موسيقانا العربية.. مرثية أخيرة لأزمنة الإبداع والجمال

علي الأحمد

 

" أرفع غايات الفن.. أن يزيد خفقان القلب"

جان ماري جويو

 

وما أكثر المراثي، وأقل الفرح والبهجة، في زمننا المعاصر الموحش.. زمننا الضنين الشحيح بالإبداع والقيمة، ثم، أليس توق الموسيقى دائماً هو إلى الفرح والمَسرّة؟ إذاً، ما الذي يُغرق روحانية الموسيقى بلزوجة المادة وهرطقة المادي العابر؟ أليس من موطئ "نغم" نلتمسه ونصغي إليه بقلوبنا، في هذا السيرك العجائبي المتنقل، وهو يروّض حواسنا على تقبّل وتذوق طبق العولمة المُعلّب، لنكتشف بعد حين، كيف أدمنّا سمومها اللذيذة، وأصبحت ذائقتنا عليلة ومريضة إلى حد الموات والخراب، تمشي على عكازين من رمل، تتراقص على وقع طبول "ثقافة" العابر الزائل، نتحسس معها خفقات قلوبنا اللاهثة، ننظر ببلاهة إلى "سيف داموكليس"1 المُعلّق فوق أعناقنا.

وننصاع مرغمين، إلى "فحيح" التكنولوجيا "الذكية"، وهي تنتج لنا كل هذا "الغباء" الموسيقي المديد، الذي تبشرنا به هذه المنظومة الماكرة المؤدلجة، نتقبلها صاغرين، وإلا... أصبحنا خارج منطق هذا العصر "السعيد"، نقرأ تاريخه المزيف أمام أعيننا وبصيرتنا، من آخر صفحة ومن دون نقطة على السطر.

ولنتمعن ملياً، في عصرنا العجائبي هذا، كيف فَقَد رشده وعقله، وتخفف من يقينه الأخلاقي مرة واحدة، ليقيم بالمقابل، كرنفال غير مسبوق من بهرجات وتجديفات الفن "السلعة" وأسواق النخاسة المتجددة، مع انتشار مرعب لحركات تدمير الموسيقى، "anti-music" ووأد ميراثها الروحي إلى الأبد. 
 

أيضاً: مرثية أخيرة لمستقبل لن يأتي

نعم؛ هي مرثية أخيرة، لجمالية موسيقانا العربية الكلاسيكية، التي انزوت بعيداً، وأصبحت "يتيمة دهرنا"، بعد أن هجرها الأبناء، وكأن شيئاً لم يكن، حيث صعود وسطوة المادة المرعب، لتتآكل روحها الأصيلة، وتتحلل كذرات "السراب" في تيه ممتد من نتاجات "الفن للفن"، ومقولاته النفعية المريضة، وكأن هذا الفن النبيل فقد جذوته الروحية، وعيناه اللامعتين، بعيداً عن دوره الرسالي الحضاري والإنساني، الذي لازمه منذ أن خط الموسيقي العربي القديم "نوتة" الإبداع الأولى، في سفر الجمال والجلال. أليس "الجليل في الفن يبهج الناس جميعاً وفي كل العصور"؟ كما يرى "لونجينوس".
لقد ساهم هذا الموسيقي في التأسيس لأولى الخطوات المباركة، في حفر وهندسة مسارات طريق الحرير الموسيقي، الذي تشاركت فيه ثقافات المنطقة وحضاراتها التي استوطنت الأرض العربية عبر التاريخ. ولم يكن ذلك إلا البداية، في طريق طويل، من الإبداع المائز، الذي وسم هذا الارتحال المعرفي نحو ضوء هذه الحضارات البعيد، حاورها هذا الموسيقي، وتشبّع من علومها، من منطلق الندية، وإثبات الشخصية الثقافية، من دون عقد دونية أو ذوبان في الآخر المغاير.


نعم: عند التاريخ الخبر اليقين

يخبرنا هنا المؤرخ الموسوعي "أبو الفرج الأصفهاني" في تحفته الجميلة "الأغاني" كيف ارتحل "ابن مِسجح" (ت: حوالي 715م وتلميذه النابغة "ابن مُحرز" ت: حوالي 715م) وهما من كبار الفنانين في العصر الأموي، إلى موسيقى الحضارات القريبة من "رومية، وبيزنطية، وإغريقية، وفارسية"، والتعرف عن كثب على تقاليدها وعلومها المتقدمة، وأساليب وطرق التلحين فيها، ونقل ما هو مفيد منها للموسيقى العربية، بعد طرح ونبذ كل ما يشوه أصالتها ونقاءها، وهذا يؤكد على إدراك الموسيقي العربي القديم مبكراً، لمعنى ومغزى المثاقفة مع الآخر المغاير، وكأنه كان يقرأ ويتمثل، مقولة الأديب والشاعر الألماني العظيم "غوته" حين يقول: "الفن، هو ارتحال نحو الآخر".

نعم كان في ذاك الزمن الجميل، موسيقي عربي يمتلك ذهنية منفتحة، تعشق السفر والارتحال الثقافي، و"العبرة هنا في السفر وليس الوصول، ومتعة السفر في ذاتها"، حاول أن يجترح ويكتب موسيقى عربية ذات توق عالمي بالمعنى الثقافي العميق للكلمة، وليس بمعناها الضيق الذي يسود في زمننا المعاصر، وكل ذلك انطلاقاً، من بيئته الوطنية، وعناصر الإبداع في هويته الموسيقية العربية، التي انتمى لها روحياً ووجدانياً، في فضاء ثقافي مفتوح، غني وثري، بالتقاليد والأنماط اللحنية، التي انضوت جميعها تحت مسمى "الموسيقى المشرقية" بقواسمها الإبداعية المشتركة، من منظومتي المقام والإيقاع، وبروز فن الارتجال تحديداً في موسيقانا العربية، كفنٍ له خصوصيته وطرق ممارسته وأداء مساره النغمي المتفرد.

هذه الروافد الإبداعية بقيت متوهجة وجامعة لهذه الموسيقات، لتتعزز بالمؤلفات والرسائل الموسيقية، التي حبّرها حكماء وفلاسفة كبار، أمثال: "الكندي"، ت: 874م، والمعلم الثاني "الفارابي" ت: 950م، والشيخ الرئيس" ابن سينا" ت: 1037م، والعالم الكبير "صفي الدين عبد المؤمن الأرموي البغدادي" ت: 1294 .. وقائمة طويلة من الحكماء والعلماء، الذين أبدعوا علوماً ونظريات موسيقية غير مسبوقة، تأطرت لاحقاً، ضمن ما عُرف وقتها بالعلوم الرياضية الشهيرة، التي كانت تسمى آنذاك "الرابوع الرياضي Quadrivium"، وهي: "الحساب، والهندسة، والفلك، والموسيقى" التي تبحث في قراءة وفهم أسرار الكون والإنسان، وكان لها تأثير جدّ عميق، في مسير ومسرى الثقافة العالمية ككل، وهي نظرية كانت شائعة آنذاك بتأثير من الموسيقات المجاورة، ولنقرأ ما أورده المستشرق د." هنري فارمر" في كتابه القيّم "تاريخ الموسيقى العربية: 177-178" حيث يقول: "إن مبدأ التأثير (Ethos) أصبح شديد الارتباط بالموسيقى. فقد قرنت الفكرة السامية القديمة لشرائع صابئة حَرّان مع نظريات قدماء اليونان والبيزنطيين القائلة بأن كل كائن أرضي يكون "متأثراً" بكائن آخر سماوي. فنغمات السلم (الطبقة) السبع تساوي الكواكب السيارة السبع. وصور البروج الاثني عشر تقرن إلى ملاوي العود الأربعة ودساتينه الأربعة وأوتاره الأربعة. و(تتأثر) أوتار العود الأربعة بالطبائع الكونية القديمة الآلية وهي: الرياح والفصول، والأمزجة والقوى العظيمة، والألوان والعطور، وأرباع دائرة البروج والقمر والعالم. ويبحث الكندي هذا بإسهاب وتفصيل. هذا المبدأ كان أيضاً معروفاً بحذافيره في الأندلس2.


الطائر المشرقي الغرّيد "زِرياب": يا زمان الوصل

هذا المسير الثقافي المنشود، تجدد لاحقاً، مع رحلة "زرياب" علي بن نافع – ت: حوالي 852م. هذا الفنان المتمرد، ومسير قافلته الثقافية المحملة ببضاعة المشرق الموسيقية من علوم ونظريات وآلات، والأهم، روح العصر وثقافته التي تشّرّبها في بغداد، التي تركها مرغماً كما تُحدّث المرويات وكتب التاريخ، نحو بلاد الأندلس، ليؤسس هناك وتحديداً في قرطبة، أول معهد موسيقي في العالم، أَمّهُ -كما تذكر المصادر- أبناء ملوك وأمراء من أوروبا، بغية التتلمذ على يدي هذا النابغة الموسوعي، الذي نشر إشعاع الثقافة العربية الإسلامية في تلك البلاد القصيّة، وعُدّ تلاميذه من مفاخر البلاد، وهو الذي كان عالماً إضافة إلى الموسيقى والغناء، بأحوال الفلك والحساب والعطور واللباس والطعام... كل هذا الميراث الثقافي والفكري والروحي العظيم، بددّه الموسيقي العربي اليوم، في سبيل بعض من فتات وشهرة عابرة، لكن حاله، ليس كحال "أبو عبد الله محمد الصغير" آخر ملوك الأندلس، وهو يبكي المجد الضائع بعد سقوط غرناطة، حين أنشدت أمه ذلك الشعر المؤثر الخالد أبد الدهر: ابكِ كالنساء مُلكاً مُضاعاً...
 

القرن العشرون: زمن الجمال ومفهوم القطعة الممتازة

كان على الموسيقي العربي، في هذا القرن، أن يقرأ ملياً، سؤال التراث والحداثة، وبالتالي تجاوز مرحلة وحقبة الموسيقى العثمانية بمالها وعليها، لكن المعضلة كانت في وجود موسيقي عربي، يجيب ويجيد الأجوبة ويقود بالتالي، هذه "الثورة" الموسيقية الموعودة وطال الانتظار، إلى حدود اليأس والإحباط، خاصة في ظل التطورات السياسية والاجتماعية التي طالت بنية المجتمع العربي، وأحدثت شقوقاً وفراغاً هائلاً في بنيانه، وفي فجر جديد استفاق الجميع، على قرع "طبول" موسيقى غريبة وغير مألوفة، لم تعهدها الأُذن والذائقة العربية من قبل، موسيقى مغايرة تحمل بين طياتها حكمة وفلسفة الشعب، التي تقول: "لا" كبيرة للُأذن الحسية المريضة، وطقوس الطرب والتطريب المغلقة المنغلقة، التي كانت تأبى وتحارب الحداثة ومفهوم التجديد العقلاني، بسبب محاصرة "الرجعية الموسيقية المحافظة" إحدى ترسبات تلك الحقبة العتيدة.

وها هو الشيخ المعمم "سيد درويش" يقود هذه المعركة الثقافية، نحو التأسيس لمرحلة الحداثة والتجديد المعرفي، في موسيقانا العربية المعاصرة، ومن سواه يمتلك جينات الحداثة في دمه العربي الأصيل؟ وعبر عمر فني خاطف، استطاع أن يشيد عمارة وبنيان هذه الحداثة المنشودة التي طال انتظارها، ويجترح كل الجمال والتعبير الدرامي في موسيقاه، وأصبح يؤرخ لها بمرحلة، ما قبل سيد درويش، وما بعده، وها هو الموسيقار "محمد عبد الوهاب" أنجب تلامذته، يقول: "إذا أردت أن تعرف ما فعل سيد درويش بالموسيقى العربية، فانظر كيف كان الملحنون في عصره يلحنون، وكيف كان هو يلحن".

أما لماذا "سيد درويش" يعتبر الحداثي الأول في موسيقانا العربية، فالجواب على ذلك عند الباحث الدكتور "فكتور سحاب" في كتابه القيّم "السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة: 71-72" حيث يقول: "لقد كان الشيخ سيّد فاتحة العصر الحديث في الموسيقى العربية حقاً، تدل على ذلك حال الموسيقى العربية قبله، وحالها بعده، لكنه كان جسراً بين المرحلتين، فلم يقطع الجذور ولم يجافِ الأصول، حتى أمكن له أن يُطرب أجيال العرب جميعاً في المرحلتين"3.

وبعد هذا الاستهلال التاريخي حول إبداع الموسيقي العربي في عصري النهضة "إبان الإمبراطورية العباسية، وبدايات ومنتصف القرن الماضي"، وما آل إليه حال موسيقانا العربية اليوم، لا بُدّ للمرء من أن يتأمل ملياً، وبعين البصيرة ماذا كانت تعني الموسيقى قديماً وما تعنيه في عصرنا الحديث هذا، ويبرز السؤال هنا، ما الذي تغير إذاً، منذ أول جملة مسجلة في التاريخ التي وثقها "أديسون" على اسطوانة من الشمع وهي "ماري عندها حمل صغير"، وما بين نتاجات ومنتوج كهربة الموسيقى وأحابيل "الكيبورد" عبر مقطوعات أقرب ما تكون إلى الهذيان والهرطقة والمجون، كموسيقى المصاعد والبراميل الفارغة والآلة الكاتبة وموسيقى الخضروات، والموسيقى المصنوعة "musique concrete" وهي أصوات وتهويمات، تنذر بنهاية الموسيقى كفنٍ تعبيري وجمالي، لتتحول إلى مجرد ظاهرة فيزيائية من الضجيج.. عارية من حقيقتها وجوهرها الروحي.

هذا الانقياد الأعمى نحو مكاسب آنية وعابرة، من نتاجات متاحف القبح وحركات "الدادا"4 التي انتشرت في الغرب كتمرد وانقلاب على المفاهيم والقواعد والأصول الراسخة لهذا الفن وكل الفنون. وهل كان يعلم "أديسون" الذي أبهر العالم، باختراعاته العلمية العظيمة، التي وصلت إلى حدود "1033" اختراعاً أن اختراعه العظيم هذا "الأسطوانة"، سيكون عبئاً ثقيلاً ونقمة عليه، بعد أن تم حشو كل أنواع الإسطوانات من بعده، باللغو الموسيقي وتركيب واصطفاف الجمل الموسيقية المكهربة بشكل أقرب إلى "المكننة" التي تصم الآذان وتعكر المزاج، وتقتل روحانية وجمال الموسيقى، وهذا حدث مع كل أسف في أغلب موسيقات الشعوب وليست موسيقانا هنا استثناءً؟ 
 

عالمية الموسيقى أم عولمة الموسيقى؟

وهكذا وصلت موسيقانا العربية في زمنها المعولم هذا، إلى مرحلة تأكيد وتأبيد مقولة المفكر العربي "ابن خلدون" في "ولع المغلوب بتقليد الغالب"، لنقع في فخ العولمة وموسيقاها المعلبة البراقة، كأية بضاعة تجارية مستوفية شروط السوق والتسويق، أما إذا أردنا أن نتحدث عن "القيمة"، "فحدّث ما لا يطيب لك الحديث"، ومرة أخرى نعود إلى التاريخ الذي يسعفنا دائماً، ألم يضع إسحاق الموصلي (ت: 850م) موسيقار العصر العباسي الأشهر قانوناً ثابتاً لا يتغير حول مفهوم القيمة والجودة الإبداعية للعمل الفني، حين سُئل ذات مرة: "مالك لا تُكثر الصنعة كما يُكثر الناس؟ قال: "لأني إنما أنقُر في صخرة"5.

فهل قرأ الموسيقي هذا القانون الجمالي الخالد وتبناه، أم أن الكَمّ، والكَمّ وحده، أصبح المعيار الوحيد لنجاح وقيمة هذا الفن المضيّع، حيث يتم هدم بنيانه الجميل الراسخ، بحجة التجديد والثورة على القديم، وإعادة البناء الذي هو في الحقيقة إعادة طلاء ليس إلا، وأين تذهب وتدفن "أطنان" هذه النفايات الفنية، والأرضُ ضَاقَت بِمَا رَحُبَت، وأصبح الإنسان الكائن الوحيد، الذي يدمرها ويعيث فساداً فيها، بعد أن خلقه الله ليعمرها، ويشيد بنيانها، فهل يعي الموسيقي المعاصر إلى أين المسير والترحال؟ بعد أن أضاع البوصلة وفقد مكانه ومكانته في موقع الموسيقى العالمية، لينضم إلى موكب العولمة ولونها الموسيقي الوحيد، الذي هو في حقيقة الأمر "عمى ألوان" حقيقي، وبالتالي لم يعد هناك من نجوم مضيئة في "الفكر والمعرفة" يهتدي ويقتدي بهم، اللهم، إلا نجوم الفن العابرون، الذين تغذيهم مختبرات الاستهلاك السفيه ومقولته الخالدة "اشتر، استهلك، ارم" والبقية تأتي، وهي حتماً ستأتي، بانتفاخ موسيقي هو أقرب للحمل الكاذب، حين يصبح الإغراق في التوزيع المبهرج وتوابعه، على حساب جمال وأصالة "الميلودي" وروحانية الجملة الطربية التعبيرية، مذهب الجميع. و"التعميم هنا بطبيعة الحال، لا يلغي الاستثناء".

ألم يكن الأجدر والأبقى للموسيقي العربي، من أن يجترح حداثته الموسيقية، ويُشعل جمرتها من حطب، بيته القديم "التراث" الذي هجره طواعية، نحو مزيد من صقيع التغرب والغربة وتذويب شخصيته، ومكانته الثقافية من أجل شهرة عابرة لا تمكث في أرض وطين هذا الفن الأصيل النبيل؟ 


إحالات: 1. إشارة إلى الأسطورة الشهيرة، ومفادها أن الملك -ديونيسيوس الثاني- أراد أن يُفهم صديقه ومستشاره "داموكليس" أن السعادة في هذا العالم باطلة ومعرضة للخطر - فدعاه إلى وليمة وعلّق فوق رأسه سيفاً ثقيلاً مربوطاً بشعرة من ذيل الحصان. فذهب ذكر هذا السيف مثلاً. 2. هنري فارمر: تاريخ الموسيقى العربية حتى القرن الثالث عشر الميلادي، عَرّبه وعلق حواشيه ونظم ملاحقه جرجيس فتح الله المحامي، منشورات دار مكتبة الحياة، بيروت، لبنان د. ت.3. د. فكتور سحاب: السبعة الكبار في الموسيقى العربية المعاصرة، دار العلم للملايين، ط 1، أيار 1987.4. مختار العطار: الفن والحداثة بين الأمس واليوم، عالم الفكر، المجلد 17، العدد: 1.5. الأصفهاني: أبو الفرج، الأغاني، المجلد الخامس، دار الثقافة، بيروت، د. ت.

 

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها