لا ريب أن عالم المستقبليات البروفسور المغربي المهدي المنجرة في أطاريحه الهامة في هذا السياق حلل مفاهيم ومشاكل وتحديات العالم الثالث، وخاصة في كتابين هامين يتعلقان بالذل والظلم وهما: "الإهانة في عهد الميغا إمبريالية" و"زمن الذلقراطية".
ويوضح في كتابه الأول: "الإهانة في عهد الميغا إمبريالية" أن العالم الثالث تعرض لإهانة خطيرة تمس الاستلاب الثقافي، وتشكل خطراً على مستقبل الإنسان في هذه العوالم المظلومة ويبين أن: "تاريخ العالم الثالث في الخمسين سنة الأخيرة عبارة عن سلسلة لا متناهية من المهانات والمذلة. فالمستوى السياسي ظل تحت وطأة النزاعات الجهوية وغياب المؤسسات الديمقراطية. وفي المستوى الاقتصادي نلاحظ انهياراً شاملاً لنماذج التنمية التي فرضتها المحافل الدولية، وهذا الانهيار هو المستديم وليس التنمية. ونحن نقرأ لبرنامج الأمم المتحدة للتنمية المتعلق بالتنمية البشرية أن 45 بلداً أصبحت أفقر اليوم من سنة 1991، وأن معدل العمر قد تراجع في 34 بلداً، في الوقت الذي تزايدت فيه المجاعة في 12 بلداً! ويأتي بعد ذلك الاستلاب الثقافي الذي يمكن اعتباره الذل الأكثر خطراً على المستوى البعيد؛ لأن الأمر يتعلق بعدوان على أنظمة القيم"1.

☷ الاستلاب الثقافي ومخاطره على العالم الثالث ☷
بكل تأكيد تسعى أطاريح البروفسور المهدي المنجرة إلى بيان حجم الانكسارات والإخفاقات التي تعرض لها العالم الثالث، والتي يصطلح عليها بالإهانات وممارسة الذلقراطية بدل ما يدعيه العالم الأورو-أمريكي ديمقراطية، وهو يدرج العالم العربي والإسلامي ضمن دائرة العالم الثالث، ويحلل بالحجج والأرقام والوثائق العلمية المظالم التي تعرض لها الهامش من طرف المركز من إفقار وإقبار وقتل ودمار لهذه العوالم المنسية المهمشة المقصية اللامفكر فيها، والتي لطغيان العالم الأورو-أمريكي كشكل من أشكال الهيمنة والإبادة للقيم الروحية والاجتماعية والثقافية للعالم الثالث في شتى بقاع العالم.
وفي هذا الصدد يوضح: "وفي إطار العالم الثالث قد يكون العالم العربي والإسلامي أي مليار و600 مليون شخص، هو الذي تعرض لأكبر عدد من المهانات الخارجية والداخلية، التي قضت على ما يناهز العشرة ملايين شخص في العشر سنوات الأخيرة من القرن العشرين. ومن بين ساحات المعارك يمكننا أن نذكر البلدان التالية: أفغانستان، الجزائر، البوسنة، كرواتيا، مصر، إرثيريا، الهند، إيران، الأردن، أندونيسيا، العراق، إيران، الكشمير، لبنان، نيجيريا، باكستان، فلسطين، الفلبين، سين كيانغ، الصومال، السودان، سوريا، الشيشان، اليمن...إلخ"2.

☷ الإهانة الثقافية والحضارية للعالم الثالث ☷
في الحقيقة تحليل الإهانة وأبعادها وتمثلاتها ورهاناتها كممارسة تسعى إلى إقبار القيم الروحية والاجتماعية للعالم الثالث في ظل نوع من الاستلاب الثقافي، وإقبار وطمس الهوية الثقافية للعرب والمسلمين في العالم الثالث، يدعو إلى نوع من الإحباط الذريع بالخطر الوافد من المركز، وحجم الجرائم البشعة التي تعرّض لها الهامش، إن هذه الممارسات أشبه بمقبرة جماعية دفن فيها الأبرياء وبنى فيها قادة العالم الأورو-أمريكي أضرحتهم وكنائسهم كرموز بطلة بمساعدة حكام العالم الثالث وتواطؤهم على هوية وتاريخ الحضارة العربية الإسلامية وبيعها بأكياس الذهب والثمن بخس ورخيص بمقال تاريخ الحضارة العربية الإسلامية المجيد.
وها نحن على حد تعبير المهدي المنجرة نتعرض للإهانة في بيوتنا ومجمل مفاصل حياتنا، فـ"المشاهد في التلفزيون، الخاصة بفلسطين أو العراق، عبارة عن إهانة يومية، كما أن تعاليق وسائل الإعلام العربية مذلة أقسى بالنسبة للذين يتعلق بهم الأمر. أما "خارطة الطريق" الأمريكية فإنها تقود لا محالة إلى فقدان السلام"3.
إن محاولة تحليل وتعليل ذلك الهاجس الذي يتفاقم يوماً بعد يوم والمتعلق بالخوف من الإسلام الذي بسط هيمنته على العالم كديانة سماوية مقدسة تجلب ملايين المعتنقين في شتى بقاع العالم، يدعو إلى هوس مخيف وذعر مدمر يعيشه الغرب والعالم الأوروبي، وقد كتب المنجرة عن هذا الرّهاب والخوف المتزايد مند ما يربو عن عشرين سنة عدة كتابات وألقى محاضرات كثيرة، ويوضح هذا الطرح بقوله: "يكمن السبب في هذا الرُّهاب في الجهل وغياب التواصل الثقافي، تنضاف إليهما العُجرة التي تقود مباشرة إلى إذلال الآخر، وتغذي حرباً حضارية انطلقت سنة 1991 حاملة معها رهانات اقتصادية كبرى، ولن تكف عن السريان أمام أعيننا لسنوات طويلة مقبلة"4.
يستنتج المهدي المنجرة في هذا الباب أن الإهانة لها أنواع وأبعاد كثيرة وهي ليست على وازن واحد، ولعل أقساها خيانة القادة العرب لشعوبهم بفعل تطور مصالح الدول ودخولها في سياق العلاقات الدولية، ويؤكد المنجرة هذا الطرح بقوله: إن "هذا الخوف لا يقتصر على الغرب، ذلك أن جانباً لا يستهان به من حكام العالم الإسلامي يتمتعون بمساندة جماهيرهم ويمكثون في السلطة فقط بفضل السند الخارجي الذي يملي عليهم سلوكهم السياسي. إن الأمر يتعلق بذل آخر يسلطه الحكام على بلدانهم"5.
ربما إذا أردنا طرح سؤال نقدي يتعلق بسبب تراجع العالم الثالث ومعه العالم العربي الإسلامي ودول إفريقيا وغيرها من البلدان التي تصنف في كفة الهامش، في حين المركز يعيش وضعاً اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وثقافياً مبهراً، فهذا قد يعزى إلى تخلفنا عن الركب الحضاري الذي يعيشه العالم.. إن المركز لا يمكن أن يكون مصدراً لإشعاع النور والتطور والازدهار الحضاري والاقتصادي والتقني دون تواطؤات من طرف الهامش، ومكر التاريخ والاستعمار الهمجي من طرف المركز على الصعيد الثقافي والعسكري معاً.
يستطيع مفكر عميق كالبروفسور المهدي المنجرة النبش في دواخل التاريخ ورصد خبايا العلاقات الدولية وإملاءات صندوق النقد الدولي... وغريها، والهدف هو بيان أسباب الإهانة وعنف المركز على الهامش، لذلك فحسب مواقف المنجرة تزداد درجة الإهانة يوماً بعد يوم، ولعل المسببات المؤدية إلى تزايد حدة هذه الإهانة والذل والخنوع الذي يتعرض له الهامش (العالم الثالث)، يعزى إلى عاملين هامين هما تساهل حكام العالم الثالث من جهة، وخنوع الجماهير ورضاهم بالوضع الراهن من جهة أخرى.
في واقع الأمر يحتاج الهامش إلى ما يشبه ثورة معرفية وتقنية علمية ثقافية حضارية فكرية تعيد له مجده التليد وماضيه العريق، وإعادة بناء حضارته الهشة بناء قوياً، وفي هذا السياق يذهب ألبيرتو كامو في كتابه "الإنسان المتمرد" إلى قوله: "ما الإنسان المتمرد؟ إنه إنسان يقول" لا. ولئن رفض، فإنه لا يتخلى... إنه العبد الذي ألف تلقي الأوامر طيلة حياته يرى فجأة أن الأمر الجديد الصادر إليه غير مقبول. فما هو فحوى هذه ((اللا))؟ إنها تعني مثلاً (أن الأمور استمرت أكثر مما يجب)، و(أنها مقبولة حتى هذا الحد، ومرفوضة فيما بعده)، و(أنك غاليت في تصرفك)، ويعني أيضاً أن (هناك حداً يجب ألا تتخطاه)"6.
☷ سياسة التكنولوجيا أو الإنسان ذو البعد الواحد ☷
يشكل كتاب الإنسان ذو البعد الواحد لهربارت ماركوز طفرة نوعية في الخطاب الإعلامي، لكونه بتعبير الفيلسوف الفرنسي جاك دريدا تفكيكاً وتحطيماً لنوايا صناعة الأصنام والعبودية من طرف العالم الأورو-أمريكي، وإنسان الحضارة الأوربية للهيمنة على العالم الثالث، ومنه العالم العربي الإسلامي عن طريق صناعة الإنسان ذو البعد الواحد، ذلك الإنسان الآلي التكنولوجي، لتدعي الحضارة الغربية الكمال المطلق والمثالية في إحكام قبضتها بقوة على حساب هشاشة البنية المجتمعية للعالم الثالث.
فالتكنولوجيا خطيرة عند هذا المنظر الإعلامي الكوني، لكونها تمارس هيمنة واستبداداً من السائسين على المهيمن عليهم والمنسيين والمقصيين واللامفكر فيهم، ويوضح المترجم الدكتور جورج طرابشي في ترجمته لكتاب: "الإنسان ذو البعد الواحد" هذا الطرح بقوله: "إن هذا التناقض الظاهر لا يمكن حله إلا إذا فهمنا أن التكنولوجيا هي في نظر ماركوز سياسة قبل أن تكون أي شيء آخر. هي أولا سياسة لأن منطقها الأول هو منطق السيطرة، والسياسة تفرض دوما وجود سائسين ومسوسين. وهي أيضاً سياسة لأنها تخدم سياسة القوى الاجتماعية المسيطرة في الوقت الراهن"7. ويتضح لنا من خلال ذكاء جورج طرابشي في هذه القولة الهامة أن هاربرت ماركوز يتنبأ بكون المجتمع الصناعي المعاصر يعيش أزمة خطيرة بفعل طيف وهيمنة التكنولوجبا.
لتأكيد طرحه المهم في الحاضر والمستقبل يؤكد ماركوز في فصل "أشكال الرقابة الجديدة" أثناء حديثه عن "المجتمع الأحادي البعد" أن التقنية بشكل عام والتكنولوجيا بشكل خاص تثير مشاكل وخيمة على مستقبل الإنسانية؛ لأنها تلبس مفاهيم معينة كالديمقراطية المقنعة صفة الحرية عبر سياسة الغرب المستبدة للعقول عن طريق افتقاد الفرد لحريته في إطار ديمقراطي، ويتضح هذا بقوله: "الرفاه، الفعالية، افتقاد الحرية في إطار ديمقراطي: ذلكم هو ما يميز الحضارة الصناعية المتقدمة ويشهد على التقدم التقني"8.
ويذهب في طرحه الساخط على مساوئ الحضارة الغربية إلى إدانة التقنية مؤكداً انتصار التقنية على الإنسان، وهو ما قال به في محور "أشكال الرقابة الجديدة" حيث: "في كل مجتمع منظم وقائم على الآلية، أضحت القوة الفيزيائية (أهي فيزيائية فقط) للآلة أكبر وأعظم من القوة الفيزيائية للفرد ولكل مجموعة من الأفراد"9.

☷ هوية الإنسان الافتراضي في ظل السيلفي ☷
لا ريب أنه في زمن السيلفي صرنا أمام إنسانية افتراضية، فالإعصار التكنولوجي قمين بدفع الإنسانية نحو الهاوية، هاوية القيم والأخلاق والفردانية والأنانية الشوفينية الضيقة الأفق. لذلك هيمن: "السيلفي أي الصورة العرضية والهشة التي تملأ مساحات العوالم الافتراضية ويتم تداولها داخل فضاء "أفقي"، تخلص من كل أبعاد العمق فيه ليصبح حاضناً لكل أشكال الوهم والتيه والتضليل والقليل من حقائق العلم والحياة"10.
لقد تجرد الإنسان من عمقه وأصله وبعده الإنساني الذي يتشكل من الأخلاق والقيم والثقافة، ليصير ذاتاً خاوية من كل مضمون، وجسداً فارغاً من المعنى وروحاً خرساء لا حياة نابضة فيها، حيث اجتاحتها رياح العولمة والثورة التكنولوجية ومن مخلفات وفضلات الأجهزة الذكية ظاهرة السيلفي الخطيرة على مستقبل البشرية، إنه إنسان الفريفاير والبابجي، الكائن شبه البشري الذي يسبح لآلهة افتراضية تكنولوجية، يتناول فطوره رفقة فيسبوك مارك ويصور بالسيلفي هذا الفطور أو الأكل الذي لا مذاق ولا ثقافة رصينة وهوية تميزه من مأكولات الهامبركر ومشروبات الكوكاكولا، وغيرها من ثقافة هشة سطحية تمّت صناعتها لإنسان عصرنا الجديد؛ وكأن الغاية هي تلك السيلفي لتلك اللحظة في زمن جامد لا روح فيه ولا متعة وفضاء إسمنتي لا ربيع فيه ولا طبيعة تزين جمالياته اللهم عنف الإشهار اللعين وقساوة إعلام خطير.
وهذه الصورة التي يلتقطها على حد تعبير إلزا غودار: "لا تنظر إلى معطيات الواقع، بل تعيد إنتاج نسخ عابرة في العين والوجدان.. وتلك إحدى خصائص "الصور المزيفة"، أو هي الشكل الوحيد الذي يمكن أن تحضر من خلاله المحاكات الساخرة أو المضللة للواقع. فنحن نمسك من خلالها بأشباه أشياء أو كائنات، أو ننتقي من عوالمها حقائق لا تُعمِّر في الذاكرة إلا قليلاً"11.
إن السيلفي ظاهرة قبيحة لا فائدة منه سوى تصوير اللحظة مجردة عن الزمان والمكان، وتمثيل لبؤس وقتامة وفضلات الوجود الإنساني المترنح بين الهزيمة ووهم الانتصار. ومن ثمّ فالسيلفي يدخل حسب إلزا غودار ضمن: "الوسائط الجديدة التي تحاكي عالم الحقيقة الواقعية من خلال سيل من الصور التي لا غاية منها سوى التمثيل ذاته"12.

☷ مظاهر الذات العارية في السيلفي ☷
يضطلع السيلفي ببعد واحد هو التسطيح والتبليد عوض العمق والتجريد، لكونه قلص من إمكانيات الذوات البشرية في التأمل والتفكير والتجريد والوظيفة الرسالية التي يضطلع بها الإنسان ككائن أخلاقي منذ زمن بعيد، حيث تبين إلزا غودار أن السيلفي قلص: "من دائرة الذات وحَدَّت من رغبتها في الذهاب إلى ما هو أبعد من تمثيل بصري سيظل أسير رؤية تحتفي بأشياء في صورها "العارية" خارج مداها المتخيل، وخارج مجموع الروابط الاستعارية التي تعيد من خلالها خلق الوجود والتنويع من مظاهره"13.
لا شك أنّ الثورة التكنولوجية ومواقع التواصل الاجتماعي أضفت على الذات البشرية بعداً إخلائياً، تقوم على خلفيته الصورة بتقديم الذات البشرية عارية خاوية من متخيلها وعقلانيتها ونورها الفطري بلغة الفيلسوف الفرنسي رينيه ديكارت، حيث أفرغ المتخيل تماماً من أبعاده التأملية والإبداعية لتغطي النقص الحاصل في الذات البشرية، فالأنا التي تمتلك الفيسبوك أنا موجودة، والأنا التي في حوزتها هاتف ذكي ومتصلة في معظم الوقت بالعالم الافتراضي أنا حية وموجودة ومنخرطة في التاريخ الآني، لكنها قد تكون ميتة عقلانياً وإبداعياً، وهو ما تعبر عنه إلزا غودار بقولها: "أفرغ المتخيل داخلها من مضمونه التأملي والاستشرافي، وحل محله إدراك مباشر لحقائق لا يستقيم وجودها إلا من خلال صور لا تنقل واقعاً، بل تنمو على هامشه في شكل استيهامات عرضية لا تخبر عن حقيقة الذات، كما هي في اللغة ومجمل التعبيرات الرمزية المضافة، بل تقدمها اعتمادا على "رتوشات تحسن الأصل أو تعدله أو تغطّي على جوانب النقص فيه، وذلك هو موضوع "اللايكات"، و"الجيمات" في مواقع التواصل الاجتماعي"14.
فالسيلفي إذن؛ يقدم لنا حالات استعراء الذات الإنسانية، واعترافاً زائفاً بوجودها الوهمي في الشاشات الزرقاء والهواتف واللوحات الذكية، وهو بمثابة عزاء لأشباه كائنات تجد في الجيمات واللايكات والتعليقات الضيقة الأفق مرتعاً خصباً لها، وفي الواقع والحقيقي لا تجد اعترافاً بوجودها.
☷ السيلفي والمراهقة ومظاهر التعرية عن الذات ☷
تتسم مرحلة المراهقة بعدة خصائص كالرغبة في إثبات الذات من طرف الذات المراهقة بشتى الطرق الشرعية وغير الشرعية، وحب البروز والظهور بملامح البطولة والفروسية والإفصاح عن مكبوتات الذات وعواطفها ونزوعها نحو الاكتشاف والتعرية عن الجسد والميولات والمشاعر، ويضح هذا الطرح بقول إلزا غودار: "فمن خاصيات المراهقة الرغبة في الكشف عن كل شيء، الكشف عن خيرات الجسد عند الإناث، والتباهي بواجهات الذات البرانية عند الذكور"15.
ختاماً:
في الواقع لقد تجرد الإنسان من عمقه وأصله وبعده الإنساني الذي يتشكل من الأخلاق والقيم والثقافة، ليصير ذاتاً خاوية من كل مضمون، وجسداً فارغاً من المعنى، وروحاً خرساء لا حياة نابضة فيها، حيث اجتاحتها رياح العولمة والثورة التكنولوجية، ومن مخلفات وفضلات الأجهزة الذكية ظاهرة السيلفي الخطيرة على مستقبل البشرية، إنه إنسان الفريفاير والبابجي، الكائن شبه البشري الذي يسبح لآلهة افتراضية تكنولوجية، يتناول فطوره رفقة فيسبوك مارك، ويصور بالسيلفي هذا الفطور أو الأكل الذي لا مذاق ولا ثقافة رصينة وهوية تميزه من مأكولات الهامبركر، ومشروبات الكوكاكولا وغيرها من ثقافة هشة سطحية تمت صناعتها لإنسان عصرنا الجديد، وكأن الغاية هي تلك السيلفي لتلك اللحظة في زمن جامد لا روح فيه ولا متعة، وفضاء إسمنتي لا ربيع فيه ولا طبيعة تزين جمالياته اللهم عنف الإشهار اللعين وقساوة إعلام خطير.
الهوامش: 1. المهدي المنجرة، الإهانة في عهد الميغا إمبريالية، المركز الثقافي العربي (الدار البيضاء المغرب)، الطبعة الخامسة، 2007، ص: 8-9.┇2. المرجع نفسه، المهدي المنجرة، ص: 9.┇3. المرجع نفسه، المهدي المنجرة، ص: 9.┇4. المرجع نفسه، المهدي المنجرة، ص: 9.┇5. المرجع نفسه، المهدي المنجرة، ص: 9.┇6. ألبير كامو، الإنسان المتمرد، ترجمة نهاد رضا، منشورات عويدات، بيروت باريس، الطبعة الثانية 1983، ص: 18.┇7. هاربرت ماركوز، الإنسان ذو البعد الواحد، ترجمة جورج طرابشي، دار الآداب، الطبعة الثالثة، 1988، ص: 19.┇8. نفس المرجع، ص: 39.┇9. نفس المرجع، ص: 39.┇10. إلزا غودار، أنا أوسيلفي إذن أنا موجود، ترجمة: سعيد بنكراد، مكتبة نوميديا 159، الطبعة الأولى 2019، ص: 11.┇11. المرجع نفسه، ص: 11.┇12. المرجع نفسه، ص: 11.┇13. المرجع نفسه، ص: 12.┇14. المرجع نفسه، ص: 12.┇15. المرجع نفسه، ص: 13.
المراجع:
• المهدي المنجرة، الإهانة في عهد الميغا إمبريالية، المركز الثقافي العربي (الدار البيضاء المغرب)، الطبعة الخامسة، 2007.
• ألبير كامو، الإنسان المتمرد، ترجمة نهاد رضا، منشورات عويدات، بيروت باريس، الطبعة الثانية 1983.
• هاربرت ماركوز، الإنسان ذو البعد الواحد، ترجمة جورج طرابشي، دار الآداب، الطبعة الثالثة، 1988.
• إلزا غودار، أنا أوسيلفي إذن انا موجود، ترجمة: سعيد بنكراد، مكتبة نوميديا 159، الطبعة الأولى 2019.