تجربتي مع أمير الشعراء هي الأهم في حياتي

حـوار مع الشاعر السنغالي/ إبراهيم توري

حاوره: ‬أحمد‭ ‬اللاوندي


الشاعر السنغالي إبراهيم توري، من أهم الأصوات الشعرية الشابة التي لفتت الأنظار مؤخراً، فقد حصل على المركز الخامس في مسابقة أمير الشعراء الموسم العاشر، وهو البرنامج الأضخم والأشهر في الوطن العربي، والتي تنظمه لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بإمارة أبو ظبي.
 


 

توري؛ طالب باحث في سلك الدكتوراه، ومتخصص في علوم الدين، وشغوف بالإنسانيات. شارك في أمسيات شعرية عديدة بالسنغال والمغرب، ونشرت قصائده في مجلات ومواقع تهتم بالشعر، وله مجموعة شعرية تحت الطبع بعنوان: (تسريبات من ذاكرة الأبنوس).



 في البدء؛ نريد أن نعرِّف القارئ العربي من هو الشاعر إبراهيم توري؟

أنا طالب باحث في سلك الدكتوراه تخصص الفقه وأصوله، كاتبٌ وشاعر، أشتغل في مجال تعليم القرآن الكريم للأطفال، واللغة العربية للناطقين بغيرها. ولدت ونشأت وتعلّمت في دكار، حفظت القرآن الكريم وأنا ابن تسع سنين، ثم بدأت أطلب العلم في المجالس العلمية التقليدية على عادة أهل البلد بعد حفظ كتاب الله، لكني لم أمكث في ذلك مدة طويلة، فسرعان ما تحوّلتُ إلى المدارس العربية النظامية، فمررت بالمراحل الأكاديمية الطبيعية من الابتدائية إلى أن حصلت على باكالوريا الآداب العربية سنة 2015م، وكنتُ الأوّل في فوجي، بعدها حصلت على منحة دراسية إلى المغرب، وما زلت فيها طالباً جامعياً في السنة الثانية في سلك الدكتوراه بمؤسسة دار الحديث الحسنية التابعة لجامعة القرويين.

أحب الفنّ بمختلف أشكاله، لأنه اللغة التي يتفاهم بها جميع الشعوب، وأحب الشعر أكثر، وأعشق كرة القدم، وأهتمّ بالحوار الثقافي، وأحب تعلّم اللغات والسفر والاحتكاك بثقافات العالم المختلفة، كما أتقن الإنجليزية والفرنسية تكلّماً وكتابة إلى جانب العربية، ولَهْجَتي التي هي "الولوفية"، وأعرف بعض المبادئ في اللغتين الإسبانية والعبرية.

 ولدتَ في العاصمة السنغالية دكار. قربنا من هذه المدينة ومن الأصدقاء ومن ذكرياتك هناك؟

دكار مدينة صاخبة جدّاً ذات كثافة سكّانية عالية، يظلّ جوّها مثقلاً بأشعّة الشمس طيلة السنة تقريباً، وفيها شواطئ تغار على جمالها ورمالها الذهبية شواطئُ "ريو دي جانيرو". وبها أماكن سياحية كثيرة، مثل تمثال النهضة الإفريقية الشامخ، حيث يكاد المرء يخطف الخطفة دون أن يتبعه شهاب ثاقب، وبها معالم تاريخية عديدة، مثل جزيرة "غوري"، ذاكرة جروح الأجداد التي أثخنتْ في قلوبنا ولمّا تندملْ بعد.

وقد منحتني هذه المدينة أصدقاء تعانقت ظلالُنا منذ الصبا، ورقصنا على أوتار الحياة، وشربنا ماءها صفواً وكدراً، وتبادلنا فناجين الفرح والترح، والأمل واليأس، والسعادة والحزن، والنجاح والإخفاق، والحُب والحَبّ، وكل ألوان الحياة.

أما الذكريات فلا أكاد أحصيها، ففي دكار عشت طفولتي، وتعلّمتُ السحر، وعرفت الحبّ، وكتبتُ أوّل حروفي، واكتشفت عالمَ الفنّ والجمال.

 تجيد العديد من اللغات مثل الفرنسية والإنجليزية، لكن عشقك للغة العربية لا نظير له. متى بدأت علاقتك باللغة ومن صاحب الفضل في إتقانك لها؟

صحيح أني أجيد لغات عديدة، لكني لا أكاد أرتاح إلا مع اللغة العربية حين يتعلق الأمر بمسألة الإبداع، فقد عشقت الضاد منذ نعومة أظفاري، وكنت أقرأ كلما تقع عليه ناظراي من شعر ونثر، قرأت الأدب العربي على امتداد المراحل التي مرّ بها عبر التاريخ، وقرأت كثيراً من الكتب الدينية والإنسانية، وأحببتُ القصص والنوادر والروايات وقرأت منها الكثير، وأحببت كذلك المنفلوطي وقرأت كتبه؛ وتعلّقت به حتى شهد لي بعض الأصدقاء أني تأثّرت كثيراً بأسلوبه.

ولا بُد أن أعترف بأني كنت محظوظاً جدّاً حين جمعني الله مبكراً بزميلين تشابهت أرواحنا، وسكنتْ نفوسَنا ذاتُ الشغف، وهو حب القراءة والمطالعة والثقافة على العموم، وأقصد هنا صديقيّ "باب لوح" و "محمد غي"؛ فقد كنّا -أيام الإعدادية- نرتاد المكتبات العربية في دكار رغم قلّة الزاد، فيشتري كل منا كتبا لا يشتريها صاحباه، ثم نتبادلها كي نتمكّن من قراءتها جميعاً، ولا تكاد تخلو رفوف مكتبة أي واحد منا -إلى اليوم- من كتب صاحبيه، وأذكر أنَّنا كنا نمشي مسافات طويلة إلى بعض المكتبات حيث الأمر يقتضي منا ركوب السيارة، لكننا لا نفعل لسبب طريف، وهو أننا لا نريد أن نضيّع أي نقود في سبيلنا إلى الكتب، فقد كانت أيام جميلة مليئة بالذكريات واللحظات التي ستظل محفورة في القلب، فإلى صديقيّ هذين يرجع الفضل الكبير في حبي للقراءة واللغة العربية، وأودّ أن أشكرهما كل الشكر، كما أشكر جميع أساتذتي الذين ساهموا في تكويني الدراسي.

 تقوم بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها. كيف ترى إقبال من يتحدثون بلغات مختلفة على تعلم العربية، وهل ثمة صعوبات تواجهك وتواجههم في هذا الصدد؟

هناك إقبال كبير من الناطقين باللغات الأخرى على تعلم العربية، وهذا واقع ملموس في شتى بقاع العالم، فاللغة العربية تستهوي قلوب الناس حيثما حللت وارتحلت، خاصة في البلدان الإسلامية التي ليست العربية فيها لغة رسمية ولا ينطق بها معظم الأهالي.

ولا شك أن هناك صعوبات يواجهها كل من يمارس مهنة تعليم العربية للناطقين بغيرها، ففيما يخصني أرى أن أكبر تحدٍّ هو تمكين الطلبة وتدريبهم على نطق الحروف نطقاً سليماً؛ لأن بعض الحروف العربية لا يوجد لها مقابل في لغاتنا المحلية، مما يجعل نطقها صعباً جداً خاصة للذين يتعلّمونها على كبر، أما الأطفال وأبناء الكتاتيب فالخطب معهم أهون، أيضاً غياب التكوين الرصين والمتين لدى أغلب المعلمين -وهو وضعي- وقلة الدعم مما يجعل هذا العمل صعباً إلى حدّ كبير.

