تقنية الكتابة الشعرية عند "جعفر العلاق"

د. أسماء عطا جادالله


للعلاق خصوصية منفردة في كتابة التجربة الشعرية، وهذا ما تمثل في إنتاجه الذي يقرب من اثنتي عشرة مجموعة، بالإضافة إلى مواكبة هذه التجربة لروح العصر الذي تعقدت أشكاله وتنوعت معارفه، مما جعله يتمرد على الشكل الشعري المألوف في كتابة القصيدة، ذلك تبعاً لتحولات الثقافة العربية من الشفاهية الجاهلية إلى الطباعة الحديثة، فالشعر انعكاس للحياة ولقيمها الفنية والفكرية، ومن هنا أصبح الفضاء الورقي للنص بمثابة شاشة عرض للمتلقي، بالإضافة إلى أن الشاعر المعاصر لم يكتب النص الثابت الخالص، فالنص المعاصر يستلهم من نصوص وفنون متنوعة، ومن هنا أصبح له تقنيات متنوعة، وهذا ما ظهر في شعر العلاق الذي يعد من الشعراء البارزين في جيل السبعينيات، وإن لحق بجيل الستينيات في أواخره، فالعلاق وغيره من شعراء الحداثة فتحوا آفاق المتلقي على أشياء جديدة لم يكن يعهدها من قبل؛ مما فرض عليه نوعاً من المغامرة كمغامرة المبدع لحظة الكتابة؛ فالرؤية العميقة في معظم الشعر الحداثي تعالج موضوعاً فلسفياً متسعاً ومتعالياً، وهو: أن العالم بكل معانيه المادية والمعنوية يقع في جدلية كبرى؛ أي "أن الأشياء والمعاني التي تشكل هذا الوجود تتكون في علاقة ديالكتيكية متجددة في كل آن تحتمل التضاد، والتقبل، والتجاور، والتفاعل، فهي تتداخل لتشكل المعنى بكل جزئياته، فالفكرة الواحدة محور البوح والمعالجة في الشعر الحداثي تحمل المعنى وضده، أو أضداده المتعددة، وأيضاً توافقاته بكل صورها تتضافر كل هذه الجزئيات في معنى الجدل كضفيرة الشعر المتماسكة، لتحيل الفكرة الواحدة إلى التنامي، أو إلى الهدم والموات"1.

ومن هنا رصدت الدراسة بعض التقنيات التي استعملها الشاعر كـ(تقنية السرد) الذي يمثل بنية أساسية في نص العلاق الشعري، فالشعر الحديث الذي يحمل قضايا الإنسان المعاصر، نزع إلى السرد، ليعبر بعمق عن الأبعاد الإنسانية المختلفة، كما أن هذا النزوع يكون أيضاً من خلال استخدام تقنيات متعددة كاتشاح النص بأبعاد تاريخية وأسطورية، أو من خلال تقنية تعدد الأصوات"2، فالقصيدة الحديثة لم تعد مقتصرة على صوت واحد وهو صوت الشاعر، وإنما أصبحت تحمل أصواتا مختلفة، كما أصبحت تحمل نظاماً قصصياً يصوغه الشاعر السارد إلى أحداث تحمل أبعاداً دلالية مختلفة تثير الانفعالات والمشاعر الإنسانية "3.

وقد ذهب "رولان بارت" إلى أن السرد بمثابة تراتبية للعناصر، أو الأركان والمقتضيات ولا يتوقف التعرف فيها على طوابق، أو على إسقاط التسلسلات الأفقية (للخيط) السردي على محور عمودي ضمنياً4، فالسارد يعتمد في أحداثه على عنصري الزمان والمكان والاسترجاع، وهذا ما اتكأ عليه الشاعر كثيراً في نصوصه ليعطي المتلقي تصوراً مسبقاً عن المكان والزمان ليحيطه بالمعرفة وفي ذلك اشراك للمتلقي في الولوج إلى داخل النص؛ ليعيش التجربة، فالمتلقي عند قراءته البداية التي تتضمن الزمان والمكان، أو الحوار تتشكل في مخيلته صورة يبني عليها فهمه وإدراكه للبنى السردية في القصيدة كلها، ومن هنا تأتي أهمية البداية في النص التي تنير أجزاءه المتبقية، فالاسترجاع يمثل لدى المتلقي فهماً للأحداث الماضية ومقارنتها بالأحداث الواقعة في الحاضر والمستقبل، ومن هنا جاءت دالة الفعل الماضي "كان" ليبدأ الشاعر من خلالها عملية القص المكاني والزماني؛ ليشير من خلال هذا السرد إلى حمولات عديدة داخل النص. فيقول:
النوافذ
كانت نوافذ تلك القرى ورقاً
ليناً، وصبابتها ورقاص
ليناً، والشِّفاه
تفتَّحتِ الرّيحُ خلف صناديقها
شجراً
من غُبار المياه
كان رمل الحدائق يشحب.

ولم يكتفِ الشاعر بالسرد كتقنية فنية في كتابة نصه، بل اعتمد على (تقنية الاستلهام واللعب اللغوي من خلال عبوره للأنواع الأدبية الأخرى)، فيبدأ في دواوينه بالإهداء غالباً كعتبة جديدة تمهد الدخول للنص فيقول: في ديوان "لا شيء يحدث .. لا أحد يجيء"

"إلى أبي"

عندما يصدر الشاعر الديوان بإهداء؛ فإن هذا يمثل حالة من الحميمية التي يتمتع بها الشاعر، أو يتطلع إليها من خلاله؛ لأن عنوان الديوان "لا شيء يحدث .. لا أحد يجيء"، يشير إلى حالة من الانفصال والمسافة الشاسعة بين الذات ونفسها من جهة، وبين الذات والواقع الخارجي من جهة أخرى، وهذا ما يجسد بصرياً من خلال اللوحة السريالية التي يحتويها غلاف الديوان، فهي تظهر مساحة من الفراغ كبيرة في مقابل جزء صغير من الوجود (الحياة الألفة) إذا قيست بهذه المسافة، ومن هنا لم يجد الشاعر إلا والده كي يحتمي به في هذا العالم، فهو (الوجود، المقاومة، الامتداد الماضي والمستقبل)؛ لذا يبدأ رحلة جديدة، أو مغامرة جديدة من مغامراته الحياتية، ثم يختزل الإهداء إلى هذا الحد، ويأتي في صيغة رسالة وهو (إلى أبي) مما يثير انتباه المتلقي، ويترك له مساحة من التأويل. هل الإهداء هنا على سبيل الحب؟ أم العتاب؟ أم مضمون الديوان بكل ما به من ألم وفرح وحياة وعدم وغير ذلك؟ وأرى أن هذا ما يناسب الإهداء، وخاصة من خلال حالة السرد التي يقصها الشاعر من خلال نصوص الديوان، ومن هنا يُكتشف مضمون الرسالة، ثم نأتي إلى الاقتباس "لا شيء يحدث... لا أحد يجيء، لا أحد يذهب إن هذا لفظيع، يا للهول".

فالنص الغيري الذي يصدره الكاتب في مقدمة الديوان أتى به الشاعر لينتزعه من سياقه البنائي والتداولي ليوحي من خلاله الاستقلال والوحدة، فالاقتباس يبرهن على انفتاح الأدب العربي والثقافة العربية عموماً على البعد الإنساني العالمي، بما يترتب عن هذا الانفتاح من التحولات التي تعمل على إثارة ذاكرة المتلقي، وتحفيزه نحو المقارنة بين معطيات الاقتباس ومعطيات النص للوصول إلى استشعار قيم جمالية جديدة داخل النص الجديد. فالعلاق يمتص هذا الاقتباس من "بيكت" لا من أجل أن يعرفنا على "بيكت"؛ وإنما ليظهر حالة الإنسان بصفة عامة داخل الواقع، فالشاعر من خلال اتكائه على هذه العتبة يرسم صورة مؤلمة للحياة من خلال التشكيل اللغوي المتمثل في النفي والتوكيد، وهذا يؤسس حالة الوحشة المدغمة باليأس مما يعطي العنوان شحنة نافذة لها القدرة على اختراق كل ما في الوجود والوصول إليه. كما أن وجود التقنيات الفنية للكتابة يتطلب لغة قادرة على استيعابها وتوصيلها إلى القارئ،

فالعلاق يكثف النص الشعري لديه ليس في استخدام اللغة فقط كدوال، ولكن تكثيف هذه اللغة من خلال الانزياح وموقعها على الفضاء الورقي وصلتها بالبياض والسواد فيقول:
كم سنةٍ ضعنا، وضاع مغنينا
الغرابُ مضى...
لا عَندليبَ على القيثارِ
لا مطرٌ على الأغاني.

إن الشاعر في هذا النص الذي يربط فيه بين دوال عدة تبدو متباعدة ولكنها متلاحمة ومجسدة لحالة الشاعر، فالغناء ألفة وأنين قد يكون عن فرح وعن حزن، فالضياع والفقد يتنافى مع الفرح، ومن هنا يجسد الشاعر ألم الضياع من خلال دالة الغناء وأدواتها (القيثارة وغيرها)، ليشركنا معه في حالة الأنين الذي يؤازر به الشاعر نفسه في تلك الحالة، وكأنه نوع من النحيب والرثاء على ذلك الضياع، ثم تأتي دالة الغراب والمطر ليشير من خلالهما الشاعر إلى الضلال والجدب الذي حل بهم، فإن كان الغراب أرشد العاصي القاتل على الدفن، فلمَ لم يرشد التائه الضائع إلى وجهته؟ ثم تسود حالة من الجفاف في انقطاع المطر، والمطر هنا يقفز عن الدلالة المألوفة وهو الماء (الحياة) ليوحي بحالة من الموات والضياع والفقد لكل ما حوله، ومن هنا يكرر أسلوب النفي (لا عندليب-لا مطر)، فيترتب على ذلك لا عشب لا اخضرار، ثم يأتي التشكيل البصري على الصفحة؛ ليمثل شكلاً رأسياً يحيل إلى حالة من التخبط والتلوي والمعاناة في الوصول إلى الاستقامة، ومن هنا يكرر الاستفهام بكم الخبرية التي تشير إلى تعدد تلك المرات وكثرتها، وهو في حاجة إلى الخلاص، فيقول:
كم ضعنا وكم عصفت بنا المتاهاتُ
بعدها يختم القصيدة بقوله:
كما نُصغي لكارثةٍ..
كما نُغنّي لأيامٍ مضتْ
بدَدا

ولم يكتف العلاق بالاعتماد على الدلالات فقط ليثري تجربته؛ وإنما لجأ إلى (التراث) ليمتص من خلاله تجربة "ابن زريق"، ليقارن من خلال هذه التجربة بين حالة ابن زريق (العباسي) الغريب المسافر الحزين المفارق، ليظهر حالة من الفراق والألم والوحدة في زمن آخر وعصر آخر، ومن هنا تعكس التجربة حالة الشاعر النفسية التي يعرضها من خلال موازاته مع "ابن زريق البغدادي"، وخاصة أن الموطن واحد وهو العراق؛ وكأن الشاعر يحاكم وطنه ككل ماضياً وحاضراً من خلال هذا التناص الذي يعرض حالة من التمرد على الأعراف الأدبية الثابتة؛ ليثقل النص بحمولات فنية مختلفة؛ لتحديث بنية القصيدة بقصد الوصول إلى تشكيل رؤاه للعالم وللكون، والتعبير عما يحس به من معاناة أمته وأزمتها، الأمر الذي يدل على مأزق الإنسان العربي في عالمنا ماضياً وحاضراً، فيقول في نص "تخطيطات في دفاتر ابن زريق البغدادي":
وسادة وجهي، وغصنُ ماءْ
أحمل في نُعاسه وجوهَكم
يا شجر الكرخ
وأنسي أنّ لي من عمركم عامين

ويستمر الشاعر في استلهام التقنيات الفنية للكتابة باستخدام (الحوار) كوسيلة لاتساع النص وامتصاصه لأكثر من صوت، فيلجأ إلى أنسنة الجماد واستنطاقه؛ ليتيح الفرصة للجماد بأن يتكلم؛ لتجسيد حالات القمع السائدة داخل العالم الخارجي، فالجماد يؤازر الشاعر داخل الكون، فتجسد الصورة الشعرية موقف الشاعر من الوجود الذي يعتمد فيه على ثقافته الخاصة، فيلون الصورة الشعرية بحسب هذا الموقف من الوجود، فاعتماده على موقفه الفكري والثقافي كان أكثر من اعتماده على تجاربه المباشرة؛ لأنه يدرك بما لا يقبل الشك بأن العالم لا يعطيه أنماطاً واضحة للاستجابة، فهو يفكر في حدود ذاته، فالصورة في شعر الحداثة وحدة مستقلة، وأداتها توسيع اللغة وإمكاناتها التعبيرية، فالمفردة تمثل دلالة ترسم صورة المعنى، ومن خلال التجربة الذاتية للشاعر يتم خلق الصورة الفنية عبر علاقات متباعدة ظاهرياً منسجمة داخلياً؛ لأنها لا تشير إلى الأشياء، ولكنها تخلق جوها من خلال براعة الشاعر في اختيار موضوعاته من الطبيعة والعالم وانتقاء الرموز من مساحات كونية واسعة ظاهرة للجميع، وتعد نتاجاً للذاكرة الثقافية والاجتماعية، فيقول:
هتفنا
أين وجهتنا
قالوا
إلى بابلٍ نمضي...
أيعرفنا أطفالُها
أم حصاها

إن حالة من الحميمية يبشر بها النص من خلال ضمير المتكلم (نحن) الذي يشير إلى الجماعة وليس الفرد الواحد، ومن هنا يجسد حالة الشعب المشتاق لوطنه والمتشوق لأرضه، ولكنه سرعان ما يدب الشك في قلبه بعد لحظة الفرحة بالعودة، فبعد هذا التهليل يقف مع نفسه مناجياً لها ومتسائلاً، والسؤال يفتح آفاق القارئ إلى دلالات عدة فما بالنا إلى حيرة الشاعر نفسه هل سيُعرف بعد العودة؟ ومن سيعرفه (الأطفال أم الحصى)، فلو وقفنا عند دالة الأطفال سنلاحظ المستقبل والتوالد وهل وجدوا مستقبلهم؟ وهل سيعرف هذا المستقبل الماضي الذي صنعه؟ ثم تأتي دالة الحصى لتكون داعمة لتلك المعرفة، فكل ما في الكون قد يتغير ولكن الحصى هو الباقي الذي يتعانق الإنسان معه عن طريق الأقدام فهل يعرفهم؟ أم سينكرهم ومن هنا يجسد عراقتهم ومجدهم، ومن هنا تتعدد الأسئلة وتكثر الاحتمالات. ثم يتجه الشاعر إلى تقنية اللقطات المشهدية ليجسد المشهد الدامي فيقول:
أظل اليوم في دمنا
من بابلٍ،
غير فوضاها
ومحنتها...؟

فالشاعر يستدرج تلك اللقطة من تاريخ بابل القديم ليلبسها جسد بابل المعاصرة، فهو خيطٌ يلف الاثنين الفوضى والمحن، ثم يتحدث الشاعر مع بابل وعن حبه لها كيف تحول إلى هلاك وندم وخسارات وضياعات، وإلى أيامٍ مضت وهو يستثمر التوزيع البصري على الورقة ليجسد حالة السقوط بصرياً كي يعمق به دلالة التشتت والتشظي، والامتداد الزمني، فيشدد الشاعر على ذبول تلك الأيام وكيف مضت من خلال أزمنةٍ عديدة ولسنوات مختلفة، فكما عبَر عن كلمة تتهاوى حرفاً حرفاً؛ فإنَه وضعها معادلاً موضوعياً لضياع الأيام جرعةً جرعةً وسنةً بعد أخرى، إنّ هذا التوزيع البصري هو جزء من التعبير عن تلك الأيام التي ضاعت جرعات، وهو إيغال في العذاب5، فيقول:
ومضت أيامنا....
تــ
تــ
هــ
ا
وى

إن النص العلاقي عمد إلى استلهام تقنيات الفنون المجاورة، فاستعار من الفن التشكيلي لوحاته التي جسد عليها رؤاها وحرك ريشته لتخربش على تلك اللوحات مراد الشاعر، فتتشابك الخطوط والظلال في تلك اللوحة، ينقل لنا المشاهد مرئية أمام العين فيقول:
كأن طيور الفرات
غزال
على الرمل..
غطوا الدفاتر بالماء،
هل علق الراحلون على النخل
أفراحهم؟ وعلى رئتي
قميصا،
يلوح للشام بالميتين

اعتمد النص هنا على مجاز بصري ببناء صورة بصرية تنقلها العين بحيادية لمنظر طبيعي مأثور: بين رمال ممتدة ومياه رقراقة وطيور تعلو وتهبط في رشاقة، ومن هنا يستعير الشعر من الرسم عناصره التصويرية محتفظاً بوجوده في الأغشية الخفيفة التي تشف عن رؤية الشاعر الفنية من خلال "وضع بعض العناصر والأشياء الجامدة، غير الحية، في بناء دال ومعبر عن حس إنساني، دون أن يكون للحضور الإنساني أي وجود سوى ما يتولد من علاقة العناصر والأشياء"6، وهذا ما ظهر من خلال اللوحة السريالية التي شكلها العلاق داخل نصه، فتتشكل اللوحة السريالية من الأسئلة الممتدة التي تستنكر الإجابات وحالة الشوق التي تسيطر على الشاعر، والمسافات الممتدة للمكان والزمان من خلال حالة السفر التي يعيشها الشاعر، ولم يبق له من الحياة إلا التلويح عبر مسافة بعيدة (يلوح للشام بالميتين)، ومن هنا يظهر التراسل المكاني بين الشام والعراق ليجسد حالة الشوق والبعد المكاني والزماني الذي يشعل الشوق والحنين في داخل الشاعر.

احتراق في ذاكرة فرح غير متوقع
أخبئ بيني وبين رماد الهوى مطرا
كتبت على أرضه امرأة منهكة،
معبأة
بنعاس الطيور المعلق في الريح

العلاق رسام بارع يجيد تشكيل مشاعره بفرشاته، من خلال الدلالات اللغوية والألوان التي تعطي الصورة الشعرية منحىً آخر، يجذب بصر المتلقي وذهنه في الآن نفسه من خلال الصورة السريالية التي يرسمها أثناء تشكيل لوحته الفنية، التي تركز على لونين مختلفين، وهما اللون الأزرق واللون الرمادي، وهما يشكلان حياة أخرى تنطلق داخلياً عند العلاق من خلال الأمل والسعادة؛ ليقاوم من خلالها لغة الحزن والألم؛ ليقيم تراسلا بين الطبيعة وألوانها، وبين الفن وتشكيله والحالة النفسية ومكنونها، فالرؤية المعبرة عن أحاسيس الشاعر تقترب من خلال الاقتران بين اللغة والخيال، فالمفردة تمثل دلالة ترسم صورة المعنى، ومن خلال التجربة الذاتية للشاعر يتم خلق الصورة الفنية في الشعر "فالشعر يثمر ويزدهر في أحضان الألوان والأشكال التي تدفع إلى الحاجة لاستكشاف الصورة الفنية في الشعر"7.

 


الهوامش: 1. ظاهرة الغموض في الشعر الحديث، د. محمد عبد العليم محمد إسماعيل علي ط: 1435هـ -20م دار الفكر العربي.┇2. علي بن تميم السرد والظاهرة الدرامية، ط1 2003 المركز الثقافي العربي - الدار البيضاء، ص: 139.┇3. محمد علي كندي: الرمز والقناع في الشعر العربي الحديث، السياب ونازك والبياتي، دار الكتاب الجديد المتحدة ط 2003، ص: 10.┇4. ياسين النصير، الاستهلال فن البدايات في النص الأدبي ط1 1993 ط1، دار الشؤن الثقافية العامة – بغداد، ص: 96.┇5. ينظر: تجليات النص السيري، د. عارف الساعدي، الجامعة المستنصرية/ كلية التربية، قسم اللغة العربية.┇6. آفاق الشعرية العربية الجديدة في قصيدة النثر/ شريف شفيق رزق توفيق الدمام 1436، دار الكفاح للنشر والتوزيع ص: 316.┇7. الصورة الشعرية عند آدونيس.
....
• نداء البدايات، علي جعفر العلاق، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، 2013.
• الأعمال الشعرية: علي جعفر العلاق الطبعة العربية الأولى، 1998، المؤسسة العربية للدراسات والنشر، دار الفارس للنشر والتوزيع.

التعليقات

اضافة التعليق تتم مراجعة التعليقات قبل نشرها والسماح بظهورها