"المَلحْفة الكحلة" بالجَنُوب التُّونسيّ

التّاريخُ والرّمزْ

د. محمد أحمد


الزيّ الشعبي للمرأة العربية جزء من تراث بلدها، ويعكس الكثير من تاريخه وعاداته وتقاليده، كما يعكس صورة المجتمع والحياة فيه. وتختلف الأزياء التقليدية التي ترتديها المرأة بين دولة وأخرى، في أسمائها وخاماتها وألوانها، وبعضها ما يزال مزدهراً، والبعض الآخر في طريقه إلى الاندثار.
 


 

وتمتاز كل منطقة تونسية بملابس تقليدية خاصة بها، مثل تلك الموجودة في الجنوب ولها ألوان زاهية، وتتكون أساساً من قطعة قماش مستطيلة تُسمّى "الملحفة" تحيط جسد المرأة، مشدودة في الخصر بحزام من الصوف، مع رمي الطرفين العلويّين على كل كتف دون الحصر بقوّة لتوفير ما يكفي من النسيج، ويُربَط بالجزء الذي يتجاوز الخصر لتغطية الصدر بدبوس (اخْلاَل) من كل جانب، ويمكن التمييز بين نمطين من هذا اللباس التقليدي، وهما ملحفة "اللبسة" (أو ملحفة بوعرضين) عند الهمامة، وملحفة "الغطاء" (أو بوعرض واحد) عند سكان الجريد.

أولاً: تعريف لباس الملحفة

ملحفة: غطاء يركب على اللحاف يقيه الوسخ، وملحفة كل ما يتلحّف به؛ أي يتغطى، ويكون إجمالاً غطاء السرير1. والملحفة هي إزار من قماش أسود أو أزرق تلتحف به المرأة ويثبت على صدرها بواسطة الخلال، وتربط تحت بطنها بالحزام، فإذا كانت من الصوف أو من الحرير سميت (الحولي أو الحرام)، وتكون من القماش أبيض اللون، وهذه لا تلبسها إلا العروس2. ويعرف هذا اللباس خاصة بمناطق الجنوب الغربي التونسي، ولكن كيف يمكن التفريق بين نمطين من الملحفة الكحلة، ونعني بهما الملحفة الجريدية والملحة الهمامية. مع الأخذ بعين الاعتبار اختلاف تسمية هذا اللباس التقليدي النسوي بين مختلف جهات الجمهورية التونسية، حيث تعرف الملحفة في مناطق أخرى (غير منطقة الجنوب التونسي) بتسمية "الملية"، و"الخلالة"، والتخليلية"، مع وجود بعض الاختلافات في القياسات، وفي كيفية الارتداء3.
 

ثانياً: الملحفة الكحلة عند الهمامة

2 - 1  تعريف قبيلة الهمامة التونسية

إن الروايات المتعلقة بأصل الهمامة وهجرتهم تلتقي في أكثر من نقطة مع روايات قبائل أخرى، مما يقلل من مصداقيتها التارخية، إلا أن تاريخ شمال إفريقيا سجل ابتداءً من منتصف القرن الحادي عشر الميلادي، وصول أعداد غفيرة من أعراب بني هلال وبني سليم من الصعيد المصري، بعد أن أطلقهم الخليفة الفاطمي سنة 439ه /1047م على بلاد المغرب، كرد على إعلان المعز بن باديس القطيعة مع الخلافة الفاطمية، واعترافه بالخلافة العباسية. تعترفُ السّير باندماج مجموعات اعتبرت خارجة عن القبيلة ضمن عروش الهمامة، مثل أولاد تليجان وصبرة وفطناسة، بالنسبة لرواية أولاد عزيز وأولاد سيدي بوزيد، والقمامدية، وأولاد سليمان بالنسبة لرواية أولاد رضوان، وفي ذلك مسايرة لواقع الاختلاط البشري.. وعموماً؛ فإن قبيلة الهمامة تشمل قيادتي الهمامة القبالة والهمامة الظهارة؛ أي ولاية قفصة من جهة وولاية سيدي بوزيد، باستثناء منطقتي جلمة وأولاد حفوز من جهة ثانية4.

2 - 2  لبس الملحفة الكحلة عند الهمامة

تعتبر الملحفة من أهم ما يميّز اللباس التقليدي للمرأة في بر الهمامة والبدويات بصفة عامة، وتنتمي إلى لباس المرط الذي يشتمل اشتمالاً، وهي قطعة مستطيلة الشكل من أقمشة متنوعة ألوانها مختلفة منها ملاحف "القرنة"5، وهي من قماش خشن قليل الجودة، وتوجد في لونين الأزرق والأسود، وملاحف "عين حجلة"، وسمّيت كذلك للونها الأسود المماثل لسواد عين طائر الحجل، وملاحف "الكريب" وهي كلمة إنجليزية، ومعناها قماش حريري رقيق متغصّن؛ أي فيه تثنّ وتكسّر، وإلى جانب الملاحف السوداء توجد ملاحف أخرى، وأغلبها من صنف "الكريب" ذات ألوان مختلفة، منها الصفراء، والحمراء، والبيضاء والوردي6.

تختلف الملحفة عند الهمامة مقارنة بالملحفة الجريدية أو غيرها من حيث مقاسها أو كيفية لُبْسها، فالملحفة عندهم تكون في مقاس 4م (طولاً) على 1.5م (عرضاً)، وتكون من قماش "عين حجلة"، وهي عبارة عن لباس يومي يعوّض أحياناً "الحولي العربي"، أو تكون من قماش "الكريب"، وطول هذه الملحفة لا يغطي رأس المرأة، وعلو قماشها لا يتجاوز مستوى كتفيها، ويقع ارتداؤها في المناسبات كأفراح الزواج والختان. كما تتميز "لملحفة الهمّامية" بوجود "سفيفة" بيضاء اللون تتوسط هذا القماش الأسود، وأحياناً يقع الاستغناء عن هذه "السفيفة" خاصة من قبل النسوة الطاعنات في السن.

هذه الملحفة السوداء التي تمثل لباس الاشتمال الخارجي، الذي تشترك فيه الأغلبية الساحقة من النسوة في بر الهمامة، لها رمزية اجتماعية من حيث ارتباط كل صنف منها بالمرتبة الاجتماعية والمادية لكل فئة من فئات المجتمع الجنوبي التونسي، حيث توجد عدة أنواع منها الملحفة "القرنة" التي تكون في لونين الأسود والأزرق، وتعتبر الملحفة الزرقاء أكثر رداءة، لذلك تكون أكثر انتشاراً في الأواسط الأكثر فقراً... وغالباً ما يتم ارتداؤها إلى أن تصبح رثة بالية7.

وقد تلجأ بعض الفتيات المنتميات إلى العائلات الفقيرة إلى ارتداء شطر ملحفة؛ أي الملحفة الواحدة يتم اقتسامها بين أختين، وفي أواخر النصف الأول من القرن العشرين وجدت أصناف أخرى من الملاحف أكثر جودة، وهي ملاحف "عين حجلة"، وملاحف "الكريب"؛ لذلك كانت أكثر استعمالاً من قبل النسوة الميسورات، فيما ظلت النسوة الفقيرات يستعملن الملاحف "القرنة"8.

ومن عادات الهمامة أن تلبس العروس الملحفة الكحلة من نوع "الكريب"، وأن تلبس الكثير من الذهب؛ أي ما يسمّى "الصبّة" بما فيها الخلخال، وأن تضع رغم حرارة الطقس "الحزام الأخضر"، وتلبس كل هذا أيام "الحنّة"، و"الحرقوس" (نقش الزينة على يد العروس)، ولا تنزع أي شيء مما تلبسه إلا بعد عقد القران، تنام وتصبح في هذا الكم الهائل من الذهب والفضة المذهبة، وبعد عقد القران يقع فتح لحزام، وإعتاق العروس من سجن العائلة، ويقع توزيع خيوط لحزام على العازبات من الحاضرات والغائبات، والكل يأمل أن يتزوج بعدها مباشرة9.
 

ثالثاً: الملحفة الجريدية (أو التوزرية)

3- 1  الخصائص الجغرافية والتّاريخية لمدينة توزر

لقد وصف الرحالة والجغرافيون مدينة توزر (عاصمة الجريد) الواقعة بالجنوب الغربي التونسي، بأنها مدينة عظيمة مُحصّنة، وواحتها خصبة غنية بالنخيل والأشجار المثرة وبكل أشكال الزراعات، وهي كثيرة المياه مزدهرة العمران، كما اعتبروها مركزاً مُهماً من حيث مراكز العلم بالشمال الإفريقي، وهي معروفة بصناعة الأقمشة الصوفية، مثل البرنس الجريدي والحولي والأغطية، وهي صناعة تمثل بالنسبة إلى عاصمة الجريد صناعة مربحة، وذات دخل إضافي لسكانها10، يصف الشاعر محمد بن عبد العزيز توزر، فيقول:
زر توزر إذا رمت زورة ... تجري من تحتها الأنهار11


3- 2  الملحفة الكحلة الجريدية:

في العهد الإسلامي فتحت مدينة توزر، وكبقية المناطق المحيطة بها أوّلاً من قبل عقبة بن نافع سنة 46هـ في زمن معاوية بن أبي سفيان، ثمّ انتفضت كما انتفضت إفريقيا، ليفتحها نهائياً حسان بن النعمان سنة 79هـ -698م. ومن يزر توزر سيجد فيها تشكيلاً رائعاً من حضارات العراق والأندلس، ومصر، وبلاد المغرب، يظهر في العمران واللهجة والعادات والتقاليد واللباس. وهي تمتاز بواحاتها التي تحتوي على أكثر من مليون نخلة، وتمتد على أكثر من ألف هكتار من الأراضي، وبجودة تمورها، التي تسمّى في تونس والجزائر بـ"دقلة النور"، وخرير مائها المنساب من مائتي نبع، وبأشعة شمسها على امتداد العام، وبيوتها المشيدة بالطابوق الأصفر والوردي والأحمر. وما يميّز توزر أن ماءها المتدفق من منطقة رأس العين عند سفح ربوة، تشكّل ينابيعها وادياً حقيقياً ما تزال عليه آثار سدود قديمة، قسمها العلامة ابن شباط تقسيماً يوصف إلى حد اليوم بأنه معجزة هندسية. واستطاع أهالي تزر المحافظة على لهجة هي الأقرب إلى اللغة العربية الفصحى، وعلى لكنة هي أقرب إلى جنوب العراق12.

ويعود أصل العباءة العراقية إلى ما قبل سقوط بغداد 1258 للميلاد، وانهيار الدولة العباسية على يد المغول، وعرفت النساء البغداديات بالعباءة كملابس للفخر، وعلامة على حسن الحالة المادية، وكانت بيضاء مطرزة، وهكذا درج عليها الناس هناك، إلا أنها تحولت إلى اللون الأسود بعد سقوط بغداد على يد المغول، حزناً من نساء بغداد على مدينتهم التي أحرقت.

بقيّالسواد  ملازماً للعباءة حتى يومنا هذا، ولعل سر بقائها بهذا اللون هو انحباس الفرح عن الناس هناك منذ ذلك الحين. وعنها كتب الشعراء، وتغنى بها المطربون بأغان شعبية، منها "يم العباية حلوة عباتج". فالعباءة العراقية بلونها الأسود، وشكلها المميز اللذين يمنحانها هيبة وجماليّة خاصة، يجعلانها تختلف عن باقي العباءات. وهي ما زالت تقاوم الحداثة، وتحافظ على شكلها وتاريخها، وتثبت وجودها في بعض مدن الجنوب والمناطق الشعبية والريفية13.

أما نساء البصرة فكان البعض منهن، وبخاصة من الأصل البغدادي يلفون رؤسهم بالعصابة السوداء، ويغطين وجوههن بـ"البوشية" السوداء، ويلبسن رداء أسود يسمى بـ"الصايه"، وتكون ملابسهم سوداء، ثم العباءة. وينتعلن في أرجلهن البابوج الأسود. أما نساء القرى فكن يلبسن العباءة ويلففن حول الوجه قماشاً أسود، يسمى الفوطة بدون غطاء وجه (البوشي)، وإذا صادفت امرأة رجلاً في طريقها تغطي وجهها بالعباءة. ونساء الأهوار كن يلبسنَ ثياباً سوداء، وتضع المسنات منهن على رؤوسهن عمامة سوداء، وأحياناً تغرز الشابات في أنفهن حلقة من الذهب وتسمى الخزامة14.

من الأشياء التي تلفت الانتباه منذ الوهلة الأولى في الجريد ارتداء النساء "الملحفة" السوداء، وهي عادة صمدت في وجه الموضة والغزو الغربي تماماً، كما صمد اللباس التقليدي الذي يعتبر مفخرة أهالي الجريد. ولقد عرف أهالي الجريد في الماضي القريب بلباسهم التقليدي، كالبرنس، والجبة و«الحرام» الجريدي، وتعودت النسوة في هذه الربوع التلحّف بالملحفة السوداء، وذلك عند الخروج من البيت، وهي رداء النساء منذ القدم، وما تزال إلى الآن اللحاف المفضل لديهم. و«الملاحف» المستعملة في الجهة عديدة من حيث الأنواع، وهي تعرف لدى تجار الصناعات التقليدية ونساء الجهة بتسميات طريفة كـ:"عين حجلة"، و«دق إبرة»، وهناك الملحفة العادية. ويجمع هذه الأنواع قاسم مشترك هو اللون الأسود، على أن سعر الملحفة الواحدة يتراوح عادة بين 20 و25 ديناراً.

ولو حاولنا ربط كل جهة من مناطق الجريد بنوع الملحفة الرائجة فيها؛ فإننا سنستكشف فسيفساء مثيرة ولكنها تشترك في كيفية اللباس، وتتميز كل جهة بطابعها، ففي توزر تقبل النسوة على التلحف بالملحفة ذات اللون الأسود، والحاملة لخط أبيض يكون عادة في منتصف الملحفة، ويطلق عليه اسم «السفيفة»، وفي نفطة ترتدي النسوة الملحفة السوداء والمعروفة بخطها الأزرق، بينما ترتدي العجائز في بعض الأحيان ملاحف ليست سوداء اللون. وتختلف طريقة ارتداء الملحفة حسب الأعمار، فالعازبات والمتزوجات تغطين كامل أجسامهن بالملحفة مثلما تمليه العادات والتقاليد. أما العجائز فهناك من تضع الملحفة على كتفيها وتغطي بها الرأس والظهر، وهناك من تتلحّف بها كاملة ويبقى وجهها ظاهراً.

ولو حاولنا الوقوف على الجذور التاريخية للملحفة السوداء في ربوع الجريد، لوجدنا أنها تعود إلى قبائل الطرود التي حلت بالجهة واستوطنت بها. وقد أصبحت رداء تلتحف به المرأة عند خروجها من البيت. حيث يجمع بين الجمال والاحتشام، ولا يعيق المرأة في تنقلاتها، ولكن الروايات تختلف حول المصدر الحقيقي للملحفة السوداء؛ إذ هناك من يقول -أيضاً- إنّ العراقيين الأوائل الذين حلوا ببلاد الجريد وأقاموا بها طويلاً، هم الذين غرسوا في الأهالي عادات وتقاليد منها ارتداء المرأة للملحفة السوداء، وغراسة النخيل والبناء بالطوب، وهناك من يؤكد أن اليمنيين هم الذين جاؤوا بهذا اللحاف إلى أرض الجريد، التي كانت قطباً تجارياً ومنارة علم، حيث كان يقصدها التجار والطلاب من كل نواحي المعمورة، لاسيما اليمنيون الذين استهوتهم الجهة واستوطنوا بها.

وحدثنا عنها السيد السعيد الهبائلي -الذي يقوم بدراسات تهتم بتاريخ ولاية توزر- عن "الملحفة الكحلة" كما يسميها الجريدية، يقول الهبائلي: "الملحفة جاءت من العراق. في العهد الشيعي بتونس دخلت الملحفة إلى الجريد، والدليل أنّ نفسَ اللحاف الموجود الآن في بغداد موجود في توزر". ويضيف الهبائلي: "الملحفة الكحلة نوعان لكلٍ رمزُه الخاص، فالأول يتوسطه خطٌ أزرق، وهو علامة على المرأة المتزوجة، أمّا الثاني فيحتوي على خطٍ أبيض ويرمز للفتاة العزباء، طريقة ذكية اعتُمِدتْ في الماضي للتواصل. أمّا الآن فعادة اللحاف في تراجع كامل"15.

وقد مرّ لباس الملحفة بالجريد بعدة بمراحلَ، ففي البداية كانت مرحلة السفساري، الذي اخْتُصتْ به منطقة دقاش دون غيرها من مناطق الجريد، مع العلم أنّ السفساري رداءٌ تلبسه النساء في تونس العاصمة وجِهةِ الشمال، وهو ذو لون أصفر أو أبيض، وبعد أن انتقلت هذه العادة إلى توزر ونفطة أيضاً، وقعَ التخلي شبه الكلي الآن عن اللباسين معاً، وحدهنّ الطاعنات في السنّ هنّ اللاتي لازلنَ يستعملن الملحفة السوداء. جهة أخرى تختص باللحاف الأبيض، وهي جهة الشابية من ولاية توزر، في القديم لم تكنْ تعتمد اللحاف الأسود، بل كانت تتميز بارتداء اللحاف الأبيض، فعندما ترى امرأةً مارة في الطريق ترتدي هذا اللون فهي من الشابية (وهي المنطقة التي وُلِدَ فيها الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي).
 

ما زال أهل الجريد يتمسكون بعاداتهم الأصيلة في الأعراس لا يأبهون بكل مظاهر العصر الجديدة، ترسيخاً لمفهوم احترام عادات وتقاليد الآباء والأجداد من خلال تمسكهم بإقامة أعراسهم وفق الطقوس التقليدية القديمة، حيث ما زالوا يحتفلون بالعرس، أو "المحفل" وفق العادة والعرف القديم، فيخرج "المحفل" من دار العريس على أنغام الطبل والمزمار، مصحوباً بسيارة محملة ببعض المواد الغذائية والخرفان، وبعض المستلزمات الخاصة بالعروس "الحنة، مواد التجميل، أحذية، ملابس وحلويات"، ويقوم المحفل بجولة قصيرة عبر أحياء المدينة، وحال الوصول إلى دار العروس تدخل النسوة المرتديات للباس التقليدي المتمثل في "الملحفة" إلى المنزل، ويبقى الرجال والطبال خارجه، وتكون ضمن النسوة امرأة مسنة تتكفل بفتح "قفة العطرية" التي تحوي "البخور"، وعلكة "اللّوبان"، و"مرآة" صغيرة تسلمها هذه العجوز إلى العروس في جو مليء بالتصفيق والزغاريد.
كما تلازم الملحفة الكحلة المرأة التوزرية عند زيارتها للمقامات الصوفية المنتشرة بكثرة على أرض الجريد، مثل زيارتهن لمقام سيدي إسماعيل الهادفي، بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، فتكون زيارتهن للزاوية الأمّ مع عائلاتهم إن أرادوا، ويتجمعون بالآلاف في هذه المناسبة النساء في منزل الشيخ، والرجال في الزاوية، والتي كانت في حياة الشيخ إسماعيل خلية نحل نهاراً بالزوّار في كل وقت، وفي الليل لا ينقطع فيها قراءة القرآن، والذكر والتهجّد.


الهوامش: 1. جبران مسعود: تعريف ومعنى الملحفة، قاموس الرائد، دار العلم للملايين، بيروت، 1992، ص: 22.┇2. صفية عزوز: صحراء دوز، تجذّر التراث الثقافي وأصالة الهوية، مجلة الحياة الثقافية عدد 251، لسنة 2014، وزارة الثقافة التونسية، ص: 34.┇3. عبد الكريم إبراهيمي: الأزياء التقليدية للمرأة التونسية، مجلة الثقافة الشعبية البحرينية، العدد 32، لسنة 2016، ص: 156.┇4. حفيظ الطبّابي: بدو جهة قفصة من الترحال إلى التوطين (1881-1956)، المجلة التاريخية المغاربية، العددان 97/98، مايو 2000، ص: 74. ┇5. قرنة: نسبة إلى مدينة ليفورن الإيطالية.┇6. عبد الكريم إبراهيمي: الأزياء التقليدية للمرأة التونسية، مجلة الثقافة الشعبية البحرينية، عدد 32، لسنة 2016، البحرين، ص: 156.┇7. الأرشيف الوطني التونسي، السلسلة التاريخية، صندوق 19، ملف 210، وثيقة عدد 17292.
8. Sebillotte، R : Ksar Elahmar، imprimerie Rulliére، Libeccio، 1997، t 2، p 381
9. أنوار الضاوي سعداوي: نفحات من التراث في أعراس الهمامة، مجلة النجع الثقافية، العدد 21، لسنة 2013، مطبعة تونس قرطاج، ص: 31.┇10. الأخضر نصيري: هندسة المعمار في مدينة توزر بين الثبات والتحول، مجلة الثقافة الشعبية البحرينية، العدد 18، لسنة 2012، ص: 156.┇11. أحمد البختري: الجديد في أدب الجريد، الشركة التونسية للنشر، 1973، ص: 16.┇12. الحبيب الأسود: توزر باب الجنة في تونس، صحيفة البيان الإلكترونية 04 مايو 2013، دبي الإمارات العربية المتحدة.┇13. ميمونة الباسل: العباءة العراقية.. تراث قديم يصارع من أجل البقاء، صحيفة العربي الجديد الإلكترونية، يوليو 2015.┇14. محمد السعيد الهبائلي: كشكول الجريد، الجزء 2، توزر، 2008، الجمهورية التونسية، ص: 55.┇15. محمد السعيد الهبائلي: نفس المرجع السابق، ص: 56.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها