في زمن تتطوَّر فيه التكنولوجيا بسرعة مذهلة، قد نشعر بالإعجاب أمام ما يمكن للعلم تحقيقه، دون أن نتوقف لحظة لنسأل أنفسنا: هل هذا التقدُّم آمن؟ هل استخدامه بهذه الطريقة مقبول أخلاقياً؟ في هذا السياق، جاء مشروعٌ فنيّ واحد ليزرع هذه الأسئلة المقلقة في أذهان الكثيرين، وهو "رؤى الغرباء" للفنانة "هيذر ديوي-هاجبورغ"، والذي سلَّط الضوء على جانب غير مرئي من حياتنا المعاصرة: "البيانات الجينية وخصوصيتنا البيولوجية".
تقوم فكرة المشروع على جمع بقايا بيولوجية مُهملة من أماكن عامة، كعلكة أو خصلة شعر أو عقب سيجارة، وهي أشياء يتركها الناس خلفهم يومياً دون تفكير. غير أنَّ كل واحدة من هذه البقايا تحتوي على "الحمض النووي"؛ أي الشيفرة الوراثية الفريدة التي تحمل ملامحنا الجينية، مثل: لون العين، لون البشرة، بنية الوجه.

وقد قامت الفنانة بتحليل هذه العينات داخل مختبرات متخصصة، حيث استعانت بتقنية التنميط الظاهري الجيني “Forensic DNA Phenotyping”، وهي منهج علمي يستخدم المعلومات الوراثية للتنبؤ بسمات ظاهرية مثل لون البشرة، والعينين، والشعر، وأصول الفرد الجينية. وبمساعدة خوارزميات حاسوبية وتقنيات النمذجة ثلاثية الأبعاد، أعادت تشكيل وجوه مُحتملة لأشخاص لم تلتقِ بهم قط، اعتمادًا فقط على آثارهم البيولوجية. ثم قامت بطباعة هذه الوجوه باستخدام تقنية الطباعة المجسّمة، لتنتج تماثيل واقعية لأشخاص "مجهولين"، صُمِّمَت ملامحهم من مجرد أثر ألقي على قارعة الطريق1!
لكن لفهم أعمق لهذا المشروع، لا بد من التعرف على منفذته الدكتورة "هيذر"، فنانة وباحثة أمريكية، مُتخصصة في استكشاف التقاطعات المُعقدة بين الفن، والتكنولوجيا، والعلوم البيولوجية. تُعدّ من الرائدات في مجال "الاختراق البيولوجي" و"الفن القائم على البيانات"(2). تحمل درجة الدكتوراه في الفنون الإلكترونية من معهد "رينسيلار" للفنون التطبيقية، ودرجة الماجستير في الاتصالات التفاعلية من جامعة نيويورك، حيث درست الذكاء الاصطناعي وعلوم البرمجة. ولقد نجحت طوال مسيرتها، في دمج المهارات الفنية بالتقنية، لتُنتج أعمالًا نقدية تستند إلى الخوارزميات والإلكترونيات كوسائط للتعبير الفني(3).
إلى جانب ممارستها الفنية، تشارك "هيذر" في قضايا فكرية أوسع؛ فهي عضو مؤسس في مجلس إدارة مشروع "الحمض النووي الرقمي" المموّل من مجلس البحوث الأوروبي، والذي يعنى بدراسة العلاقات المتغيرة بين الحمض النووي، والتقنيات الرقمية، والأدلة الجنائية(4).
ينعكس هذا الوعي النقدي في مُجمل أعمالها، حيث تُوظف الفن ليس للعرض البصري فقط، بل كأداة فكرية لفهم آثار التكنولوجيا على الجسد البشري، والهوية، والخصوصية. ويجسّد مشروعها "رؤى الغرباء" هذا التوجه بوضوح، إذْ لا يثير الاهتمام لغرابته فقط، بل لجرأته في طرح سؤال صادم، وهو: ما الذي يمكن أن يُعرف عنك من مجرد علكة أو خصلة شعر؟
إنَّ التقاطع بين الفن والعلم هنا لم يكن بغرض الإبهار الجمالي فقط، بل حمل وظيفة إنسانية وتحذيرية. إذ استخدمت "هيذر" الفن لتجسيد قدرات العلم، ثم وظفت العلم لزرع صدمة فكرية حول واقعٍ لم نعد نتحكم فيه ببياناتنا البيولوجية، في ظل تقنيات قد تُمارس سلطتها بدقة مُفترضة وعدالة موهومة. بل وتفتح أبوابًا للقلق العميق: ماذا لو أصبح ممكناً، في المستقبل القريب، التنبؤ بميولك نحو الاكتئاب، أو قياس قدرتك على التعلّم، أو رصد استعدادك للعنف؟ وماذا قد تفعل شركات التأمين، أو جهات التوظيف، أو حتى المحاكم بمثل هذه البيانات فائقة الحساسية؟

ولا يقف المشروع عند هذا الحد، بل يُثير تساؤلات قانونية وأخلاقية أكثر تعقيدًا: هل من المقبول قانونيًا جمع الحمض النووي من الأماكن العامة؟ ماذا لو بُني وجه لمشتبه به من شعرة سقطت منه في الحافلة؟ وماذا لو أخطأت الخوارزميات بسبب تحيّزات جينية أو عرقية؟ هنا تظهر احتمالات خطيرة للتجريم الخاطئ أو التمييز العنصري، باستخدام أدوات لم تُحدد بعد آليات تنظيمها، ولم تُضبط شرعية استخدامها بما يليق بحجم ما قد تُحدثه من أذى.
وفي هذا السياق، تُقِرّ "هيذر" بأنَّ التقنيات التي استعانت بها في مشروعها ليست دقيقة تمامًا، إذْ تعتمد على خوارزميات مشوبة بانحيازات عرقية وبيانات غير متوازنة. لكنها لا تعتبر هذا القصور عيباً في العمل، بل جزءاً من الرسالة التحذيرية التي يحملها، فالمشكلة لا تكمُن في دقة النتائج فحسب، بل في خطورة امتلاك معلومات بيولوجية بالغة الحساسية بلا حماية قانونية كافية، وبلا ضمانات تقي من سوء الفهم أو سوء الاستخدام.
ومشروع "رؤى الغرباء" الذي أطلقته الفنانة "هيذر" عام 2012م-2013(5)، لم يكن مُجرَّد تجربة فنية عابرة، بل نداءً مبكرًا لكشف النقاب عن مخاطر تقنية التنميط الظاهري الجيني، خاصةً حين تُستخدم خارج نطاق العلم المؤسسي وتحت مظلة السلطة الأمنية، فبعد أكثر من عقد على إطلاقه، عادت تحذيراتها إلى واجهة النقاش العام، لا سيَّما إثر الحادثة التي وقعت في مدينة "إدمونتون" الكندية عام 2022م، حين استخدمت الشرطة التقنية ذاتها لتوليد صورة تقريبية لمشتبه به بناءً على أثر بيولوجي مجهول المصدر.
وقد أثارت خطوة نشر الصورة المُوَّلدة بواسطة الخوارزمية عاصفة من الانتقادات، إذْ بدت ملامح الوجه وكأنَّها توحي بانتماء عرقي معين، مما فتح الباب أمام اتهامات بالتنميط العنصري ومخاوف من إساءة استخدام الحمض النووي في التحقيقات. وفي تعليقه على الجدل، قال رئيس شرطة "إدمونتون"، "ديل ماكفي"، إنَّه لم يشارك في قرار نشر الصورة، لكنه يدعم جهود فريقه في حل القضية. وأضاف: "رأيت الصورة الليلة الماضية، وللأسف، هي تصف عددًا كبيرًا جدًا من الأشخاص في مجتمعنا"، وأكمل: "أعتقد أن هذا النوع من الصور لا يفيد أحدًا، بل قد يُسبب ارتباكًا ويدفع التحقيق نحو مسارات خاطئة"(6).
إنَّ المفارقة الصارخة هنا أنَّ ما وقع يُجسِّد تمامًا ما كانت تُحذر منه "هيذر" منذ سنوات، فالمشكلة ليست في وجود التقنية بحد ذاتها، بل في الطريقة التي تُسوَّق بها باعتبارها دقيقة وعلمية، بينما هي لا تعدو كونها تجسيدًا إحصائيًا للاحتمالات، قد لا يمتّ بأي صلة حقيقية إلى الواقع. ولعلّ إدراك الشرطة الكندية لاحقًا لما أثارته الصورة من جدل وأثر مجتمعي، وما تبِعه من اعتذار رسمي ومراجعة للسياسات، يعيدنا إلى جوهر مشروع "هيذر" نفسه، وهو: التحذير من كيف يمكن لأداة غير دقيقة أن تُستخدم في يد المؤسسات بشكل يدفع إلى ظلم حقيقي، واستهداف مبني على سمات مفترضة لا حقائق مؤكدة.
وهذا النوع من التوترات بين الدقة العلمية المفترضة والواقع الأخلاقي الحرج لم يمرّ مرور الكرام على الباحثين والمؤسسات العلمية. ففي فبراير 2025م، نشر فريق بحثيّ من جامعة "براون" ورقة على منصة “arXiv”بعنوان "حوكمة البيانات الجينية في أزمة"، تم التنديد فيها باستخدام هذه التقنيات في غياب أُطر تشريعية صلبة، ودعوا إلى تحديث قوانين مثل القانون الفيدرالي الأميركي “GINA” أي "عدم التمييز بناءً على المعلومات الجينية"، بحيث تشمل حماية الخصوصية الجينية من أشكال التمييز المؤسسي الجديدة، التي قد تنشأ عن استخدام هذه البيانات خارج سياقاتها الطبية أو البحثية(7).
وتماشيًا مع هذه المخاوِف، نظَّمت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب في مارس 2024م ورشة عمل عامة جمعت خبراء من خلفيات متعددة، تناولت بالتفصيل القضايا الفنية والأخلاقية المرتبطة باستخدام تقنيات مثل "التنميط الظاهري الجنائي"، والتنميط الاحتمالي، والتحقيق الجيني العائلي. وما طُرح خلال هذه الورشة لم يكن مجرّد تساؤلات تقنية، بل نقدًا عميقًا للمنطق الكامن وراء هذه الأدوات، مثل: هل يمكن لخوارزميات غير شفافة أن تُستخدم كأساس لاتخاذ قرارات قضائية تمس مصير الأفراد؟ وهل يمكن ضمان عدم انزلاقها نحو تكريس التمييز ضد المجتمعات المهمشة؟
وقد تقاطعت الإجابات المطروحة في هذه الجلسات، بوضوح، مع الرسائل الجوهرية التي تضمَّنها مشروع "هيذر"، إذْ شدَّد المشاركون على ضرورة الحصول على موافقة قضائية واضحة قبل استخدام هذه الأدوات، وعلى أهمية تأسيس هيئات رقابة مستقلة تضمن الحياد والمساءلة. كما أشار عدد من الباحثين، من بينهم "جيانا ماثيوز"، إلى أن أدوات تحليل الحمض النووي يجب أن تخضع لمستوى من التدقيق يعادل ما تُخضع له البرمجيات الطبية أو أنظمة السلامة الأمنية، نظرًا لتأثيرها المباشر والعميق على حياة الأفراد وهوياتهم(8).
ومع تصاعد الجدل، أصبح جليًا أنَّ مشروع "رؤى الغرباء" لم يكن مجرّد نقد فني، بل قراءة استباقية لتحولات تقنية تهدد بإعادة تعريف الهوية البشرية وفق منطق رقابي مُشوَّه، ففي جوهر تقنية "التنميط الظاهري الجيني" “FDP”، تختلط العلوم الإحصائية بالافتراضات الاجتماعية، ما يجعلها أرضًا خصبة لتحيزات كامنة تتخفى خلف مظهر علمي محايد! فالتنميط الظاهري الجيني لا يقدم "حقائق" عن الأشخاص، بل تقديرات احتمالية لسماتهم الخارجية، مثل لون العين أو البشرة أو الشعر، اعتمادًا على متغيرات جينية مرتبطة بتلك السمات. غير أنَّ هذه التقديرات تعتمد على خوارزميات تتغذى على قواعد بيانات غير متوازنة عِرقيًا وجغرافيًا، ما يؤدي إلى نتائج قد تعكس تحيّزات بنيوية أكثر من كونها انعكاسًا دقيقًا للواقع البيولوجي. وهكذا، تُلبِس هذه الخوارزميات القوالب الاجتماعية المُسبقة ثوبًا علميًا، ما يجعلها أدوات ذات قدرة كبيرة على التضليل والتأثير، لا سيما حين تُستخدم في السياقات الأمنية أو القضائية.
وهذا ما حاولت "هيذر ديوي-هاغبورغ Heather Dewey-Hagborg" الكشف عنه تحديدًا في مشروعها، من خلال جمع بقايا مهملة من الشارع –كالعلكة والشَّعر– وتحليل الحمض النووي المستخرج منها لإنتاج تماثيل ثلاثية الأبعاد لوجوه "مجهولة"، باستخدام خوارزميات التنميط الظاهري الجيني. وقد بدت الوجوه الناتجة مألوفة وواقعية للوهلة الأولى، لكنها لم تكن مطابقة لشخص بعينه، بل أقرب إلى محاكاة إحصائية لملامح مُحتملة، بل ومشوَّهة أحيانًا بسبب الاعتماد على قواعد بيانات غير متوازنة عرقيًا وجغرافيًا، ومُشبعة بتحيزات كامنة.
وهنا توضح "هيذر" أنَّ هذه التقنية لا تُنتج نسخة دقيقة لصاحب الحمض النووي، وإنما وجهًا قد يشبه قريبًا له، لأن الأبحاث التي تربط بين الجينات وشكل الوجه لا تزال في بداياتها. وتعتمد هذه التقديرات على دراسات ارتباط جينومي تبحث في مئات أو آلاف الجينومات لإيجاد أنماط مشتركة، لكن النتائج تبقى محدودة الدقة نظرًا لتأثير العوامل البيئية في التعبير الجيني.
وتُضيف الفنانة أنَّ أحدًا لم يتعرّف على نفسه في أي من التماثيل التي أنتجتها وعرضتها في معرضها والتي نُشرت صورها في الصحف، وهو ما يُبرز بوضوح القيود التقنية والمعرفية التي ما تزال تحدّ من قدرة هذه التكنولوجيا على تمثيل الهوية الفردية بدقة علمية موثوقة انطلاقًا من الحمض النووي وحده(9).
وقد دعَّمت "هيذر" هذا الاستنتاج من خلال تجربتها الشخصية؛ إذْ قامت بتحليل حمضها النووي باستخدام خدمة تجارية وصنعت بناءً عليه بورتريهًا وراثيًا لوجهها. ورغم أنَّ الشكل الناتج بدا مألوفًا من حيث الملامح العامة، فإنَّه لم يُطابق وجهها الحقيقي بدقة، ما يكشف حدود هذه التقنية في تمثيل الهوية الفردية على نحو علمي موثوق(10).
وتزداد هذه الشكوك عمقًا حين نضع في الاعتبار ما كشفته تقارير صحفية وأبحاث حديثة، من أنَّ هذه الأدوات تعاني من قصور جوهري، فهي لا تأخذ في الحسبان تغيّرات العمر أو تأثير البيئة، وتتجاهل الجراحات أو التعديلات الشكلية، وتعتمد على خوارزميات مُغلقة المصدر! بل والأخطر من ذلك، أن هذه التقنيات تعمل بشكل يُشبه أنظمة التوصية في التطبيقات والمواقع، مثل تلك التي تقترح لك أفلامًا أو محتوى بناءً على ما هو شائع بين المستخدمين. فهي تعتمد على "النموذج المتوسط"، أي الصفات الأكثر تكرارًا في قواعد البيانات التي تم تدريبها عليها. ونتيجة لذلك، فإن أي شخص يملك ملامح غير شائعة أو ينتمي إلى خلفية عرقية أو جينية أقل تمثيلًا في هذه البيانات، قد تظهر صورته مشوَّهة أو غير دقيقة، لأنه ببساطة لا يشبه هذا "المتوسط" الذي تتوقعه الخوارزميات، فمثلًا، إذا كانت أغلب البيانات التي تُدرَّب عليها الخوارزمية تخص أشخاصًا من أصول أوروبية، فإنها تتعلّم أن "المظهر الطبيعي" أو "المتوسط" يشبه هذا النوع من الوجوه. فإذا تم إدخال حمض نووي لشخص من أصول آسيوية أو إفريقية، قد تُنتج الخوارزمية وجهًا لا يُمثّل ملامحه بدقة، لأنه يختلف عن النمط الشائع الذي اعتادته. والنتيجة: صورة مشوَّهة أو غير واقعية تعكس التحيّز في البيانات، لا الحقيقة الجينية للشخص.
بهذا تتحوّل الهوية البشرية إلى مجرد متوسط إحصائي، ويُخشى أن يُسهم استخدام هذه التقنيات في السياقات الأمنية في إنتاج سرديات عرقية منحازة، تغذيها خوارزميات لا تخضع لأي تدقيق اجتماعي أو مساءلة مؤسسية. والأسوأ أن بعض الشركات المطوّرة تعترف بمحدودية أدواتها في حالات شائعة، مثل العينات المختلطة، فيما رفض علماء بارزون، مثل عالِم الوراثة الأميريكي "ريك كيتلز"، الانخراط في تطوير هذه الأدوات، خشية استغلالها في دعم التمييز المؤسسي تحت غطاء "البيانات العلمية"(11).
لذا، وفي ضوء هذه الإشكاليات المستمرة في الطرح تتجلّى قوة مشروع "هيذر"، فهو لا يسلّط الضوء فقط على حدود تقنية "التنميط الظاهري الجيني"، بل يكشف البنية الفكرية التي تقوم عليها، من ثقة مُفرطة بالعلم، وخوارزميات تتظاهر بالحياد، بينما هي تُعيد إنتاج التحيُّزات الاجتماعية والثقافية الكامنة في بياناتها، فالمشروع يكشف كيف يمكن للتكنولوجيا أن تُنصب نفسها وسيطًا لتمثيل الإنسان، لكنها في الواقع تختزل الهوية في معادلات إحصائية، وتتجاهل التعقيد الإنساني الغني بالخبرة، والسياق، والتاريخ.
إن "رؤى الغرباء" ليس فقط عملًا فنيًا، بل دعوة للتأمل والمساءلة: كيف نرى أنفسنا؟ ومن يملك الحق في أن يُعرِّفنا؟ وفي عالم تتوسع فيه أدوات "المراقبة الجينية" بسرعة، يصبح هذا السؤال أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى!
المراجع
(1) “Privacy and Visibility: Heather Dewey-Hagborg Interviewed - Building a possible portrait of Chelsea Manning from DNA.”, (BOMB Magazine), 5 July 2018.
(2) “New Generation of Bio-Hackers Make DNA Misbehave”, (Newsweek), 26 june 2014.
(3) “Heather Dewey-Hagborg”, (WIKIPEDIA).
(4) “Bio”, (Heather Dewey-Hagborg).
(5) Eva Amsen, “These 3D Portraits Are Created From Strangers’ DNA”, (forbes), 4 September 2019.
(6) Caley Gibson , “Edmonton police apologize after concerns raised over release of DNA phenotyping composite sketch”, (GLOBAL NEWS), 6 october 2022.
(7) “Genetic Data Governance in Crisis: Policy Recommendations for Safeguarding Privacy and Preventing Discrimination”, (arxiv).
(8) “Law Enforcement Use of Probabilistic Genotyping, Forensic DNA Phenotyping, and Forensic Investigative Genetic Genealogy Technologies: A Workshop (PUBLIC SESSION)”, (NATIONAL ACADEMIES Sciences Engineering Medicine).
(9) “Artist collects DNA from discarded hair and nails, 3D-prints owner's face”, (WIRED), 7 May 2013.
(10) “I steal DNA from strangers | Heather Dewey-Hagborg | TEDxVienna”, (TEDx Talks ]YouTube Channel[), 1 December 2014.
(11) HEATHER DEWEY-HAQBORG, “Sci-Fi Crime Drama With A Strong Black Lead”, (THE NEW INQUIRY).