 متى بدأت علاقتك بالشعر ومن صاحب الفضل في إتقانك له؟

علاقتي بالشعر ربما تعود إلى المرحلة الإعدادية، وهي المرحلة الأهم في مساري الدراسي، لأنها كانت مرحلة القراءة بامتياز، ففيها وقفت على معظم أشكال الأدب العربي وأحببتها كلها، لكن الشعر أخذ النصيب الأوفر في قلبي، والفضل في حبي للشعر يرجع بشكل كبير إلى صديقي الشاعر "مود غي" المشهور بـ"ابن حواء توري"، فقد كان أول شاعر سنغالي تعرّفت عليه، فانبهرت بموهبته وقلتُ في نفسي: لا بد أن أكون مثله، لأننا زميلان في نفس الفصل، فإذا استطاع أن يكتب الشعر فأنا كذلك أستطيع، وهكذا تعلقت به، وبدأت أزوره ويزورني، نقضي وقتاً طويلاً في الكلام عن الشعر والشعراء، وأمدّني ببعض الكتب الجميلة في المجال أذكر منها كتاب "مائة شاعر وقصيدة" الذي حفظت كثيراً من القصائد الواردة فيه، وهكذا إلى أن تمكنت من كتابة أول بيتين لي بعدما شاركت في دورة تكوينية في علم العروض استغرقت أسبوعاً كاملاً، وقدّمها أستاذي "عبد الأحد الكجوري". وكان أوّل ما جادت به قريحتي هذين البيتين:
ولقد ذكرتكِ والخطوب على الشفا ... فجرى على الخدّين دمعٌ واكتفى
لله دهــــــــــري إن رثى لتوجّعي ... فيُلِمّنا فــــــي رغد عيش قد صفا

وأذكر أن البيت الثاني كان به كسر، حيث أصله "لله در دهري..." فصحّحه لي صديقي "مود غي" بإسقاط كلمة "درّ"، ويا كم كانت سعادتي حين همس في أذني قائلاً: لقد وصلت يا برهام، أصبحت الآن شاعراً!

 الشعر عالم مفتوح على جميع الأفكار والاتجاهات، ولا ينمو ويتطور إلا من خلال بيئة حاضنة. ماذا عن الينابيع التي شكلت وعيك وأسهمت في ثراء مخيلتك؟

القراءة والتأمّل والتفكير، وكل ما في الوجود بالنسبة لي هو ينبوع للإبداع، ومصدر للحكمة، فالجمال يحيط بنا من كل حول، وتبقى فرصة اقتناصه حكراً للمتشوقين إليه، الذين يضحّون بكل شيء من أجله، وهم الفنّانون، لأنهم يقرؤون كثيراً، ويتأملون طويلاً، ويفكّرون جيداً، وفي تقديري؛ إن هذه العناصر الثلاثة هي أهم ما يشكل وعي المبدعين ويسهم في إثراء مخيلتهم، فأنا أحب عالم الكتب، ويلفت انتباهي أدق التفاصيل في الأشياء، وأعشق العزلة حدّ الازدحام بما تنطوي عليه نفسي، والاختناق بداخلي المشتت الطموح إلى التوازن.

كما أن المحيط الذي يعيش فيه الشاعر أيضاً جوهريّ في تشكيل وعيه؛ لأن افتقاره إلى مجتمع يسمع فيه صداه كافتقار السمك إلى الماء. لذا؛ يقلّ الشعراء الجيدون في البيئات التي لا يحتفي فيها الناس بالشعر وأهله، وكلما كان الجمهور في مستوى كبير من الذوق؛ كان الشعراء أقرب إلى المرتبة العليا من سلّم الإبداع.

 هل مررت بتجربة أثّرت بشكل كبير في شعرك؟

ربما الغربة للدراسة هي التجربة الأكثر تأثيراً في مسيرتي الشعرية لحدّ الآن، فقد اكتويتُ بنارها، وتعرفّتُ في حضنها على سيدة ثقيلة اسمها المعاناة، وتولّد من رحم لقائنا -على غير ميعاد- ما أعتبره، ويشاركني الرأيَ فيه غيري من الأصدقاء الذين يعرفون شعري، أنضجَ ما جادتْ به قريحتي. لقد أدركتُ أن حياة الفنّان مثل حياة الشمعة، يجب أن يحترق باستمرار كي يختلق الأضواء.

 مؤخراً؛ شاركت ببرنامج أمير الشعراء في موسمه العاشر، حيث حصلت على المركز الخامس. إلى أي مدى استفدت من هذه المشاركة، وماذا تقول الآن بعد ذيوع قصيدتك وانتشار اسمك؟

تجربتي في برنامج أمير الشعراء هي الأهم في حياتي الفنّية لحدّ الآن، فقد منحني "شاطئ الراحة" فرصة التغني بطفولتي ولون خدودي وقبس من سحر الثقافة الإفريقية وجمالها، كما عجّل بشيء من أحلامي العذراء، وأكسبني أصدقاء من الشعراء والكتّاب وجمهور الأدب، بل جعلتني أتطلّع إلى مستقبل أزهر في مجال الفنّ، ودفعتني إلى الإيمان والتشبّث أكثر بمشروعي الإبداعي، وثقتي بأن لدي من المؤهّلات ما يرشّحني لأنخرط في مجتمع الشعراء الخالدين.

والآن؛ أقول لجمهور الشعر العربي إن في القارة السمراء وفي السنغال ناساً يغنّون ويرقصون على أنغام الضّاد، وفيها مواهب شعرية لم تر النور بعد، وأدعو جميع الجهات المهتمة بالفن والثقافة إلى دعمهم والأخذ بأيديهم، فللشعر إيقاع خاص حين تتموسق قوافيه بـ"الكورا"، ويطاول صداه فروع "الباوباب".

 من وجهة نظرك؛ هل النقد يعني إظهار مناطق الجمال والكشف عن العيوب داخل النص، أم ثمة تأويلات أخرى تمكنتَ من التوقف عندها والاستفادة منها؟

صحيح أن الغرض الطبيعي من النقد هو الوقوف على مناطق القوة والضعف في النصّ، لكن النقد كذلك عملية استلهام، حيث إن القارئ العادي همّه الوصول إلى مراد الكاتب لا أكثر، بينما يحاول الناقد تجاوز ذلك إلى التقوّل على الكاتب ما لم يقله مستنداً إلى كثافة النصّ، وتعدّد الأبعاد التي يمكن من خلالها تناوله، وله الحق في التأويل والبحث عن وجوه جديدة للنص وإخضاعه لمعانٍ واحتمالات بعيدة لم يفكر فيها الكاتب أصلاً، وهذا في تقديري أهم من إظهار مناطق الجمال والعيوب.

ولا يخفى على أحد أن الكاتب أول الناقدين لنفسه من خلاله تخيّره للألفاظ الراقية، والمعاني السامية، واستبداله بيتاً مكان بيت، بل وإهماله لكثير من أعماله وقصائده التي لم تعد تمثله، فهذا أيضاً لون من الألوان الكثيرة للنقد.

 تقيم في العاصمة المغربية الرباط منذ سنوات، والشعر لا ينتهي عند جيل بعينه. مَنْ مِنَ الشعراء في المغرب يدهشك في الوقت الحالي؟

المغرب يعيش في هذه الآونة صحوة شعرية كبيرة، ويشهد جيلاً من الشعراء المبدعين أحب القراءة لهم، أذكر منهم على سبيل التمثيل لا الحصر محمد عريج، وعمر الراجي، وخديجة السعيدي، وأحمد الحريشي، وأبو فراس بروك، وغيرهم.

 ذكرت لي أن السفر من هواياتك واهتماماتك. فلِمَ تحبه؟

لأنّي أعود من كل سفر إنساناً غيرَ الذي كنت، وأشعر أن روحي تتجدّد بتجدّد الأماكن، وما أدراك ما هوسي بالجديد. إنني أتوق دوماً إلى المجهول، حتى إن هذا الهوس يجرني في بعض الأحيان إلى التفكر في شأن قفاي كيف شكله، ويؤسفني هذا العجز عن معاينته، لماذا هو على هذه الدرجة من الاستعصاء رغم أنه أقرب إليَّ من حبل الوريد!

أحب السفر لأني لا أحب الأشياء الثابتة، فالحياة بالنسبة لي كالدراجة لا بد من الحركة المستمرة لضمان التوازن، وأنا كشاعر وفنّان؛ أحتاج إلى تكثيف "ملهماتي" ما أمكن، وأحسب أن رائحة الأماكن وألوانها ودفئ الناس وملاحمهم في كل بلد مما يسهم في جعلي أكبر فنياً، فالسفر حلية للعقل والنفس والروح.

 صوتك الشعري لا يشبه أحداً.. بِمَ استطعت أن تكون لك بصمتك الخاصة؟

لا أدّعي أن لي بصمةً خاصة في الشعر، سيما أنّ تجربتي ما زالت في مرحلتها الجنينية، وأرى أن بيت محمد عبد الباري ينطبق عليَّ كثيراً:

لم يبتكر موسما بل ظل مقتبسا ... مواسم الناس حتى حان موسمُه

فما زلت أنتظر موسمي، وأسعى جاهداً إلى تكوين صوتي الخاص الذي لا يشبه أحداً، والنضج الفنّي -كما لا يخفى- مثل النضج الفكري، فكلاهما بحاجة إلى وقت طويل وجهد كبير وقراءة مكثفة لتحصيلهما. وأنا أحاول جاهداً أن أكتب شعراً لا تنعكس عليه إلا ملامحي، شعراً يشبه روحي وحدها، وغير قابل للتناسخ.

 بيوت الشعر المنتشرة في الأقطار العربية؛ كيف تراها؟

إنها مبادرة طيبة لشحذ همم الشعراء، وتسليط الضوء على المواهب الشابة التي تستحق الدعم والتشجيع؛ لأن الشاعر يحتاج إلى العيش في أجواء تتردد فيها أصداؤه وتشعره بكونه مبدعاً وفنّاناً، وأرجو أن ترى هذه البيوتُ النورَ قريباً في بلداننا التي توجد فيها شريحة كبيرة من المجتمع تهتم بالعربية وثقافاتها وآدابها عموماً، وبالشعر على وجه الخصوص.

 لغتك تتميز بالعمق الروحي والبعد الفلسفي الجمالي.. ما رؤيتك للعلاقة بين الشعر والفلسفة؟

علاقة الشعر بالروح والفلسفة علاقة أصيلة متجذرة في التاريخ، فطالما كان الشعر وعاء الروح، والفن صوان الحكمة، فحين يصل الصوفي إلى مستوى الكشف والفناء يصبح في أقرب الاحتمالات؛ شاعراً، أو يكون كلامه شعرياً بامتياز، وحين أراد فلاسفة اليونان أن يقنعوا العوام بأفكارهم وأنها صادرة من سلطة عليا مقدسة كتبوها بلغة شعرية، مما يؤكد لنا هذه العلاقة الضيقة بين الشعر والروح والحكمة.

وإذا كانت الفلسفة أمّ العلوم كما ذاع وانتشر، فإن الشعر -في تقديري- أبو الفلسفة والحكمة، وبالتالي أبو العلوم جميعاً، حتى إنك لا تكاد تجد واحداً من كبار الفلاسفة والعلماء في جميع الحقب التاريخية لم يكن شاعراً أو تعاطى الشعر ولو بنسبة ضئيلة، وأرى بأن الشاعر لا يرقى إلى قمة الإبداع ما لم يكن حكيماً في المقام الأول. وهذا ما نستشفه من قول المتنبي الشهير: "أنا وأبو تمام حكيمان، إنما الشاعر البحتري".

 الشاعر إبراهيم توري؛ حدثنا عن أمنياتك وأحلامك في المستقبل؟

من الصعب وأنا في هذه المنطقة الرمادية من العمر أن أرسم لنفسي أمنيات وأحلام بكل ثقة، ففي عقد العشرين يظل الإنسان متأرجحاً بين ضبابية من الأشياء، لا يكاد يستقر في شيء، حيث يتحول من حلم إلى آخر بين عشية وضحاها. لكن يمكن أن أقول إن حلمي الأكبر هو ألّا أموت، وأبقى من الأحياء ما بقيت الإنسانية على وجه الأرض، أن يذكرني التاريخ في أزهر صفحاته شاعراً إفريقياً، وعالماً مسلماً، ومفكراً إنسانياً.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها