المُقاضاة

عبد الباقي يوسف


خرجتُ من المحل الكائن في سوق المدينة بعد أن ابتعتُ حذاءً، وبغتةً وقعتْ أنظاري على زميلتي الآنسة رامة، كانت تمشي على الرصيف برفقة فتاةٍ. ويظهر بأنها أيضاً رأتني، فلوّحَتْ بكفّها لي. عند ذاك توقَّفتُ وهمهمتُ في سرّي: ربما تحتاج شيئاً. فنحن زملاء في المدرسة الابتدائيّة، وبعد تعييني فيها منذ سنةٍ صرتُ أشعر بشيءٍ من المشاعِر العائليّة تجاه كادر التدريس في هذه المدرسة، وأعتقد بأنّها مشاعر مُشتركة بيننا. فعندما ألتقي أحدهم في مكانٍ ما، أشعر بأنني التقيتُ شخصاً له خصوصيّة بالنسبة لي. وهذه العلاقة ليست صداقة، وليست قَرابة أو معرِفة، بل هي علاقة زَمالة هذه العلاقة التي اكتشفتُها فقط بعد مُباشرتي في التدريس، ولم أكن أعرفها سابِقاً. اكتشفتُ بأنّها أيضاً مُختلِفة عَن تلك العلاقات الحميمة مع بعض الطلّاب في مختلف المراحل الدراسيّة رغم أنّها أيضاً يمكن أن تُعتبَر علاقة زمالة، ولكن بعد أن عشتُ العلاقتَين، تبيَّن لي بأن علاقة زمالة الأساتذة فيما بينهم لها طابعها المُميَّز عَن علاقة زمالة الطلّاب.

كيفك أستاذ زاهي. قالتها الآنسة رامة وهي تتقدَّم إليّ.

قلت: بخير.. ماذا تفعلين في السوق؟ هكذا أجزتُ لنفسي هذا السؤال ربما بحكم علاقة الزمالة هذه، كما لو أنّنا اعتدنا أن نلتقي فقط في المدرسة، وأما اللقاء مصادفةً في مكانٍ آخر، يستدعي أن يسأل أحدنا الآخر عَن سبب وجوده في ذاك المكان. قالَت: هذه مروة ابنة خالَتي، جئتُ معها كي تشتري حذاءً.. أصرَّت عليّ كي أجيء معها. ثم استطردَت تقول: وأنتَ ما الذي أتى بك إلى السوق؟

نظرتُ إلى الكيس الذي أحمله بيدي وقلت: تصوَّري.. نفس السبب.. جئتُ واشتريتُ حذاءً. فأطلَقتا ضحكة مشتركة وقالت رامة على إثرها: سبحان الله.. مصادفة غريبة.

عند ذاك قالت مروة وهي تنظر إليّ: أنا لا أؤمن بالمُصادفات. فقالت لها رامة: كيف لا تؤمنين بها يا مروة، نحن لم نكن نعلم بأن الأستاذ زاهي سيأتي اليوم إلى السوق ويشتري حذاءً، وهو أيضاً لم يكن يعلم بأنّني سوف أجيء معكِ، بل حتى أنا لم أكن أعلم بأنّني سوف أجيء اليوم معكِ إلى السوق إلّا قبل ساعة واحدة عندما جئتِ إليّ في البيت وطلبتِ منّي ذلك.

قالَت: كل هذا صحيح يا رامة، لكنه لا يعني بأنّه حصل مُصادَفةً.

قالَت رامة: وأنتَ ما رأيك يا أستاذ زاهي؟

قلت: أعتقد بأنّ مروة لا تنفي المُصادفة، ولكن كما لو أنّها تقول بأن المُصادفة نفسها لم تكن مُصادفة.

قالت مروة: تماماً يا أستاذ.. هذا ما أقصده.

بعد ذاك اللقاء بنحو عشرة أيّامٍ وبينما كنّا نجلس في الإدارة لقضاء استراحةٍ بين الدرسَين ونحتسي الشاي، جلستْ الآنسة رامة على الكرسي المُلاصق لكرسيي وقالت بشيءٍ من خفوت: أستاذ ما رأيك بمروة؟

تذكَّرت تلك الفتاة السمراء المتوسّطة القامة ذات العينَين الرماديتَين وكانت ترتدي بنطالاً أسود اللون، وكنزة صوف زرقاء، وقد شمَّرَت قليلاً عن زندَيها. وتذكَّرتُ أيضاً بأنّني لم أرتح لها. هكذا ثمّة أناس عندما أراهم لأوَّل مرة، أشعر بوخزةٍ في قلبي مع النظرة الأولى إليهم، وأناس عندما أراهم، أشعر بمسرّةٍ في قلبي مع النظرة الأولى إليهم. وجوه ينشرح لها صدري، ووجوه يضيق لها صدري رغم أنّني أراها لأوّل مرّة. والذي لفتَ نظري من خلال بعض التجارب التي حصلت معي هو أنّني صرتُ أعتقد بأن الطرف الآخَر أيضاً يُبادلني ذات المشاعِر في تلك اللحظات. فعندما أذهب إلى دكّان (وائل) الذي هو أقرب دكّان إلى بيتي في الحارة، أشعر بتلك الوخزة عندما تقع نظرتي عليه، وأراه أيضاً يشيح بوجهه عنّي عندما يراني داخِلاً إلى الدكّان، فينتابني شعورٌ على الفَور بأنّني زبونٌ غير مرحَّبٍ به. ولذلك لا أذهب إلى دكّانه إلّا عندما أكون مضطرّاً بسبب هطول المطر الشديد، أو عندما يكون الطقس بارداً، أو في حالة عُجالة وما إلى ذلك. أمّا في الحالات الطبيعيّة فأذهب إلى دكّان (ناظم) الذي يبعد عَن بيتي ويقع في حارةٍ أُخرى. وعندما تقع نظراتي عليه، أبتسم وينتابني شعورٌ بالمسرّة، فيرحّب بي مبتسِماً، وكما أنّني أنظر إليه وأنا أشعر بأنّني أتزوَّد من خلال ذلك بجرعاتٍ من المسرّة، هو أيضاً ينظر إليّ بوجهه البشوش وكلماته الترحيبيّة. لذلك أراني أحياناً أتباطأ في شراء السلع التي أريدها، وأحياناً حتى بعد شراء تلك السلع يدعوني للجلوس معه خلف طاولته، فأجلس، ويصبّ لي كأساً من الشاي وأمضي معه نحو نصف ساعةٍ من متعة الجلوس وتبادل الأحاديث. في حين أنّني عندما أذهب إلى دكّان جاري وائل، أستعجل شراء ما أريد كي أخرج بسرعة، وأشعر بأنّه أيضاً يريد أن أخرج بسرعة عندما يشيح بوجهه عنّي، أو يُشغل نفسه بشيءٍ ما.

كل هذه التداعيات خطرت لي عندما سمعتُ زميلتي الآنسة رامة تسألني عَن رأيي في ابنة خالتها مروة، وهي تنتظر إجابتي. تناهى رنين الجرس فنهضنا وخرجنا من الإدارة، قالت لي ونحن نمشي في ردهة المدرسة نحو الصفوف: بصراحة يا أستاذ زاهي، ابنة خالتي أُعجِبَت بك، وتُريد أن تتواصل معك إن لم تكن فتاة أُخرى في حياتك.

هززتُ رأسي وأنا أمشي، وكما أنّني لم أجد ما أقوله لها عند سؤالها في الإدارة، أيضاً رأيتني لم أجد الكلمات التي سأقولها جواباً على هذا الكلام. ثم اتجه كل واحدٍ منّا إلى صفّه.

بدأتُ أشرح الدرس لتلاميذي وذهني شاردٌ في مروة، فهل كانت مشاعري نحوها خاطِئة عندما رأيتها؟ وإن لم تكن خاطئة فكان عليها أيضاً أن تُبادلني ذات المشاعر بحسب تجاربي السابقة، أو لعلّها ستثبت لي بأن هذا المفهوم الذي أعتقده هو مفهومٌ خاطئ، وسوف تُصحّحه لي.

استناداً إلى هذا التوقّع، وصلتُ إلى نتيجةٍ بأن أوافق على التواصل معها، فربما تكون هي المرأة المنشودة التي أرجو أن أكمل حياتي معها ونبني عائلةً معاً.

عند انتهاء الدوام تقدَّمتُ إلى الآنسة رامة ونحن نخرج من المدرسة وقلتُ لها: لا بأس يا آنسة رامة، لا مانع لدي من التواصل مع ابنة خالتك.

بعد ذلك بيومَين، تناهت نغمة هاتفي الجوّال قبيل الغروب بقليل، نظرتُ إلى الشاشة، وكان الرقم غريباً وغير محفوظ في ذاكرة الهاتف.

فتحت الخط فجاء صوتٌ أنثوي: مساء الخير أستاذ زاهي.. أنا مروة ابنة خالة الآنسة رامة.

أدركتُ بأنها عرفت كيف تختار الوقت المناسب لحديثٍ كهذا، فقد عدتُ من الدوام، تناولتُ الغداء، واستفقتُ مرتاحاً بعد قضاء قيلولة: أهلاً وسهلاً آنسة مروة.. تشرّفتُ بمكالمتك.

قالت: أخجلتني يا أستاذ.. أنا تشرفتُ بالحديث معك.

حاولتُ أن أنسجم مع صوتِها، لكنّني فشلت، فلم أكن مرتاحاً حتى مع نبرات الصوت، وأنا أتخيّل ملامحها، لكن ما أثار فضولي مرّة أُخرى كيف أن الطرف الآخَر أيضاً لا يُبادلني ذات المشاعِر، بل ويُبادِر بالحديث. وهذا ما جعلني أستمرّ في الحديث، فقلت: هل أنتِ مُرتاحة بهذا الحديث؟

صمتت.. طال بِها الصمت، ظننتُ بأن الخط انفصل، فقلت: هل تسمعينني؟

قالت كأن صوتها ينبعث من قاع بئر: أسمعكَ.. نعم أنا مرتاحة.

أثار الجواب استغرابي من جديد، واستأنفتُ الحديث معها حتى اتفقنا على لقاءٍ في كافتيريا خاصّة بلقاءاتٍ كهذه.

أردتُ أن أمنح لنفسي فرصةً إضافيّة لعلّ مشاعري تتغيَّر نحوها، واللقاء بمفردنا في جوٍّ رومانسيٍّ كهذا سيتيح لي أن أتعرَّف عليها أكثر، ويقترب أحدُنا مِن الآخَر أكثر.

أن أنظر في عينَيها، في ملامح وجهها، أستمع لصوتها بشكل دقيق، أرى حركاتها، ونظير ذلك ستتعرَّف هي أيضاً عليَّ أكثر ونحن نتحدّث مع بعضنا عَن قرب، ونتناول معاً وجبةً خفيفةً مِن الطعام. ربما أغيّر رأيي، ربما تغيّر رأيها، ربما أكتشف فيها شيئاً، ربما تكتشف فيّ شيئاً جديداً.

كان عصر يوم الخميس مناسباً لكلينا كي نلتقي في الكافيتريا، تهندمتُ برويَّةٍ وخرجتُ بمشاعِر مُزدوجة بين التردّد والاندفاع، ولذلك تأخَّرتُ نحو عشر دقائِق عَن الموعد. دخلت الكافيتريا، رأيتُها جالسةً إلى مائدةٍ منزويةٍ. وعندما رأتني لوحت بيدِها، فاتَّجهتُ إليها وجلستُ إلى المائدة قبالتها. كانت قد وضعت أحمر الشفاه على شفتَيها، وشدَّت شعرها إلى الوراء وعقدَته خلف رأسها، وطلت أظافرها بطلاءٍ ذهبي.

حاولتُ بكل إمكاناتي أن أُبعد تلك الوخزة التي اعترتني عندما وقعت نظراتي عليها، ولكنّني لم أفلح، حتى البسمة التي ارتسمت على ثغرها، لم أشعر بأنها بسمة حقيقيّة، ولذلك تصنَّعتُ بسمةً مثلها.

أمضينا ساعةً من الأحاديث والنظرات والحركات دون أن تتغيَّر ذرَةً واحِدةً مِن مشاعري نحوها، ولا أدري كيف اتفقتُ معها على الزواج، بل وعند عودتي إلى البيت تسارعتُ في إجراء استعدادات الزواج وأنا أُقنع نفسي بأن مشاعري نحوها سوف تتغيَّر مع العشرة الزوجيّة، فلم يمض شهرٌ واحدٌ على ذاك اللقاء حتى أخذتُ أهلي وطلبتُ يدها للزواج.

تغيَّر إيقاع حياتي بعد الدخول إلى ما يُقال عنه (القفص الزوجي). ولا أدري لماذا قفز هذا التعبير إليّ الآن، ربما لأنّني وجدتُ نفسي بالفعل وقد أصبحتُ في قفصٍ وليس من السهولة أن أخرج منه. نعم أقول: أخرج منه. فبدأت مُعاناتي منذ ليلة الزفاف، فكنتُ جالِساً إلى جانبها بوجه جهمٍ وبسمةٍ مصطنعةٍ، بل رأيتُ ذلك عليها أيضاً، وحتى إن غالبية المدعوين إلى حفل زفافنا لاحظوا ذلك. ولا أخفي بأنّه خطر لي أن أنهض وأخرج من الحفل دون أن أرجع إليه، ولكنّني حاولتُ أن أهدّئ نفسي وأنا أهمهم: كيف سأبدو أمام أهلي وأمام الحضور فيما بعد وأنا أترك حفلة زفافي بشكلٍ مفاجئ؟! ربما مع الأيّام سيطرأ تغيير إيجابيّ على علاقتنا الزوجية.

ركَّزتُ بشكلٍ جادٍّ أكثر على تكملة دراستي في الحقوق إلى جانب عملي في التدريس حتى أحقّق حلمي وأُصبح قاضياً، وأنا أحتمل على مضض الوخزات اليومية المستمرّة كلّما نظرتُ إليها، كلّما سمعتُ صوتها حتى إن أهلي ومعارفي صاروا يُردّدون: ما بك يا زاهي وقد هزلتَ بشكلٍ غريبٍ كما لو أنّك أصبحت هيكلاً عظميّاً. كنتُ أحياناً أنظر إلى وجهي في المرآة، أنظر إلى عظمتي وجنتَي الناتئَين، أحلّق أصابعي على معصمي فأراها تنطبق، وبين فترةٍ وأُخرى عندما أكون في السوق، أزن نفسي، فأرى النقص الهائل الذي في الوزن مقارنةً بالطول.

بعد سنةٍ من هذه المُعاناة اليوميَّة أحسستُ صباح أحد الأيّام بدوارٍ بعد خروجي من الدرس الأوّل، فقلتُ للمُدير بأنّني لا أستطيع أن أكمل، وأشعر بفقدان التوازن. فأذن لي أن أعود إلى البيت كي أرتاح.

عند دخولي إلى البيت، فوجئتُ بسماع صوت رجل يترامى من غرفة النوم، فتحتُ الباب بسرعةٍ لأراها مع رجل عاريَين على السرير. أقفلتُ الباب وأخرجتُ هاتفي الجوال، اتصلتُ بالشرطة، بعد قليلٍ تناهى صوت: مركز الشرطة في خدمتكم تفضّلوا. استردَّتْ مخيّلتي ملامح الرجل وتذكَّرتُ بأنّه ابن عمٍّ لها، لا أدري كيف خطرت لي في تلك اللحظات فكرة التسامح، وتخيَّلتُ بأن الفضيحة في مجتمع مُحافِظٍ كهذا يعني أن أهلها سيقتلونها ويقتلون الرجل.

فتحتُ الباب، زجرته بنظرةٍ، بصقتُ عليه وطلبتُ منه أن ينصرف. نظر إليّ مشدوهاً، أطلق ضحكةً غريبة لم يسبق لي أن سمعتها من أحدٍ من قبل، ثم هرول خارِجاً. وجَّهتُ بصقةً أُخرى إلى مروة وطلبتُ منها أن تعود إلى بيت أهلها وتُخبرهم بأنّني طلّقتها بعد خلافٍ حصل بيننا.

فهرولت هي الأُخرى خارِجةً من البيت.

تنفَّستُ الصعداء وأحسستُ براحةٍ نفسيّة عندما بقيتُ لوحدي في البيت، استبدلتُ الأثاث حتى لا يُذكّرني شيءٌ بها وتفرَّغتُ لدراستي حتى حققتُ حلمي وأصبحتُ قاضياً. كانت حياتي هادئة وقد تزوَّجتُ بمحاميةٍ وأنجبت لي طفلاً، ولكن بقيت تلك الضحكة الغريبة التي أطلقها ذاك الشخص عالقة في ذهني، وبين حينٍ وآخَر أتخيّله وهو يطلق تلك الضحكة ويخرج.

ذات يومٍ وبينما كنتُ جالِساً خلف مكتبي في قصر العدل، جاءتني إضبارة عن شخصٍ قتل زوجته وقتل شخصاً معها. لفت نظري في الإضبارة اسم مروة واسم ابن عمّها الذي رأيته معها في بيتي.

قلتُ للشرطي: أدخل القاتل.

أمرك يا أستاذ. قالها وبعد قليلٍ أدخلَ رجلاً طويل القامةٍ مقيَّد اليدَين. نظرتُ إليه، أطلتُ النظر وهو واقِفٌ والشرطي إلى جانبه، تخيَّلته يدخل البيت كما دخلت، رأى ابن عمّها معها عاريَين كما رأيت، لكنّه لم يكن مثلي في التسامح، بل أقدم على قتلهما. ربما كان أشجع منّي، ربما شيء آخر لا أعرفه. وقفتُ بغتة احتراماً له، فتحتُ القيدَ عَن يدَيه، دعوته للجلوس، طلبتُ من الشرطي الذي اتسعت عيناه وهو ينظر إليّ أن يجلب لنا فنجانَي قهوة.

غاب قليلاً ثم عاد يحمل القهوة، وضع فنجاناً أمامي، والآخر أمام الرجل، ثم خرج وأحكم الباب خلفه. ارتشف الرجل القهوة وهو يرمقني بين لحظةٍ وأُخرى وأنا جالسٌ على الأريكة قبالته أحتسي القهوة، وأتخيَّلني مكانه، أتخيَّله مكاني، أتخيّله يقتحم عليهما غرفة النوم بقامته الطويلة والمسدس بيده، أتخيَّل نظرات مروة وهي مبهوتة لا تعرف ماذا تفعل، نظرات ابن عمّها وهو يرتجف بكل أعضائه حتى برأسه الذي يهتزّ رُعباً. وكما قرأتُ في تقرير الطب الشرعي، أطلق عشر رصاصاتٍ عليهما بالتساوي، تخيّلته يطلق الرصاصة الأولى على ابن عمّها، ثم الثانية عليها، وهكذا دواليك بالتساوي حتى فرغ جرجور المسدس.

نهضتُ إلى الطاولة بتؤدةٍ، فنهض الرجل منتصباً على قدمَيه، ضغطتُ على زرِ فدخل الشرطي، أراد أن يضع القيد في يدَيه، منعته من ذلك وطلبتُ منه بألّا يضع أحد القيد في يدَيه حتى يُخلى سبيله. قال الرجل والشرطي يُخرجه من المكتب: لكنك لم تسألني شيئاً يا أستاذ؟!

نظرتُ في عينَيه وقلت: سألتك وأجبتني بما فيه الكفاية.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها