “Topic and Analysis: The Arabic Tradition,” in Whose Aristotle? Whose Aristotelianism?, ed. R. W. Sharples (Ashgate: Aldershot: 2001), 28–62;
وعن موضع كتاب الأمكنة المغلطة انظر: العمراني-جمال، "عناصر جديدة" 478.
27. [بالشبه: "بالشبيه" في عواد].
28. [فلِتَوَهُّمِنا: ”فلتوهِمنا“ في عواد].
29. [فيكون: ”فىكون“ في المتن].
30. [فتفر: ”فتنفر“ في عواد].
31. [ليخيل: ”يخيل“ في عواد].
32. في ما يلي فقرة عن «الحد الشعري»، أنشرها مستقبلا مرفوقة بترجمة وتعليق.
33. حول تلخيص ابن رشد لهذه المقاطع، انظر، ابن رشد، تلخيص الخطابة، تحقيق عواد، ج.1، 97–100؛ ج. 3، 53–58، 340– 345.
34. ط. ورقة. 137 و–ظ.
35. ابن سينا، الشفاء، المنطق، الجزء الثامن: الخطابة، تحقيق محمد سليم سالم (القاهرة: المطبعة الأميرية، 1954)، 189، 1–190، 4.
36. ابن رشد، تلخيص الخطابة، تحقيق عواد، ج.2، ف 2. 24. 8.
37. الفرضية التي تقدم بها عواد وشويلر في القياس الشعري حسب الفارابي، 195–196 تظل دائما غير مؤكدة: "ربما ينبغي هنا تشغيل المبدأ الذي بحسبه القضايا التي ترد عليها أقل الاعتراضات هي أكثر إقناعاAl-Fārābī, Deux ouvrages inédits sur la Rhétorique. I. Khatāba, éd. et trad. Jaques Langhade. II. Didascalia in Rethoricam Aristotelis ex glosa Alpharabi(i), éd. Mario Grignashi (Beirut: Dar el-Mashriq, 1971), 37, 9–65, 10 (ar.)= 36, 12–64,16 (fr.) ; 89, 7–9 (ar.)= 88, 12–15 (fr); المنطقيات للفارابي. المجلد الأول: كتاب الخطابة، تحقيق، محمد تقي دانش پزوه (قم: مكتبة آية الله المرعشي، 1408ه)، 458، 18–469، 8، 478، 7–9؛ أبو نصر الفارابي، كتاب الخطابة، تحقيق محمد سليم سالم (القاهرة: الهيئة المصرية العامة للكتاب، 1976)، 12، 12–28، 3، 44، 13–15.] من هذا المنظور، تكون نتيجة القياس الشعري (مثلا: فلان أسد، لأنه شجاع) عرضة للاعتراض أكثر من نتيجة القياس الخطابي من الشكل الثاني (مثلا: سقراط محموم، لأنه يتنفس متواترا)؛ علما أن تقدير قوة الاعتراضات لن تكون تابعة، في الخطابة، إلى حكم موضوعي أساسا، وإنما في بادئ الرأي (نفسه). وإذن فإن القياسات غير الصحيحة في الشكل الثاني التي تنشغل بها نظرية الشعر تفضي إلى نتائج يمكن أن نعترض عليها، إذا جاز التعبير، أقصى قدر ممكن من الاعتراضات؛ وليس هذا حال نتيجة القياسات غير الصحيحة من الشكل ذاته في الخطابة. ومن ثم، فالقياسات غير الصحيحة في الشكل الثاني لصناعة الشعر تسمح بإجراء هذه التقاربات التي تقرع الخيال لكنها لا تقنع".
38. انظر: تلخيص كتاب الخطابة، تحقيق عواد، ج. 1، 103؛ ج. 3، 333.
39. ابن سينا: كتاب الشفاء، الجزء الثامن: الخطابة، 189، 1–2.
40. غير أنه نذكر بأن غريغور شويلر قد تصور، على سبيل الافتراض، هذا العكسَ من أجل تفسير القياس الشعري للفارابي. انظر: Aouad et Schoeler, «Le syllogisme poétique selon al-Fārābī,» 189
41. Aouad et Schoeler, «Le syllogisme poétique selon al-Fārābī, » 187–188

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها